أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سربست مصطفى رشيد اميدي - سوريا هل ستبدل التبعية لولاية الفقيه الى السلطان العثماني















المزيد.....


سوريا هل ستبدل التبعية لولاية الفقيه الى السلطان العثماني


سربست مصطفى رشيد اميدي

الحوار المتمدن-العدد: 8208 - 2024 / 12 / 31 - 16:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ اندلاع الثورة السورية في درعا سنة 2011 على اثر مقتل الطفل (حمزة) تحت التعذيب، فقد توالت المظاهرات والاحتجاجات في كافة البلدات والمدن السورية، وتلت ذلك انشقاقات لضباط وجنود من الجبش السوري. لكن الموقف السياسي الغربي المتردد وخاصة للولايات المتحدة الامريكية في الوقوف الى جانب الشعب السوري ودعم انتفاضته ضد قمع وسيطرة حزب البعث وحكم ال الاسد (الوحش)، والذي كان اهم شعار لهذ الثورة في المظاهرات والاحتجاجات هو (سلمية سلمية). هذا الموقف فتح الباب على مصراعيه امام الاسلام السياسي وخاصة القوى التكفيرية للولوج الى الساحة السورية وركوب الموج والسيطرة بعد ذلك على الثورة السورية. هذا الوضع وعدم استعداد النظام السوري للتعامل العقلاني والوقوف بجانب ابناء شعبه واصلاح النظام وكف الة القتل والتعذيب البعثية تجاه شرائح الشعب السوري، دفع برأس النظام للاستنجاد بايران ووكيلها في المنطقة حزب الله اللبناني للتدخل العسكري والامني، اللذين ساندوا النظام بكل ما اوتوا من قوة ووحشية، حيث جلبت ايران ميليشيات شيعية افغانية وباكستانية وعراقية للقتال، واللذين لم يكنوا اي شعور او تعاطف تجاه ابناء الشعب السوري المنتفض. ثم ونتيجة لعدم تغير مجرى الاحداث لصالح النظام فقد طلبوا الدعم من روسيا التي تدخلت لصالح النظام وانشأت العديد من النقاط والمعسكرات الروسية في مختلف مناطق سوريا كقاعدة (حميميم) الجوية في الساحل السوري وقاعدة طرطوس البحرية وغيرها. الميليشيات الايرانية وقوات حزب الله وما تبقى من قوات النظام والتي بدات بانشاء ميليشيات محلية ترتبط بحزب الله او بقوات النظام وبدعم روسي خاصة في توفير الغطاء الجوي، بدات باقتراف جرائم وفضائع وحشية بشعة في مختلف ارجاء سوريا، كقتل المتظاهرين وعمليات التعذيب والاعدامات في سجون ومعتقلات النظام التي زادت عن 370 سجنا ومعتقلا، واستخدام البراميل المتفجرة، والسلاح الكيمياوي، وقصف المناطق المدنية الاهلة بالسكان، والتهجير والتغيير الديموغرافي وغيرها، وذاكرة الشعب السوري ستكون زاخرة بهذه الذكريات المؤلمة ولعشرات السنين القادمة. في هذا الخضم شكلت العديد من الفصائل بعد ان فتحت تركيا حدودها مع سوريا لتدخل افواجا من التكفيريين من مختلف دول العالم، وبهذا تحولت سوريا الى ساحة قتال بين النظام والميليشيات الايرانية وقوات حزب الله وبين فصائل وميليشيات اسلامية تكفيرية ارهابية. في هذه الظروف التي وصلت اليها الاوضاع في سوريا وفي ظل عدم تبني الثورة من قبل الغرب وخاصة امريكا فقد سيطرت القوى التكفيريةعلى مناطق واسعة من سوريا كجبهة النصرة وجيش تحرير الشام وداعش المجرم، الذي ظهر في ريف حلب ثم برز كشركة متعددة الجنسيات استغلتها كل دولة حسب مصالحها، حيث ما لبث ان تمدد بعد ان تهاون نظام بشار والحكومة العراقية بالوقوف بحزم امام هذا الوحش الوليد، ليتمكن في فترة وجيزة من السيطرة على محافظات نينوى وصلاح الدين والانبار واجزاء من من محافظات كركوك وديالى وبغداد وبابل في العراق، ومحافظات الرقة ودير الزور وادلب واجزاء من محافظات حمص وحماه والحسكة وغيرها، حيث اعلنت الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش)، واتخذت من مدينة الرقة عاصمة لدولة الارهاب هذه. في المقابل اصبحت امور النظام تسيطر عليها حزب الله وايران والقوات المتبقية التي كانت بامرة ماهر الاسد شقيق بشار الاصغر.
في المقابل سنحت الفرصة التاريخية لتركيا للدخول بقوة في الازمة السورية بحجج واهية كحماية حدودها ودعم المعارضة السورية، التي كانت قياداتها تقيم في المدن التركية، اما على الارض فقد كانت الفصائل الاسلامية المصنفة كقوى ارهاب دولية تمسك بالارض. في نفس الوقت فقد اعلن حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) مع احزاب كردية صغيرة وقوى محلية في شمال شرق سوريا (رۆژاڤا) تاسيس قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي سيطرت على مناطق في شمال شرق سوريا. هذه القوات بدأت في التصدي لداعش ووقف تمدده، حيث بدى لاحقا ان قوى دولية تحس بالخطر الكبير لداعش على الامن والاستقرار في المنطقة والعالم، حيث اسس التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة داعش، حيث قامت بتوفير الاسناد والغطاء الجوي لقوات قسد في محاربتها لارهاب داعش. حيث بتحول المواجهة الى قتال بين قوات نظام بشار وقوات حزب الله والميليشيات الايرانية وبين القوى التكفيرية والارهابية خلقت الفرصة الملائمة للتدخل التركي خاصة بعد الهجرة الواسعة لابناء الشعب السوري الى دول المهجر ودول الجوار وخاصة تركيا، لتتدخل بشكل مباشر في الشان السوري، وتشكيل ميليشيات تابعة له ودخول الاستخبارات التركية وقواتها العسكرية بشكل مباشر داخل الاراضي السورية. وبعد اندحار داعش على ايدي قوات قوات سوريا الديمقراطية، ومن ثم السطرة على الرقة عاصمة داعش، فقد انحلت اغلب قواتها بن قتيل واسير وهارب، حيث ان قسما منها غيرت ولائها وملابسها لتنضم الى الميلشسيات التابعة لتركيا ككتائب السلطان مراد، وكتائب الشاه سليمان، حيث استفادت منهم تركيا حتي في احتلال ربوع الجبال في اقليم كوردستان. ثم ما لبثت القوات العسكرية التركية أن اقدمت على احتلال اجزاء ومدن في شمال وشمال شرق سوريا كمدينة عفرين وبلدات مثل جنديرس، راجو، شران، وجرابلس، الباب، وأعزاز، و گری سبی (تل أبيض) وسەرۆکانی (رأس العين)، حيث تتوزع نقاط التواجد العسكري التركي في سوريا في 129موقع في محافظات إدلب، حماه، الحسكة، الرقة، واللاذقية. وتستمر القوات التركية بمساندة القوات الموالية لها التي لا تخفي نياتها واهدافها في القضاء على التواجد الكردي وقوات قسد، وتتتقدم باستمرار في مختلف هذه المناطق ولا تفرق بين القوات القتالية لقسد والمدنيين المسالمين. والان وبعد سيطرة قوات هيئة تحرير الشام والفصائل المنضوية معها في ادراة العمليات على مقاليد الحكم في سوريا من 8 ديسمبر، فان القوات التابعة لتركيا قد بدات في اليوم الثاني لاتطلاق العمليات العسكرية لاسقاط نظام بشار فانها توجهت لللسيطرة على المناطق الكردية بادراة مباشرة من ضباط اتراك، واسناد من المدفعية التركية والطائرات المسيرة، حيث سيطرت على تل رفعت ومنبج وانها تحاصر الان محلتي الاشرفية وشيخ مقصود في حلب، وتحاول السيطرة على سد تشرين وجسر قوزاق ومدينة كوباني، وايضا مدينة تل تمر في ريف الحسكة، والقتال لا زال مستمرا في هذه المناطق. ولا تخفى تركيا والرئيس التركي السيد رجب طيب اردوغان يانهاء وجود قسد والذي يسمونهم بقوات ال PKK مع داعش في سوريا، باعتبارها قوى ارهابية، وبنسون او يتناسون ان العديد من الفصائل والشخصيات الموالية لها، ومن ضمنها السيد احمد الشرع (ابو محمد الجولاني) رئيس هيئة تحرير الشام ورئيس سلطة الامر الواقع الحالية في دمشق هم ضمن قوائم الارهاب الدولية. وان قسد لا تعتبر فصيلا ارهابيا، لا بل تشكل جزءا اساسيا في التحالف الدولي لمحاربة داعش. لكن السؤال الذي يتبادر الى ذهن اي مراقب هو ماذا فعلت تركيا لمحاربة داعش؟ الم تكن قوات قسد هي التي قضت على دولة داعش ودخلت عرين دارهم في الرقة. في حين ان تركيا قد فتحت مطاراتها وحدودها الدولية لدخول الارهابيين (المجاهدين) القادمين من دول وسط اسيا والدول العربية والاسلامية، ومن اوربا وشمال افريقيا الى تركيا، ثم فتحت حدودها مع سوريا امام هؤلاء، للانضمام لداعش وغيرها من الفصائل القتالية التكفيرية. فكانت تركيا بمثابة المعسكر الخلفي للاستقبال والاعداد والتدريب، وتوفير القضايا اللوجستية ومعالجة الجرحى من داعش وغيرها، وكان تواجد وحركة هؤلاء الارهابيين علنيا في المدن التركية خاصة اسطنبول وغازي عنتابـ، حيث لاحظهم كل من زار تركيا خلال تلك الفترة. ويدعون الان بان هنالك قوات غير سورية ضمن قوات قسد وتابعة لحزب العمال الكردستاني، واذا كان هنالك فعلا قلة من هذه القوات هم اكراد تركيا او غيرها، فان عددهم ضئيل مع العدد الكبير للارهابيين الاجانب ضمن الفصائل السورية الاخرى ومن ضمنهم هيئة تحرير الشام، حيث ان عددهم يزيد على ثلاثة الاف مقاتل اغلبهم من الناطقين باللغة التركية من دول اواسط اسيا وغيرها، لكن الحكومة التركية ساكتة عنهم لانهم جميعا عبروا من تركيا والتحقوا بتلك الفصائل. وعلى الرغم من التدخل الاسرائيلي السافر وسيطرة قواتها على اكثر من300 كيلومتر مربع في جنوب سوريا وجبل الشيخ الاستراتيجي، فان تركيا ساكتة عن ذلك سكوت الاموات، مما توحي بان عملية اسقاط نظام بشار انما تم بموافقة ضمنية اسرائيلية. ولا يعرف السبب الحقيقي وراء المخاوف التركية حيث لم تطلق طلقة واحدة طيلة اكثر من اربعة عشر سنة من المناطق المسيطرعليها من قبل قوات سوريا الديمقراطية تجاه الاراضي التركية. بالاضافة الى ان موضوع ال PKK هو موضوع يعود للدولة التركية وليس لسوريا او العراق. ولو فرضنا جدلا ان الحكومة التركية استطاعت من قتل جميع مقاتلي حزب العمال في جميع انحاء العالم، وقضت على جميع اعضاءها في اوربا وغيرها، واعدمت جميع المعتقلين في السجون التركية بتهمة الانتماء لحزب العمال، وكذلك قضت على جميع قوات قسد، فهل سيتم حل القضية الكردية في تركيا، وهل يتم انهاء الوجود الكردي في تركيا؟ بالتاكيد الجواب هو بالنفي، لانه ببساطة القضية الكردية هي قضية شعب يطالب بالاعتراف بوجوده وهويته القومية ولغته، وبتوفير حقوق المواطنة التي تتمثل بحرية العمل السياسي وممارسة ابسط الحقوق الثقافية، ليس الا.
لكن مع كل ذلك الجميع سمع وقر‌أ التصريح الغريب والمثير للرئيس التركي حول قوات قسد، حيث قال بان عليهم القاء سلاحهم (دون وجود اية ضمانات) او انه سيتم دفنهم مع سلاحهم من قبل تركيا، هل من المعقول هذا التحريض العلني على قتل وابادة شعب، ويتم المرور عليه مرور الكرام من قبل المجتمع الدولي، ويصدر من رئيس دولة تدعي تبنيها الديمقراطية وحقوق الانسان والعدالة. لكن ذلك يضع عشرات علامات الاستفهام امام النية الحقيقية لتركيا ومدى الحقد الشوفيني البغيض التي تحمله القيادة التركية تجاه شعب كوردستان، وتجاه قوات لا ذنب لها سوى انها حاربت داعش المجرم وقضت على دولته، ولا تزال تحارب فلول داعش التي اصبحت اكبر واقوى بعد الفراغ الذي حدث في البادية السورية بعد اسقاط نظام بشار. ولا تعترف الدولة التركية بالظلم التاريخي وعمليات الابادة تجاههم في تركيا، ولا بالظلم والتغيير الديموغرافي الذي مارسه نظام البعث تجاه الكرد من اقامة الحزام العربي بتهجير مئات القرى الكردية في الستينات واسكان العرب مكانهم، او سحب الجنسية السورية من عشرات الالاف من المواطنين الكرد في سوريا.وحتى الحكومة الحالية في دمشق يبدو انها لا تعترف بذلك، ولا تعترف بحقيقة ان الكرد قد انتفضوا مرارا وتكرارا تجاه حكم البعث في سوريا كما حدث مثلا سنة 2004، ولا بمشاركتهم اخوانهم السوريون في المظاهرات والاحتجاجات في بداية الثورة السورية سنة 2011 وتقديمهم الاف الشهداء على مذبح الحرية في قتالهم ضد قوات النظام وقوات داعش معا. تحريف الحقائق من قبل الكثير من التيارات المسيطرة حاليا في سوريا هي بسبب الضغط التركي عليها، لا بل محاولة منعها من فتح حوار مع قيادة قوات سوريا الديمقراطية اسوة بغيرها، على الرغم من سيطرة قوات قسد على ما يقارب من ربع مساحة الدولة السورية، لكن تصريح السيد احمد الشرع اشار في لقائه مع قناة العربية بفتح الحوار مع قوات قسد ربما تبشر بالخير مستقبلا.
التدخل التركي هذا يتعدى الجانب العسكري الى الجانب السياسي، حيث ان مدير الميت التركي السيد ابراهيم كالن كان من اوائل الشخصيات التي زارت دمشق والتقى مع السيد احمد الشرع وشوهد وهو في صدر السيارة الني كان يقودها الشرع بنفسه، ومن ثم زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان وتصريحاته في دمشق وشربه القهوة مع السيد الشرع على جبل قاسيون، وكذلك اعلان الرئيس التركي بان تركيا ستساعد سوريا والادرة الانتقالية في نظام الحكم وتزويد سوريا بالطاقة، والدعم العسكري، وترسيم الحدود وغيرها، والرئيس التركي سيكون اول رئيس دولة اجنبية يزور سوريا بعد اسقاط نظام بشار، حيث اعلن بانه سيصلي في الحامع الاموي في دمشق، كانه (الفاتح) لسوريا وعاصمتها. هذه كلها شواهد بان تركيا تعتبر نفسها بمثابة الوصي على الحكم الجديد في سوريا والتي يعلنونها كل يوم. هذا الدور التركي المتنامي لا بد ان ينافسه مستقبلا الدور العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والدور الخليجي، الذي يجب الا يكرر الخطأ الذي اقترفوه عنندما اسقط نظام صدام ربيع 2003، حيث فتحت الدول العربية وفي مقدمتها سوريا ابوابها امام الارهابيين العرب والاجانب للتدخل في الشان العراقي وقتل العراقيين بحجة محاربة الاحتلال الامريكي، حيث استغلت ايران الفرصة لتتدخل بقوة في العراق بحيث اصبح الحكم الجديد تابعا امينا لطهران، واصبح العراق بمثابة الشرفة الخارجية لايران. هذا الخطأ لا اعتقد سيكررها العرب بخصوص سوريا خاصة في ظل الحاجة في اعادة بناء الاقتصاد السوري المنهار، واعادة بناء البلد المدمر نتيجة الحرب لفترة طويلة، بالاضافة لما تم تدميره من القدرة العسكرية من قبل اسرائيل بعد سقوط النظام. حيث ان الدور العربي يختلف كثيرا عن الدور التركي من حيث انه ليس له نوايا الضم والاحتلال لاراضي سورية على عكس الاتراك، وان الدور العربي وخاصة الخليجي هدفه المساهمة في اعادة اعمار سوريا واعادتها للحاضنة العربية.
ان الدور التركي في هذه اللحظة التاريخية الحساسة في تاريخ سوريا ياتي في ظل الوضع الامني غير المستقر بوجود جيوب موالية للنظام السابق، ووضع اقتصادي صعب، ووجود سلطة امر الواقع من طيف واحد ذو توجهات اسلامية متشددة في دولة طالما عرفت بالتنوع والتعددية والانفتاح الثقافي. هذه السطة الانتقالية تمنح لنفسها اختصاصات واسعة كاعادة بناء مؤسسات الدولة خاصة وزارتي الدفاع والداخلية على اسس غير واضحة، كهيكلة الوزارتين والية انضواء اعضاء الجماعات المسلحة فيها، واجراء ترفيعات في الرتب العسكرية لاشخاص من ضمنهم اجانب. كل هذا يتم دون وجود اسس تشريعية ودستورية وادارية، حيث تم تعليق العمل بدستورسنة 2012، ولم يتم وضع دستور مؤقت، او اعادة العمل بدستور سنة 1950 لحين اقرار دستور جديد للبلد. بالاضافة الى احلال حكومة ادلب محل حكومة البلد دون وجود توافق وطني على ذلك. والبدأ بمعالجة قضايا يجب ان تكون من اختصاصات حكومة منتخبة وليست لسلطة انتقالية، حيث لا توجد رؤية سياسية واضحة لمعالجة المشاكل السياسية والاقتصادية وامور الدولة في سوريا، ولم نسمع لحد الان مدى ايمان الحكم الجديد بالديموقراطية وحقوق الانسان، وهل تؤمن وستضمن حرية التعبير والاعلام، وحرية تشكيل الاحزاب السياسية والنقابات وحرية الانضمام اليها، ولا يعرف كيفية تعامل الحكم الجديد مع التعددية القومية والدينية والمذهبية والسياسية والثقافية للشعب السوري، خاصة وأن القوى الماسكة للسلطة الان هي قوى اسلامية متشددة ومصنفة قسم منها ضمن قوى الارهاب الدولي. بالاضافة الى عدم وجود رؤية واضحة لكيفية التعامل مع الشعب الكوردي في سوريا، وهل أن عدم أيمان السيد أحمد الشرع بالحل الفيدرالي يتجاوز ذلك ليصل الى عدم أيمانه باللامركزية الادارية ايضا، حيث أن الحكم الذاتي أو ما تسمى من قبل أكراد رۆژاڤا بالادارة الذاتية كأحدى صورها. ولا يعرف ما هي رؤية الحكم الجديد بكيفية تطبيق عناصر العدالة الانتقالية، أم أن ملاحقة عناصر نظام بشار ستتحول الى عملية أنتقام لافراد الى أنتقام لطوائف وقوى سياسية مهمة كالعلويين والكرد. حيث أن هذه المخاوف جعلت العلويين يتظاهرون في مدن اللاذقية وبانياس وطرطوس وجبلة وحمص، خاصة بعد تسرب فيديو بحرق أحد المزارات العلوية وسواء كان حقيقيا أم مفبركا. وتظاهر المسيحيون أيضا في دمشق أحتجاجا على حرق شجرة ميلاد السيد المسيح في أطراف مدينة حماه. بالاضافة أنه لا تزال الفصائل الموالية لتركيا تنادي بقتل الاكراد وتحارب قوات سوريا الديمقراطية تحت المضلة العسكرية التركية. في هذه الظروف القلقة فأن تركيا وجدت المجال واسعا أمامها للتدخل في الشؤون السورية بالتوافق من الحكومة السورية الانتقالية، أو على الاقل سكوتها المطبق أزاء التدخلات التركية. ولو أستمرت هذه الظروف في حكم سوريا من قبل هيئة تحرير الشام وحلفائها بدون وجود رؤية سياسية ودستورية وقانونية واضحة ومتفق عليها، فقد تخرج الامور عن سيطرة السيد احمد الشرع. هنا تكون الفرصة سانحة امام تركيا لضم المزيد من الاراضي السورية لها، وأجراء تغييرات ديموغرافية كما حصلت وتحصل في المناطق الكوردية التي سيطرت عليها تركيا والقوى الموالية لها.
وهنا يجب أن نعرف أن التفكير التركي مبني على السيطرة والغزو والضم، حيث أن وجود الترك في المنطقة لا يزيد عن الف سنة، وينسون أن السلطان العادل حاكم حلب الايوبي الكردي هو الذي منح الارض وحق الرعي لوالد أرطغرل (سليمان شاه) وقبيلته، حيث أن ارطغرل والد عثمان شاه مؤسس الدولة العثمانية. لذلك فان الاتراك لا يعترفون بالشعوب الساكنة في المنظقة من تاسيس الدولة العثمانية ولحد الان خاصة الكورد والارمن وغيرهم. ولا يزال التدخل التركي في شمال القبرص ماثلا في ذهن المجتمع الدولي بحجة حماية الاقلية التركية هناك، ثم أقاموا دولة تركية فيها بشكل منفرد. لهذا فأن التدخل التركي في سوريا والعراق لا ينتهي حتى بأنتهاء وجود حزب العمال الكوردستاني كما يدعي ذلك الزعماء الاتراك.
لذلك فأن القادة الجدد في سوريا سيقترفون خطأ تاريخيا كبيرا أذا أستبدلوا التبعية لايران وحزب الله، التي هي تبعية مذهبية وهيمنة سياسية واقتصادية، بالتبعية لتركيا التي هي دائما وابدا تبعية تبنى على الاحتلال والضم والالغاء وتتريك الشعوب الاصيلة، بالاضافة الى التبعية السياسية والاقتصادية.



#سربست_مصطفى_رشيد_اميدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسبة في رومانيا بعد دعوات تدخل رو ...
- سقوط نظام الشبيحة في سوريا
- ضمانات النزاهة والحد من التزوير في الانتخابات العراقية
- الانتخابات التشريعية في السنغال 2024
- تقييم انتخابات الدورة السادسة لبرلمان كوردستان 2024 ونتائجها ...
- تقييم انتخابات الدورة السادسة لبرلمان كوردستان 2024 ونتائجها ...
- تقييم انتخابات الدورة السادسة لبرلمان كوردستان 2024 ونتائجها ...
- تقييم انتخابات الدورة السادسة لبرلمان كوردستان 2024 ونتائجها ...
- تقييم انتخابات الدورة السادسة لبرلمان كوردستان 2024 ونتائجها ...
- تقييم انتخابات الدورة السادسة لبرلمان كوردستان 2024 ونتائجها ...
- تقييم انتخابات الدورة السادسة لبرلمان كوردستان 2024 ونتائجها
- قيس بن سعيد رئيسا لتونس لدورة رئاسية ثانية
- التنوع الديني في الدستور العراقي وسبل الحماية
- الانتخابات الرئاسية في سريلانكا 2024
- الانتخابات النيابية الاردنية 2024 خطوة مهمة على المسار الديم ...
- عبد المجيد التبون رئيسا للجزائر لدورة انتخابية ثانية
- الانتخابات البرلمانية المبكرة في اذربيجان 2024
- المعارضة ترفض نتائج الانتخابات الرئاسية في فنزويلا
- نافذة على الانتخابات البربمانية والرئاسية في رواندا
- ضوء على قانون انتخابات مجلس الشعب السوري


المزيد.....




- الدبيبة يحذر الوحدات العسكرية من التعامل مع تشكيلات مسلحة بم ...
- سلوتسكي: وزيرة الخارجية الألمانية تجاوزت حدود صلاحياتها
- بلينكن: نشعر بالقلق إزاء احتمال استخدام روسيا للأسلحة النووي ...
- هبوط اضطراري لطائرة روسية في شرم الشيخ المصرية
- المدعي العام البولندي يحقق في قضية خيانة ضد وزير الدفاع السا ...
- مجلس النواب الأمريكي ينتخب مايك جونسون مجددا رئيسا له
- الشرع يدعو ميقاتي لزيارة سوريا ويبحثان اشتباكات اليوم على ال ...
- زاخاروفا ترد على تصريحات بيربوك بشأن القواعد الروسية في سوري ...
- مراسل RT: عمليات عسكرية مكثفة تستهدف أوكار التهريب في مدينة ...
- سانا: وفد أوروبي يزور سجن صيدنايا في دمشق (صور)


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سربست مصطفى رشيد اميدي - سوريا هل ستبدل التبعية لولاية الفقيه الى السلطان العثماني