أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسين سليماني - عرض -الثائرون-: النص الركيك يمنع سفينة الإخراج من بلوغ بر الأمان الفرجوي














المزيد.....

عرض -الثائرون-: النص الركيك يمنع سفينة الإخراج من بلوغ بر الأمان الفرجوي


ياسين سليماني

الحوار المتمدن-العدد: 8207 - 2024 / 12 / 30 - 16:52
المحور: الادب والفن
    


أحببنا أم كرهنا، أغلب العروض التي تم تقديمها في إطار سبعينية الثورة اشتغل فيها صنّاع العروض بمنطق المناسباتية المتسرّعة، ولم يتم تقديم عروض تستجيب فكريا وفنيا لذائقة المتلقي لا البسيط ولا المتخصص عدا قلة قليلة منها ربما في مقدمتها العرض الجيّد لمسرح تيزي وزو بعنوان "سفينة كاليدونيا" ونحن إذا قلنا سابقا "احموا التاريخ الجزائري من المسرحيين الجزائريين" فإن هذا ما وجدناه في عرض مسرح قسنطينة بعنوان "الثائرون" الذي اتكأ على نص لا يمكن أن يكون إلا شبيها بالخِرقة البالية التي لا ينفع معها أي ترقيع، نقصد ترقيع المخرج. لقد بذل المخرجُ جهدا كبيرا في توفير مفردات العرض الناجح لكن الحلمَ بالوصول إلى المستوى الجمالي المطلوب كان يجد امتناعا كبيرا من النص ذاته، حيث حضرت المباشاراتية والشعارات واللغة الخشبية التي لا ترتقي أن تكون إلا في الخطابات السياسوية الضاربة في الرجعية والتي قطعت منها حتى النخب السياسية والتاريخية الحديثة.
استخدم النصُ العديد من الأمثلة الشعبية التي لا تمثّل إلا قوالب لغوية جاهزة تم حشرها حشرا في العمل، كما تبدو المفارقة واضحة عندما يستخدم مثلا شعبيا يقول "ولاد الكلبة كلهم كلاب" من طرف شخصية لواحد تتهمه بالعمالة، فإذا كان العميل كلبا فماذا ذنب "كل" أهله أو كل أبنائه؟ وهل كل عميل أنجب عملاء؟ كما استخدم النصُ الهزيل عبارة في غاية القبح، بل وتقطع مع أية عقلانية أو منطق: "أمين، راك امخبّي كي المرأة الحرّة"؟ أية امرأة توصف بالحرة تختبئ؟ هل اختبأت ديهيا الحرة من أعدائها مغتصبي أرضها؟ هل اختبأت فاطمة نسومر وجميلة بوحيرد من أعدائها؟ أليست هذه التعابير الركيكة ذات المعنى المغلوط كافية لتقول لنا أمام نص يمتلئ بالعشوائية لا يمكن معه أن تعوّض أية محاولات إخراجية عوراته الكبيرة؟
إن "الثائرون" من جهته النصية تحديدا، يقدم "عَلَفا تاريخيا" (كما سبق وكان رأينا عن مسرحية "كلمة" لمسرح بلعباس)، أي مادة قديمة لا طعم لها ولا رائحة لجمهور يُنظر له بأنه قطيع من الغنم، وإلاّ كيف لمؤلف النص أن يكتب عملا يتشابه بطريقة شبه حرفية مع مجموعة كبيرة من نصوص في عروض سابقة لكتّاب هم في سن أبنائه أو أحفاده من جهة السطحية والسقوط في الخطابية التي تؤدي إلى التشبّع منه في أوّل ربع ساعة !! ابتداء من العنوان الذي يقتل أي أمل في إيجاد نص لا يركن للجاهز ولا السطحي ولا المُفتعل، مرورا بشخصيات مكتوبة بشكل اعتباطي يغلب عليه التسرّع، وإذا كانت الجزائر ربما قد قطعت مع ما كان يُسمى بـ"الأدب الاستعجالي" فإنها انفتحت على ما يبدو على "المسرح الاستعجالي" حيث تظهر الكتابة تحت الطلب، طلب سوق المسرح أو اللهث وراء المال أو أي شيء إلا وجه المسرح، هذا الفن النبيل.
إننا أمام نص لا يليق به أن يظهر على الخشبة، وإن ظهر فهو منذور للنسيان، عمل للاستهلاك الواحد هذا إذا استطاع المُستهلك أن يكمله إلى الآخر دون أن يصيبه والانزعاج الشديد بل والصداع
تمنينا أن نخرج من "ثائرون" الذي استطال بطريقة بشعة (نحو ساعة ونصف) لولا أن الالتزام النقدي بمتابعة كل العروض منعت الانصراف قبل الوقت، وهذا أتعس شعور يمكن أن يتملك المتلقي، عندما يجد نفسه أمام عمل في مستواه النصي لم ينضج أبدا لكنه يتوجب عليه متابعته.
إن مسرح قسنطينة، ومخرج العرض كريم بودشيش الفنان المبدع في رأينا وقعا ضحية نص حاول فيه المخرج جاهدا كقبطان سفينة مخرومة أن ينقذها ويوصلها إلى شاطئ الأمان، الفرجوي والنقدي لكن الخروم والثقوب في النص كانت كثيرة ولم تنفع معها أية محاولة للإنقاذ، ومع ذلك، أملنا لا ينقطع أن يقدم هذا المسرح العريق وهذا المخرج أعمالا تنسينا هذا العمل الميّت.



#ياسين_سليماني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل خدعنا هارون الكيلاني؟
- احموا التاريخ الجزائري من المسرحيين الجزائريين
- 70 سنة في غرامك: ثرثرات عن مسرحنا الجميل
- حلاق إشبيلية: النصوص الكلاسيكية لا تزال تبهر
- مهرجان المسرح المحترف في دورته الـ 16: الدروس والعبر
- عرض -أفريكا- إحياء كاكي أم اغتيال له؟
- عرض -ثورة-لمسرح بلعباس: المخرج يعبث مرتين
- هل كان الجاحظ مثليا؟
- موسم شتم ياسمينة خضرا
- كنا ثلاثة، اختار الموت أوّلنا
- زمنهم الجميل هل كان جميلا حقا؟
- الميديا وورقة التوت والمثقف البائس
- أمي...أنت حيوانة؟!
- محطات تلفزيونية أم دكاكين خردة؟ مقال في تعذّر صناعة دراما جز ...
- عيد ميلاد جديد: غابت الطرطة بسبب السيد كورونا
- جهالات عبد العزيز كحيل
- واحد -عيد- ناقص -ذبح- من فضلك
- إنه الفن يا كلاب الجحيم
- كاريكاتورية لافتات -أنا محمد-
- انتبهوا...أنهم يسرقون الله


المزيد.....




- الجزائر.. ترميم 17 ألف وثيقة وإدراج مخطوطين في -سجل ذاكرة ال ...
- الغموض الاقتصادي يطفئ بريق مبيعات الأعمال الفنية عالميا
- مهرجان كان السينمائي يكرّم روبرت دي نيرو بالسعفة الذهبية الف ...
- صلاح الدين الأيوبي يلغي زيارة يوسف زيدان إلى أربيل
- من الطوب الفيكتوري إلى لهيب الحرب.. جامعة الخرطوم التي واجهت ...
- -النبي- الروسي يشارك في مهرجان -بكين- السينمائي الدولي
- رحيل الفنان والأكاديمي حميد صابر بعد مسيرة حافلة بالعلم والع ...
- اتحاد الأدباء يحتفي بالتجربة الأدبية للقاص والروائي يوسف أبو ...
- -ماسك وتسيلكوفسكي-.. عرض مسرحي روسي يتناول شخصيتين من عصرين ...
- المسعف الذي وثّق لحظات مقتله: فيديو يفند الرواية الإسرائيلية ...


المزيد.....

- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ياسين سليماني - عرض -الثائرون-: النص الركيك يمنع سفينة الإخراج من بلوغ بر الأمان الفرجوي