أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوزية بن حورية - الى ابني الوحيد في ديار الغربة














المزيد.....

الى ابني الوحيد في ديار الغربة


فوزية بن حورية

الحوار المتمدن-العدد: 8207 - 2024 / 12 / 30 - 22:47
المحور: الادب والفن
    


تحياتي الخالصة،
اليك رسالة من ادب الرساءل اتمنى ان ترضيك
تونس في ديسمبر 2024

الى ابني الوحيد في ديار الغربة
ابني يا من شربت عرقي... حتى ابنلت العروق مني... وانهزم صدا الرمضاء المقلق... فكان عرقي المزن... وارتويت بدمي الرقراق الغير مضن... فصار القلب المتضرب خفاقا... الحياة منك يدني... وسكن النبض في الاضلع... والوتن عرق الاعراق... واستنشقت عطري... حتى فاح كنسيم الوصل...
ولفعك كنور القمر ليلة البدر... واليوم نسيتني يا ابني... يا قليل الاصل... تركتني وحيدة اجتر الذكريات... وهرولتنا الى الفصل... وانتظار البشرى في لهف... وخوفا من الفشل... والسعي في امل بين المؤسسات... بحثا لك عن عمل... واليوم صرت رجلا بك افتخر... وانت بذاته الفخر...
ارقى درجات العلم نلت... وانا الساعية في السهر...
كم فناجين قهوة قدمت لك... وانا اسال الله ان تاتي الامتحانات في يسر... رفعت راسي في غير تعال... وتكبر... وانا احمد الله الواهب المقتدر....
ابني صار ذا شان في العالم... وفي ابهة الهيبة والاحترام ينعم... وا اسفي تنكرت لي، انا امك!...
الطموح اعمى منك العيون... وقتل الاحساس...
وافقدك الشعور... وعلمك الجحود وسوء الفكر...
وشدة الجفاء المسيطر... الزوجة غلبت الام...
انه استبداد التملك المقهر.... عجبي يا فلذتي...
اعرف ان الدنيا تلاهي وتملق... الايام تجري كما اوراق الشجر... على مياه الانهر... تعال بني زرني...
ولو مرة في العمر... وتذكر ان لك اما...
دموع الشوق زخات... تنزل كالدرر... ماظننت الانانية تجعل الابن يدوس... على مشاعر الام....
ويجازيها بسوء عرفان كنار تستعر... بنكران الجميل... بقلة المروءة حطمت قلبا بك مولع....
اجبني كيف؟... قل لي كيف؟... اخبرني كيف تسلاني... وانا منبع الحنان؟... اقنعني كيف؟... اشرح لي كيف؟... دست على مشاعري...
تجاهلتني وكاني فارقت الحياة مذ ادهر...
من اين لك بكل هذه القسوة... وهذا السوء الاهطل... السوء الادهم... لاتقل لي جمع المالي هو اللاهي... والملهي... هو ضمان المستقبل...
تبا لابن فضل جمع المال على البر بالام....
وحظنها الدافء... ودعاءها للجرح بلسم... واليوم يا ابني كعادتك احتجت الي لا تستطيع الاسنغناء عني رغم البعد والجفاء المضني،.. وصلتني رسالتك فمسحت دموعي. واستنشقت منها راءحتك، لو تدري كم كانت شذية... ردت في الروح والشباب وتذكرت اكثر ارتماءك في احضاني بعد خروجك من المدرسة... اه يا بني لي احفاد وحفيد صغير وانا لا ادري!... عمره عشر سنوات كم فرحت وكم تمنيت رؤيته.. احتضانه.. لفلفته بين ذراعي... استنشاق راءحته... ظننتك ستخبرني بقدومك اذ بك تطلب مني نسخة من كتابي (محمد وطفل البلوط) مع نسخة من (المخيلة لدى الطفل للاديبة والكاتبة المسرحية والناقدة والشاعرة فوزية بن حورية تونس) المعلمة طلبتها منه حين اعلمها بالقصة وبالمقدمة التي قال الناشر ان كتب الاطفال لا تستوجب مقدمة... كيف ابخل عن حفيدي!... قرة عيني ومهجة حياتي... لا، لا يمكن حفيدي البكر ، لا حفيدي الصغير اخر العنقود اليك نسخة المقدمة تحمل عنوان ( "المخيلة لدى الطفل"
الطفل وهبه الله سبحانه وتعالى قريحة عجيبة... ملكة فكرية يستطيع بها ابتداع الكلام وإبداء الرأي والتعبير بالحركات... ومخيلة زاخرة التصورات... والمشاهد الغير مرئية... إنها قوة القدرة الفطرية وهي القوة الذاتية الخارقة التي تخيل له الأشياء، وتصورها له في أحسن صورة وأجملها...بل وفي أكمل تجلياتها... إنها مرآة عقله الصافي الذي لم تشبه شائبة،... وهي الأداة التي تهيئ له تجاوز ظروف الواقع الحياتي... المعيشي... وحدود الزمان والمكان، وتطلق عنان روحه الخلاقة لإظهار الأفكار... والعواطف والتعبير عن رغباته إما بالكلام كالرطن، أو بالحركات كالاشارة، أو بالتعبير بقسمات الوجه كالبرطمة... او عن طريق البكاء... وتصور تحقيقها وحدوثها... عقل الطفل ككل العقول البشرية، إلا أنه لا زال خاما ان صح التعبير، على طبيعته صفحة بيضاء... لم يصقل بعد... ولم يتأثر بعد بالعوامل الخارجية في محيطه الضيق، او الخارجي لذا مخيلته التي تخيل له الأفكار التي أوحى بها نشاطه الذهني... وتيسر له الاستعداد النفسي لها بما ينبغي من عُدة لخلق أفكار أو صور عن عوالم من أشخاص غير واقعية كليا أو جزئيا، وذلك بدء من عناصر يستمدها العقل من إدراكاته الحسية الفردية لمحيطه الضيق... وللعالم الخارجي... فينصهر في عالمه الإبداعي بكل تلقائية... وحماس عجيب... غريب ومخيلته الزاخرة محفزة له ونشاطه الذهني يدفعه...) بني قبل حفيدي العزيز بدلا عني... بني زرني مع احفادي الثلاث... احفادي احفاد الغربة... مع السلامة مع قبلة حارة.

امك التي لن تنساك

الاديبة والكاتبة المسرحية والناقدة والشاعرة فوزية بن حورية تونس



#فوزية_بن_حورية (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سبات حكام العرب
- الخذلان العربي
- الفم الضاحك سلاح ذو حدين
- اعترافات او نبذة من سيرة ذاتية
- الشعراء بين مطرقة الابتزاز وسندان الانتهازية
- استنكار السجون في الدول العربيةد
- انقلاب الخوارج في سوريا
- العربي والديمقراطية
- ايقاف اطلاق النار بين لبنان واسراءيل
- علماء العرب المسلمين
- وفاةالقاءد حسن نصر الله
- المحدودية المنقبة
- اللغة العربيةورؤساء الجمعيات والنوادي
- المتآمرون المتخفون
- المجرمون المتخفون
- اعترافات كاتب
- نحن اصحاب الحق نحن الاحق
- محرقة غزة
- الى كل امراة مكافحة تصارع بين رحى المعصرة
- مدى تاثير ثالوث النسيج الادبي


المزيد.....




- بجودة عالية..استقبال تردد قناة روتانا سينما على النايل سات و ...
- أجمل عبارات تهنئة عيد الفطر مكتوبة 2025 في الوطن العربي “بال ...
- عبارات تهنئة عيد الفطر بالانجليزي مترجمة للعربية 2025 “أرسله ...
- رحلات سينمائية.. كيف تُحول أفلام السفر إجازتك إلى مغامرة؟
- وفاة -شرير- فيلم جيمس بوند -الماس للأبد-
- الفنان -الصغير- إنزو يحسم -ديربي مدريد- بلمسة سحرية على طريق ...
- بعد انتقادات من الأعضاء.. الأكاديمية تعتذر للمخرج الفلسطيني ...
- “الحلم في بطن الحوت -جديد الوزير المغربي السابق سعد العلمي
- المدرسة النحوية مؤسسة أوقفها أمير مملوكي لتدريس علوم اللغة ا ...
- بعد تقليده بإتقان.. عصام الشوالي يرد على الممثل السوري تيم ح ...


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوزية بن حورية - الى ابني الوحيد في ديار الغربة