عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)
الحوار المتمدن-العدد: 8207 - 2024 / 12 / 30 - 21:54
المحور:
الادب والفن
في نهايةِ عام 2024..
وصيّةُ أبٍ عراقيٍّ، ظَلَّ مُستيقِظاً طيلةَ حياتهِ، دون جدوى..
يا بُنيّ..
في العام 2025..
إذا كان العالمُ الذي تعيشُ فيهِ سيصبحُ رائعاً.. فأبقَ مُستيقِظاً دائماً، وتَمَتّع بكلّ لحظةٍ فيه.
أمّا إذا بقيَ رديئاً.. فإنّ أفضلَ شيءٍ يمكنُ أن تفعلهُ في هذا العالم الرديء، هو أن تنام.
فإذا استَيقَظتَ في ديسمبر 2025، ووجدتَ أنّ العالمَ الذي تعيش فيه، ما يزالُ رديئاً كما كان.. عُد ثانيةً إلى النوم.
وإذا استيقّظتَ في يناير 2026، ووجَدتَ أنّ العالمَ مازالَ رديئاً جداً.. فإنّ عليكَ أن تنامَ مدّةً أطول.
وإذا أستمَرّ العالمُ على رداءته في السنوات التاليّة، فالأفضلُ لكَ.. أن لا تستيقظَ أبداً.
لا تصدّق أبداً من يقول لك: أنّ كُلّ شيءٍ بخير، وأنّ لديكَ عقلاً جميلاً، وأنّكَ مملوءٌ بالضوءِ والأمل، وأنّ بإمكانكَ تغيير العالم.. من عالَمٍ رديءٍ إلى عالَمٍ أقلّ رداءة.
لقد حاولتُ أنا ذلك ففَشَلت.. وحاول غيري.. فَقُتِل.
وتَذكّر دائماً أن "ألبير كامو" قد قال يوماً: "سأنامُ.. إلى أن يُستهلَكَ هذا العالم".
أخيراً بُنَيّ.. إذا لم تكُن تعرِفُ من هو "كامو" هذا (وأنت لا تعرفهُ بالفعل)، فكُن على ثِقَةٍ بأنّ العالمَ الذي عاشَ فيهِ "كامو"، لم يكُن رديئاً أبداً إلى هذا الحَدّ.
#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)
Imad_A.salim#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟