|
ليلة القبض على قلب العروبة النابض
عصام محمد جميل مروة
الحوار المتمدن-العدد: 8206 - 2024 / 12 / 29 - 20:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليس صحيحاً ان كل مَنْ كان خاضعاً لنظام بشار الاسد الذي ورث تركة والده الثقيلة في اعتبار تنوع دور سوريا الاكبر بعد تفكك الوحدة التي جمعت شكري القوتلي والرئيس جمال عبدالناصر عام 1958 مباشرة بعد وقائع الحرب المدمرة اثناء عدوان بريطانيا وفرنسا تلبية لرغبة إسرائيل في تحجيم اتساع مطالب جمال عبد الناصر الذي خرج من لدن عباءة كبار الشرفاء الذين رفضوا وصايا بقايا سقوط الامبراطورية العثمانية وتكملة ادوارها عبر نفوذ الأخوان المسلمين ، وغيرهم لِمَن يتخذون في ذرائعهم الكبرى التغذي والتغطية تحت مظلة الاسلام السياسي الذي كان احيانا يتلاقى مع نظرية رواد بريطانيا العظمى وسماحتها عمدا لبعثاتها في درس الاسلام السياسي على الارض خلافاً لما تركته فلول ألدولة العثمانية على مدار ستة عقود . كما كانت فرنسا الاكثر توغلًا في حماية الاقليات وتدبيج نظرية المسيحيين المشرقيين وفتح الابواب امامهم على الاقل في منحهم دولة خاصة جداً وكان مشروع لبنان الرسمي الكبير منحة واضحة للموارنة و ترك الابواب مفتوحة امامهم في مد يد العون تحت مراقبة سايكس بيكو و بلفور الى كل حديث وجديد في منطقة الشرق الاوسط الجديد الذي ما فتِئت تحولات سياسية تؤجج النعرات السياسية والاجتماعية والثقافية بين معظم الطوائف التي استفادت من تواجد اسرائيل على تخوم دول الطوق . جمهورية مصر العربية ،والجمهورية العربية السورية ، والمملكة الاردنية الهاشمية، والجمهورية اللبنانية ، ومؤكدا فلسطين المحتلة سواء قبل تاريخ النكسة ، وبعد شياع فرضية ضياع مدينة القدس وسقوطها تحت اقدام الجيش المشبع بكامل العنصرية ضد المسيحية وضد الاسلام واستمرت اهوال وفوضي العصر الصهيوني تِباعاً غداة انقشاع مآلات الحروب وعدم جدواها لصالح العرب ، وكانت مكاسب اسرائيلية تُسجل انتصارات بين مزدوجين !؟. وربما شواهد واقعية اذا ما لاحظنا مخلفات انتصار العرب بعد حرب رمضان الشهيرة 6 اكتوبر 1973 التي شاركت سوريا مع جيش مصر في توغل مرحلى وآني لإستعادة الاراضي العربية المحتلة على الجبهتين . ولكننا عندما نتطلع الى تاريخ تلك المنطقة لنستدرك مآلات ضرورية و مراقبة عفوية عن ماهية ما كُنا نستطيع القيام بهِ الى درجة "" زت - او رمى إسرائيل في البحر - وازالتها من الخارطة والوجود - ودعوة اليهود الى تقبلهم التعايش مع الملل انطلاقاً من قرابة الانبياء والأديان السماوية الثلاثة - اليهودية - المسيحية - الاسلامية - لكن يبقى المشروع - هل من مُغيث "" . ليلة القبض على قلب العروبة النابض- منذ اسابيع قليلة بعد فتح قنوات الاجتياح لهيئة تحرير الشام ، تحت امرة ابو محمد الجولاني- احمد الشرع - ومجموعات كانت تتجمع داخل تركيا ، وربما على اراضي عربية مدعومة من دولة قطر الشقيقة ، والبحرين ، ومنظومة الاخوان المسلمين ، المغضوب عليهم دائماً داخل انظمة رجعية . حينما يبدو الخطر واضحاً وجاثماً على بقايا صراعات الانظمة الحاكمة. لماذا تركيا تزعمت وراقبت ومهدت لتسهيل اجتياح العشرات من الالاف لقوات المعارضة السورية وكانت المدن الرئيسية السورية، حلب ، حماة ، حمص ، حتى عاصمة الامويين دمشق ، تسقط واحدة تلو الاخرى كأحجار النرد ! وتتدحرج لتتوقف امام قصر الشعب السوري وفي فنادق وقاعات الدرجة المخملية ، الذي كان فارغاً حتى من حراسه . اللعبة الخبيثة ساهمت في وضع بصماتها دول كبري رعتها الولايات المتحدة الامريكية وإسرائيل وتركيا وإيران وروسيا ، واصدرت دولًا عربية كبرى خوفها من التداعيات السلبية ولكنها اشارت الى اهمية نهاية مرحلة حكم العلويين في سوريا الذي دام عقوداً ، وهنا يجب التنبه الى ضرورة الافصاح عن اهمية دور "" قلب العروبة النابض "" ، لا سيما هناك دولاً حديثة العهد لم تكن موجودة او حتى لها تاريخ يوم استقلالها اثناء انقسام الدول العربية ما بين منبطح دائما ودوماً تحت حماية دولية ترعاها المخابرات ال سي اي ايه ، والموساد الصهيونية الحقيقة التاريخية شاهدة على منحدرات هفوات العرب والتخاذل المُستدام . لمواجهة الحلف الوطني الذي شكل اعنف تهديد لزوال اسرائيل بعد نهاية الحروب الكبرى . وكانت فرصة ذهبية للتوصل لاتفاق على الاقل نتيجة عودة تجمع المقاومة الفلسطينية في بيروت ، ولكن الرياح أتت حاقدة خلافًا لما تشتهيه السفن . في سباق غير مسبوق وكأن "" الحج - لزيارة الجولاني الان غدا فريضة "" ، وربما يحق لكل متابع عن ماهية تناسى جرائم الصهاينة الكبرى ، والى الان لم تنتهي المآسي في قطاع غزة ، والتهديدات والاختراقات لوقف اطلاق النار في جنوب لبنان، وربما احتمال عودة الحرب قبل نهاية الستين يوماً ، كما كان الهجوم على اليمن يرتكز الى تصريحات ما سوف يفعله جزار غزة دون محاذير وابعاد عمليات توسع رقعة الحرب ، وهناك ابشع صمت عربي ، اذا ما تناسينا اغوار إسرائيل ومشروعها في المنطقة بعد احتلال مرتفعات الجولان ومراقبة حدود لبنان الشرقية لقطع خط الامداد عن تزود المقاومة للسلاح الذي كآن متاحًا ابان فترة حكم بشار الاسد الذي تلاشى . اذاً التحول في اعادة رسم خارطة جديدة للمنطقة لكن هذه المرة بموافقة دمشق بعد ارتداء احمد الشرع الزي المدني والتخلى عن كل ما يُزعج إسرائيل على الاقل خلال فترة الانتقال من مرحلة حكم العلويين الى حكم المانحين الراعيين لآماد عمر التطبيع المنتظر ليس عبر دولة الامارات كما ساد في عهد دونالد ترامب الاولى . لا بل هناك اجندات مهولة اذا ما وصل دونالد ترامب "" لعقد اتفاق دمشق مع تل ابيب "" ، من عاصمة الامويين بموافقة ورعاية ما تبقى من العروبة . ليلة القبض على قلب العروبة النابض- يُساويها معادلة الاستسلام القادم ولكن هذه المرة ليس صمتاً بل بكل صفاقة من قصور دمشق العامرة بالحراسات تحت هيئة عصابات ارهابية سوف تنقلب لدواعي امنية. والرسالة الاخيرة للشعب السوري البطل المكافح المجاهد المناضل الذي اثبت على مدار القرن الماضي ان سوريا ووحدة شعبها صمام الامان المعمول به منذ طرد كافة المؤامرت التي كانت مُحيطة في بداية نهاية تفكك الامبراطورية العثمانية حيثُ بلغ السيل الزبى حين كان جزار باشا الباب العالى يُعربد ويشنق ويحتسب مَنْ يشاء سبياً . كما كانت هزبمة وتراجع الاحتلال الفرنسي بعد اكبر ثورة عربية كان قادتها نسيجاً من لدن معظم المكونات السورية الكبيرة والضئيلة الحجم والجامع الاول والاخير خيار مستقبل سوريا العظيم لأن شعبها قادر على تجاوز المحن . من المعيب تقبل سِماع اصوات صرير جنازير الدبابات الاسرائيلية على مقربة من مجلس استقبال الوفود دون تبليغهم وتحذيرهم على الاقل خوفًا على حياتهم . العار يبدأ كبيراً ، لكنهُ ساقط ، عاشت سوريا حرة كريمة عزيزة صامدة بوجه الصهاينة .
عصام محمد جميل مروة.. اوسلو في / 29 كانون الأول- ديسمبر / 2024 / ..
#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فقرة صباحية ترامب بلطجي العصر
-
إرتداء ربطة العنق والتخلى عن الجلباب
-
اذا كنت مارونياً فأنت مشروع رئيساً للجمهورية
-
قفزة من فوق سياج المقاومة والممانعة
-
يُراقب من فوق هضبة الجولان بلا منظار
-
غابة بلا أسدُها هل ينفع الزئير لاحقاً
-
مقدمة فضيحة الشرق الاوسط الجديد
-
غضب الصهاينة عالى اللهجة
-
عندما يتكرر المشهد العظيم
-
محكمة جنائية لا تعترف إسرائيل بقيمتها
-
النقد اللاذع لبابا الفاتيكان
-
القهر و الإنزلاق من حقبة الى اخرى
-
الأكثر إستعصاءً حلول ناقصة
-
الخشية على لبنان أم الخوف من عودة المقاومة
-
عودة إثارة كتاب نار وغضب الذي فضح ترامب
-
الشرر الامريكي يتطاير
-
عنصرية الدولة الصهيونية تطال الموظفين
-
الحرب المفترسة على مرأى و مسمع الجميع
-
مبايعة الكيان الصهيونى قبل الخروج
-
إرادة الردع تتألق مع قوافل الشهداء
المزيد.....
-
حيوانات أليفة أعيدت بعد يومين من تبنيها.. نصائح عليك الالتزا
...
-
-إيران هي الحرم-.. خامنئي يحيي ذكرى قاسم سليماني: من اعتدى ع
...
-
الجيش الإسرائيلي يوجه تحذيرا عاجلا لسكان منطقة جباليا (خريطة
...
-
العالم يستغرق 26 ساعة ليكتمل دخول العام الجديد
-
بالفيديو: عائلة نازحة في غزة تلجأ إلى حفرة علها تحميها من ال
...
-
شاهد: إسطنبول لم تنس غزة.. طوفان بشري وهتافات تعلو فوق صخب ا
...
-
عشرات الضحايا في حادث دهس بنيو أورليانز الأمريكية
-
دراسة: الأخ الأوسط أكثر أمانة وتواضعاً من إخوته
-
قبيل الانتخابات.. مواقف الأحزاب الألمانية من قضايا الهجرة وا
...
-
البرق يضرب أكثر الأماكن رمزية في واشنطن عشية رأس السنة
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|