أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الحب بالمجان .














المزيد.....


مقامة الحب بالمجان .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8206 - 2024 / 12 / 29 - 09:56
المحور: الادب والفن
    


مقامة الحب بالمجان :

نشر الصديق العتيد حكمة وصفها باللذيذة تقول : (( الحب اقصر كلمة ينطقها اللسان واطول درس يتعلمه الانسان ياتيك مجانا ويغادرك بثمن باهظ تدفعه روحك وجسدك)) , فأحببت ان اهديه هذه المقامة .

صديقي العزيز هل أخبرك عن اله العشق ؟ فقبل أربعة آلاف سنة , حينما كانت عجوزًا مسنة , تقايض الصبرَ بالأشعار , صادفتُ ذاتَ يوم على الطريق راعيًا وسيمًا , ينشدُ أشعارًا حزينةً في فراقِ الأحبةِ ,أخذت أشعارهُ وأعطُته بدلًا عنها الصبرَ الجميل , ثم أهدت أشعاره إلى عذراء جميلة , أسرها الحزن في انتظارِ مَنْ تحب, وقالت لها ناصحة : اذهبي إلى إله الحب , وأنشديها أمامه , ربما يرقُ لحالكِ , دخلت المحراب , بدموعها تطهرتْ , ركعتْ وسجدتْ مرتلة أعذب الأشعار لعل الإله يرحمها , كان الإله رحيمًا بما يكفي ليقع في عشقِ الفتاة , حبسَ دعاءها من الوصولِ للإله الأكبر ليضمنَ رؤيتها كل يوم , ومنذ ذلك اليوم , ودعوات العاشقين لا تستجاب .

هو شجرةُ ( سروٍ) , وهي أيضًا ( سروَة) كان هو على يمين أسلاك شائكة , وهي على يسارها , لم تكن مصادفةً أن وقعا بالعشق , بل كما أخبرها هو: ((هذا ترتيبٌ الهيّ , فأنا وهي كنّا بذرةً واحدةً انقسمتْ نصفين , وهذا ما يُفسّر التَّطابقَ المدهشَ بيننا ووجودَنا في الأرضِ ذاتِها)) , حاولَ "السَّروُ" أن يمُدَّ أغصانَهُ نحوَها , غير أَنَّهُ أخفقَ أنْ يصلَ إليها بسببِ المسافة بينهما وذلك الحَاجِز اللعين , حاولت هي وأخفقتْ , كبرَ الحلمُ ومعَ السَّنواتِ دونَ أنْ يدريا , امتدتْ جذورُهُ نحوَها وجذورُها نحوَهُ , هناكَ , داخلَ التُّربةِ , بعيدًا عَن عينَيْ (مُغتصبِ) هذهِ الأرضِ وتلكَ , التقتْ جذورُهُما للأبدِ , بعدَ شُهورٍ , امتلأتِ الحديقةُ بفسائل سروٍّ, لم يدرِ أحدٌ مَا مصدرها.

عندما يسدل الليل استاره , ويلقي الكرى رداءه على وجه الأرض , يقف امام شباك غرفته الحزين ليطالع نهر ديالى الذى لاينام , ففى أمواجه يسكب المحبون اهاتهم , وعلى جرفيه يهرق المستوحشون ندى دموعهم , وعلى رقص نسائمه عزاء للروح الوادعة , وفى تهاليل الزوارق سلوى لعاشق مثله مستهام , وهي تفترش الشاطئ , وتغترف براحتيها ماؤه العذب فيلامس الشفاه القرمزية , فيتناجيان كطيفي عاشقين , ويمتزجان كالفضة بالذهب , تهامـس اهالي بعقوبة بحكاية الحب الجديد حب (العتيد للعتيدة) , ولم ترق لخفافيش الظلام , ممقتي نور الامل , لم ترق لذابحي حمائم الحب الجميل , وسجاني بلابل الدوح , مالئي دروب الهوى حجرا وشوكا , فامطروا قرطاسه الابيض الجميل , بعشرات النصال المغمسه بالسم الزعاف , ومزقوا لوحة الوفاء بعشرات الخناجر الصدأه , فاراق الكيد عبير قصتهما ووأد الحقد سفر حبـــهما.

عندما اتيحت لهما الفرصة , حدثته قائلة : (( بحثت عنك في كل مجرتي فوجدتك بين اضلعي , علمت انك متيمي مذ سقط ضوء قمرك على ارضي , لا اظن ثمة خاطرة اجمل من ابتسامتك في كل دواويني , يكتب الربيع شعره من جمالك ويتنفس الورد عطره من شذاك )) , فقال : (( تستحقين كل مجد السيدات وغزل الحوريات , القصيدة التي تخلو من الغزل في عينيك قافيتها ميتة , يامليكتي عفوك ان عجز القريض عن وصفك , القصائد التي لم تتهادى على خصلات شعرك غزلا ارثي موتها , أيتها المرأة المتدثرة بخضاب الملائكة , العابقة برضاب عشتار الجليلة الطاهرة , يتألق فيك بزوغ الفجر , يتأجج صليل حبك في دمي , لما تعفرتُ بالضوء بين ذراعيك رأيت الله بكل شفافيته النورانية رحماكِ , تحجبي عن أنظار الأنبياء المراهقين الذين يهلوسون برؤية لألأء فخذيك وعنقودي نهديك المتوهجتين وراء ستار الليل )) .

يسميها محمود درويش أحلى الزنابق والسوسناتْ , ثم يجعلها كلُّ نساء اللغة الصافيهْ , وأنا أسميها ملكة الكلام وأميرة الحروف , يقول أبو محمّد صالح المعروف بأبي البقاء الرندي الأندلُسيّ :
(( يا سالبَ القَلبِ مِنّي عِندَما مرقا/ لم يُبقِ حُبُّكَ لِي صَبراً وَلا رمقا
لا تَسألِ اليَومَ عَمّا كابدت كبدي/ ليت الفِراقَ وَلَيتَ الحُبَّ ما خُلقا
ما باِختياريَ ذُقتُ الحبَّ ثانيةً / وإنما جارَتِ الأَقدارُ فاتفقا
كنتُ في كَلَفي الداعي إِلى تلفي/ مثلَ الفراشِ أَحَبَّ النارَ فاحترقا )) .

صباح الزهيري .



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة تأثير الفراشة .
- مقامة هلوسات التحليل
- مقامة الكريسمس .
- مقامة القشة .
- مقامة المثقفين و الخيانة
- مقامة الحلو و المر .
- مقامة العنكبوت .
- مقامة المدمي .
- مقامة البرد .
- مقامة روما .
- مقامة البواكي .
- مقامة الشوغة .
- مقامة الأنتصار .
- مقامة المرأة .
- مقامة الفراك .
- مقامة الغلطة .
- مقامة خطار .
- مقامة المعروف والمنكر .
- مقامة غمار الأشواق .
- مقامة السلح .


المزيد.....




- تردد روتانا سينما الجديد 2025 “استقبلها الآن“ بعــد التحــدي ...
- عام التألق السينمائي.. أفضل الأفلام العربية في 2024
- الكتاب الرقمي الأكثر شعبية في روسيا لعام 2024
- أبرز أعماله -ضد الحكومة- و-ناجي العلي-.. وفاة السيناريست وال ...
- -ريفوبليكا- ثلاثية يوسف فاضل عن الريف والمقاومة والحلم بالتغ ...
- دراسة لـ160 ألف فيلم تكشف عن تغييرات مقلقة في المحتوى على مد ...
- نصوص نثرية :نص(في ديسمبر!)الشاعرة سما أحمد.مصر.
- نصوص نثرية:نص(رسائل لم تصل)الشاعرة سما احمد.مصر.
- كيف أثرت -الصوابية السياسية- على صناعة السينما العالمية؟
- أبرز أعماله -ضد الحكومة-.. وفاة السيناريست المصري الكبير بشي ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الحب بالمجان .