انتهى الدرس..

عبد السلام الزغيبي

الحوار المتمدن-العدد: 8208 - 2024 / 12 / 31 - 13:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الفعل والفاعل والمفعول به،والكلام ليس درسا في النحو، بل لتوضيح الأمور أكثر للعامة علهم يفهمون الأمور على حقيقتها،ويقراون التاريخ جيدًا، لأن مشكلتنا الأساسية تتمثل ومنذ زمن قديم،في

عدم قراءة التاريخ والاستفادة من دروسه الكثيرة، التي تجعلنا نستوعب ما يجري حولنا،وما يخطط لنا.
الحكاية بدأت من الفعل،وهو السياسة الاستعمارية،والفاعل هو المستعمر الذي داب على ممارسة هذا الفعل منذ قرون طويلة، والمفعول به،هو الضحية، شعوب المنطقة.
في نهاية القرن التاسع عشر، سنة 1898،افتعلت امريكا حربا ضد اسبانيا دفعها اليها روزفولت الذي كان نائبا للرئيس الامريكي، فرئيسا لامريكا، عرف روزفلت بشعاره المشهور:" تكلم بصوت

خفيض واحمل عصا غليظة" وطبق شعاره بالسيطرة على امريكا اللاتينية وتكوين امبراطورية استعمارية كبرى.
وبدأت الحرب بحادثة مفتعلة ضد المركب الامريكي ماين في هافانا كوبا، واقتنصت امريكا الفرصة لشن الحرب على اسبانيا وتصفية ممتلكاتها في امريكا الجنوبية والمحيط الهادي. انتهت الحرب

بانتصار ساحق للقوة الامريكية الضخمة على القوة الاسبانية المتهالكة ، وبعد ذلك فرضت سيطرتها على كوبا والفلبين ومنطقة الكاريبي وفي النهاية فرض الهيمنة الامريكية على كل امريكا

اللاتينية.
وبعد اكثر من مئة سنة اصطنع الرئيس الامريكي جورج بوش ازمة اسلحة الدمار الشامل لشن الحرب على العراق واخضاعه للسيطرة الامريكية في عودة لسياسات استعمارية تقليدية قديمة بدات

منذ اتفاقية سايكس بيكو في 1916 هي معاهدة سرية بين فرنسا والمملكة المتحدة بمصادقة من الإمبراطورية الروسية وإيطاليا على اقتسام منطقة الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا، ولتحديد

مناطق النفوذ في غرب آسيا وتقسيم الدولة العثمانية التي كانت المسيطرة على تلك المنطقة في الحرب العالمية ووعد بَلفُور وهو بيانٌ علنيّ أصدرته الحكومة البريطانيّة خلال الحرب العالمية الأولى

لإعلان دعم تأسيس «وطن قوميّ للشعب اليهوديّ» في فلسطين، التي كانت منطقة عثمانية ذات أقليّة يهوديّة (حوالي 3-5% من إجماليّ السكان). وما تبعها من زرع اسرائيل في قلب الوطن

العربي. وهزيمة يونيو 1967، وحرب اكتوبر ومعاهدة كامب ديفيد، والسلام مع اسرائي والتطبيع معها، وحرب العراق، والربيع العربي المشؤوم، والمؤامرة واسقاط النظام في ليبيا، وفشل حكم

الاخوان في مصر، وغزو العراق واسقاط نظام صدام حسين،ما تبعه من سيطرة ايران على العراق، والمؤامرة ضد سوريا وتدخل تركيا واحتلالها اراضي سورية،وحرب اليمن، والعدوان الاسرائيلي

على غزة ولبنان، ومن ثم سقوط نظام البعث في سوريا قبل ايام، وتسلم فصائل اسلامية متطرفة مدعومة من تركيا،للحكم في دمشق، واستغلال اسرئيل الفرصة، حيث توغلت في الجولان واحتلت

أراضٍ سورية بعد ساعات من سقوط نظام الأسد!

لا أحد يتعلم الدرس،لا الشعوب التي تهلل لكل راكب دبابة سوى فوق رأسه قبعة عسكرية أم عمامة القاعدة، ولا الحكام الذين يلجؤن للعنف وعدم توسيع دائرة الحكم.

#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات