سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 8209 - 2025 / 1 / 1 - 14:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ الايام الاولى لتأسيس نظام الملالي، فقد تم الترکيز على أمرين ليصبحها المرتکزين الاساسيين اللذين يقوما عليهما هذا النظام، والاول هو قمع الشعب الايراني وسلبه حرياته والثاني هو تصدير التترف والارهاب والتدخلات في الشٶون الداخلية لبلدان المنطقة.
تدخلات نظام الملالي لم تعد من الاسرار التي يخشى هذا النظام من کشفها والتحدث عنها، بل کانت حتى بمثابة أمر يستخدمه من أجل إبتزاز دول المنطقة والعالم وتهديدها، وکان هذا النظام يواصل تدخلاته ويعمل على توسيع دائرتها لتشمل دول المنطقة کلها ويقيم على أثر ذلك امبراطوريته الدينية ويجعل من نفسه أمرا واقعا ليس بالامکان التصدي له أو رفضه، وهذه الحقيقة قد قامت منظمة مجاهدي خلق بفضحه مرارا وتکرارا بالاستناد على الادلة والمستمسکات الدامغة التي لا سبيل لنکرانها ورفضها.
حلم النظام الايراني من أجل إقامة إمبراطوريته الدينية هو الذي جعله يصر على تدخلاته وحتى يصل به الامر الى تحدي ثورة الشعب السوري عام 2011، ويقف بوجهها الى جانب نظام الدکتاتور بشار الاسد لأن الاخير کان بمثابة العمود الفقري لدوره وتدخلاته في المنطقة، وقد کان تدخله السافر والصارخ هذا نموذجا بالغ السلبية بهذا الصدد الى الحد الذي لا يمکن نسيانه وإن وزير خارجية النظام عندما يدعو بعد سقوط نظام الدکتاتور الاسد الى:" أهمية حفظ الأمن والاستقرار، فضلا عن وحدة الأراضي والسيادة السورية ورفض التقسيم. وأكد عدم التدخل في الشؤون الداخلية لهذا البلد."، فإن دعوته هذا مثيرة ليس للسخرية فقط بل وحتى للقرف والاشمئزاز.
دعوة عراقجي لعدم التدخل في الشٶون الداخلية في سوريا ما بعد دکتاتورية عائلة الاسد، هي دعوة کاذبة وواهية ومخادعة، لأنه لم يکف عن التدخل في هذا البلد حتى بعد سقوط حليفه الدکتاتور، وحتى إن ماقام به عن طريق عملائه في بعض المناطق، قد أکد وأثبت ذلك، لکن يجب القول أيضا بأن هذه التدخلات الاخيرة لم تکن إلا کرفسات الذبيح التي لا فائدة منها، إذ أن الاوضاع والامور قد تم حسمها في سوريا ولم يعد لنظام الملالي من أي مکان وموقع في سوريا ما بعد الاسد، بل يوجد هناك فقط مشاعر الکراهية والبغض لدى اشعب السوري تجاهه وتجاه ما قد فعله وإرتکبه من جرائم ومجازر فظيعة في سوريا بحيث يندى لها الجبين الانساني.
على نظام الملالي أن ينتظر ولکن من دون أن يطول إنتظاره لهبوب عاصفة غضبة الشعب الايراني التي ستجعله أثرا بعد عين.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟