زكريا كردي
باحث في الفلسفة
(Zakaria Kurdi)
الحوار المتمدن-العدد: 8207 - 2024 / 12 / 30 - 00:19
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
- حول فن الخداع السياسي ..
----------------------------
عندما تشهد الشعوب المُتأخرة في الوعي العلمي والسياسي ، المفعول بها تاريخياً على خشبة المسرح الدولي ، حالةً من حالات الإحلال القسري لسلطة شمولية غاشمة بدلاً عن سلطة شمولية غاشمة أخرى ،
بمعنى ، عند وقوع تغيير إنقلابي مفاجئ ، لنطام ديكتاتوري ، بدلاً عن نظام ديكتاتوري آخر غامض جديد و مختلف في الشكل والخطاب ،
أي إنبثاق نظام ، لم يأت نتيجة لتطور اجتماعي طبيعي ، و لا يتناغم في حاله ومقاله مع مستوى نمو الروح الكلية للجمهور القائم ..
بعبارة أخرى : لم تقم عربة القوى النخبوية للجماهير فيه ( الاقتصادية والمعرفية أوالسياسية .. بجر قطار قوى وإمكانات المجتمع وفق قواعد التطور الطبيعي ، بهدوء منتظم ، وحكمة واقعية على سكة التاريخ المعاصر.
يلجأ السياسيون الجدد من الإنقلابيين والحكام المستوردين ، الذين غالباً ما تكون مصالح القوى المقررة والفاعلة ، السبب الأول في مجيئهم وظهورهم المفاجئ أمام دفة السلطة وقيادة الدولة والمجتمع .
يلجأؤون إلى خداع الخطاب السياسي ، ( تماماً كما فعل الذين من قبلهم ، )
و بالتلي يعملون فوراً على استخدام سلاح اللغة الشعبوية والتعبيرات البرّاقة والشائعة ، ( في الترغيب والترهيب ) وذلك بهدف تضليل الجمهور و إخفاء الحقائق . ويتمّ ذلك - في تقديري - عبر سبل متنوعة وأشكال عديدة ،
منها على سبيل المثال لا الحصر :
1. **التلاعب بالمعلومات**: حيث يتم تقديم معلومات إلى الناس مضللة ، غير دقيقة أو مشوهة لتحقيق أهداف سياسية.
2. **كثرة الوعود الكاذبة **: بمعنى تقديم وعود غير واقعية ، أو غير قابلة للتحقيق واقعياً ، لكسب تأييد الأتباع وطمأنة بسطاء الناس.
3. **اللغة المزدوجة** : العمل بحنكة على دوام استخدام لغة غامضة أو شعارات دينية ، أو جمل مبهمة وملتبسة، لتجنب الالتزام بمواقف واضحة.
4. **التشويه الشخصي**:
تجييش الأتباع من الغوغاء وانصاف المتعلمين ، لقلب الحقائق ، و مهاجمة الخصوم بشكل غير عادل أو غير مبرر لتشويه سمعتهم. والاصرار على تحميلهم كل الأخطاء القديمة التي حصلت ، وحتى الجرائم والأخطاء الجديدة التي قد تحصل ..
قصارى القول :
هذه الأساليب وغيرها ، تهدف إلى تثبيت إلحكم الشمولي ذو الثوب الجديد ، عبر التأثير على الرأي العام ، و سلب أفهام الناس بطرق غير نزيهة أو لا أخلاقية ، و غايتها الاساس - بالطبع - تكريس سلطة متخلفة بأخرى ، و تبرير استبدال جهل بجهل آخر ، و تزيين ظلم بظلم آخر ، و فتح مقابر بمقابر جديدة، غالباً ما تكون أكثر اتساعاً وقهراً وسرية ، وهكذا ، لتستمر المأساة في رسم أقدار الناس المغيّبين عن الحياة الكريمة ، بأساليب وأشكال عدة ..
zakariakurdi
#زكريا_كردي (هاشتاغ)
Zakaria_Kurdi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟