|
سوريا الجديدة..فلسطين..هل هناك طبخة تعد لهما في القنوات الخلفية
مزهر جبر الساعدي
الحوار المتمدن-العدد: 8209 - 2025 / 1 / 1 - 01:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
(سوريا الجديدة.. فلسطين.. هل هناك طبخة تعد لهما في الغرف المغلقة..) هناك استراتيجية كونية لجعل الكيان الاسرائيلي المسخ؛ قلب المنطقة الصناعي والتجاري والمالي والاقتصادي؛ اركانها اربعة دول؛ دول الخليج العربي،(اسرائيل)، امريكا، تركيا...ودول عربية اخرى في الطريق... لذا؛ فأن الاوضاع خطيرة للغاية. ففي سوريا الجديدة في ظل الحكام الجدد؛ من السابق لأوانه التنبؤ بما سوف تقوم به الحكومة الانتقالية في المرحلة الانتقالية والتي ربما تبدأ بعد ثلاث اشهر حسب ما جاء في تصريحات قائد الادارة السورية الجديدة، السيد احمد الشرع، بعد عقد المؤتمر الوطني الذي دعا له، والذي سوف يجمع كل القوى الوطنية في هذا المؤتمر، بحسب تصريحات الشرع. ومن هذا المؤتمر او من نتائج المؤتمر هو تشكيل الحكومة الانتقالية. في المقابلة التي بثت مؤخرا على قناة الحدث؛ اكد الشرع على عدة مواضيع، سوريا واقليميا ودوليا. في سوريا اي في الوضع السوري الجديد، وعلاقتها بمحيطها العربي وبجوارها الاقليمي والدولي الابعد، اكد على؛ اولا، كتابة الدستور ربما لا يتم كتابته إلا بعد ثلاث سنوات على اقرب احتمال، فيما المرحلة الانتقالية سوف تستمر اربع سنوات. ثانيا لا لتقسيم سوريا، باي شكل كان، ولو على الطريقة الفدرالية، وان سوريا ستكون او لسوف تحافظ على استقلالها، وان خروج القوات الروسية سوف يكون بالطريقة التي تحافظ على العلاقة القديمة بين روسيا وسوريا. ثالثا، لا للانتقام الفردي، بل ملاحقة المسؤولون الكبار على جرائم النظام البائد بحق الشعب السوري، وان الحكومة الانتقالية ستضم جميع اطياف الشعب السوري. ولا للمحاصصة في الحكم، وان قوات قسد ستكون او ستنضم الى وزارة الدفاع. رابعا على ترامب رفع العقوبات عن سوريا من دون مفاوضات ومساومات. خامسا، سوريا بعد اليوم لن تشكل ازعاج لأحد.. سادسا، نثمن موقف السعودية، كما قال في المقابلة، ودول الخليج العربي، وان سوريا الجديدة، ستكون علاقتها مع مصر علاقة استراتيجية عميقة، وان سوريا الجديدة بحاجة الى الاستثمار العربي وهنا ومن المؤكد يقصد دول الخليج العربي وبالذات السعودية، وايضا يقول بحاجة الى الاستثمارات الاقليمية والدولية، وان الشعب السوري قد تعب وهو بحاجة الى السلام والبناء، وان قوى الثورة تحولت الآن من الثورة اي من المعارضة كما قال في المقابلة الى الدولة. سابعا، على ايران ان لا تتدخل في سوريا، ولا ينبغي لها ذلك. في المقابلة تجنب الحديث عن علاقة سوريا الجديدة مع اسرائيل، ولم يتطرق الى عدوان اسرائيل على سوريا وكيف قامت اسرائيل بتحطيم كل تقريبا مقومات الجيش السوري، واحتلت المنطقة العازلة وجبل الشيخ حتى ارياف القنيطرة ودمشق وصولا الى الضفة الاخرى من نهر اليرموك؛ للسيطرة على مصادر المياه وعلى الارض ايضا، لتشكل مستقبلا ضغطا وخنقا لسوريا الجديدة،
كما ان الاعلامي الذي اجرى المقابلة معه وهو من اعلامي قناة الحدث هو الأخر تنجب او لم يسأل، السيد احمد الشرع؛ عن عدوان اسرائيل على سوريا، وخرقها لاتفاق فك الاشتباك الذي تم الاتفاق عليه في عام 1974. هذا بحد ذاته يثير لدى المتابع الكثير من الأسئلة، ويجعل المتابع يفحص، او يقرأ بالفحص والتحليل على علاقة سوريا الجديدة مع كل دول الخليج العربي ومصر وتركيا، وبالنتيجة كيف يتم تنظيم هذه العلاقة مع كل هذه الدول والتي هي مطبعة مع الكيان الاسرائيلي سواء كان في المعلن الرسمي او في الظل الغير الرسمي بانتظار الفرصة للإعلان الرسمي له. ليس التطبيع فقط بل ان هناك علاقات ذات ابعاد استراتيجية بين هذه الدول كلها وبين الكيان الاسرائيلي وعلى كل مجالات الحياة وكل اصعدتها، وانها اخذه في التجذر والتعميق في المستقبل وحاليا ايضا بشكل خفي وخجول وخائف من ردة الشعوب العربية. من وجهة النظر الشخصية ان هناك في القنوات الخلفية كما يصفها الكاتب الامريكي، بوب وود ورد، في كتابه الحرب؛ ان ما هو ظاهر على سطح الاحداث يختلف كليا وتماما عن ما هو موجود هناك في القنوات الخلفية، والذي قدم له كاتب هذه السطور المتواضعة؛ قراءة، تم نشرها مؤخرا في الحوار المتمدن وفي صحيفة المثقف؛ ففي هذه القنوات يتم طبخ الخطط وانضاجها بعيدا عن وسائل الاعلام سواء المقروءة او المرئية او المسموعة او في وسائل التواصل الاجتماعي. من هنا تبدأ الاسئلة وهي هل هناك طبخة لتصفية القضية الفلسطينية، على قاعدة حكم ذاتي مهلهل لا قيمة له في الذي يخص حق الشعب الفلسطيني في دولة ذات سيادة، ليكون بديلا عنها اي عن حل الدولتين؛ اولا ليقولا للعالم ها نحن قد حققنا كل ما كان يريده الشعب الفلسطيني بالسياسة والدبلوماسية، بينما الحقيقة في هذه الحالة حين تكون واقعا على الارض، لا سامح الله؛ تتم تصفية القضية الفلسطينية، ويصبح شعب فلسطين اقلية في دولة صارت شرعية، او الاصح اكتسبت الشرعية عربيا واقليميا، وعززت شرعيتها الدولية. وثانيا وهذا هو الاخطر والاهم؛ ها نحن قد حولنا القرارات الدولية التي تطالب اسرائيل بالانسحاب من الاراضي الفلسطينية والعربية التي احتلتها في عام 1967؛ يقول عرب التطبيع وايضا جوار الجغرافية العربية من القوى الاقليمية المطبعة( تركيا)؛ قد جبرنا اسرائيل (الكيان الاسرائيلي) على تنفيذ تلك القرارات الدولية بما يخص دولة للشعب الفلسطيني( حكم ذاتي..). عليه ومن المحتمل جدا ان هناك في الغرف المغلقة طبخة تعد بهدوء وروية وتخطيط مستتر؛ لتغيير شكل المنطقة العربية واعادة رسم جغرافيتها وطبيعة انظمة الحكم فيها في ظل نظام شرق اوسط جديد أخذ في التشكل، وضمن نظام دولي جديد، يقترب حثيثا من خط الشروع لتشكله هو الأخر على الرغم من معارضة امريكا والغرب وبقوة ليقام نظام دولي جديد، إلا ان نتائج حرب اوكرانيا سوف تجعل القوى الدولية العظمى تدخل في المساومات والمقايضات وبالتالي؛ تبدأ التفاهمات لإقامة هذا النظام. هذه الطبخة لا تتحول الى واقع على الارض إلا بهذا التغيير والتحول لشرق اوسط جديد، ضمن نظام عالمي هو الأخر جديد، ومن دون هذا التغيير لن يكتب لها النجاح. من الدلائل التي تشير وبكل وضوح الى هذه الطبخة؛ اولا، تدافع او تسابق انظمة التطبيع بالهرولة الى دمشق، مع ان هذا التراكض الى دمشق هو ايجابي، إنما يبعث على التوجس والخشية من هذا التزاحم في وقت لم يتبين بعد الخطط والخطاب السياسي لهذا النظام السوري الجديد؛ وموقفه من عدوان اسرائيل واحتلالها لأرضه، سواء على الصعيد الأني او على صعيد المستقبل. زيارات على مستوى عال سواء برلمانية او رسمية، كل تقريبا دول الخليج العربي مصر والاردن. وعلى الصعيد الدولي والاقليمي اوكرانيا تركيا، امريكا واخرون في انتظار خلو الطريق الى دمشق. ومنها وفي تزامن قامت قوى الامن الفلسطيني بشن هجمة تصفية على قوى المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية. ومنها ايضا استمرار الكيان الصهيوني في مذابحه على الشعب الفلسطيني في غزة يوميا وعلى مدار الساعة، من دون ان تقوم وسائل الاعلام العربية بتسليط الاضواء على هذه المذابح حتى صارت تلك المحارق نسيا منسيا. ومنها ايضا قيام الكيان الاسرائيلي بشن هجمات مدمرة على اليمن ويعتزم كما يقول المسؤولون في هذا الكيان بان العملية اي عملية الحرب الجوية على اليمن لسوف تستمر لأشهر وان هناك بنك اهداف حصلنا عليها من اصدقاءنا في المنطقة وهم يقصدون هنا بأصدقائهم في المنطقة؛ انظمة دول الخليج العربي. حتى بلغت الغطرسة والاستهتار الاسرائيليين، بكل القوانين الدولية، وسيادة الدول وسلامتها؛ ان يقول ممثل اسرائيل في الامم المتحدة؛ ان على الحوثيين ان يتذكروا ما قمنا به في تدمير حماس وحزب الله والاسد. وان اسرائيل سوف تدمر كل من يعتدي عليها، متناسيا ان كل ما جرى هو دعما للمقاومة الفلسطينية التي تدافع عن حق شعبها في الحياة الحرة والكريمة على ارضهم التي يحتلها كيانهم المسخ من عدة عقود، او عشرة عقود خلت والى الآن. وهو هنا حق يكفله القانون الدولي لشعب ارضه محتله، ويتعرض يوميا للإبادة. وما يؤكد ما ذهبت اليه من خطط لتصفية قضية الشعب الفلسطيني؛ تصريحات نتنياهو الأخيرة من ان اسرائيل لن تسمح لحماس بالوجود في غزة، ولا السلطة الفلسطينية. في ذات التصريح قال نتنياهو؛ من انه حتى لو تم اتفاق على تبادل الاسرى، فان اسرائيل سوف تعاود الحرب على غزة لاحقا. ان قضية الشعب الفلسطيني؛ هي ايضا قضية كل الشعوب العربية في ظل التوصيف الحقيقي والواقعي للصراع مع الكيان الاسرائيلي؛ فهو هنا صراع عربي صهيوني كما ان ما يؤكد هذا التوصيف الواقعي والموضوعي؛ هز عصى التهديد في وجه انظمة جوار سوريا، مفادها او جوهرها؛ اذا لم تتغيروا لتواكبوا او تركبوا في قطار التطبيع؛ فان عصى التهديد الامريكي حصرا لسوف تهتز على انظمتكم بقوة، قد لا تتحملوا قوتها وضغطها. السؤال الأخير هل تكون سوريا الجديدة جزء من هذه الطبخة؟ او انها لسوف تقاوم ولم ترضخ لها؟ الاجابة هنا متروكه على رف الانتظار في المستقبل والذي ربما يكون قريبا
#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة في كتاب الحرب للكتاب الامريكي بوب وود بورد/ 2
-
قراءة في كتاب الحرب لبوب وود بورد
-
الحكومة التي تمثل الشعب؛ لايمكن ان تشكل تهديدا لإسرائيل
-
لماذا فشلت الدول العربية..
-
لماذا سقط النظام السوري سقوطا دراماتيكيا ومذهلا؟
-
قوى الإرهاب: وكلاء ليسوا احرا في قرار الحرب والسلم
-
تريكا، الكيان الاسرائيلي، امريكا: هم الداعمون للإرهاب بكل اش
...
-
اسرائيل نتنياهو: التخادم بين نتنياهو وحكومته العنصرية؛ قد لا
...
-
مؤتمر القمة العربية الاسلامية الثانية: يفقتر الى الاجراءات ا
...
-
امريكا ترامب: حلحلة الصراع
-
امريكا ترامب: اشهار واستظهار فاشية امريكا
-
الكيان الاسرائيلي: دولة دور او لها دور استعماري
-
خيرا السلام مع دولة الاحتلال الاسرائيلي، ليس خيارا للسلام، ب
...
-
عبد الله اوجلان..هل يدبن الارهاب، ويطالب الشعب الكردي التركي
...
-
امريكا- اسرائيل: يقتلان ولا يقاتلان
-
حرب الاجرام الصهيوني في فلسطين ولبنان.. ربما لاتنتهي قريبا
-
المشروع الامريكي الاسرائيلي الغربي.. يستوجب حشد الطاقات لموا
...
-
ايران- اسرائيل- امريكا: تبادل اللكمات، وليس الذهاب الى حرب ش
...
-
الصراع في المنطقة العربية.. لن يتحول الى حرب شاملة
-
الصراع بين دولة الاحتلال الاسرائيلي والمقاومة اللبنانية
المزيد.....
-
ألمانيا وفرنسا في زيارة تاريخية إلى سوريا: وزيرا الخارجية يت
...
-
حريق ضخم في سوق كانتامانتو في أكرا: دمار واسع وخسائر كبيرة
-
حماس تعلن استئناف المفاوضات مع إسرائيل في الدوحة
-
-سانا- عن مصدر وزاري: القبض على -أحد مسؤولي كاميرات المراقبة
...
-
الشيباني يعلن عن جولة تشمل الأردن وقطر والإمارات
-
2024.. ارتفاع استثمارات السياحة في روسيا
-
الجيش الإسرائيلي ينسف مربعا سكنيا في منطقة الشيخ زايد شمالي
...
-
مجلس النواب الأمريكي يعيد انتخاب الجمهوري مايك جونسون رئيسا
...
-
رويترز: لم يتحدد موعد الحوار الوطني السوري المنتظر
-
أهالي مخيم جنين يتهمون السلطة باستهدافهم كما يفعل بهم الاحتل
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|