|
السلاسة والوحدة في مجموعة -أسرار خزنة- هدى الأحمد
رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 8207 - 2024 / 12 / 30 - 21:55
المحور:
الادب والفن
كتابة القصة والأجناس الأدبية الأخرى أصبح أقرب إلى (المغامرة) بالنسبة للكاتب/ة، فالجمهور يميل إلى الرواية التي هيمنت على بقية الأجناس الأدبية، وأن تأتي القاصة "هدى الأحمد" بمجموعة تتحدث عن ماضي لم يعد أحدا يلقي له بال، وعن مكان قاس "البادية" فهذا أمر يزيد (الموانع) أمام الجمهور ليحجموا عن مجموعتها. لكن السلاسة والبساطة التي جاءت بها المجموعة، كانت عامل جذب للمتلقين، كما أن (تسلسل) القصص التي بدأت تتحدث عن (مغامرات) الطفلة "خزنة" إلى أن أصبح زوجة وانتهت بها أما، ثم وفاتها بعد إنجابها طفلتها، وتسمية الطفلة "خزنة" على اسم أمها" جعل المجموعة تبدو كحلقة دائرية يبقى القارئ يدور فيها يجني مزيدا من الخير كلما مر عليها أكثر. ولم تقتصر جودة المجموعة على السلاسة والتسلسل فحسب، بل أمتد إلى علاقة العنوان بمتن القصص وشخصياتها، فهناك (سر) تخفية "خزنة" في غالبية القصص، وتحتفظ به لنفسها، واللافت في هذه الأسرار أنها تخدم الآخرين، وتحافظ على نقاء العلاقة الإنسانية والاجتماعية بين الشخصيات، بمعنى أن (أسرار) خزنة تشير إلى أخلاقها وقدرتها على كتمان الحديث في مسائل/أمور تؤخر ولا تقدم، فهي تدعو إلى (الصيام) عن كشف مثالب الناس والحديث فيهم، لأن هذا (الصيام) جاء ليبقي المحبة/الوفاء/الطيبة فينهم وبينهم. وفيما يتعلق بتسمية الشخصيات، فنجد حضور: "خزنة" كأم وكطفلة، والدها، وصديقتها "زينة" و"ترفة" كجدة وكزوجة أب، ونجد تقارب أسماء الشخصيات (العابرة) مثل الشيخة "جميلة" والشاب "جميل"، وهناك "زيد" الذي تزوج "زينة" وذكر في أكثر من قصة، كل هذا سهل على القارئ تناول المجموعة التي جاءت متكاملة ومتواصلة. وإذا ما توقفنا عن طبيعة القصص التي تتحدث عن طفلة ومغامراتها فهذا يعد عامل جذب أخر في المجموعة، فالمتلقي يميل/ينحاز للأطفال ولقصصهم، وبما أن "خزنة" لم تُعامل بقسوة بتاتا ـ إذا ما استثنينا تلقتها من أمها بعد أن رأتها تنتعل حذاء الزائرة ـ أمكننا القول: إن مجموعة "سر خزنة" تعد مجموعة متميزة على صعيد المضمون والأخلاقي، وعلى صعيد طبيعة الشخصيات المتسامحة، وعلى صعيد معاني الأسماء التي وظفت لخدمة المجتمع الذي يواجه البادية/الصحراء وما فيها من قسوة وشدة. وهنا نتوقف قليلا عند العنوان "سر خزنة" فهناك سر في غالبية القصص، بمعنى أن هنا مجموعة أسرار مهمة للأخرين، وكشفها يؤذيهم، فكان لا بد من حفظها في مكان آمن، والمكان الآمن هو وضعها في "خزنة" وهذا ما كان، ف"خزنة" كانت فعلا خزنة/بئر أسرار الآخرين. أعتقد أن الانسجام بين عنوان المجموعة وأحداثها/الأسرار يعد أحد أهم عناصر الجمالية فيها، وهذا يشير إلى أن القاصة نجحت في (توحيد) موضوع/أحداث/شخصيات مجموعتها وجعلها قريبة من رغبات المتلقين الذي يميلون إلى الأحداث/لشخصيات/المكان الواحد، ولإعطاء صورة عن المجموعة نتوقف قليلا عندها، ونبدأ من قصة "الجني الصغير" تأخذنا إلى ما قبل خمسينيات القرن الماضي، إيام كان الراديو أهم اختراع أتيح لناس استخدمه، فهو الذي يتحدث بعدة أصوات، مواضيع، من الغناء، إلى الأخبار، رجال ونساء يتحدثون منه، ولا يسكت أبدا ما دام مفتوحا، يشتري والد "خزنة" راديو ليكون محطة يتجمع حوله الأهل والأصدقاء، يستمعوا إلى هذا الكائن العجيب، لكن أم "خزنة" تبقى متوجسة من وجود تلك المرأة التي تتحدث بصوت عذب من داخله، مما جعلها تقدم على أخذه إلى خارج البيت وتقوم بتكسره. تبدو القصة عادية، لكن اللافت فيها أن القاصة استطاعت جذب القارئ للقصة من خلال عنون القصة "الجني الصغير" ومن خلال علاقة "أم خزنة" بالراديو، فهي بقيت تخاف على زوجها من أن تخرج المرأة صاحبة الصوت العذب منه وتكون ضرتها، فأثرت تحطيمه والتخلص منه. نشير إلى أن خزنة" رأت أمها وهي تحطم الراديو، لكنها احتفظت بهذا السر لنفسها. قصة "راعية الغنم" تتحدث عن "خزنة وكلبها الذي أصبح صديقها الحقيقي والحامي لها، حتى أنها كانت تفضل اللعب معه على العب من قريناتها من الفتيات، الكلب يخوض معركة مع الذئاب مما يتسبب بقتله، وهنا تصاب "خزنة" بحزن غير عادي، يحضر والدها كلبا صغيرا، ليحل مكان صديقها، لكنها لا تستطيع التكيف معه مباشرة، وهنا تطلق حكمة حول الفقدان: "الخسارات قابلة للتعويض ولكن ليس للاستبدال" ص19، اللافت في هذه القصة تأكيدها أن الوفاء يقابله وفاء، حتى لو كانت صادرا عن حيون وعن كلب، وهذا الأمر يستحق التوقف عنده في زمن يكاد يخلو من الأوفياء والوفاء، فالقصة تقربنا من طبيتنا البكر، طبيعتنا الإنسانية قبل أن نتلوث بمفاهيم (معاصرة) ويشوهنا الواقع. قصة "السحلة" تتحدث عن "خزنة" الفتاة ناعمة اليدين التي لا تحسن حلب الماعز، لأنها ترى في نعومة يديها عامل جذب للعريس، لكن أمها تخبرها بحقيقة: "على أيش يطلبك الرجال" ص21، لتعرف أن المرأة في البادية عليها القيام بأعمال لا بد منها، مثل حلب الماعز، التجبين، الرعي، وهنا تأخذ "خزنة" بجدية مسألة تعليم هذا الأعمال، وتنجح بعد عدة محاولات، المثير في هذه القصة أنها جمعت بين حاجات الفتاة العاطفية التي تحافظ على نعومة يديها، وبين واقعها القاسي، فهناك متطلبات للحياة لا بد من القيام بها، لأن الإنسان دونها يفقد وجوده، فالعمل، الإنتاج أساس بناء الإنسان/المجتمع، دونه يموت ويفنى، فلا بد من العمل ليكون هناك أثر/معنى/ لوجود الإنسان. قصة "الحنة الضائعة" تتحدث عن زواج "زينة" من ابن عمها مفلح، لكنها لا ترغب به زوجا، هذا ما سمعته "خزنة" من "زينة وهي تبكي لأمها "لا أريد الزواج من مفلح" ص27، "خزنة" كطفلة تنقل هذا الأمر لجدتها "ترفة" بحسن نية، حيث أثارها بكاء العروس. تبدأ الجدة "ترفة" بتنفيذ رغبة "زينة" فتخفي الحنة ليلة العرس، مما حال دون إتمام العرس، ثم تسقي "زينة" عشبة تجعلها تبدو مريضة، مما يجعل فكرة تأجيل العرس حل لا بد منه، لكن الخلاف بين أم زينة وأم مفلح، يجعل الزواج ينتهي تماما، وعندما يستفسر "مفلح" عن حال العروس والعرس تقول له الجدة "ترفة": يا بني شوفلك مهرة غيرها مهرتك رسها موإلك" 31، يمكن أن تكون هذه القصة من أفضل القصص الاجتماعية التي تطرح قضية المرأة، فرغم أن بيئة البادية قاسية، والشخصيات بدوية، إلا أن رغبة المرأة تحققت وتم إلغاء الزواج، وهذا يشير إلى دور "ترفة" وإلى قادرتها على إلغاء ما يقرره الرجال. واللافت في قصة "الحنة الضائعة" أن كل شخصياتها من النساء باستثناء "مفلح" الذي لم يعترض على إلغاء زواجه من "زينة" وقبل بالعروس التي اختارتها "ترفة" له بدل "زينة" بمعنى أنه (أنصاع) للنساء وقبل بما قررن وخترن، وهذا يشير إلى أن المرأة ـ حتى في البيئة القاسية ـ تستطيع أن تفرض ذاتها ويكون لها حضورا وفاعلية. ملاحظة: عرفت "خزنة" من أخفى الحنة وما شربته "زينة" وأبقت السر لنفسها. قصة "البئر الغربي" تتحدث عن قدسية/رهبة المكان، فهناك العديد من الأقوال متعلقة بالبئر الغربي، تجعل الناس يبتعدون عنه، ومن يقترب منه عليه تقديم (قربان) أما ذهب أو ماعز، من هنا كان البئر مكان لا يقترب إلا من هم في حاجة ومعهم ما يحول دون غضب صاحب البئر الذي يظهر بصورة ماعز برأس رجل، أو رجل برأس ماعز، تستمر رهبة المكان إلى أن تمرض والدة "خزنة" التي تذهب لجلب الماء لها، وبما أن الوقت كان ليل ولا يوجد من هو مستيقظ من الجيران، فقد ارتأت أن تذهب إلى البئر الأقرب عليها من بيوت الجيران، ولأن للبئر رهبة أخذت تردت "لا تأذينا ولا بنأذيك" ص35، ليظهر لها "رجل الغنمة" ويحدثها ويهدئ من روعها، لتعلم أنه رجل يسكن البئر، وأنه يعيش على ما يقدم له من (هدايا) ثم يسألها عن سبب حضورها لتخبره بأن والدتها مريضة، فيحضر عشبة ويعطيها لها لتشفى من مرضها. ملاحظة: بعد أن أعطى "رجل الغنمة" العشبة "لخزنة" طلب منها إخفاء سره وما حدث معها. قصة "الجوع" تتحدث عن رحلة البحث عن أرض بها ماء بعد جفاف الأرض التي يقطنها أهل "خزنة" فالطريق طويلة ومكان البحث عن الماء غير محدد، وهذا جعل الرحلة في غاية الصعوبة، خاصة أنهم أصبحوا بلا زاد ولا ماء، فآخر رغيف كان معهم تقاسمته "خزنة" وأمها، بعد أن تظاهر والدها أنه يمضغ شيئا ما، وهذا يقودنا إلى إثار الأب وحرصه على إعطاء أسرته كل ما يملك، حتى لو أدى ذلك إلى هلاكه. أثناء مسيرتهم في الليل ألبست "أم خزنة" "خزنة" لباسا ثقيلا، وما أن وضعت يدها في جيبها حتى تلمس شيئا طريا، فإذا هو (حلقوم) تقضم جزء منها وتفكر في إعطاء والدتها الجزء المتبقي منه، لكنها تستلذ بمتعة الطعم والشبع فتقرر أن تلتهم النصف المتبقي لوحدها، وهنا تصاب بحالة إغماء، تستيقظ لتجد أن أسرتها وجدت الماء، وهنا تبقى "خزنة" محتفظة بسر "الحلقوم" الذي وجدته في جيبها. قصة "الزائرة" تتحدث عن الزائرة المهمة التي تحضر من المدينة إلى البادية، تعجب "خزنة" بحذائها فتحاول أن تنتعله، لكن الجدة "ترفة" تنهرها، تبقى "خزنة" متعلقة به، فتقرر "الزائرة" أن تعطيه "لخزنة" دون أن يدري احد بذلك، في الصباح لا يكون الحذاء موجودا، فتتهم "خزنة" بسرقته، حتى أن أمها تصفعها بعد أن رأيتها تنتعله ليبقى سر هدية الزائرة ل"خزنة" مخفيا عن الآخرين. اللفت في القصة إثارة التباين البيئي بين سكان المدينة والبادية، فأهل المدينة ينعمون بالرفاهية، بينما البدو يعيشون حياة قاسة وصعبة، لكن الأخلاق والكرم وحسن استقبال الضيوف هي الثروة التي يمتلكونها، من هنا وجدنا حسن استقبل الزائرة وزوجها، وحرص الأهالي على مقتنياتهم، وما الصفعة التي وجهت ل"خزنة" ـ رغم قسوتها ومظلوميتها ـ إلا أنها ترسخ الجانب الأخلاقي الذي يتمتع به أهل البادية. قصة "ما زالت قاصرة يا عمتي" تتحدث عن موت "أم خزنة" وذهابها إلى عمتها التي رعتها واعتنت بها، لكن بعد سنة حاولت عمتها خطبتها لابنها "سيف" لكن خزنة تقرر مغادرة بيت عمتها دون أن تخبرها والعودة إلى بيت والدها، أثناء سيرها ينفذ منها الماء والطعام، وبعد أن وصلت مكان أهلها لا تجدهم فيه، حيث يكون والدها قد رحل إلى مكان آخر، تستمر في طريقها، يقابلها مجموعة من الخيالة، تطلب من فارسهم الأمان ويعطيها الأمان، في الصباح تتفاجأ بوجود والدها بالقرب منها، وهنا تكون في حياة جديدة، حيث يكون والدها قد تزوج، وعليها أن تتكيف العيش مع زوجة والدها. قصة "ثأر قديم" تتحدث عن مقتل "غياث" ابن عم "خزنة" وكيف رأت القاتل يقدم على فعلته، تبقى محتفظة بصورة القاتل، إلى أن يأتي فارس شاب يقابلها ويتحدث معها، يميل قلبها له، ويأتي مع والده وعزوته ليطلب يدها، لكنها ترفض بحجة أنها لا تريد أن تتغرب عن قبيلتها، وعندما قابلها الفارس مرة أخرى، أخبرته أن والده قاتل عمها "غياث" وأنها ستحتفظ بهذا السر لنفسها، ولن تخبر أحدا به، وهنا تكون "خزنة" قد أثارت التخلي عمن أحبت لكي لا يكون هناك ثأر جديد. قصة "حكاية الوفاء" يمكن أن تكون هذه القصة حكاية شعبية لرفعة مكانة الوفاء في المجتمع وبين الأفراد، فهي تتحدث عن "جميلة" التي تتزوج من "أبو زيد" لكن زواجها يعكره عدم الإنجاب، وهنا يقرر "أبو زيد" الزواج من أخرى ليكون له أولاد، تطلب "جميلة" الطلاق، يطلقها "أبو زيد رغم حبه لها، لكنه يريد تلبية طلبها. زوجته الجديدة تمرض بعد أن أنجبت أربعة أولاد ثم تمرض وتموت، يذهب "أبو زيد" في رحلة لكنه يسقط عن فرسه ويمسي جثة حية، غير قادر على الحركة، تقرر "جميلة" العودة إلى بيت أبو زيد للاعتناء بأولاده، بعد فترة يموت أبو زيد، وتبقى جميلة ترعى أسرته حتى كبروا وتزوجوا، يبقى "زيد" أصغر الأبناء ينتظر دوره في الزواج، إلى أن يقابل "زينة" صديقة "خزنة" التي يعجب بها وتعجب به، تذهب "جميلة" التي تجاوز عمرها الستين عاما لخطبتها، وعندما تسألها "زينة" عن علاقتها ب"زيد" تقول لها أنها طليقة أبيه، وهنا تتساءل/تستهجن "زينة": "يعني أنت مرة غريبة عنه يا خاله لوجت أخته أو خالته" ص65، لتخرج "جميلة" حزينة من هذا القول، تعود لبيتها ويسألها "زيد" عن سبب وجومها، وبعد إصراره على معرفة ما جرى تخبره بالموقف الحرج الذي تعرضت له في بيت "زينة" وهنا يأتي "زيد" إلى بيت أبي زينة ويخاطبه: "يا أبو زينة جيناك طلابة واحنا نرد الطلب اللي عندكم موطلبنا وخبر من وراك أمي ما إلي عنها بديل": ص70، وهنا تعرف "زينة" خطأها وتسرعها في الحكم على "جميلة" التي رعت وربت أبناء زوجها رغم أنها طليقته. فمثل هذه القصة التي تقربنا من العطاء/الوفاء/الحب وترسخ فينا إثار الحب/المحبة على ردة الفعل، وتدعونا المحافظة على المواقف النبيلة، والعطاء والوفاء لمن أحببناهم، فالقصة تعد درس في تعليم الأخلاق وتعلم الوفاء. قصة "خزنة ترفض ابن الشيخ" تتحدث عن "برجس" ابن الشيخ الذي تعلم في دمشق وعاد بعد غياب خمس سنوات، تلتفي أمه "بزينة وخزنة" وتجد في "خزنة" عروسا مناسبة لابنها "برجس" يدخل "برجس" عند "أمه" فيجد عندها "زينة وخزنة" وتحدثه أمه عن نيتها بتزوجيه من "خزنة" فيخجل من رد/رفض رغبتها، لكن بعد أن تهم "خزنة وزينة" بالخروج يستوقف "خزنة" ويخبرها بأنه يريد الزواج من فتاة دمشقة تعلم معها في الجامعة، تتفهم "خزنة" الموضوع وتقول له بأنها سترفض الزواج منه دون أن تفصح عن السبب، وهذا ما حصل، وما العنوان "خزنة ترفض ابن الشيخ" إلا نهاية القصة. قصة "العجوز العاشق" تتحدث عن رجل يحب "فدوى" لكن أبوها يقتلها بعد أن علم بحبها، يقرر الشاب المحب الهرب عن القبيلة والبقاء بالقرب من قبر "فدوى التي أحبها، وبما أن البدو يرحلون ويتنقون، جاءت قبيلة زوج "خزنة" إلى مكان القبر لتستقر فيه، تلاحظ "خزنة" أن خبزها يختفي رغم أنها تخبر بكثرة، وبعد تكرار اختفاء الخبز، تقرر أن تراقب من الذي يأتي ليأخذ خبزها، وتستطيع أن تكتشف أن من يأخذ الخبز هو رجل عجوز، يخبرها قصته مع "فدوى" وبعد مدة يموت العجوز ليدفن بجانب من "فدوى" التي احبها. القاصة تجعل هذه القصة أقرب إلى الحكاية الشعبية من خلال طريقتها في إنهاء القصة: "ويسمع أحيانا صوت عجوز يقول نامي نومة عروس وأنا لاحقك بيوم يا فدوى" ص84. ملاحظة: بعد أن كشف الرجل العجوز حقيقته ل"خزنة" يتفقا على أن تحفظ "خزنة" سره ولا تبوح به. قصة "حياة وموت" تتحدث القصة عن "خزنة" التي بلغت خمسة وعشرين عاما دون زواج، أثناء سير تسقط على الأرض بالقرب من بيت أم جميل التي تسعفها وتخبر "أبو خزنة" بما جرى لها، يشاهد "جميل" خزنة ويعجب بها، تقرر أمه أن تطلبها من والدها بهد أن تشفى، ويتم الزواج وتنجب "خزنة" ابنة لكن بعد والولادة تصاب بحمى النفاس لتتوفى بعدها، يقرر جميل" أن يسمي ابنته "خزنة" على اسم مها التي أحب. قصة "البنت سر أمها" جاءت كتكملة للقصة السابقة، حيث يتزوج والد الطفلة "خزنة" "نوفة" التي تعتني بخزنة كأنها أبنتها، وتبدأ الطفلة بالنمو حتى بدت كأمها تماما، في شكلها وهيئتها، وفي سلوكها وعشقها للحرية، تعرف "خزنة" أن "سحر" زميلها في المدرسة (تسرق) الطعام من بقية الطالبات، وهنا تقرر أن تجلب لها "سندويشة" يوميا، وهذا ما جعل "سحر" تكف عن أخذ الطعام من بقية الطالبات دون أن يعرفن، وما عنوان القصة "البنت سر أمها" إلا خلاصة القصة. وفي نهاية القصة تقترب سحر من "خزنة" قائلا: "أريد أن أحدثك سرا هل تحفظينه، لمعت عينا خزنة قائلة، طبعا، سرك في بير أنا خزنة الأسرار يا صديقتي" ص95، لتكون القصة ونهايتها كفاتحة/كبداية للقصة الأولى حينما حفظت "خزنة" سر أمها التي كسرت الراديو. المجموعة من منشورات وزارة الثقافة الأردنية، عمان، الطبعة الأولى 2023.
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أثر القمع رواية -الثانية وخمس وعشرون دقيقة- طايل معادات
-
التمرد في كتاب -النهر لن يفصلني عنك- رمضان الرواشدة
-
مهدي نصير وتقديم الألم
-
جواد العقاد والارتباك - وفي إيابي
-
البياض في قصيدة -معراج واسع للقصيدة- سائد أبو عبيد
-
الإيجابية في رواية -زمن القناطر- عامر سلطان
-
الأخلاق وجمالية الكتابة في رواية -لم أكن أتوقع- راشد عيسى
-
الواقع في قصة -الكابوس- مأمون حسن
-
فشل حركة التحرر العربية
-
سورية الجديدة (4)
-
سورية (الجديد) 3
-
سورية الجديدة (2)
-
سورية
-
سامح أبو هنود قصيدة -كن بين شكك واليقين-
-
قصائد -أنا وليلى- للشاعر موسى أبو غليون
-
الإثراء الثقافي والثراء الإنساني في كتاب -الثرثرات المحبّبة-
...
-
النعومة في رواية -النور يأتي من خلف النافذة- إبراهيم جاد الل
...
-
التنوع والتعدد في ديوان -شغف الأسئلة- منذر يحيى عيسى
-
القهر في قصيدة -اعتذار- سامي البيتجالي
-
كتاب -زهرات في قلب الجحيم-[*] للمحامي حسن عبادي
المزيد.....
-
حقوق المؤلف سقطت في أميركا عن تان تان وباباي وأعمال همنغواي
...
-
وفاة الفنان الكويتي عبد العزيز الحداد
-
المخرجون السينمائيون الروس الأكثر ربحا في عام 2024
-
تردد قناة روتانا سينما 2025 نايل سات وعرب سات لمتابعة أحدث ا
...
-
أبرز اتجاهات الأدب الروسي للعام الجديد
-
مقاومة الفن والكاريكاتير.. كيف يكون الإبداع سلاحا ضد الاحتلا
...
-
فيلم -الهنا اللي أنا فيه-.. محاولة ضعيفة لاقتناص ضحكات الجمه
...
-
أفضل الأفلام الروسية لعام 2024
-
حصاد 2024.. أجمل الكتب التي بقيت راسخة في ذاكرة المبدعين
-
مصر.. اعتزال مطرب شعبي شهير الغناء في أول ساعات 2025
المزيد.....
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
المزيد.....
|