كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي
الحوار المتمدن-العدد: 8209 - 2025 / 1 / 1 - 12:10
المحور:
الادب والفن
من سنة كنت اصحو فالتقط اهم احداث العالم ثم امضي لمتابعة المواضيع الثقافية .
كتمت صوت الشاشة وفيها العالم يحتفل وحزّني وضع الخيام بغزة وهم يصارعون المطر والقصف مستقبلين العام الجديد .
بعدها حاورت منصة الذكاء الصناعي واقر انه محاور فريد موضوعي وغير متشنج , انه ليس كصديقي البسيط الذي الغى صداقتي بسبب ملاحظة ثقافية لفته اليها بعد ثلاثين سنة من الصداقة .
سألت الذكاء الصناعي عن ( فعولان ) المختلف عليها لغويا في البيت الشهير ( وعينان قال الله كونا فكانتا فعولان في الالباب ما تفعل الخمر ).
فكان محاورا قديرا يغوص في المصادر وفي لحظات يزودني بالافكار وكان يتحمل اسئلتي واعتراضي بصبر .
عندها تذكرت جدنا سيبوية الذي تزود بقطع رغيف وتمر ومضى يجوب الفيافي بعدما اثارته كلمة عرجون , فمر على اعرابيتين تقول احداهما لصاحبتها .. يا اختاه لولا العرجون لغسقني الغاسق واجابته بان كل شكل هلالي هو عرجون فلولا الحجل للدغتني الافعى .
وكان لا بد لسيبويه من ذلك العمل الشاق فالمدرسة البصرية سماعية خلافا للكوفيين , حينها تمنيت لو كان سيبويه ضيفي فنحاور الذكاء الصناعي .
وتذكرت كيف كنا نعاني لشحة المصادر وندرة المحاورين الموضوعيين .
عبّر العالم الامريكي النوبلي الفيزيائي جون هوبفيلد 91 عاما عن قلقه من مجال التقدم التكنولوجي للذكاء الصناعي وقال (انه مقلق جدا) .
واستشهد بمثال مادة آيس ناين الخيالية التي اخترعها كورت فوينغون في كتابه مهد القطة الصادر 1963 فقد طورت لتساعد الجنود المتوغلين في الوحل لكنها تسببت خطأ في تجمد المحيطات ما تسبب في فقدان الحضارة الانسانية .
علينا نحن الكتاب في العصر الخارق التطور ان نعيد النظر باسلوبنا كتابة وجذبا والا سيتم تصنيفنا بالخمول سوف نتكهف في قوقعتنا ان لم نكتشف الحلول الفنية لان محيطات معرفية ستغزونا بارادة التطور التكنولوجي .
طوال عمري كانت تقلقني الاعياد والحضور للمآتم وزيارة المقابر لكني لا افرض قناعاتي على الاخرين آملا ان يظل الناس يحتفلون وان يكتشف العالم الجمال والرغيف والسلام .
#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟