|
الأمريكيون يريدون خروجاً سريعاً من العراق لكن القادة المنتخبون لا يأخذونه حتى بنظر الاعتبار
عبدالوهاب حميد رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 1788 - 2007 / 1 / 7 - 10:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن إنهاء الاحتلال سيحد وينهي العنف، ويوفر حالاً 100 بليون دولار، ويحترم رغبات الشعب الأمريكي. لماذا تهمل واشنطن دي. سي. هذا الأمر الجلي؟ إذا كانت نتائج الانتخابات عاجزة عن جعل هذه الرسالة واضحة فإن استطلاعات الرأي العام الأمريكي منذ فترة الانتخابات جعلتها واضحة. التأييد لإرسال قوات إضافية إلى العراق لم يتعد 11% حسب استطلاع BBC في 15-17 ديسمبر/ ك1 (الشهر الماضي). أظهر نفس الاستطلاع أن 54% من الأمريكيين يريدون عودة القوات الأمريكية إلى الوطن قبل نهاية 2007 (و) 67% من الأمريكيين يعارضون الحرب. ومع ذلاك تجري مناقشات حامية في الكونغرس الأمريكي Capitol بشأن إضافة قوات جديدة. وفي الغالب يغيب عن هذه المناقشات الخروج من العراق. إن الحكومة البرلمانية تفشل في تمثيل المقترعين. لماذا يفشل القادة من الحزبين في واشنطن دي. سي. مناقشة سرعة الانسحاب من العراق؟ يقولون أن خروج الولايات المتحدة سيؤدي إلى تصاعد العنف، حمامات الدم أو حرب أهلية. لكن الحقيقة هي أننا نستطيع أن نرتب خروجاً سريعاً من العراق بحيث يخفف من مخاطر العنف. كيف؟ أولاً من المهم أن ننظر إلى العنف الحقيقي. ففي حين أن موضوع العنف الطائفي يمتص كل انتباه وسائل الإعلام الأمريكية، فإن تقرير نوفمبر 2006 من قبل دود- رونالد رامسفيلد "معيار الاستقرار والأمن في العراق" وجد أن أكثر من 80% من أحداث العنف ترتبط بالهجمات التي تقع على القوات الأمريكية والقوات المتعاونة معها. "حصلت قوات التحالف على أكبر حصة من الهجمات بلغت 68%،" حسب التقرير. جاءت الهجمات على قوات الأمن العراقية بالمرتبة التالية. في حين شكلت الهجمات على المدنيين أقل نسبة. من هنا تقوم الحرب الحقيقية بين العراقيين المقاومين وبين قوات الولايات المتحدة وحلفائها. طبعاً أن المدنيين يقعون ضحية أكثر الإصابات لأنهم يفتقرون إلى الحماية عند حصول الهجمات. داحر جميل Dahr Jamail- أحد أبرز م مراسلي الصحف- نشر تقريراً/ مقالة في 28 ديسمبر الماضي بعنوان "قوات أكثر وسيطرة أقل في العراق" بأنه "خلال فترة الاحتلال، في كل مرة زادت فيها الولايات المتحدة عدد قواتها في العراق، قابلتها أيضاً زيادة في الهجمات على هذه القوات. وبالنتيجة حصول إصابات بين المدنيين." عليه، وبدلا من التعلم والاستفادة من التجارب الماضية، من المحتمل توجه إدارة بوش مع الكونغرس المطاوع/ الخانع إلى تكرار أخطاء الماضي. وحتى جيمس بيكر- الرئيس المشارك لمجموعة دراسة العراق- 6 ديسمبر- تعترف لـ اندرسون كوبر CNN أن نقل/ تحريك القوات الأمريكية قد يخفف العنف. كوبر: إذن من المحتمل أن خروج القوات الأمريكية سيقود إلى تقليل العنف، حيث سينهي دوافع المقاومة الوطنية على الهجوم؟ بيكر: إن الكثيرين من الناس قالوا لنا ذلك، واعتبروا أن هذا الأمر هو القضية. كوبر: هل تصدق ذلك؟ بيكر: نعم. أتصور أن هذا الكلام يتضمن شيئاً من الصحة. نعم أُصدق ذلك تماماً. وعند ذاك لا يستمرون في النظر إلينا كمحتلين. وليم بولك William Polk- البروفسور السابق في هارفرد وشيكاغو. خدم في مختلف مواقع السياسة الخارجية في حكومة الولايات المتحدة- يقوم بدارسة عن 12 نوعاً من المقاومة في التاريخ. لاحظ في سياق دراسته إن أحد القواسم المشتركة لمختلف أشكال المقاومة هو "عندما يترك المحتل البلاد، عندئذ ينتهي العنف، طالما أن المقاومة تفقد الدعم (أو طالما أن أعمال المقاومة تكون قد استنفدت مبرراتها). وفي حين أن مجرد ترك العراق من المحتمل أن يقود إلى تخفيف العنف لأن أغلبية العراقيين سيدركون أن هدفهم قد تحقق باسترجاع بلادهم وتنتفي مبررات المقاومة ضد الاحتلال بعد أن أصبح غير قائم.. هناك خطوات إضافية يمكن أن تقوم بها الولايات المتحدة لتقليل العنف على نحو أكثر احتمالاً. وليم بولك (و) جورج مكغوفن George Mcgoven- المشارك- في دراسة "الخروج من العراق" وضعا تفصيلات لاستراتيجية الخروج من العراق بطريقة من المحتمل أن يقلل العنف. ويقدمان توصياتهما في مجالين واسعين: (1) تقوية حكومة ما بعد الاحتلال بتمويل المشروعات المدنية لإعادة بناء البلد. خلق فرص عمل جديدة للعراقيين وتشجيع مئات الآلاف من العراقيين العودة لوطنهم.. (2) تأمين قوات استقرار (حفظ السلام) تشارك في توفير الأمن بصفة رئيسة وتقوم بأعمال الدورية في العراق- قوات لا تتضمن جنود أمريكيين. إن تكلفة تغطية هذين المجالين تشكل فقط جزءاً صغيراً من تكلفة احتلال العراق، وستوفر للولايات المتحدة حالاً 100 بليون دولار. مع الأخذ في الاعتبار مهمة إعادة اعمار العراق، من المهم التذكير أن العراق كان قادراً على إعادة بناء البلد بعد حرب الخليج الأولى. لديهم القدرة على إعادة الاعمار. إن جهود إعادة الاعمار من قبل هاليبرتون، بيجتيل وغيرهما من المتعاقدين الأمريكيين قد فشلت ولأنهم استخدموا قوة عمل أجنبية أدت إلى بطالة عالية جداً في العراق بحدود أكثر من 50%. وكما أخبر رجل أعمال عراقي لصحيفة واشنطن بوست "كلما طالت هذه المشكلة (البطالة) هذا يعني أننا نبحث عن مشاكل لأننا بذلك نولد مقاومة أكثر. إن البطالة هي بالضبط ما يريده (الإرهابيون)." وهذا ما أدركته أيضاً القوات الأمريكية ونظرت إلى البطالة العالية كمصدر محتمل رئيس لتغذية المقاومة، وفق ما جاء في تقرير أحد القادة الأمريكيين- جنرال القوة الجوية- ليون سمث- قائد القوات المشتركة الأمريكية "معظم الناس ليسو ايديولوجيين.. إنهم أُناس عاطلون العمل..." كذلك لاحظ تقرير دود في 20 نوفمبر/ ت2 بشأن الاستقرار في العراق أن البطالة "أصبحت قضية ذات تأثير بالغ على بيئة الأمن." ضمن بولك (و) مكغوفن في قائمتهما للتكاليف: تمويل إعادة الاعمار ولغاية وصول حالة البناء في العراق إلى وضعها السابق علىأن يقوم بالبناء العراقيون أنفسهم.. إزالة الألغام الأرضية landmines واليورانيوم المنضب depleted uranium.. تفكيك الجدران الملغومة blast walls وحواجز الأسلاك الشائكة wire barriers.. تجديد المواقع الأثرية.. تدريب المحامين، القضاة، الصحفيين والباحثين الاجتماعيين في العراق.. إعادة الكفاءات العراقية المهجرة/ المهاجرة إلى الوطن.. إعادة بناء المجتمع المدني العراقي Iraq s’ public.. النظام الصحي.. تعويض العائلات عن قتل وجرح وتعذيب أفرادها.. تدريب قوة الشرطة العراقية. بالإضافة إلى ذلك، ستكون هناك حاجة إلى قوات لتحقيق الاستقرار/ السلام. قوات لا تتضمن جنوداً أمريكيين لأننا لا نستطيع ضمان الأمن في العراق. ويمكن وصف هذه القوات وكأنها "مستأجرة" من قبل العراقيين. ليس من أجل محاربة المقاومة، بل لتوفير النظام على: الطرق، المدارس، البنوك، المستشفيات والمواقع الأخرى الرئيسة. ومن المفضل أن تتضمن هذه القوات عرباً ومسلمين من الدول غير المجاورة للعراق. تعمل تحت رقابة الأمم المتحدة أو سلطة إقليمية مثل الجامعة العربية. ويقدر بولك (و) مكغوفن تكاليف هذه القوات بستة بلايين دولار على مدى عامين. بينما تكاليف إعادة إعمار العراق حسب تقديرهما تصل إلى 13.2 بليون دولار. من جهة أخرى، يقدم دافيد سوانسون David Swanson- AfterDownStreet.org- تقديراً أعلى يصل إلى 22.05 بليون دولار، معتمداً بشكل أساس على عدد الإصابات العراقية من قتلى وجرحى، باستخدامه دراسة لانسيت التي نُشرت بعد أن أكملا كتابيهما. يشير سوانسون "أن التكلفة المقدرة تعادل تكاليف احتلال العراق لمدة 12.5 أسبوعاً فقط." ويلاحظ أنه سبق للكونغرس أن صادق على 70 بليون دولار للعراق لعام 2007 كمصاريف، وسيأخذ في اعتباره مبلغاً آخر (100 بليون دولار) فير فبراير/ شياط القادم كتكملة إضافية. عليه ستتمكن الولايات المتحدة أن تدخر حالاً 148 بليون دولار. وهذه البلايين تجعل الولايات المتحدة في غير حاجة إلى الاقتراض من الصين والدول الأخرى. هذا الاقتراض الناجم عم أنفاقنا أكثر مما لدينا. وبدلاً من الاستدانة وفي ظروف توفر هذا الفائض (148 ب.د) يمكن للولايات المتحدة أن تنفق على الحاجات الأساسية المحلية الأخرى للأمريكيين. على سبيل المثال، تجديد وإضافة 2 بليون دولار سنوياً استقطعت من مدفوعات المحاربين القدماء العام السابق. الأكثر من ذلك الاستثمار في مجال هام جداً- الأمن. المساهمة في معالجة الارتفاع البطيئ الحاصل في الحرارة عالمياً. حماية البيئة وبناء اقتصاد القرن الحادي والعشرين- الاستثمار في استخراج وقود الاحفور (بقايا حيوانية و/ أو نباتية من عصر حجري سالف مستحجرة في أديم الأرض) على أساس اقتصادي للحصول على طاقة اقتصادية نظيفة ودائمة. وعندئذ لا تحتاج الولايات المتحدة الدخول في حروب النفط. كذلك يتطابق إنهاء احتلال العراق مع رغبة أغلبية الأمريكيين ويوفر بلايين الدولارات التي تسمح في الاستثمار لتلبية الحاجات الداخلية الملحّة وأن تدفع الاقتصاد الأمريكي باتجاه أكثر ثباتاً وأمناً. ومع ذلك يلاحظ على القادة الأمريكيين أنهم حتى لم يكلفوا أنفسهم حتى مناقشة هذه المسائل والرغبات. ويظهر أنهم يضعون رغباتهم في ضمان قواعد عسكرية في العراق والشرق الأوسط، بغية السيطرة على نفط المنطقة وحماية إسرائيل.. .. هل أن ديمقراطيتنا تؤدي وظائفها؟.. ممممممممممممممممممممممممممممممـ Americans want a rapid exit from Iraq but elected leaders arent’ even consider it, BY: Kevin Zees, Aljazeera.com- 1 January,2007. Kevin Zeese is executive director of DemocracyRising.US and a co-founder of VotersForPeace.US. ترجمة: عبدالوهاب حميد رشيد
#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تصاعد قياسي للقتلى المدنيين في العراق
-
أكراد العراق يتحولون ضد حلفائهم الأمريكان
-
ماذا عن القتلة الآخرين في العالم المدعمين أمريكياً والقتلة ا
...
-
الولايات المتحدة تفتح جبهة قتال أخرى في العالم الإسلامي
-
108000 عراقي هربوا من منازلهم الشهر الماضي
-
2007: عام سيئ آخر للعراق
-
ذروة عشر أساطير بشأن العراق*
-
تحليل: تهريب النفط العراقي*
-
تطورات البرنامج النووي الإيراني
-
حرب العراق قتلت من الأمريكيين عدداً أكبر من قتلى 11 سبتمبر*
-
تقرير: مشروع أمريكي سري للإطاحة بالنظام السوري*
-
لم أصنع في حياتي أبداً هذا العدد الكبير من التوابيت*
-
اليورانيوم المنضب وراء تصاعد انتشار السرطان في العراق*
-
إسرائيل تتهيأ لشن الحرب ضد حزب الله وسوريا*
-
بيئة محاكمة صدام: مأساة لظلم الغزاة*
-
استقالة رامسفيلد طريقة متأخرة جداً*
-
آثام بوش تنقلب عليه*
-
شومسكي يكشف جذور الإرهاب*
-
حكومة الاحتلال في بغداد تُزيد نار الفرقة والتقسيم في البلاد
-
بوش: مصدر تهديد للسلام العالمي*
المزيد.....
-
كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
-
إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع
...
-
أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من
...
-
حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي
...
-
شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد
...
-
اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في
...
-
القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة
...
-
طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
-
الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
-
الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|