بشير الحامدي
الحوار المتمدن-العدد: 8207 - 2024 / 12 / 30 - 23:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الشارع الذي كان قبل سنوات يغصّ بالجموع المتَّقدة حماسا وعنفوانا وإرادة تناطح السماء تحوّل اليوم إلى فضاء قفر لا حياة فيه تُعَمِّرُه جحافل البوليس والقوادة والحواجز الحديدية وعابرون مسرعون في كل اتجاه بوجوه وملامح متعبة متوترة قلقة منكسرة.
...
ثمة حالة من الانكسار ومن العجز سيطرت على الناس متأتية من وقوفهم على مرارة الوضع الذي خلفته أحلامهم وطموحاتهم المجهضة.
الناس كأني بهم اقتنعوا أنه لم يعد بإمكانهم سوى الرضوخ للأمر الواقع والمسايرة وأنهم من جديد في قبضة الأربعين سارقا.
هي هكذا سيكولوجية الجموع عندما يتعفن كل شيء.
...
لكن وبرغم كل ذلك وبفعل الأزمة ـ التي لم تعد مجرد مظهر ـ فإن دورة أخرى من دورات "الثورة التي تقلب الأمور جميعا" تستكمل شروط قدومها والأكيد أن أخطاء عديدة من أخطاء الدورة الأولى سيقع القطع معها.
إنه الأمل الوحيد الباقي لكسر حالة الإحباط والانكسار المعمم الذي يحيط الآن بنا وبهذه الجموع البائسة من كل جانب.
الحمامات
30 ديسمبر 2024
#بشير_الحامدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟