أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - المغرب ليس مسؤولا عن استفحال الجنون في الجزائر، والإعلام نموذجا















المزيد.....


المغرب ليس مسؤولا عن استفحال الجنون في الجزائر، والإعلام نموذجا


محمد إنفي

الحوار المتمدن-العدد: 8207 - 2024 / 12 / 30 - 04:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد سبق لي أن كتبت مقالا بعنوان " المغرب ليس مسؤولا عن أزمة الرجال في الجزائر". واليوم أعيد الكرة بمقال عن عدم مسؤولية المغرب عن استشراء آفة الحمق والجنون في نفس البلد. وتعكس وسائل إعلامه بمختلف أنواعه هذه الحقيقة الساطعة. وقد اخترت أن آخذ الإعلام كحجة عن مدى استفحال الحمق والجنون في جارتنا الشرقية؛ وهذا ما حولها إلى مستشفى للمجانين والمعتوهين وباقي العاهات النفسية، ومنها متلازمة ((syndrome المروك (أنظر مقالا لي بعنوان " متلازمة "المروك" حوَّلت الجزائر إلى مارستان مفتوح"، نشر بموقع "أخبارنا" بتاريخ 16 شتنبر 2024).
والحمق ليس طارئا على المجتمع الجزائري، وبالخصوص في مجال الإعلام. لقد سبق لي أن تساءلت في مقال بهذا العنوان " ماذا يوجد في دماغ إعلاميي الجزائر؟" (أنظر "الحوار المتمدن"، بتاريخ 8 يناير 2024، الموقع الفرعي لكاتب هذه السطور). ولتتميم هذا السؤال، أضفت إلية في الجملة الأولى من المقال: "أمخ أم عجين؟"، فأصبحت هذه التكملة هي الموضوع وليس الدماغ كما قد يتبادر إلى الذهن من صيغة العنوان. لكن السؤال " ماذا يوجد في دماغ إعلاميي الجزائر؟"، هو في حد ذاته حمَّال لأوجه؛ فقد يفهم من صيغته أن الأمر يتعلق بالغباء (ولي في هذا الموضوع أكثر من مقال، وأكتفي بالإحالة على واحد منها بعنوان "الغباء في الجزائر وراثي أم مكتسب؟"، نشر بجريدة "الاتحاد الاشتراكي" بتاريخ 4 أبريل 2023)؛ وقد يُعتبر نفس العنوان وصفا وتقييما لنوعية الإعلام الموجود في الجزائر؛ وتأتي التكملة أو الإضافة "أمخ أم عجين؟"، لتأكيد مضمون هذا العنوان والتفصيل فيه.
ولحمق الإعلام الجزائري وجنونه تاريخ لا يسمح المقام بسرده والدخول في تفاصيله. لذلك، سوف أقتصر على بعض الأمثلة من الوضع الحالي لإثبات هذا الحمق والجنون والذي أصاب كل وسائل الإعلام في الجزائر لا فرق في ذلك بين الإعلام الرسمي وغير الرسمي، سواء منه المقروء أو المسموع أو السمعي البصري؛ ونفس الآفة استشرت في وسائل التواصل الاجتماعي بكل أصنافها.
لكن ما هو ملفت في الأمر، هو مستوى الحمق الذي استبد بالإعلام الرسمي بكل قنواته. لم يكتف هذا الإعلام بجعل المغرب موضوعا رئيسيا في نشرة الثامنة ليلا؛ بل أصبح يذيع وصلات، على طريقة الوصلات الإشهارية، مسيئة بشكل كبير للمغرب ولمؤسساته دون مراعاة لا للأخلاق ولا للمهنية ولا للماضي والمستقبل والذي قد يصبح مشتركا. لقد استعمل هذا الإعلام كل أساليب القذارة والحقارة والخسة والنذالة والتي لا يمكن أن تصدر عن أناس أسوياء؛ لذا، أؤكد، بيقينية تامة، بأن هذا الإعلام والنظام الذي يوجهه قد وصلوا إلى أعلى مستوى من الحمق والجنون والاهتزاز النفسي. فعقدة المغرب (وقد سبق لي أن كتبت في هذا الموضوع) قد تحولت إلى حمق وجنون. فهل عدم تفاعل الإعلام الرسمي المغربي مع هذه القذارة وهذا الانحطاط، هو الذي جعل هذه العقدة تستفحل إلى هذا الحد؟
سوف أقف قليلا على الحمق والجنون في الإعلام الرياضي الجزائري، وسوف آخذ بعض الأمثلة بدءا من الحاضر ثم نزولا إلى الماضي إن اقتضت الضرورة ذلك. لقد كان لحصول المغرب على شرف تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2030 بمعية البرتغال وإسبانيا، مفعول مدمر على الجيران. فالمنصات الرياضية في الجزائر، والتي نادرا جدا ما تجد فيها إنسانا عاقلا يحلل بمنطق وعقلانية، لا يخجل أصحابها من القول بأن الجزائر أحق من المغرب بتنظيم كأس العالم ويزعمون بأن لديهم بنيات رياضية لا تتوفر لدى المغرب وغير ذلك من الحماقات والهلوسات. ونفس الشيء فيما يخص كأس إفريقيا للأمم لسنة 2025 والذي سينظم بحول الله في المغرب. ومنصاتهم اليوم لا تتحدث إلا عن عدم جاهزية المغرب لتنظيم هذا الحدث الكروي الإفريقي. ورغم أنهم انسحبوا من المنافسة على التنظيم إلا أنهم لا يخجلون بأن يرددوا بكل وقاحة بأن "الكاف" طلبت منهم أكثر من مرة تعويض المغرب لكونه غير جاهز لتنظيم الحدث، لكنهم رفضوا حسب زعمهم المفضوح.
أما القرار الذي اتخذته "الفيفا" مؤخرا بفتح مقر فرعي لها بالرباط خاص بإفريقيا، فقد عمق جراح الجيران وأصيبوا بالسعار. ولغبائهم وحمقهم وجهلهم بالواقع المغربي وربما حتى بواقع بلادهم الحقيقي، يتساءلون كيف اختارت "الفيفا" المغرب ولم تختر الجزائر؟ إنهم لا يدركون بأن بلادهم في الحضيض على كل المستويات.
والأمثلة عن حمق وجنون الإعلام الجزائري لا تعد ولا تحصى. وحمق هذا الإعلام ما هو إلا صورة لحمق وجنون النظام الجزائري بنخبه وأنصاره وأبواقه. وكيف لا ورأس الهرم يؤكد في الأمم المتحدة بأن بلاده سوف تصل في نهاية 2024 إلى تحلية مليار وثلاث مائة متر مكعب من مياه البحر يوميا؟ وفي الوقت الذي تعرف فيه الجزائر خصاصا مهولا في المواد الغذائية الأساسية، تعكسه الطوابير التي لا تنتهي، يزعم تبون أن اقتصاد بلاده قد انتقل إلى الرتبة الثالثة عالميا. ألا يكفي هذا كدليل قطعي على أن الرجل مرفوع عنه القلم؟
وحتى أكون موضوعيا ومنصفا، أرى أن للمغرب بعض المسؤولية غير المباشرة فيما أصاب الجزائر من جنون؛ وأعني بذاك أنه لم يقصد أن يُجنِّن لا النظام ولا إعلامه. فكل ما فعله، هو أنه لما تأكد، وبالخصوص في عهد جلالة الملك محمد السادس، من أن النظام الجزائري لا يريد بناء بلاده ولا بناء الاتحاد المغاربي؛ بل همه الوحيد هو الإساءة للمغرب ولوحدته الترابة، أعطى بالظهر لهذا الكيان الهجين (الذي أغلق حدوده البرية منذ سنة 1994) وانبرى لخدمة مصالحه على المستوى الداخلي والخارجي، فاهتم بالبنيات التحتية وبناء الاقتصاد الوطني، كما اهتم بالعلاقات الديبلوماسية. والآن يجني المغرب ثمار هذه السياسة الحكيمة وتجني الجزائر، بفعل سياستها الرعناء، الفشل على كل المستويات.
خلاصة القول، لقد أصبح كل نجاح يحققه المغرب، هو بمثابة خنجر في صدر النظام الجزائري ومن يلف لفه. وعلى سبيل المثال، فكل نجاح رياضي للمغرب هو صدمة قوية للجزائر، وكل نجاح ديبلوماسي هو صفعة مدوية على خد الديبلوماسية الجزائرية وخد النظام العسكري. وقد توالت هذه الصفعات وتكررت الصدمات خلال الولاية الأولى والحالية لعبد المجيد تبون؛ مما جعل الحمق يستشري في البلاد بفعل تخبط النظام العسكري. وقد زاد هذا التخبط بعد سقوط نظام المجرم بشار الأسد؛ إذ مجرد "هاشتاغ منيش راضي" أرعب النظام، فارتعدت فرائصه ولجأ إلى عقد اجتماعات على أعلى مستوى، وأطلق موجة اعتقالات واسعة لتخويف الجزائريين حتى لا يفكروا في حراك شعبي جديد قادر على إسقاط النظام. لكن السقوط يبدو حتميا؛ فإن لم يسقط بالحراك، فقد يسقطه الإفلاس الذي سيؤدي إلى الانهيار التام بسبب السياسة الرعناء للنظام. وعلى كل، فمن يزرع الريح يحصد العاصفة.
مكناس في 30 دجنبر 2024



#محمد_إنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين اختفى مغاربة إيران؟
- كيف ستتعامل الجزائر الشمالية مع الجزائر الجنوبية في ضوء الوض ...
- إعلام الوضاعة والقذارة والحقارة
- الاعتراف الفرنسي بمغربية الصحراء له طعم خاص ودلالة قوية
- مغاربة إيران عملاء وخونة أم ضحايا الخطاب التضليلي للنظام الإ ...
- حين يسقط التحليل في آفة التعميم
- إيران محور مقاومة أم محور مساومة؟؟؟
- استمراء العيش في الأوهام
- أين يتجلى دور محور المقاومة فيما يجري في غزة وفي لبنان؟
- رسالة إلى الإخوة التونسيين: احذروا عدوى الغباء الجزائري
- قراءة في عنوان مقالة دعائية لوكالة الأنباء الجزائرية
- هنيئا لنشطاء التواصل الاجتماعي المغاربة بالولاية الثانية لعب ...
- المغرب ليس مسؤولا عن أزمة الرجال في الجزائر
- ئمتلازمة (syndrome) -المروك- حوَّلت الجزائر إلى مارستان مفتو ...
- صدق أو لا تصدق: إيران تمثل محور المقاومة...!!! ؟؟؟
- هنيئا لدولة لا وزن لا هبة لا مواقف بجمهورية الجزائر الجنوبية
- أفريقيا والرؤية الملكية الجيو-استراتيجية
- حكومة التغول وبدعة حوارات المواطنة: صيغة منقحة في الإفساد وا ...
- التغول السياسي إفساد متعمد للمؤسسات التمثيلية
- هل هي عدوى الغباء الجزائري، أيها السفير، أم أن للأمر علاقة م ...


المزيد.....




- بين -بيركين- و-ويركن- فارق بمئات آلاف الدولارات.. حقيبة محلي ...
- اليوتيوبر الشهير -مستر بيست- وثيا بويسن يعلنان خطوبتهما
- الدفاع الروسية: 580 عسكريا حصيلة قتلى قوات كييف على أطراف مق ...
- بطريرك أنطاكيا للروم الأرثوذكس: ننتظر من الشرع أن يمدّ يده إ ...
- سجل سري في الآلة الحاسبة قد يحرج مستخدمي -آيفون-
- تركيا.. الادعاء يطالب بأحكام مطوّلة على ضالعين بهجوم -كروكوس ...
- السلطة الفلسطينية تغلق مكتب قناة الجزيرة في الضفة الغربية
- زيلينسكي: أوكرانيا تستعد لاستئناف العلاقات الدبلوماسية مع سو ...
- الأسماك.. خيار غذائي لا غنى عنه لصحة أفضل
- مسؤول أفغاني: عشر الأفغانيين يعانون إدمان المخدرات


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد إنفي - المغرب ليس مسؤولا عن استفحال الجنون في الجزائر، والإعلام نموذجا