عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 8207 - 2024 / 12 / 30 - 22:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هي ليست ثورة حتى تصدر هي عملية غزو مسلح لقلب نظام الحكم في سورية وإقامة نظام سياسي إسلامي وما نشاهده من كلام متسامح وتصالحي هو مجرد تقية ومواربة وتخفي وراء قناع تحت لحية الجولاني الكثة مثلما فعل عندما غير شكله ولباسه وحتى اسمه وكأن هناك من يلقنه ويخرج له فيلم ومسرحية بإتقان. وعندما يبدأ الشرع وجماعته ومساندوه من أطراف خارجية الشروع في كتابة الدستور واختيار نوع النظام السياسي علماني أو إسلامي أو خليط بينهما والنظر في باب الحريات والحقوق وخاصة حقوق الأقليات وحقوق المرأة فعندها تحتك الركب وتظهر النوايا الحقيقية لكل الأطراف ولذلك حول النظرفي هذا الأمر لأربع سنوات قادمة بحثا عن التمكين والسيطرة فهل سيمكنه الوضع المتقلب والفرقاء الآخرون والمتكالبون على السلطة من ذلك. وحتما سيكون هناك تجاذبات كبيرة حول هذه المحددات السياسية والفكرية وخاصة في ما يتعلق بطبيعة نظام الحكم والحريات الفردية والجماعية مما يحيلنا إلى صراعات وفتن وقلاقل قد تصل إلى الحرب الأهلية خاصة بالنظر لضحالة الفكر السياسي للجماعة الحاكمة والتي تحسن القتل والغزو والتدمير ولا تفقه لغة الحوار والتنازل والمساومة والحلول الوسطى متكئة على المقدس والثوابت الدينية كما أن هناك محيط جغرافي متوجس وخائف من انتشار الفكر الإخواني وتيار الاسلام السياسي سيدفعه بالضرورة للبحث عن سبل لإفشال التجربة الجهادية في سورية بوضع العراقيل أمامها لتغرق في وحل التناقضات الموجودة والحرب الأهلية حتى لا يتم تصدير هذه التجربة في دول أخرى وخاصة أن هذه التجربة الانقلابية سريعة التنفيذ والانجاز والنجاح مسنودة من دول مهمة تبحث عن الهيمنة والتوسع وتحقيق الذات مثل أمريكا وتركيا وإسرائيل وقطر وقد يتم استعمال هذه التجربة للإبتزاز والصراع الدولي
والهيمنة على العالم.
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟