أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آرام كربيت - هواجس ثقافية وسياسية ــ 394 ــ















المزيد.....


هواجس ثقافية وسياسية ــ 394 ــ


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 8207 - 2024 / 12 / 30 - 16:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المؤمنون، وأغلبهم متزمتين، يسيطرون على أغلب الأقنية الفضائية الخاصة على اليوتوب، وينشرون التلوث الثقافي والنفسي في العقول والنفوس الصغيرة
والمؤمن، عمومًا كائن منفصل عن الواقع، يعيش في عالمه الوهمي، وفراغه العقلي والفكري والروحي والعاطفي.
كائن يعاني من الوسواس القهري، وعقدة الذنب والعجز.
يبث أو ينشر هذا المؤمن الجاهل كل ما هو رديء من كل شيء، ويدخل في كل جب أو جيب ليفرغ في الأخرين الغثاثة والصديد من الأفكار والقناعات الذي تجاوزه الزمن والواقع.
بمجرد أن تفتح اليوتوب تراهم كالكلاب المسعورة يهجمون على بعضهم البعض دون سابق إنذار، فيزرعون الطائفية والتفرقة والانقسام الاجتماعي والنفسي في المجتمع الواحد، ولا يتركون أي شيء يمر أو يتسلل من شرهم.
ميدان صراعهم العلمانية، الدولة الحديثة بمؤسساتها التشريعية والقضائية والتنفيذية، وصل الأمر بأحدهم واسمه الشيخ بسام جرار أن يقول عن الشعوب الأوروبية على أنها فاسدة. وإنهم يستجرون شبابنا إليهم من أجل أخذ أولادنا.
كلام المؤمنين مستفز، قميء وكريه لأنه يصدر عن جهل وحماقة وانفصال عن عالمنا. هذا التيار الفارغ يحمل معه الكثير من الناس ويزرعهم في الصديد أو الغث، ويعزلهم معه في دهاليز التاريخ الذي تجاوزه زمننا وعالمنا المعاصر.


قلت وسأقول، القوى الدينية لا تستحق الاحترام أو الانجرار وراءها.
أنها قوى غيبية، موجودة بأجسادها فقط في الحياة، أما عقولها فهي في مكان أخر.
تصور لدينا واحد كان هامشيًا، تم نفخه وتعويمه وتلقينه بسرعة البرق كفراخ المداجن، لصبح قريب من الناس.
اليوم، هذا التافه أحمد الشرع يعلن أن الدستور لن يرى النور إلا بعد ثلاث سنوات؟
ـ لماذا يا صغير الدماغ والعقل؟
كيف يصح هذا، ومن هو الوصي على الدولة والمجتمع، وكيف ستسير عجلة الحياة، وفق أي معيار، ومن هو القادر على قيادة الدولة في هذه المدة الزمنية الطويلة.
خلال الثلاث سنوات القادمة، وفي القرن الواحد والعشرين، ستجري مياه كثيرة، بل بحار ومحيطات، هل تعتقد أنهم سينتظرون، ما يفرزه عقلك المشوه أو من لقنك هذا التشويه المختل.
من قال لك أنك تمثلني، وتمثل تاريخي وتضحياتي؟
حضرتك أخذت بطاقة حسن السلوك من اسوأ دولة في العالم، وتم تسويقك كأكبر غبي سياسيًا، وقبلت به.
عار عليك وعلى من جاء معك، أنتم مكانك المعبد، والصلاة والصيام، أما أن تأخذ موافقتك من الولايات المتحدة فهذا يعني أنك بشار أخر أو إنتاج مسخ أخر كبشار الأسد.


لا أعرف لماذا لدي الرغبة في الركض وراء الأموات، وفتح الأقنية لمجادلتهم.

قالت لي:
مرات كثيرة، كنت ولا زلت أهيم مع نفسي، أجلب الدودوك وأعزف، أخرج روحي، يأسي، قلقي من نفسي، كأمرأة وإنسان، وأضعه في فمي، أنفخه ثم أنفثه في هذا الناي. عندئذ، تتبدد عني الكآبة واليأس وتقلب مزاجي رأسًا على عقب.
قلت لها:
ـ بيد أن يآسك يعود ويتجدد، ماذا تفعلين بهذا النائم بين ضلوعك؟
ـ عندما أشعر أن الدودوك فرغ ذاك الكبت الساكن في داخلي أتوقف عن العزف، أنام، وينام ذاك المستيقظ أبدا، لا أفكر بهذا القادم الجديد، ولا استعد له.
مرات كثيرة أقول لنفسي:
لا زالت هذه اللوثة في عقلي، الفن غواية جزء منه فرح والجزء الآخر حزن، يتمازجان ليخرجا لي خلطة تجعل مزاجي دائم البحث عن الجديد في الموسيقى، لهذا أنشد العيش مع الرموز لأفككها من حمولتها وأضعها في فمي وأنفث اليقظة.
وأضافت:
كل ذلك هو إغواء وغواية وتجربة جديدة تضاف إلى تجارب الحياة الغريبة العجيبة.


آرام كرابيت
كتاب هواجس ثقافية.
يتطرق هذا الكتاب إلى العمارة الأخلاقية، فيقول:
إن البناء الأخلاقي كله، أو العمارة الأخلاقية التي نعيش تحت ظلها لم تلب غاية الإنسان في علاقته بالحقائق.
إن هذه العمارة تعزله عن نفسه، وعن الأخرين وتترك تصدعات عمودية وأفقية في كيانه. وإنها تفكك تكوينه النفسي والعقلي وتجعله كذاًبا منافًقا يدعي على عكس ما يفعل.
لقد عاش أباءنا وأجدادنا في ظل هذه الكذبة آلاف السنين في سعادة وفرح، بينما وعينا يكتشف أننا مغلفون بقيود قاسية جدًا ولا نستطيع الفكاك منها.
اليوم نر، التشوهات في تكويننا النفسي والعقلي بشكل واضح في كل دقيقة وثانية. نعيش في صدام بين ما هو قائم، وما يجب أن يحدث.
وهذا يعيشه غيرنا تحت الطاولة إذا كان جباًنا وفوق الطاولة إذا كان يملك الشجاعة.
هذا البناء لم يأت من الإنسان العادي وأنما تشكل كمنظومة أو حزمة متكاملة فرض عليه من خارجه ويحتاج إلى تكسير هذه المنظومة وتمزيقها حتى يتحرر.
إن تكسير هذا البناء وتمزيقه هو الخطوة الأولى لإيجاد بناء إنساني حقيقي وواقعي وصادق يحمي الإنسان والطبيعة وكائناتها.
هواجس ثقافية هي نصوص بالعشرات وربما بالمئات تعالج الكثير من القضايا الوجودية والاجتماعية والنفسية والسلوكية والسياسية والفكرية والأخلاقية بأسلوب سهل وبسيط ومكثف في عدة اسطر تتناغم مع الحياة وتعقيداتها.


هناك بعض الناس يريدون جلد المرأة، عزلها عن المجال العام، فلجأوا إلى النقاب أو الحجاب لوضعها في دائرة الهزيمة الاجتماعية والوجودية.
هذه المسألة بدأت في العصر الأشوري واليهودي والمسيحي والإسلامي، عبر قوننة الثياب والحجاب والنقاب وأعطتهم صفات الطهارة والعفة لتمنع وجودها في المجال العام، وتم وضع القوانين التي تؤكد على الرفعة والمكانة، الغاية منها أن تتحول إلى أداة خضوع، وبعد عن الحياة وافرازات الحياة وحيويتها وجنونها.
أنهم يظنون أو يعتقدون أن الثياب يمكن أن تخفي الأنثى، أو تتبدد تحته، أو تنصهر وتتوه فيه وتختفي وتضيع نهائيًا.
الأنثى موجودة في ظلك، في أنفاسك وفي ملمس أصابع يديك وخصلات شعرك. لا تكذب وتتوارى تحت ظلك، وكأنك لم ترها، أو كأن الثياب حجبت جمالها وألغت الألوان والرموز والأسرار والإشارات التي شكلت منه.
إنها معك، على مرمى منك، في لون عينيك وبكاء شفتيك وبسمة وجهك.
إن صوت استغاثتها يمر على أوتار حبالك الصوتية ينادي عليك.
إنها تحت ثوبك، صراخها في حنجرتك تناشدك أن تكون أنت. تقول لك:
لا تحجب النداء، صراخي هو صراخ الأشجار والزهور والضوء.


عن كتابي الجديد، هواجس ثقافية، يقول النص:
كل النصوص تتأول، وفي التأويل يموت النص القديم ويستعاد عنه نص جديد، والجديد يتحول تلقائيًا إلى نص قديم بعد التأويل، وكل إنسان يؤول النص وفق مقاسه لهذا يقول الكتاب، لا يمكن أن يكون هناك شخصان على دين واحد، هذا محال.
كما أن النهر لا يمر في مجراه مرتين. الدين كذلك.
كل إنسان في هذا الوجود له دين على مقاسه، يؤوله ويقيمه وينظر إليه على قدر ثقافته وموقعه وتكوينه النفسي والعقلي. أي، يراه كما يراه، حسب فهمه ورؤيته، وموقفه من الحياة والناس والمجتمع والتاريخ والحاضر والماضي . ووفق قراءته ومنظوره. كل إنسان بصمة أو طبعة أو نغمة صوت، ولهذا لا يمكن أن يتفق الناس على تقييم واحد. والدين كذلك.
فمفهوم الدين والقومية والوطنية والجماهير والعشيرة والطائفة والقبيلة مفاهيم عامة، يمكن أن نعرفهم بشكل شامل، كتلة واحدة، وعندما نجزئهم إلى وحدات أو أفراد يفقد كل واحد منهم موقعه وقيمته الحقيقية.


عن الهواجس الثقافية
في هذا العمل، الكتاب الجديد لي، هواجس ثقافية يتم تسليط الضوء على بعض الجوانب الاجتماعية والثقافية، منها الموقف من الكاتب وعقله وروحه.
يقول النص عن الكاتب:
إن تكون كاتًبا، إنساًنا عليك أن تنزل إلى الدرجات الدونية أو السفلى للحياة، إلى مستنقعها، إلى أعماق الظواهر السوداوية.
إن تتحول إلى ناسك في محراب البحث عن الحقيقة. إن تتجرد من الأصوليات القديمة والجديدة. إن تغرز مدادك في دمك وتنثره في الهواء الطلق، كريشة فنان متعبد في مرسمه، كنحات طلق يعوم فوق البرد والغيم والضباب، ويسكن قاع صخره أو مرسمه، باحًثا عن لون يجسد الأعماق السحيقة للوجود.
الكاتب أو الفنان أو الموسيقي الذي يبحث عن ذاته في المقام الأول لتسويق ذاته، بالتأكيد سيكون عمله تجارًيا ومؤقتًا، وسيموت مع موته. هناك كتاب كثر، يكتبون بشكل ممتاز، بيد أنهم غير مبدعون وغير متجدرون في لمس جدلية الحياة وكوابيسها.
وهناك فرق كبير بين المبدع والكاتب. أدوار سعيد مبدع غاص في أعماق الظواهر السوداوية، وتحته كتاب بعشرات الآلاف يحومون حول الكتابة ولا يصلون إلى أي شيء.


في هذا الحضارة المشوهة، نريد أن نكون سعداء، ونؤكد ذواتنا.
نحلم في التملك، في بناء القصور، في الزواج من أجمل الجميلات، نريد أن نكون الأول في كل شيء، وفي المقدمة، ليس مهمًا أي مقدمة، المهم في المقدمة.
نتمنى أن نكون" العبيد السعداء"

البناء النفسي للمؤمن جاهز للبناء عليه، أبنية متعددة ومتنوعة وفق سياقه

المجتمعات المكبوتة تنفجر عندما تتوفر الظروف الموضوعية لذلك.
نعيش حالة كبت على كل المستويات، ليس الجنس أوله.
ويدخل التحريم في كل جزئيات الحياة.
لا يوجد حالة إشباع في حياتنا العاطفية، الإنسانية، الجنسية في فترة اندفاع الجسد.
نتعلم ذاتيًا على قمع الذات والجسد بحجة الفضيلة والأخلاق.
نحشو دماغ الطفل بالأوامر والنواهي، بالحلال والحرام.
ونحرمه من حق الاختيار، نحرمه من الحرية، من التفكير الحر، نخرجه صورة مكملة لذواتنا المريضة المتشابهة.
أي قيد هو كبت، وما أكثر القيود في مجتمعاتنا المفككة المترابطة بالكثير من العيوب.


أول مبدأ في الأخلاق هو الاحترام والتقدير للذات والآخر.
والإنسان الأخلاقي كائن مسالم نابذ للعنف والتطرف، ويؤمن ايمانًا شديدًا بقيم الحرية والسعادة للناس جميعًا.
إن الأخلاقي يتمتع بطيبة القلب وبالقدرة على التضحية والعطاء. واللطف، ويجنح نحو السلم وله موقف من هذا العالم في كل جوانبه.
ويخاف على هذا العالم وكائناته.
إنه يؤمن بالمساواة بين البشر جميعًا، وضد كل أشكال الجرائم والحروب والقتل أو الاغتصاب.
إن الإنسان الأخلاقي هو ذلك النبيل في سلوكه وممارساته، في حبه وعطاءه.
المعايير الأخلاقية هي الإطار الكفيل في تحقيق السلام بين الكائنات.
بيد أنها ليست شرطًا كافيًا لحياة موفقة.
ما نكتبه هو الإطار العام للأخلاق في التجريد العالي الخالي من الغايات.
المشكلة أن الأخلاق تصطدم بالواقع، وهذا الواقع سياسي يحرف كل القيم، يقزمها ويفتتها.


السياسة فن الحسابات الدقيقة جدًا، وإلا الدمار والخراب والموت.

أي نص له سياق زمني محكوم به، بشروط إنتاجه، ومساراته.
وعندما يخرج عنه، يدخل في سياق أخر، غريب عنه، وينتج واقعًا على مقاسه، مازومًا مضطربًا.
أية حركة سياسية تتبنى نصًا ليس لها، جاء إليها من خارجها، في سياق زمني أخر، فإنها بهذه الحالة، تنتج نصًا على مقاسها، نصًا مشوهًا يرغم الواقع إرغامًا على الخضوع لشروطه.


أمسك الكمنجة يا ولدي وأعزف، لنجن قليلاً ونخرج من غيبوبتنا.
دعك من الوعي والتصق بالروح والأفق، لنرقص، ولتشاركنا هذه البراري العذبة والأنهار العظيمة الألم ذاته.
ولتنهض الريح والنار من غفوتهما ويتحررا من القيد، قيدنا ونطير معاً.


أغلبنا مدرك أنه مقيد بالسلاسل، وراض.
في العبودية كل واحد منّا راض بنصيبه ويسعى إلى تحسينها بهمة ونشاط، يكد ويكدح ويصلي ويصوم، ويركض من مكان إلى أخر لتحقيق النجاح في الحياة.
لنتخيل أننا نعيش في أجواء الحرية، ماذا كان سيكون حال البشر.
إلى هذه اللحظة لا نعرف ما هي الحرية، ولا نملك قوة الإرادة أو القوة الذاتية لننفتح عليها.
الحرية وحش، برية مفتوحة، انفتاح على المجهول، على طاقات لا حدود لها.
هل لدى الإنسان القدرة على مواجهة هذا الانفتاح، على هبوب هذا الهواء النظيف؟


لا يكتمل الحب إلا بالموت، لأنهما خالدان.
لنذهب إليهما ونتوحد بهما، سنرى أنفسنا نسبح فيهما، نعلو ونهبط ونتمدد.
ما زالت هذه اللوثة مستمرة في عقلي، وستستمر، أنشد العيش مع الرموز لأفككها من حمولتها، لأدخل بوابات الإغواء والغواية والتجربة.
إن الحب الجارح يمنحنا قوة الإحساس بوجودنا، واتساعه تجاه ذاته، فيمدنا إلى الأمام ونتمدد معه، ليكتمل بالموت الجميل.


كتبت، أكثر من مرة، أن الثورة ودعت السوريين، أو أن السوريون، ودعوا الثورة، منذ أن حمل البعض، السلاح، وأرفق ذلك، بتعويم سوريا، للخارج، والمطالبة بالتدخل الخارجي. وجاء الائتلاف التركي، ليكمل على كل شيء.
ما يثير الغرابة، أن المسلحين، على طرفي الصراع المسلح، عم يتفاوضوا دون سياسة. وكأن ما حدث، هو مجرد قتال، بين عصابتين، وحلفاءهما.


لقد نفقت السياسة عن سوريا منذ العام 1970 وإلى اليوم.
الفصائل قوى صلبة، لا سياسة يوحدها أو يجمعها، ولا علم بالسياسة، هذا يؤرقنا ويخيفنا، لأن السوري يتعامل مع طلاسم، مع رموز غيبية، مع قوى ماضية، وكل يوم نرى ترقيعًا من هنا أو هناك لا يساوي ثمن قوله.
مصيبتنا كبيرة جدًا، العسكر يؤمن بالبوط، ويضعونه على رؤوسنا ورؤسهم، والجهاديين لا يفرقون عنهم.
كيف يمكنك أن تتعمل مع قوى لا تاريخية، لا يؤمن بالانفتاح على الداخل عبر برنامج سياسي واضح يطمئن المجتمع وقواه.
أغلبنا يحزر، يتكئ على كلمة قالها أحمد الشرع، على سلوكه أو تصرفه، وأغلبنا متوجس لهذا الغموض وكأننا نركض وراء هذا الغامض، نعصره لنفهم مراميه، وكأنه هو الذي ضحى من أجل سوريا ومستقبلها.
إنه جهادي يريد إرضاء الله والرسول، واليوم مطالب خارجيًا أن يرضي كل دولة على حدى.
البندقة، الذبذبة، المراوغة، الباطنية لا تبني دولة ومستقبل دولة.
سوريا تتجه نحو نفق مظلم، لا نعرف نهايته، لكننا متوجسين لأن تاريخ القادمين الجدد وعقلهم وفكرهم لا يبشر بالخير.


قبل ثماني سنوات
جرى القتال في سوريا برعاية دولية، واستمر برعاية دولية، واستمرارها ما زال برعاية دولية، محمولًا بأدوات، محلية وعالمية، وإيقافها، إن تم، سيتم برعاية دولية.
لا أعرف، كيف وافق المسلحون، على وقف إطلاق النار، وبأية شروط، وأية ضمانات؟ ومن أين تلقوا الإشارات الصارمة لقبول وقف اطلاق النار؟ ولماذا لم يتم هذا قبل خمسة أعوام أو بعدها؟
منذ أن حمل المسلحون السلاح، جرى استبعاد المجتمع، من أية مشاركة، وأضحى عاريًا أمام المقاتلين، المأجورين، المرتزقة، على جانبي الصراع.
إننا، في ظل نظام دولي، مأزوم، مرتزق، خبزه وبقاءه، واستمراره، قائم على إشعال الحروب، والفتن، وتأجيج الصراعات، لتغذية مؤسساته العسكرية، وتدوير نفاياته، على حساب البسطاء والمهمشين.


قبل ثماني سنوات
كان من الاجدى على رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية السيد أحمد معاذ الخطيب أن يطلب من روسيا في معرض طرحها للحوار مع المعارضة أن يوقف النظام قصف المدن ووقف القتال واطلاق سراح المعتقلين وإعادة الجيش إلى ثكناته كمقدمة لأي حديث أو اي حوار.
لقد طلب من روسيا الاعتذار. هل هذا وقته؟ هل نستطيع أن نفرض على روسيا كدولة كبيرة، شروطنا. أليس من الاجدى أن نقدم ضمانات لمصالح روسيا في بلدنا بدلا من تخويفها منا.
أين العقلانية السياسية في برنامج ما يسمى معارضة.


"اشعر بالإهانة والألم عندما يتصدق علينا البعض بنعتنا بالأقلية. إنه مفهوم عنصري كريه ومقرف.
الدول المحترمة تستقبل بشر من مشارب مختلفة وتحولهم يا مواطنين, وتقدم لهم كل الخدمات اللازمة من أجل أن يشعروا أنهم في بلدهم الجديد, بينما, نحن, ولدنا وترعرعرنا وعشنا فوق تراب هذا البلد الجميل. وقدم البعض منا, ثلث عمره في السجون والمعتقلات, من أجل سوريا حرة. ثم يأتي البعض, وبسهولة جمة, وبجرة قلم, يتهمنا بالخذلان والتواطئ. وبأننا أقل مواطنة وإنسانية منه, منهم. وبأننا جئنا حفاة عراة إلى هذا البلد, واستقبلنا ولم نكن على قدر واجب الضيافة.
يا للعار."



لا يمكن لأي فرد مهما امتلك من قوة الإرادة, ونظافة القلب أن يكون عادلا وهو في قمة السلطة. فكما هو معروف, السلطة هي توافق مصالح قوى فاعلة فيها, يجري تسوية بينهم لإدارة مصالحهم ونفوذهم من خلالها.
ما زال البعض, يصر أن فلان كان عادلا, وعلان جاء من الغيم وحكمنا باسم السماء, وهو كريم, وعاشق لنا.
عيشوا على الأرض. التحليق الزائد سيحرقكم.
السلطة هي السلطة, والملك هو الملك, يقودها شهواني جدًا, أناني جدًا, ذلك المحب, العاشق لذاته, أولا واخيرا. وما تبقى من فضلة السلطة, من بقايا قذارتها, سيرميها في وجوهكم.
هل هذا مرامكم؟


العجز السياسي والفكري دفع كتلة كبيرة من المثقفين أن يتكئوا على التنظيمات المسلحة, الدولة الإسلامية, جيش الإسلام أو جند الشام أو غيرهم, ويدعموهم, ويتخفوا وراءهم, ليخفوا ما هم عليه.
هذا العقر, ليس ولادة اليوم والبارحة. جاءت التطورات وكشفته.
المشكلة, هذا الاتكاء لا يستند على بعد وطني أو سياسي, أو على معرفة, أو فهم لأبعاد ومرامي هذه التنظيمات, ودوافعها, وأبعاد نهجها, وإلى أين يأخذوننا. هم يذهبون معها حسب المثل:
نكاية بالطهارة شخ بثيابه.


لا يوجد إسلام واحد, كما لا يوجد مسيحي واحد, أو يهودي واحد. المسلمين ليسوا جميعهم متشابهين,. المسيحيون ليسوا متشابهين. هناك مسلم بعثي, شيوعي, إخوان مسلمين, مؤمن, كافر, تاجر, شحاذ, فقير, غني. وهذا ينطبق على الجميع.
لا يمكن أن نعمم أن الجميع كتلة واحدة متراصة, متشابهة, مثل الثياب العسكرية, لون واحد.
في الحياة تعدد. ويجب أن نقيم الناس حسب انتماءاتهم. من الخطأ أن نضع المسيحي الكافر مع المؤمن, المؤمن بموقف مع الصايع, المخبر مع إنسان دفع عمره من أجل وطنه, ثم نقول عن الجميع أقلية.
أنا أنتمي لنفسي, لفكري, لقناعاتي, وذاك ينتمي لنفسه, لمصالحه.
مفهوم الأقلية والأكثرية يتم ترويجه في البلدان العاجزة على كل المستويات.
في دولة المواطنة, الكل شركاء تحت قبة الدستور, والقانون. لهذا مطلوب من المثقفين, أن لا يعمقوا الكراهية بين أبناء الوطن الواحد. والخطأ الذي يحدث ندفع ثمنه جميعنا.


البلدان العاجزة لا تنتج إلا قوى عاجزة. هذه القوى, ليس بمقدورها أن تقيم الواقع موضوعيا, تدرسه, حتى تستنبط الحلول للخروج من النفق, من عنق الزجاجة الضيق, بله انهم يساهمون في تعميق الشرخ الاجتماعي. ويعمقون بقصد أو دونه تقسيم البلد بين نحن وأنتم.
هل ضاقت الأوطان بنا, حتى لم نعد نستوعب بعضنا؟
لقد أرادها حافظ الأسد أن تتمزق سوريا. واليوم تلبون له رغباته, وتدفعون الجميع أن يكرهوا بعضهم ويتمنون الموت لبعضهم. وها انكم تقدمونها له على طبق من ذهب.


الدين كتكوين براغماتي المنشأ، يجند انصاره في بوتقة ضيقة، بل يحولهم الى مجرد اشباه.
يعطي صورة جميلة عن نفسه، بيد أن نصوصه تعشق العبودية، الملكية، ومصادرة إرادة الاخرين وتوظيفها لصالح السلط والمال وأصحاب النفوذ. ففي البلدان المتدينة تكثر تراتبية القوة بشكل عمودي على حساب المهمشين والفقراء.


أغلب الدول, الشعوب, الناس, قنابل موقوتة قابلة للانفجار في اية لحظة. إنهم يحتاجون إلى صاعق, محرض, ايديولوجية, حتى ينفجروا بأنفسهم وبغيرهم.
هتلر, موسوليني, ستالين, نابليون, عبد الناصر, لم يأتوا من فراغ أو عدم. تحولوا إلى أباء, رموز وثنية في ليلة وضحاها.
يبدو أننا بحاجة إلى أكثر من أب لنتوازن. فالأب الطبيعي لا يفي بالحاجة. إننا بحاجة إلى أب غيبي, يقودنا إلى الزوال.
لهذا نحن نركع للريح والضباب


لإنه هش وضعيف, ورخيص الروح والضمير يتمنى بقاء دولة المخابرات. فهي تعطيه احساس مزيف بالأمان وشعور كبير بالوجود. بإنه محمي ومرضي عليه من الكبار.
هو لا يعرف أو يدرك أن هذا الكبير أضعف منه وأقل شأنًا.
فرئيس الجمهورية ذاته شخص جبان, رعديد, خربان من الداخل, ومريض على كل المستويات وبحاجة للمساعدة


قلنا سابقا, أن الاعلام العالمي له غرفة عمليات واحدة. تنظم شؤونه العالمية.
في السابق كانت إذاعة لندن, صوت امريكا ومونتي كارلو. انتهت صلاحياتهم بعد انتشار الدش.
اليوم, يكمل الدور, قناة العربية والجزيرة. إنهم اقنية غربية بثوب عربي مثل الحكام العرب, نعتقد انهم اكلوا من خبز ارضنا وماءه بيد انهم يقومون بادوار اسيادهم في الخارج من نهب وقتل وسلب وتسويق سياساتهم


عندما ينفصل المثقف عن الواقع يتحول الى عاهر او تاجر عهر أو قواد.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس إنسانية وثقافية ــ 393 ــ
- هواجس التاريخ ــ 392 ــ
- هواجس وهواجس 391
- هواجس خاصة وعامة 390
- هواجس أدبية ــ 389 ــ
- هواجس متعددة 388
- هواجس في الحياة ــ 387 ــ
- هواجس عن قراءات متعددة 386
- هواجس عن العلمانية والإسلام ــ 385 ــ
- هواجس اجتماعية وسياسية عامة 384
- هواجي عن سجن تدمر ــ 383 ــ
- هواجس أدبية ودينية ــ 382 ــ
- هواجس ثقافية ــ 381 ــ
- هواجس عن الاستبداد والعلمانية 380
- هواجس عن الاستبداد ــ 379 ــ
- هواجس أدبية 378
- هواجس 377
- هواجس عامة وخاصة 376
- هواجس عن سوريا اليوم 375
- هواجس عن الاستبداد ــ 374 ــ


المزيد.....




- بينهم قائد شرطة غزة.. مسؤولون فلسطينيون: غارة إسرائيلية تقتل ...
- الحرب في يومها الـ454: قتلى وجرحى في غزة وإسرائيل تعلن تدمير ...
- كيم جونغ أون وابنته يروجون لمنتجع جديد في كوريا الشمالية.. ه ...
- ?الأمطار تحصد الأرواح وتغرق الخيام في قطاع غزة
- هل له علاقة بهجوم نيو أورليانز؟... انفجار سيارة تسلا أمام فن ...
- الأكراد.. رابع أكبر مجموعة عرقية في الشرق الأوسط
- بعد 14 عاما.. النابلسي يعود لمسجده الذي طالبه -الأسد- بنسيان ...
- حادث تحطم طائرة الركاب الأذربيجانية ومستقبل العلاقات بين موس ...
- تقرير يزعم تعرض بشار الأسد -لمحاولة اغتيال- وتفاصيل كيف كانت ...
- الجبل الأسود.. مخمور مسلح يقتل عشرة أشخاص قبل أن ينتحر (فيدي ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آرام كربيت - هواجس ثقافية وسياسية ــ 394 ــ