أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - سقط النظام الاستبدادي في سوريا ... ماذا بعد ..؟ ( 2 )















المزيد.....


سقط النظام الاستبدادي في سوريا ... ماذا بعد ..؟ ( 2 )


آدم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 8208 - 2024 / 12 / 31 - 16:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن أهم سؤال يدور حول الشأن السوري في وضعه الحالي بعد سقوط النظام الاستبدادي في سوريا هو :
من هي الأطراف الرابحة و الخاسرة جراء هذا السقوط ...؟
لمعرفة الأطراف الرابحة علينا اولا أن نعرف و نحدد من هي الأطراف الخاسرة من هذا السقوط , فأمام كل طرف خاسر هنالك طرف أو أكثر من الرابحين , مع الأخذ في نظر الاعتبار أن هنالك درجات مختلفة من الربح او الخسارة .
اولا : تصنف إيران كأكبر الخاسرين من سقوط نظام بشار الأسد , يستند هذا الاستنتاج على حقيقة سقوط ما تسميه السلطة في إيران بالممر الرئيسي لدعم محور المقاومة و الممانعة , فسوريا كانت فعلا هي الممر الأساسي لتسليح حزب الله في لبنان و عناصر أخرى من هذا المحور .
في حقيقية الأمر أن محور المقاومة قد شكله الجناح المتشدد في التيار الأسلاموي في ايران و ليس كل أجنحة هذا التيار , لذا يمكن القول أن هذا الجناح قد تلقى ضربة قوية شلت معظم قدراته , ابتدأت بالضربة القاسية و المدمرة التي تلقتها حركة المقاومة الإسلامية " حماس " و شريكتها حركة الجهاد الإسلامي في غزة و قتل العديد من قادة هاتين الحركتين و النكبات التي تعرض لها حزب الله اللبناني بقتل قائده السيد حسن نصر الله و نجاح الموساد الإسرائيلي بتصفية العديد من عناصر هذا الحزب من خلال عملية تفخيخ اجهزة البيجر و الأجهزة اللاسلكية التي كان يستخدمها عناصر هذا الحزب ثم اكتملت بسقوط نظام بشار الأسد .
ثانيا : جميع المتابعين للشأن السوري لا يختلفون كثيرا على أن الرابح الأكبر من سقوط نظام بشار الأسد هي إسرائيل و مشروعها الصهيوني في إنشاء دولة إسرائيل الكبرى و اعادة بناء الهيكل , حتى أن الرئيس الروسي بوتين أقر بكل صراحة بأن إسرائيل هي الرابح الأكبر من هذا السقوط , من نتائج هذا السقوط خروج جيش الدولة السورية من ساحة المواجهة مع إسرائيل بشكل نهائي , إذ لم يعد هنالك جيش لسوريا بعد ما عاناه هذا الجيش من تمزق و ضعف و فساد خلال حكم عائلة الأسد الذي استمر لأكثر من خمسة عقود , ثم جاءت الضربة القاضية من قبل الآلة العسكرية الإسرائيلية بعد سقوط النظام الأسدي بتنفيذ اكثر من خمسمئة غارة جوية إسرائيلية على سوريا لتقضي على بقايا سلاح جيش الدولة السورية .
لقد تجسدت المكاسب الكبيرة التي حققتها إسرائيل ليس فقط في تدمير سلاح جيش الدولة السورية بل ايضا في توغلها في الأرض السورية و السيطرة على جبل الشيخ و معظم محافظة القنيطرة السورية .
لا شك أن المواطن السوري قد شعر بالحزن الشديد حين شاهد قادة إسرائيليين و على رأسهم نتنياهو ينطرون من قمة جبل الشيخ السوري الى العاصمة دمشق .
في حزيران 1967 كانت هنالك هزيمة لسوريا أمام إسرائيل لكن المواطن السوري قبل بوصف تلك الهزيمة بكونها مجرد نكسة لأن كان عنده أمل في النهوض مرة اخرى , أما الان فقد اختلط عنده الفرح بسقوط نظام الطاغية بشار بالحزن على سقوط جيش الدولة السورية .
ثالثا : أن التيار الأسلاموي المعتدل في أيران هو من بين الرابحين من تفكك عناصر محور المقاومة , أذ إن هذا التفكك هو مؤشر واضح على بداية نهاية حكم التيار الأسلاموي المتشدد لإيران و على بداية الانتقال الفعلي لإيران من حالة الثورة الى حالة بناء الدولة , من المؤكد ايضا أن صعود التيار المعتدل للسلطة الفعلية في إيران سيكون مقبولا و مرحب به من قبل معظم الأركان الفاعلة في المجتمع الدولي بمن فيهم امريكا و الصين و روسيا خصوصا إذا ادى ذلك الى توقفت أيران عن تبني أي مشروع يهدد أمن اسرائيل .
رابعا : لقد سقطت أخر اوراق المشروع القومي العربي , و قد لا نجد في المستقبل من يتحدث عن أمة عربية واحدة بعد أن احترقت أخر رسالة لهذه الامة التي اتضح انها لم تكن رسالة خالدة بعد أن تحول حزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا الى حزب عائلة الأسد هذه العائلة التي قادت مسيرة السقوط الأخير للمشروع العروبي .
خامسا : إن اعتبار روسيا من الأطراف الخاسرة هو أمر ليس دقيقا فنظام بشار الأسد كان يشكل عبئا ثقيلا على ادارة الرئيس الروسي بوتين , فمن جهة كانت ادارة بوتين تعمل على توثيق علاقتها الاستراتيجية المتعددة الأبعاد مع ايران حيث ادخلتها كعضو اساسي في منظمتي شنغهاي للتعاون و منظمة بريكس و من جهة اخرى كان بوتين غير داعما و ليس مؤيدا لما تسميه ايران بمحور المقاومة , لهذا التناقض الواضح و الصريح الأثر الكبير في تخبط السياسة الروسية تجاه سوريا و التي وصلت في النهاية الى عدم اعتراض روسيا على اسقاط نظام بشار الأسد مع الأمل باحتفاظ روسيا بالقاعدتين الروسيتين في سوريا .
سادسا : ما دامت إسرائيل هي الرابح الاكبر من سقوط نظام بشار الأسد فأن أمريكا تعتبر نفسها ايضا من أكبر الرابحين من هذا السقوط .
سابعا : تركيا و تحديدا رئيسها أوردوغان و حزبه , حزب العدالة و التنمية . يعتبر نفسه من الرابحين الأساسيين من سقوط نظام بشار الأسد , لكن ذلك سابقا لأوانه , فكون تركيا الأوردوغاتية من الرابحين أو الخاسرين سيعتمد على مستقبل سوريا , فإن اتجهت الأوضاع في سوريا نحو التقسيم فستكون تركيا في مأزق كبير مع أكراد تركيا خصوصا و إن عددهم حوالي عشرين مليون , أو أذا فشل تهديد ألرئيس أوردوغان العلني لقوات سوريا الديمقراطية " قسد " بدفنهم مع سلاحهم في الأرض السورية إن لم يسلموا سلاحهم لهيئة تحرير الشام فستكون إدارة أوردغان في مأزق كبير أيضا .
ثامنا : لدى بعض الدول الأوربية مطلب اساسي واحد من النظام الجديد في سوريا و هو انهاء الوجود الروسي في سوريا و ذلك بإنهاء وجود القاعدتين الروسيتين , الجوية في حمميم و البحرية في طرطوس , فإن تحقق لهم ما يريدون سيعتبرون انفسهم من الرابحين من اسقاط النظام الأسدي .
أن ما ينتظر سوريا بعد سقوط النظام الاستبدادي ليس واضحا و قد تكون الأمور أوضح بعد أن يستلم الرئيس الامريكي الجديد ترامب السلطة في البيت الأبيض حيث من المؤكد أنه سيضع اللمسات الأخيرة لتشكيل مستقبل سوريا للأمد القصير و المتوسط , و لربما سيكون ذلك ضمن صفقة من التسويات يعقدها ترامب مع الرئيس الروسي بوتين , صفقة قد تشمل ملفات عديدة , من ملف أوكرانيا وصولا الى ملف سوريا .



#آدم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقط النظام الاستبدادي في سوريا ... ماذا بعد ..؟ ( 1 )
- الانتخابات الأمريكية القادمة مفترق طرق ( 2 )
- الانتخابات الأمريكية القادمة مفترق طرق ( 1 )
- طوفان الأقصى نتيجة أم سبب ... ؟
- التيار الصدري في العراق حركة شعبوية مسلحة
- سقوط مدينة الموصل العراقية ... الأسباب و النتائج ( 5 )
- سقوط مدينة الموصل العراقية ... الأسباب و النتائج ( 4 )
- سقوط مدينة الموصل العراقية ... الأسباب و النتائج ( 3 )
- سقوط مدينة الموصل العراقية ... الأسباب و النتائج ( 2 )
- سقوط مدينة الموصل العراقية ... الأسباب و النتائج ( 1 )
- متطلبات إصلاح العملية السياسية الجارية في العراق ( 3 )
- متطلبات إصلاح العملية السياسية الجارية في العراق ( 2 )
- متطلبات إصلاح العملية السياسية الجارية في العراق ( 1 )
- ظهور الدواعش عبر التاريخ
- سقوط بغداد ... الأسباب و التداعيات ( 4 )
- سقوط بغداد ... الأسباب و التداعيات ( 3 )
- سقوط بغداد ... الأسباب و التداعيات ( 2 )
- سقوط بغداد ... الأسباب و التداعيات ( 1 )
- التجاوز على السيادة الوطنية العراقية ... حقيقة أم وهَمْ ...؟
- حق تقرير المصير لأكراد العراق .... بين الحقيقة و الوهم (2)


المزيد.....




- الدبيبة يحذر الوحدات العسكرية من التعامل مع تشكيلات مسلحة بم ...
- سلوتسكي: وزيرة الخارجية الألمانية تجاوزت حدود صلاحياتها
- بلينكن: نشعر بالقلق إزاء احتمال استخدام روسيا للأسلحة النووي ...
- هبوط اضطراري لطائرة روسية في شرم الشيخ المصرية
- المدعي العام البولندي يحقق في قضية خيانة ضد وزير الدفاع السا ...
- مجلس النواب الأمريكي ينتخب مايك جونسون مجددا رئيسا له
- الشرع يدعو ميقاتي لزيارة سوريا ويبحثان اشتباكات اليوم على ال ...
- زاخاروفا ترد على تصريحات بيربوك بشأن القواعد الروسية في سوري ...
- مراسل RT: عمليات عسكرية مكثفة تستهدف أوكار التهريب في مدينة ...
- سانا: وفد أوروبي يزور سجن صيدنايا في دمشق (صور)


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آدم الحسن - سقط النظام الاستبدادي في سوريا ... ماذا بعد ..؟ ( 2 )