أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد خليل - حكايات الخيانة في كومباوند س















المزيد.....



حكايات الخيانة في كومباوند س


خالد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8206 - 2024 / 12 / 29 - 14:03
المحور: الادب والفن
    


الحكاية الأولى: "النافذة المفتوحة"

في أحد أرقى الكومباوندات المخصصة للأغنياء، حيث تتجاور الفيلات الفخمة وسط الحدائق المزهرة وبرك السباحة اللامعة، عاش الزوجان "ماجد" و"ليلى". كانا يبدوان كالثنائي المثالي؛ هو رجل أعمال ناجح، وهي مصممة أزياء شهيرة. لكن وراء الجدران المذهبة، كانت هناك قصة أخرى تُروى.
ذات مساء، وبينما كان ماجد في رحلة عمل خارج البلاد، قررت ليلى دعوة صديقتها "ريما" لقضاء السهرة معها. كانت ريما صديقة مقربة، إلا أن هناك دائمًا ذلك الهمس المريب الذي يتسلل بين الأحاديث، والنظرات التي تدوم أطول مما ينبغي.
عند منتصف الليل، وبينما كانت ليلى وريما تستمتعان بتناول كأس من النبيذ بجانب النافذة المطلة على الحديقة، لاحظتا ظلًا يتحرك بين الأشجار. تجمدت ليلى للحظة، ثم انفجرت ريما ضاحكة، مؤكدة أن هذا مجرد خيال. لكن ليلى شعرت بشيء غريب، كأن هذا الظل يراقبها منذ فترة.
بعد دقائق، جاء صوت طرق خفيف على الباب الخلفي. نظرت ليلى إلى ريما في قلق، بينما أبدت الأخيرة هدوءًا غريبًا. فتحت ليلى الباب، لتجد "عادل"، جارها الوسيم، الذي جاء معتذرًا عن ضياع قطه في حديقتها. تبادل الثلاثة حديثًا قصيرًا، لكن ليلى لاحظت كيف كان عادل يحدق في ريما بنظرات تحمل أكثر مما ينبغي.
في اليوم التالي، اكتشفت ليلى عبر كاميرات المراقبة أن عادل لم يأتِ بحثًا عن قطه، بل كان قد زار منزلها في غيابها أكثر من مرة، وبرفقة شخص آخر. وما أثار استغرابها أكثر، أن الشخص الآخر كان ريما.
تحت ضغط الشكوك، واجهت ليلى ريما بما اكتشفته. لم تُظهر ريما أي ندم، بل قالت بهدوء:
"ماجد لم يكن مخلصًا لكِ يومًا، وأنا أعلم أنكِ تعرفين ذلك. لكنه لم يكن يعلم أنكِ كنتِ تخونينه مع جاركما عادل."
تجمدت ليلى في مكانها، عاجزة عن الرد. كانت النافذة المفتوحة خلفها تُظهر انعكاس الحقيقة المرة: في هذا الكومباوند المليء بالرفاهية، لم يكن هناك مكان للثقة أو الإخلاص.

الحكاية الثانية: "الخادمة تعرف كل شيء"

في فيلا أخرى داخل الكومباوند الفخم، كانت "ناديا"، زوجة أحد كبار رجال الأعمال، تعيش حياة يحسدها الجميع عليها. المال، المجوهرات، والسيارات الفارهة كانت في متناول يدها. لكن ناديا، رغم كل هذا البذخ، كانت تشعر بالملل والوحدة، خاصة مع انشغال زوجها الدائم بأعماله وسفراته.
كانت الخادمة "ماريا"، القادمة من أوروبا الشرقية، شاهدة صامتة على تفاصيل حياة ناديا. ماريا ليست مجرد خادمة؛ كانت تتميز بالذكاء الحاد والقدرة على قراءة الوجوه. مع الوقت، لاحظت ماريا تغييرات صغيرة في سلوك ناديا: رسائل تُحذف بسرعة من هاتفها، مكالمات خافتة في منتصف الليل، وابتسامة غامضة تظهر على وجهها كلما أُرسل لها طرد خاص.
ذات يوم، وبينما كانت ماريا تنظف غرفة النوم، اكتشفت ورقة صغيرة مدسوسة تحت الوسادة. كانت تحمل عبارة:
"اللقاء كالعادة في بيت الضيافة الساعة الخامسة. لا تتأخري."
فهمت ماريا فورًا ما يدور في الخفاء. بيت الضيافة داخل الفيلا كان مكانًا نادرًا ما يُستخدم. وعندما جاء الموعد، تظاهرت ماريا بتنظيف المنطقة المجاورة لبيت الضيافة، لكنها كانت تسترق النظر من النافذة الصغيرة. هناك، رأت ناديا مع رجل غريب، ليس زوجها بالتأكيد. كان شابًا أصغر سنًا، وسيمًا، يحمل باقة من الزهور ويتحدث مع ناديا بحميمية واضحة.
لم تخبر ماريا أحدًا بما رأت، لكنها بدأت تستفيد من معرفتها بذكاء. أصبحت تعامل ناديا بطريقة أقرب للابتزاز الخفي: طلبت زيادة في راتبها، إجازات أطول، وحتى هدايا ثمينة. وناديا، التي كانت تخشى أن ينكشف أمرها، كانت تلبي كل مطالبها بصمت.
لكن المفاجأة الكبرى جاءت عندما عاد الزوج ذات يوم دون سابق إنذار. وبينما كانت ماريا في المطبخ، سمعت صوت ناديا ترتجف وهي تحاول تبرير وجود الرجل الغريب في بيت الضيافة. الرجل، بدوره، ادعى أنه عامل صيانة جاء لإصلاح شيء ما.
في تلك اللحظة، خرجت ماريا من المطبخ وتدخلت قائلة:
"نعم، هو هنا لإصلاح الإضاءة، سيدتي طلبت ذلك. ربما نسيت أن تخبرك."
أومأ الزوج برأسه دون أن يشك، لكنه لم يكن غبيًا تمامًا. بعد تلك الحادثة، استأجر فريق تحقيق خاصًا ليراقب ناديا، لتتكشف أمامه الحقيقة كاملة.
أما ماريا، فقد اختفت في اليوم الذي طُلب منها الإدلاء بشهادتها. غادرت الكومباوند بصمت، لكن مع حقيبة ممتلئة بالمال، تاركة خلفها زوجين محطمين وقصة خيانة جديدة تنضم إلى حكايات الكومباوند.

الحكاية الثالثة: "الساعة المفقودة"

في أحد الزوايا الهادئة من الكومباوند، كانت هناك فيلا مملوكة لـ"يوسف"، مهندس معماري ناجح، وزوجته "سمر"، خبيرة التغذية الشهيرة. كانا يمثلان صورة الزوجين المثاليين، حتى وقعت حادثة صغيرة قلبت حياتهما رأسًا على عقب.
في إحدى الليالي، دعت سمر مجموعة من الأصدقاء المقربين إلى حفل عشاء فاخر في حديقتهم. كانت الأجواء مفعمة بالمرح والضحكات، لكن يوسف بدا متوترًا. حاولت سمر تجاهل توتره، معتقدة أنه متعب بسبب العمل.
بعد انتهاء الحفل، وأثناء ترتيب الحديقة، لاحظت سمر أن ساعة يوسف الفاخرة، التي كانت قد أهدته إياها في عيد ميلاده الماضي، مفقودة. تفقدت كل مكان ولم تجدها. عندما أخبرته بالأمر، ظهر على وجهه اضطراب غريب، وكأنه يعرف سبب اختفاء الساعة لكنه رفض التحدث.
مرت أيام دون العثور على الساعة، إلى أن اكتشفتها الخادمة "رنا" في غرفة الضيوف. كانت مدسوسة تحت الأريكة، ما أثار استغرابها. عندما أعادت الساعة لسمر، لم تستطع الأخيرة كتمان فضولها وسألت يوسف:
"كيف وصلت ساعتك إلى غرفة الضيوف؟"
حاول يوسف التهرب من الإجابة، لكنه في النهاية اعترف، تحت ضغط أسئلتها، أن الساعة سقطت أثناء لقائه مع "رانيا"، إحدى صديقات سمر المقربات، في تلك الغرفة خلال الحفل. حاول تبرير الموقف قائلاً إن رانيا كانت تمر بوقت عصيب وجاءت للتحدث معه على انفراد، لكن نظراته المتوترة فضحت شيئًا آخر.
أدركت سمر أن الأمر ليس مجرد "حديث خاص". استدعت رانيا إلى لقاء مباشر، وحين واجهتها، انهارت الأخيرة واعترفت بأنها كانت على علاقة بيوسف منذ شهور، وأنهما كانا يخططان لإنهاء الأمر قبل أن يُكتشف.
لكن الصدمة الأكبر جاءت عندما علمت سمر أن جميع أصدقائها في الحفل كانوا يعلمون بالأمر، وقرروا التزام الصمت حرصًا على "مشاعرها".
في ذلك اليوم، حُطمت ثقة سمر بالجميع: زوجها، صديقتها، وحتى دائرتها الاجتماعية. قررت مغادرة الفيلا دون أي ضجة، تاركة يوسف وحيدًا مع ساعة تذكره دومًا بخيانته. أما رانيا، فقد غادرت الكومباوند بعد أن أصبحت قصتها على كل لسان، بينما بقيت الحكاية تتناقلها الألسن كواحدة من أشهر فضائح "كومباوند الأغنياء".

الحكاية الرابعة: "الصورة المنسية"

في زاوية أخرى من الكومباوند، حيث الهدوء يُخفي الكثير من الأسرار، كان يعيش "آدم"، رجل الأعمال العصامي، وزوجته "ندى"، طبيبة الأطفال المرموقة. كانا الزوجين الذين يُشار إليهما بالبنان، مثاليان في كل شيء، لكن هذه المثالية كانت مجرد واجهة.
ندى كانت امرأة عملية ومشغولة دائمًا، تُخصص معظم وقتها لعملها ومرضاها، بينما كان آدم يدير أعماله من المنزل في كثير من الأحيان. بدا الأمر وكأنه ترتيب مثالي، لكن هذا "الفراغ" في حياة آدم فتح بابًا لشيء لم يكن في الحسبان.
ذات يوم، وخلال تنظيف المكتبة الفاخرة في غرفة المعيشة، عثرت الخادمة "سهى" على صورة صغيرة مدسوسة بين صفحات كتاب. في الصورة، كان آدم يحتضن امرأة شابة بملابس رياضية، وتظهر خلفهما نافذة شقة لا تشبه أبدًا أي مكان في الكومباوند.
لم تستطع سهى كتمان فضولها، فالتقطت الصورة واحتفظت بها، لكنها لاحظت تغيرات غريبة في تصرفات آدم. كان يتلقى مكالمات طويلة في السيارة، يغيب لساعات دون تفسير، ويعود أحيانًا متأخرًا متحججًا باجتماعات عمل.
قررت سهى تسليم الصورة لندى، لكنها ترددت، فربما تكون مخطئة. وفي إحدى الليالي، وبينما كانت سهى تنظف مكتب آدم، وجدت إيصالًا لمطعم فاخر في وسط المدينة، بتوقيت كان فيه آدم يُفترض أن يكون في المنزل.
تجرأت سهى أخيرًا وأخبرت ندى عن شكوكها وقدمت لها الصورة والإيصال. في البداية، رفضت ندى التصديق، لكن شيئًا ما في داخلها دفعها للتحقق. استعانت بمحامٍ خاص لتتبع تحركات آدم، وما اكتشفته كان صادمًا:
آدم كان على علاقة بمدربة رياضة شخصية كان قد التقى بها في النادي الصحي. اللقاءات كانت تتم في شقة صغيرة كان يستأجرها خارج الكومباوند لتجنب الشكوك. والأكثر غرابة، أن المدربة نفسها كانت تُدرّب العديد من زوجات الكومباوند، وكانت تُعتبر جزءًا من مجتمعهن الخاص.
واجهت ندى آدم بالحقيقة، لكنه لم ينكر. اعترف بكل شيء، مدعيًا أن إهمالها له دفعه للبحث عن "الاهتمام" في مكان آخر. كانت الكلمات كسكين يمزق قلبها.
لكن ندى لم تكن امرأة تُكسر بسهولة. قررت أن تستغل الموقف لصالحها. طلبت الطلاق بشروط قاسية، بما في ذلك الفيلا والسيطرة على جزء من أعماله. وفي نفس الوقت، فضحت القصة أمام زوجات الكومباوند، ما أدى إلى طرد المدربة من حياتهن وحياته تمامًا.
غادر آدم الكومباوند مذلولًا، بينما بقيت ندى في فيلتها، قوية كما كانت دائمًا، لكنها أكثر حذرًا ووعيًا بالوجوه الزائفة التي تحيط بها. أما الصورة المنسية، فقد احتفظت بها في درج مكتبها، لتذكير نفسها دائمًا بأن حتى أجمل الواجهات قد تخفي وراءها الخيانة.

الحكاية الخامسة: "الرسائل السرية"

في أحد القصور الأكثر فخامة في الكومباوند، كان "كريم" وزوجته "ياسمين" يعيشان حياة يُحسد عليها الجميع. كريم رجل أعمال معروف، يمتلك شبكة واسعة من الشركات، أما ياسمين فهي امرأة جميلة وذكية، تنظم حفلات اجتماعية وترعى مشاريع خيرية. كانا مثالًا للأناقة والرقي، لكن ما تحت السطح كان قصة مختلفة تمامًا.
ذات يوم، وبينما كانت ياسمين تنظف درج مكتبها الخاص، وجدت مجموعة من الرسائل الغريبة. كانت مكتوبة بخط يد رجل، ومليئة بعبارات الحب والشوق، لكنها لم تكن موجهة إليها. الغريب أن الرسائل كانت تحمل توقيعًا باسم "ليلى"، وهو اسم مجهول بالنسبة لياسمين.
في البداية، حاولت ياسمين إقناع نفسها بأن الأمر مجرد سوء فهم، لكن الفضول تغلب عليها. بدأت بمراقبة كريم عن كثب. لاحظت أنه يتلقى مكالمات في أوقات غريبة، وأحيانًا يغلق هاتفه بشكل مفاجئ عندما تقترب منه.
وفي أحد الأيام، قررت ياسمين تتبع كريم. كان قد أخبرها أنه ذاهب لاجتماع عمل، لكن بدلًا من ذلك، توجه إلى كافيه صغير في وسط المدينة. جلست ياسمين بعيدًا عنه وراقبته، لترى امرأة شابة تنضم إليه. كانت ليلى، الشخص الذي يكتب الرسائل.
لم تستطع ياسمين السيطرة على غضبها. واجهت كريم في تلك اللحظة، لكنه أصر على أن ليلى مجرد موظفة لديه، وأن اللقاء كان مهنيًا بحتًا. لكن الرسائل كانت تقول غير ذلك.
عادت ياسمين إلى المنزل وقررت البحث عن المزيد من الأدلة. فتشت مكتبه، هاتفه، وحتى بريده الإلكتروني. اكتشفت أن العلاقة بينه وبين ليلى استمرت لأكثر من عام، وأنه كان يدعمها ماديًا ويخطط لشراء شقة لها.
لكن ياسمين لم تكن امرأة ضعيفة. بدلاً من مواجهة كريم بطريقة عاطفية، قررت الرد بذكاء. استشارت محاميًا وبدأت بجمع الأدلة. في نفس الوقت، تواصلت مع ليلى بحيلة ذكية وأقنعتها أن كريم لن يتركها أبدًا، وأنها يجب أن تنهي العلاقة بنفسها.
وبعد أسابيع قليلة، وقفت ياسمين أمام كريم بشروطها. كان أمامه خياران: إما أن ينهي كل شيء مع ليلى فورًا ويكتب الفيلا باسمها، أو أن تواجهه في المحكمة بفضيحة مدوية قد تضر بسمعته وأعماله.
اختار كريم الخيار الأول، بينما اختفت ليلى تمامًا من المشهد. أما ياسمين، فاحتفظت بكل الرسائل كذكرى لما حدث، وقررت أن تعيد بناء حياتها، ولكن هذه المرة بشروطها، وبحذر أكبر تجاه كل من حولها.

الحكاية السادسة: "حارس الأسرار"

في أحد أطراف الكومباوند، حيث تقع الفيلا المعزولة قليلاً عن باقي القصور، عاش "ماهر" وزوجته "رانيا". كان ماهر رجل أعمال ناجحًا لكنه غامض، لا يشارك كثيرًا في الأنشطة الاجتماعية للكومباوند، بينما كانت رانيا تشتهر بجمالها وأناقتها، وتحضر معظم الحفلات والمناسبات الاجتماعية، ما جعلها محط أنظار الجميع.
الحارس الليلي للكومباوند، "سامح"، كان رجلاً بسيطًا، يعمل في المراقبة وحراسة المنازل. بحكم عمله، كان يرى كل شيء. كان يراقب الكاميرات ويتفقد الأزقة ليلاً، لكن إحدى الليالي حملت له ما لم يكن في الحسبان.
ذات ليلة، لاحظ سامح سيارة سوداء فاخرة تتوقف عند زاوية الفيلا الخاصة بماهر. لم تكن سيارة ماهر، ولم تكن أيضًا سيارة معتادة على دخول الكومباوند. ترجل منها رجل أنيق، وتوجه بخطوات ثابتة نحو باب الفيلا الخلفي. لم يكن في الأمر أي دليل واضح على خطأ ما، لكنه أثار فضول سامح.
بعد ساعتين، خرج الرجل نفسه من الباب الخلفي، ونظر حوله بتوتر قبل أن يركب السيارة وينطلق بعيدًا. الأمر لم يتوقف هنا. تكرر المشهد في ليالٍ مختلفة، لكن مع أشخاص مختلفين. كان الجميع يدخلون ويخرجون من الباب الخلفي لفيلا ماهر.
بدأ سامح يشعر أن هناك شيئًا غريبًا يحدث. وفي إحدى الليالي، قرر أن يراقب الفيلا عن قرب. ما رآه كان صادمًا: رانيا كانت تفتح الباب الخلفي بنفسها وتستقبل الضيوف بسرية، دون علم زوجها.
في صباح اليوم التالي، وبينما كان سامح يراجع تسجيلات الكاميرات، لاحظ أن الكاميرات المحيطة بفيلا ماهر كانت تُطفأ بشكل متعمد في كل مرة يحدث هذا الأمر.
سامح، الذي كان يحتاج المال بشدة، وجد نفسه في معضلة. هل يحتفظ بالسر لنفسه أم يستغل هذه المعلومات للحصول على المال؟
قرر سامح مواجهة رانيا، لكنه فعل ذلك بدهاء. التقى بها في الحديقة الخلفية للكومباوند وبدأ المحادثة بهدوء:
"مدام رانيا، أنا أعمل هنا منذ سنوات، وأرى كل شيء. أنا لست هنا لتهديدك، لكني أعتقد أنني أستحق بعض المكافأة على ولائي وصمتي."
رانيا، التي لم تكن تتوقع أن يُكتشف أمرها، شعرت بالارتباك. لكنها كانت ذكية بما يكفي لتعرف كيف تحمي نفسها. وافقت على طلب سامح ودفعت له مبلغًا كبيرًا من المال مقابل سكوته.
لكن الأمور لم تتوقف عند هذا الحد. بعد أسابيع، عاد ماهر من سفره الطويل، وبدأ يشك في تصرفات زوجته. استأجر محققًا خاصًا، الذي اكتشف كل شيء.
عندما واجه ماهر رانيا، لم تُنكر. لكنها قلبت الطاولة عليه قائلة:
"وأنت؟ كم مرة غبت وادعيت أنك في رحلة عمل بينما كنت مع نساء أخريات؟ هل تريد أن نفتح هذا الملف الآن؟"
كانت المواجهة عاصفة، لكنها انتهت باتفاق بينهما: الطلاق بهدوء ودون فضائح. أما سامح، فقد ترك عمله في الكومباوند، لكن ليس قبل أن يغادر ومعه حقيبة مليئة بالمال، وذكريات عن الأسرار التي رأى أنها قد تكون أثمن من أي راتب شهري.

الحكاية السابعة: "المرآة المخادعة"

في أحد القصور الحديثة بالكومباوند، كان "مروان"، مصمم الأزياء الشهير، يعيش مع زوجته "لارا"، التي كانت عارضة أزياء سابقة. كان زواجهما أشبه بقصة خيالية، يزينه الجمال والشهرة، لكن خلف الأبواب المغلقة كانت القصة مختلفة تمامًا.
لارا، التي اعتادت حياة الأضواء، بدأت تشعر بالوحدة بعد أن ابتعدت عن عالم الموضة لتعيش حياة أكثر هدوءًا. أما مروان، فكان يقضي معظم وقته في سفراته وتنظيم عروض الأزياء، تاركًا لارا وحيدة في الفيلا الواسعة.
بدأت لارا تمضي وقتها في النادي الصحي الخاص بالكومباوند، حيث تعرفت على "عماد"، مدرب اللياقة الشاب. وسرعان ما تحولت جلسات التدريب إلى محادثات طويلة عن الأحلام الضائعة والشعور بالإهمال.
كان عماد وسيماً ومفعماً بالحيوية، عكس مروان الذي بات يركز أكثر على عمله. بدأت لارا تشعر أن عماد يعيد إليها الحياة التي افتقدتها. تبادلا الأحاديث والرسائل السرية، وسرعان ما تطورت العلاقة بينهما.
ذات ليلة، وبينما كان مروان عائداً مبكراً من سفره دون أن يخبر لارا، لاحظ من نافذة غرفة المعيشة شيئاً غريباً. كان عماد يقف في الحديقة الخلفية، يتحدث مع لارا بصوت خافت. شعر مروان بصدمة، لكنه قرر ألا يُظهر أي شيء.
في اليوم التالي، دعا مروان لارا لتناول العشاء في المطعم الفاخر داخل الكومباوند. كان يبدو هادئاً للغاية، مما جعل لارا تشعر بالارتباك. خلال العشاء، فتح مروان هاتفه وعرض عليها صورة التقطها بنفسه من الليلة السابقة، تُظهرها مع عماد.
تجمدت لارا في مكانها، لكن مروان لم يرفع صوته. قال بهدوء:
"كنت دائماً أؤمن أن المرآة هي أصدق شيء في حياتنا. لكنها قد تخدعنا أحياناً. لارا، ما الذي حدث لكِ؟"
لم تجد لارا ما تقوله. حاولت تبرير الأمر بأنه مجرد صداقة، لكن مروان كان قد حسم قراره. طلب منها أن تُغادر الفيلا في اليوم التالي، ووعدها بتسوية الطلاق بشكل عادل.
أما عماد، فقد طُرد من النادي الصحي بعد أن كشف مروان قصته أمام الإدارة. ترك الكومباوند دون أن يُسمع عنه شيء مجددًا.
مروان، رغم انكساره، قرر أن يُعيد ترتيب حياته. أما لارا، فقد وجدت نفسها وحيدة، تُحاول مواجهة انعكاسها في المرآة التي أصبحت عدوتها الأكبر.

الحكاية الثامنة: "الغرفة المغلقة"

في إحدى الفيلات القديمة داخل الكومباوند، عاشت "هالة"، السيدة الأرستقراطية التي ورثت ثروة كبيرة من عائلتها، مع زوجها "عمرو"، الطبيب المعروف. رغم الفخامة التي أحاطت بحياتهما، إلا أن هالة كانت دائمًا تبدو شاحبة وغارقة في أفكارها، وكأنها تحمل سرًا كبيرًا لا تستطيع الإفصاح عنه.
كان في الفيلا غرفة صغيرة في الطابق العلوي، دائمًا مغلقة بالمفتاح، ولا يُسمح لأي شخص بدخولها، حتى عمال التنظيف. كانت الغرفة موضوع أحاديث الجيران والخدم، لكن لا أحد يعرف ما بداخلها.
عمرو كان كثير الانشغال، دائم السفر بين المستشفيات والمؤتمرات الطبية. ترك هذا لهالة الكثير من الوقت للتجول في الفيلا وحيدة، حيث كانت تُحب الجلوس أمام الغرفة المغلقة، وكأنها تُحادثها.
ذات يوم، وبينما كان عمرو مسافرًا في مؤتمر خارج البلاد، لاحظ "مصطفى"، السائق الخاص بالعائلة، أن هالة بدأت تتصرف بغرابة. كانت تحمل مفتاح الغرفة المغلقة، وتدخل إليها وتغلق الباب خلفها لساعات.
دفع الفضول مصطفى للتجسس عليها. وبينما كانت هالة داخل الغرفة، تسلل إلى الباب وحاول الاستماع. سمع صوت حوار خافت، لكنه لم يستطع تمييز الكلمات.
في تلك الليلة، وبينما كانت هالة نائمة، قرر مصطفى أن يسرق المفتاح من حقيبتها. وفي الصباح التالي، وبينما كانت في الخارج، فتح الغرفة ليكتشف السر.
كانت الغرفة مليئة بالصور القديمة والأغراض الشخصية لشخص ما. على الحائط، كانت هناك صورة لرجل وسيم بدا أنه في الثلاثينات من عمره، ومعها رسالة معلقة، كُتب فيها:
"إلى هالة... سأنتظرك مهما طال الزمن."
عرف مصطفى من خلال بعض الأوراق الموجودة في الغرفة أن هذا الرجل كان حب هالة الأول، قبل زواجها من عمرو. القصة كانت مؤلمة: الرجل كان قد اختفى في ظروف غامضة قبل زواجهما بأيام، ولم يُعرف عنه شيء منذ ذلك الحين.
لكن ما صدم مصطفى أكثر كان وجود دفتر يوميات. قرأ فيه أن هالة كانت على علاقة سرية مع هذا الرجل قبل زواجها من عمرو، وأنها كانت تتردد على هذه الغرفة لتستعيد ذكرياتهما، وتشعر وكأنه لا يزال معها.
عندما عادت هالة إلى الفيلا، لاحظت أن الغرفة لم تكن كما تركتها. عرفت أن أحدهم اكتشف سرها. شعرت بالذعر وواجهت مصطفى الذي اعترف بما فعله. لكنها لم تغضب؛ بدلًا من ذلك، طلبت منه أن يحتفظ بالسر وأعطته مبلغًا كبيرًا من المال ليغادر الكومباوند للأبد.
عندما عاد عمرو من سفره، كانت هالة أكثر هدوءًا. أدركت أن الوقت قد حان لتترك الماضي خلفها. أغلقت الغرفة نهائيًا، وقررت أن تُعيد ترتيب حياتها، لكن ذكريات الرجل في الصورة ظلت تُطاردها كظلال لا تختفي.

الحكاية التاسعة: "صندوق الأسرار"

في الكومباوند الفاخر الذي بدا وكأنه عالَم مغلق على سكانه، كانت هناك عائلة جديدة قد انتقلت لتوها إلى واحدة من أضخم الفيلات. "ليلى" و"فريد"، الزوجان المثاليان في أعين الجميع، بدوا وكأنهما يجسدان السعادة والنجاح. فريد، رجل أعمال ثري، وليلى، الفنانة التشكيلية التي اشتهرت بمعارضها، شكّلا ثنائيًا كان الجميع يتحدث عن انسجامه.
لكن ما لم يعرفه أحد، هو أن ليلى كانت تحمل معها صندوقًا خشبيًا قديمًا، كان دائمًا مغلقًا بالمفتاح. كان الصندوق موضوعًا في غرفة مكتبتها الخاصة، ولم تكن تسمح لأحد بالاقتراب منه، حتى زوجها.
ذات ليلة، بينما كانت ليلى في الخارج، دُعي فريد لحضور حفل في الكومباوند. وبينما كان يستعد للمغادرة، لاحظ أن الصندوق مفتوح جزئيًا. الفضول تغلب عليه، فقرر أن ينظر بداخله.
عندما فتح الصندوق، وجد مجموعة من الصور القديمة ورسائل حب بخط يدوي. الرسائل كانت بين ليلى وشخص يُدعى "جلال"، وهو اسم لم يسمع به من قبل. بدأت الشكوك تنهش قلبه.
عاد فريد إلى الحفل لكنه كان شارد الذهن. في اليوم التالي، واجه ليلى بالرسائل والصور. حاولت التهرب في البداية، لكنها اعترفت أخيرًا بأن جلال كان حبها الأول. أخبرته بأنها لم تنسَ جلال أبدًا، رغم اختفائه الغامض منذ عشر سنوات.
فريد، الذي شعر بالخيانة، قرر أن يتحقق من الأمر بنفسه. استأجر محققًا خاصًا لمعرفة ما حدث لجلال. وبعد أسابيع من البحث، اكتشف أن جلال لم يختفِ كما زعمت ليلى، بل كان يعيش في مدينة أخرى، وقد أصبح متزوجًا ولديه عائلة.
عندما أخبر فريد ليلى بذلك، انهارت بالبكاء. اعترفت بأنها لم تكن تريد أن تخبره بالحقيقة لأنها لم تستطع مواجهة فكرة أن حب حياتها قد مضى وأكمل حياته دونها.
المواجهة كانت قاسية، لكنها وضعت فريد أمام خيار صعب. هل يسامح ليلى على ماضيها الذي لم تكن قادرة على نسيانه، أم ينهي العلاقة؟
في النهاية، قرر فريد أن يمنح زواجهما فرصة أخرى، لكنه اشترط أن تتخلص ليلى من الصندوق وكل ما يحتويه. في يوم مشمس، خرجا معًا إلى الحديقة، حيث أشعلا النار في الرسائل والصور، وكأنهما يحرقان الماضي ليفتحا صفحة جديدة.
لكن في أعماق ليلى، كانت تشعر أن جزءًا من روحها قد احترق مع تلك الرسائل، وظلت تتساءل: هل يمكن للذكريات أن تُمحى فعلاً، أم أنها فقط تختبئ في الظلال، تنتظر اللحظة المناسبة لتعود؟

الحكاية العاشرة: "السر الذي جمعهم"

في قلب الكومباوند الراقي، كانت هناك فيلا مهجورة لسنوات، يحيط بها غموض أثار فضول جميع السكان. الفيلا كانت تعود لعائلة غنية تُدعى "عائلة المنصوري"، التي اختفت فجأة دون أن يتركوا أي أثر. بقيت الفيلا مغلقة، وصارت قصصها مصدرًا للشائعات، فالبعض قال إن العائلة تعرضت لجريمة قتل، وآخرون زعموا أنها مسكونة بأرواح شريرة.
في إحدى الأمسيات، تلقى سكان الكومباوند دعوة غامضة على هواتفهم، دعوة لحفل عشاء فاخر سيُقام في تلك الفيلا المهجورة. التوقيع على الدعوة كان غريبًا: "المنصوري يعود".
رغم الخوف والتردد، قرر عدد من سكان الكومباوند حضور الحفل بدافع الفضول. عند دخولهم الفيلا، فوجئوا بفخامة الديكورات والإضاءة الخافتة التي أضافت لمسة غموض. لم يكن هناك أي أثر لأصحاب الدعوة، فقط صوت موسيقى كلاسيكية يملأ المكان.
جلست الشخصيات الرئيسية من سكان الكومباوند على طاولة عشاء طويلة. بينهم ليلى وفريد (من الحكاية التاسعة)، هالة (من الحكاية السابعة)، لارا (من الحكاية الخامسة)، ومروان (من الحكاية الثانية). كل شخص يحمل في قلبه سرًا دفينًا.
بينما كانوا ينتظرون ظهور المضيف، انطفأت الأنوار فجأة، ثم ظهر صوت مسجل يقول:
"أهلاً بكم. أنتم هنا اليوم لأنكم جميعًا جزء من قصة أكبر. كل واحد منكم يحمل سرًا يربطه بالآخر. الليلة، سنكشف الحقيقة."
ظهرت على الحائط شاشة كبيرة بدأت تعرض صورًا ولقطات فيديو. الصورة الأولى كانت لرجل يُدعى "جلال" (حب ليلى الأول من الحكاية التاسعة)، وهو يدخل الفيلا قبل سنوات، يرافقه شخص بدا كأنه "عماد"، مدرب اللياقة (من الحكاية الخامسة).
بدأت الحقائق تتكشف واحدة تلو الأخرى. "جلال" كان العقل المدبر وراء سلسلة من العلاقات المعقدة داخل الكومباوند، حيث استغل أسرار السكان لابتزازهم وتحقيق مكاسب مالية. لكن في يومٍ ما، اختفى جلال في ظروف غامضة، تاركًا خلفه شبكة من الأكاذيب التي بدأت تتداخل بين سكان الكومباوند.
أما "عماد"، فكان أحد أتباعه، يساعده في تنفيذ مخططاته. لكن ما لم يكن يعلمه الجميع هو أن "هالة"، التي كانت تبدو ضحية الوحدة، كانت وراء اختفاء جلال، بعد أن اكتشفت محاولته ابتزازها بنشر أسرار عن حبها القديم.
عند هذه النقطة، بدأ الجميع في مواجهة بعضهم البعض. ليلى شعرت بالصدمة لأنها لم تكن تعرف الجانب الحقيقي لجلال. مروان اكتشف أن عماد كان يخونه ليس فقط عاطفيًا، بل أيضًا ماليًا. هالة حاولت الدفاع عن نفسها قائلة إنها فعلت ذلك لحماية نفسها، لكن نظرات الجميع كانت مليئة بالشك.
في النهاية، انطفأت الشاشة وعاد الصوت ليقول:
"السر الذي يجمعكم ليس جلال، بل أنتم. كل واحد منكم يحمل جزءًا من اللغز، والليلة قررنا أن نكشفه. تذكروا، الحقيقة دائمًا ما تجد طريقها للظهور."
عندما أُعيد تشغيل الأضواء، اكتشف الجميع أن الدعوة كانت مجرد وسيلة لإجبارهم على مواجهة ماضيهم. أما من وراء الدعوة؟ لم يُعرف أبدًا. تركوا الفيلا وهم يحملون في قلوبهم شعورًا بالاضطراب، وكأن أسرارهم التي ظنوا أنها دُفنت عادت للحياة.
في اليوم التالي، عادت الفيلا لتصبح مهجورة، وكأن ما حدث كان مجرد حلم أو كابوس جمعهم للحظة، ثم تلاشى كأنه لم يكن.

‎النهاية: "المرايا المتكسرة"

‎بعد أن غادرت الشخصيات الفيلا المهجورة، حمل كل
‎منهم داخله سؤالًا واحدًا: من كان وراء كل هذه الأحداث؟، وهل كان هذا كله مجرد حلم أم أنه جزء من خطة أكبر؟
‎مرت الأيام، وعاد كل شخص إلى حياته في الكومباوند، ولكنهم جميعًا أصبحوا يمرون بلحظات غريبة. أشياء كانت تحدث لهم فجأة، كأنهم كانوا في دوامة من الأحداث التي لا فكاك منها. عيونهم لم تعد ترى كما كانت، وقلوبهم لم تعد تنبض بالسلام كما قبل الحفل.
‎في تلك الأيام، وصلهم بريد غريب. ليس رسالة، بل مفتاح صغير من الذهب، مع ورقة مكتوبة بخط اليد: "الوقت قد حان".
‎كان المفتاح غريبًا جدًا، ولا أحد يعرف له استخدامًا. البعض ظن أنه جزء من اللعبة التي بدأت في الفيلا، وآخرون اعتقدوا أنه مجرد خدعة. لكن شيئًا ما في قلوبهم كان يخبرهم أن عليهم اتباع هذا التلميح.
‎كانت ليلة مظلمة عندما قرروا أخيرًا أن يلتقوا في الكومباوند، كل واحد منهم يحمل مفتاحه. في هذا الاجتماع الغريب، كانوا مستعدين للكشف عن اللغز. كانوا يعتقدون أنهم في صراع مع شخص ما، أو ربما مع ماضيهم الذي لا يستطيعون الفرار منه.
‎لكن المفاجأة كانت في انتظارهم. عندما اجتمعوا في ساحة الكومباوند، وجدوا أمامهم بوابة قديمة لم يلاحظوها من قبل. كان المفتاح الذهبي هو الحل. فتحوه، ودخلوا إلى ما بدا وكأنه غرفة قديمة، مليئة بالمرايا المكسورة، التي تعكس صورًا مشوهة لوجوههم.
‎"من منا هو الحقيقي؟" سألهم صوت غريب من داخل الغرفة.
‎أصبحوا مشوشين، يحدقون في المرايا. لكن عندما اقتربوا منها، تغيرت الصور. بدأوا يرون وجوههم كما لم يروا من قبل، عيون مليئة بالحزن، بقايا من الحب والخيانة، خيبات وآمال لا تنتهي. وفي كل مرآة، كانت تظهر صورة لشخص آخر، وكان ذلك الشخص، بطريقة ما، هو جزء منهم.
‎ثم اكتشفوا الحقيقة المدهشة. لم يكن "جلال" أو "عماد" أو "هالة" هم المسببين. لم يكن هناك شخص واحد يقف خلف الأحداث كلها. بل كانوا هم أنفسهم، مرآة لخيباتهم ولأحلامهم الضائعة. كل واحد منهم كان يحمل في داخله جزءًا من الشخصيات الأخرى، جزءًا من الخيانة، جزءًا من الحب المفقود، جزءًا من الحلم الذي لم يتحقق.
‎فهموا أخيرًا أن "المنصوري" لم يكن شخصًا حقيقيًا، بل كان تمثيلًا لجزءٍ داخليٍ من كل واحد منهم. كانت الفيلا مجرد ميدان اختبار لرؤية كيف يمكن للأسرار أن تشق طريقها للظهور عندما تتقاطع الحياة. كان "المنصوري" هو كل واحد منهم، كل شخص يحمل جزءًا من كل آخر، وتلك الدعوة كانت مجرد محاولة لفهمهم لأنفسهم.
‎ثم حدث ما لم يتوقعوه. المرايا بدأت تتحطم واحدة تلو الأخرى، وكأنها تفضحهم. وعندما تحطمت آخر مرآة، كانت الصورة التي ظهرت هي صورة "الفيلا" نفسها، كما لو أن كل شيء كان دائرة مغلقة، وكل الأحداث كانت مجرد حلقة مفقودة في لعبة الحياة.
‎في تلك اللحظة، دخلت "ليلى" إلى الغرفة، وكانت تحمل في يدها مفتاحًا آخر. "هل وجدتم الإجابة؟" قالت بصوت هادئ، وكأنها تدرك تمامًا ما يحدث. "لقد كنتم تبحثون عن شخصٍ آخر، لكن الجواب كان دائمًا بين ايديكم."
‎في النهاية، اختفى كل شيء. الفيلا، المرايا، الأضواء، الصوت الغريب. كل شيء عاد إلى صمته السابق. فقط هم، في تلك اللحظة، أدركوا أن حياتهم كانت سلسلة من الأوهام التي سعت لفهم الذات.
‎وغادروا جميعًا، لكن لا أحد منهم كان كما كان. كانوا قد تعلموا شيئًا جديدًا عن أنفسهم. وكل واحد منهم الآن يحمل مفتاحًا آخر، لكنه ليس للفيلا هذه المرة. بل لقلوبهم المكسورة، التي يجب عليهم إصلاحها بأنفسهم، بعيدًا عن الوجوه المظلمة التي رسمتها الخيالات.



#خالد_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرآة الحلم المنسي
- أنتِ أفقٌ لا يغيب
- ‎يا لصخب البرد، كسر خاطري

- تحول أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني): من إرهابي إلى رجل دولة
- حينما ينبت الحلم من الرماد
- حرب الروبوتات التي تشنها إسرائيل في شمال قطاع غزة وكيفية تعا ...
- الحدود المفتعلة بين الأخلاق والسياسة: فصلٌ أم تداخلٌ محتوم؟
- يوميات طبيب نفسي (نوفيلا-رواية قصيرة)
- الشعب السوري بين أفق الجولاني والتحدي الإسرائيلي
- أنشودة للمهاجر الغريب
- مراثي النسيان
- اليمن: مقاومة المبدأ في وجه العالم
- حين يصبح القلب باباً
- خيبة الضوء ووشوشة الظلال
- عودة المجد
- في طيات الأنفاس
- سهم باشان: بين الرمزية التوراتية وعقدة القوة
- اضطراب ما بعد الصدمة: قراءة في سياق الانهيار السياسي والاجتم ...
- الخيال والواقع في العالم الافتراضي: نظرة فلسفية
- أطياف الرحيل


المزيد.....




- تردد ام بي سي مصر 2025 تابع أفلام رأس السنة
- أهم نزعات الأدب الروسي لعامي 2024 - 2025
- تردد روتانا سينما الجديد 2025 “استقبلها الآن“ بعــد التحــدي ...
- عام التألق السينمائي.. أفضل الأفلام العربية في 2024
- الكتاب الرقمي الأكثر شعبية في روسيا لعام 2024
- أبرز أعماله -ضد الحكومة- و-ناجي العلي-.. وفاة السيناريست وال ...
- -ريفوبليكا- ثلاثية يوسف فاضل عن الريف والمقاومة والحلم بالتغ ...
- دراسة لـ160 ألف فيلم تكشف عن تغييرات مقلقة في المحتوى على مد ...
- نصوص نثرية :نص(في ديسمبر!)الشاعرة سما أحمد.مصر.
- نصوص نثرية:نص(رسائل لم تصل)الشاعرة سما احمد.مصر.


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد خليل - حكايات الخيانة في كومباوند س