عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 8208 - 2024 / 12 / 31 - 00:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الأنظمة العربية بإسلاميتها وعلمانيتها ومدنيتها مصابة بمرض عضال وهو السلطة بمفهومها المتخلف السلطوي والقهري والمتعالي والخائف من ظله والعزلة عن أقرب الناس إليه والمتشبث بها حتى الموت بتصرفات ملك وامبراطور وشبه إله والأسد ليس فريدا ووحيدا في هذا المقام فكلهم جميعا يتصرفون مثله أو أكثر منه أو أقل منه قليلا وقد نكتشف ذلك تباعا عندما يسقط أو يغادر كما أن المعارضون للأنظمة أكثر فسادا وسطوة وظلما من الأنظمة الحاكمة نفسها فالجولاني مثلا قد نصب رفاقه وأصدقائه في السلاح في المناصب العليا بالدولة مثل بشار الأسد تماما وهو القادم من عالم الإرهاب والقتل والذبح وقد ترك للتو في إدلب السجون عامرة بالمساجين بعد أن قطع رؤوس معارضيه فبماذا يختلف عن الأسد الإبن أو الأب؟ الأنظمة العربية لا تختلف في قهر شعوبها لتحكم أطول فترة ممكنة إلا في الدرجة والقسوة وحتى المعارضة فعندما تحكم تتبع نفس الأساليب وتزيد من البيت شعرا لأن البيئة العربية تتحكم فيها التقاليد السلطوية العميقة والآتية من زمن العصور الوسطى والتشدد الديني الذي يحتقر الإنسان ولا يعترف بالمعارضة والفكر المختلف وحقوق الإنسان وكل من يحكم يرى نفسه شبه إله وحاكم بأمره لا ينازعه أي أحد في في ذلك. وكل من يحلم أن نظام الجولاني سيأتي بالديمقراطية ورغد العيش وحقوق الإنسان فهو واهم وسترينا الأيام ما كنا نجهل وربما يترحم السوريون بسرعة وفي غضون أشهر لا سنوات على نظام الأسد وأنهم سقطوا في فخ الأتراك الذين تخلصوا من نظام الأسد كعائق أمامهم لتشكيل سورية خدمة لمصالحهم وعودة النفوذ العثماني ليحتل بلادهم ويسرق ثرواتهم عن طريق جيش من المتطرفين من كل صوب وحدب حتى يصبح السوري ضيفا في بلاده عند هؤلاء الأجانب.
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟