سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 8208 - 2024 / 12 / 31 - 12:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سقوط نظام الدکتاتور بشار الاسد، على الرغم من إنه أصبح بمثابة أکبر هزيمة يتلقاها نظام الملالي وحتى يٶثر عليه الى أبعد حد، فإنه لازال يسعى من أجل الاستسلام لما حدث في سوريا کأمر واقع ويصر على رفض تقبل ذلك، ومن دون شك فإن قبوله لما حدث في سوريا يعني بأن عليه أن ينتظر دوره!
مساعد المنظمة العقائدية والسياسية في وزارة الدفاع الإيرانية، علي شيرازي، عندما يقول: "أن محاولات الأعداء للسيطرة على سوريا لن تكون وسيلة لهزيمة إيران"، ويضيف:" إذا كنتم تعتزمون الاقتراب من إيران، فتذكروا أن هذا الشعب هو نفسه الذي صمد في الحرب العراقية الإيرانية ثمانية أعوام، وهو نفسه الذي خرج يومي 29 و30 ديسمبر 2009 لدعم الثورة والنظام، هذا الشعب داعم لولاية الفقيه ولا يخشى التضحية والاستشهاد." متحدثا عما اعتبره "دور الشعب الإيراني في مواجهة الفتن الداخلية والخارجية"، فإن هذه التصريحات تدل على إن النظام يتخوف کثيرا مما حدث في سوريا ولاسيما عندما نتذکر ما کان قاله الملا خامنئي من قبل بأن سوريا في ظل حکم الدکتاتور بشار الاسد تعتبر بمثابة العمود الفقري للنظام ولمشروعه في المنطقة وإن سقوط هذا النظام يعني سقوط مشروعه وإنتهاء ذلك المسعى المبذول من قبل في المنطقة منذ أکثر من 4 عقود.
عدم تقبل نظام الملالي للأوضاع الجديدة في سوريا لا يعني بأنه قد وقف ملتزما الصمت والسکوت عنها، بل إنه قد جرب حظه العاثر مرة أخرى وذلك بالتدخل هناك من خلال لعبته المفضلة وهي إثارة الفتنة الطائفية، لکنه هذه المرة إصطدم رأسه بجدار منيع وواجه مالم يواجهه من قبل خصوصا وإن الاصوات قد تعالت رافضة تدخله المشبوه، ومع إنه سعى کعادته دائما للتنصل مما قام به، نفى ذلك، لکن الحقيقة الفعلية أکبر وأقوى من تشدقاته اللفظية الواهية.
أکثر ما يعمل على زيادة تخوف النظام وحذره من الاحداث والتطورات الجارية وبالاخص بعد سقوط الدکتاتور الاسد، هو علمه بأن الاوضاع الداخلية في إيران تختلف بزاوية مقدارها 180 درجة عن الاوضاع السابقة وإن فقدان النظام لمرتکز التدخلات في بلدان المنطقة وفشله من خلال ممارساته القمعية في السيطرة على الاوضاع الداخلية وعدم السماح بالنشاطات المعادية له،فإن کل الاجواء مناسبة على أفضل ما يکون من أجل إندلاع الانتفاضة الشعبية الکبرى التي ستطيح بهذا النظام ولذلك فإن النظام يضاعف من جهوده ومحاولاته على مختلف الاصعدة الداخلية والاقليمية والدولية في سبيل الحيلولة دون ذلك ولکن هيهات هيهات، فقد طفح الکيل بالشعب الايراني ولابد من أن يضع حدا نهائيا حاسما لهذا النظام الافاق.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟