|
ومضات عدنان الصائغ
حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)
الحوار المتمدن-العدد: 8206 - 2024 / 12 / 29 - 02:38
المحور:
الادب والفن
القرابين؛ أسمع ُ صراخها عبر ممرات التاريخ كأنها صدانا- عدنان الصائغ
لعل أجمل ما قرأت بحق الشاعر العراقي عدنان الصائغ هو ما قاله الشاعر الكبير الراحل الأب يوسف سعيد، قوله:"عدنان الصائغ آخر زفير لمتأوه مصلوب، الملاحق من أسلحة دياجير الظلمة، المتأفف من أصوات سلاسله الثقيلة. اللغة عنده لها نبضها الخاص وعندها قاموسها الذي يفهرس دم الكلمات". الشاعر د. الأب يوسف سعيد ـ السويد
هذه المقولة بحد ذاتها شهادة ثمينة تعكس مكانة الصائغ المرموقة في المشهد الشعري العربي المعاصر. كما تجسد كلمات الأب يوسف سعيد رؤيته العميقة لشعر الصائغ وتلقي الضوء على أبرز خصائص شعره. عدنان الصائغ يظهر في العبارة "آخر زفير لمتأوه مصلوب" كصورة أدبية عاكسة تخترق أعماق معاناته، بحيث تصبح كلماته الشعرية نافذة تفصح عن تناقضات الألم والوجع المكنون في دواخل الإنسان. هذا التشبيه الذي يحمل دلالة "المتأوه المصلوب" يبرز مشهدًا دراميًا حادًا مثقلاً بالمأساة، حيث يصور الصائغ الحرب والعنف كقوى جائرة تنتزع الإنسان من جوهره وتهدم كيانه، تاركة إياه يتخبط في عزلة قاسية وسط عالم يطغى فيه الظلم والاستبداد، حيث تغيب الإنسانية وتضمحل الروح. أما العبارة "الملاحَق من أسلحة دياجير الظلمة"، فتعمق النبرة السوداوية لشعر الصائغ، حيث تفتح أبوابًا على قضايا ثقيلة وملحّة مثل الحروب وما تخلفه من دمار، وحالة القمع الاجتماعي. هذه الصورة تكشف عن محاولته تسليط الضوء على الوجه المظلم لهذه القضايا ومعالجة جوهرها بوعي شعري يسبر أغوار الكارثة التي تهدد الوجود الإنساني. بالإضافة إلى ذلك، تُضيف العبارة "المتأفف من أصوات سلاسله الثقيلة" قوة جديدة للتعبير عن شعور الكبت وثقل القيود، حيث تتجسد السلاسل كتجسيد رمزي للحواجز التي تحاصر الإنسان سواء كانت قسرية أم معنوية، ليصبح الشعر بالنسبة للصائغ نافذة للتحرر وصيغة احتجاج على الألم العالق كظلٍّ مُحكم حول نفسه. ويبرز الإقرار بأن "اللغة عنده لها نبضها الخاص وعندها قاموسها الذي يفهرس دم الكلمات" جانبًا آخر من إبداعه. هنا تتجلى قدرة الصائغ اللغوية كمهارة تتخطى حدود المألوف، حيث تتحول الكلمات إلى أدوات تضفي حياةً إضافية على المشاعر وتعيد تشكيل المعاني لتتناسب مع خضم التجربة الحسية والمعنوية. نستشعر أن اللغة في أعماله تولد من تجربة معقدة، تمنح الكلمات قوة إضافية ليست فقط للتعبير، بل للكشف عن العمق النفسي والفكري الذي تحمله تجاربه. بهذا النهج، يعيد عدنان الصائغ تعريف الشعر كمساحة يجتمع فيها الألم والإبداع في آنٍ واحد، فينتصر الفن على المعاناة بنبض جديد يحمل أثر الخلود. يمكن النظر في الفرق بين رؤية الأب يوسف سعيد ورؤى النقاد الآخرين الذين تناولوا شعر عدنان الصائغ. فبينما يركز الأب يوسف على البعد المأساوي والمعاناة التي تتجلى في شعر الصائغ، يتجه بعض النقاد الآخرين إلى التركيز على عناصر أخرى، كالبعد الرمزي والغموض، حيث يعتبرون أن شعر الصائغ زاخر بالرموز والتعابير المعقدة. كما يشيدون بواقعيته وبراعته في تصوير الحياة وتجسيد المعاناة بدقة ووضوح. يتسم شعر عدنان الصائغ بجمال أسلوبه ولغته الرشيقة رغم معالجته لمواضيع قاسية ومؤلمة. وتأتي مقولة الأب يوسف سعيد لتضيف قيمة معتبرة للنقد الأدبي المتعلق بشعر الصائغ، فهي تقدم قراءة عميقة ومميزة تسلط الضوء على جوانب مختلفة قد لا تكون ظاهرة للبعض. إضافة إلى ذلك، تعزز هذه الرؤية من مكانة الصائغ باعتباره أحد أبرز الشعراء العرب المعاصرين. تعد كلمات الأب يوسف سعيد بحق عدنان الصائغ شهادة قيّمة تعكس موقع الصائغ البارز في الساحة الشعرية العربية. هذه الكلمات تظهر بوضوح مدى عمق فهم الأب يوسف لشعر الصائغ، كما تسلط الضوء على أبرز ملامح تجربته الشعرية.
كانت أول مرة ألتقي فيها بالشاعر عدنان الصائغ في الجمعية الثقافية العراقية بمدينة مالمو، وذلك قبل عدة سنوات من سقوط النظام السابق. رأيت فيه إنساناً هادئاً، لكني شعرت بعمق معاناة الشباب العراقي التي جسدها، معاناتهم من الحروب والقمع والضغوط النفسية المتراكمة. كان هدوؤه أشبه بمرآة تعكس آلاماً عظيمة مستترة خلف السكون. كان الشعور وكأنه قد خرج للتو من حبس أو كأنّه شخص يستنشق أول أنفاس الحرية بعد العثور على مخرج طال انتظاره في متاهة أرهقته بالبحث عن سبيل إلى الأفق المفتوح. وهذا الإحساس يتجلّى بوضوح في بعض قصائده. وقد أهداني مشكورا قبل حوالي شهرين مجموعته الشعرية الأخيرة "ومضات". ولم يتوفر لي الوقت لكي أكتب عن ديوانه إلا هذه الأيام. ديوان "ومضات" للشاعر عدنان الصائغ يمثل رحلة شعرية استثنائية تنساب بين عوالم المدن ومفازات الروح، حيث يتداخل السفر الجغرافي مع رحلة داخلية تأملية تسعى لفهم الذات والعالم المحيط بها. يشكل السفر في هذا الديوان استعارة عميقة تتجاوز الجغرافيا لتغوص في الأبعاد الإنسانية والنفسية للشاعر. كل مدينة يزورها تتخذ طابعًا خاصًا أشبه بمرآة تعكس بوضوح تفاصيل شخصيته وتجارب حياته، ليصبح الديوان بمثابة خارطة وجدانية ترصد تأثير التنوع الحضاري والثقافي على تكوينه الإبداعي. القصائد في الديوان تقدم للمتلقي لوحة نابضة بالحياة عن المدن، ترسم صورًا حيّة لتاريخها، معالمها المميزة، وفنونها المتنوعة. أثناء قراءة النصوص الشعرية، يجد القارئ نفسه وكأنه يسير في شوارع هذه المدن ويتفاعل مع سكانها. يصف الشاعر خلال نصوصه نبض الحياة اليومية في هذه المدن، من عادات الناس وتقاليدهم إلى أجوائهم الروحانية والثقافية. كما يُبرز اهتمامه الكبير بالفن والموسيقى والأدب الذي يميز كل مدينة، مما يبعث رسالة مهمة تحتفي بالتنوع والتلاقح الثقافي. ورغم تنوع الأماكن التي يعبر منها الشاعر ويحمل في قصائده أثرها، إلا أن العراق يبقى حاضرًا بقوة في النصوص، ليس فقط كمسقط رأس أو ذاكرة وطنية، بل كرمز متجذر يعكس الهوية والجذور بعمق واستمرارية. يظهر هذا الحضور من خلال مقارنات واضحة يرسمها بين تفاصيل المدن التي يزورها وخصوصيات العراق المتجذرة في وجدانه. ويتجاوز هذا الحنين حدود التذكر، حيث يعبر الشاعر أيضًا عن رؤية أمل مشرق لمستقبل أفضل للعراق مستمدًا إلهامه من الصور الإيجابية التي يلامسها في رحلاته بين مختلف الحضارات. يتسم ديوان "ومضات" بغنًى لغوي وشاعري يلامس أرفع مستويات الإبداع، حيث يربط بلاغة الكلمة بعذوبة التعبير ليمنح القارئ تجربة فريدة تجمع بين التأثير البسيط والرسالة العميقة. تتألق قصائد الديوان عبر رمزية ثرية ترتكز على صور شعرية مبتكرة، تُبرز جماليات المدن وصفاتها بلمسات تحاكي روح المكان وهويته الثقافية والتاريخية. هذه الصور تبدو وكأنها لوحات فنية متقنة الصنع، قادرة على تصوير خصوصية كل مكان زاره الشاعر، لتعكس ارتباطه الوثيق بالبيئة التي استوحى منها إبداعه. من خلال براعة استثنائية، ينسج الشاعر مفرداته بلغة تحمل بين طياتها رؤى فلسفية تتداخل مع تساؤلات وجودية حول المعنى والحياة. يوفر هذا الديوان للقارئ نافذة واسعة لاكتشاف ثقافات متعددة وشعوب متنوعة دون أن يغادر مكانه، إذ إن اللغة المستخدمة تنساب بجمال أخاذ ودقة لافتة تجذب الفكر وتحرك المشاعر. تعتمد النصوص على قوة الصور البصرية التي تثري مخيلة القارئ وتدفعه إلى مصاحبة الشاعر في رحلة تأملية، يسبر من خلالها أغوار الذات والعالم على حد سواء. ويمضي النص بأبعاده الفكرية لاستجلاء أسئلة وجودية عميقة تتعلق بطبيعة الإنسان ومعنى الهوية وترابط الأزمنة، مما يخلق فضاءً للتفكير الحر والتأمل العميق في العلاقة المترابطة بين الماضي والحاضر والمستقبل. ديوان "ومضات" ليس مجرد مجموعة شعرية تقليدية يمكن تصفحها بعجالة، وإنما هو بمثابة رحلة ذات أبعاد متعددة تنقل القارئ بين السفر في أرجاء الأرض والكشف عن أعماق النفس والتواصل مع ثقافات متنوعة. تُمثل نصوص الديوان انعكاسًا لتجربة الشاعر الشخصية التي تمتزج بمشاهداته الخارجية وحسه الإنساني العميق، ليشكل ذلك كله رؤية فريدة تُعبّر عن هذه الثنائية بلغة شاعرة مبهرة. يحتل العراق مكانة جوهرية في قلب هذه التجربة الإبداعية بوصفه المحور العاطفي والفكري الذي يدور حوله كل ما اختبره الشاعر. بهذا، يصبح الديوان شهادة وجدانية تمزج بين الترحال والانتماء، وترسم صورة لوطن يسكن الروح رغم تقلب الزمان واختلاف الأمكنة.
أما من الناحية الأدبية، فإن "ومضات" يُعد عملًا رائدًا يستحق القراءة بتحليل وتمعن لما يقدمه من تجربة فنية تفيض بالدلالات والجماليات. يأخذ القارئ في رحلة تمتزج فيها البعد الشخصي الحميم بالتأملات الفلسفية العميقة، مع احتفاء خاص بثراء الثقافات المختلفة والحنين الأبدي إلى أرض الوطن. لا شك أن هذا الديوان يقف كنتاج شعري استثنائي يحمل في طياته أسرارًا ومعاني تحتاج إلى ذهن وقلب مفتوحين لفهم أبعاده واستكشاف أغواره الثرية.
من قصائد الديوان "فصل الحرب": في حارتنا امرأة تقلي البيض لأطفالها. أطفالها الذين كبروا وغادروها إلى الحرب. الحرب التي سرقت أولادها وبيضها وحياتها. حياتَها التي ظلّت لوحدها تنتظر في المقلاة. المقلاة التي تنتظر. تعتبر قصيدة "فصل الحرب" من هذه المجموعة لوحة مأساوية تعكس أثر الحرب على الأسرة والمجتمع. يستخدم الشاعر لغة بسيطة وعميقة في الوقت نفسه، ليصور لنا معاناة الأم التي فقدت أبناءها في الحرب، ورمزية المقلاة التي تحمل في طياتها دلالات عميقة. يبدأ قصيدته بوصف مشهد يومي بسيط "في حارتنا امرأة تقلي البيض لأطفالها"، وهو تحضير الأم الطعام لأبنائها، لكن هذا المشهد يتحول إلى رمزية قوية، حيث يمثل البيض الحياة والأمل. وفي المقطع: "أطفالها الذين كبروا وغادروها إلى الحرب" يكشف عن الحقيقة المؤلمة، وهي أن هؤلاء الأطفال قد كبروا ورحلوا عن المنزل ليس إلى المستقبل، بل إلى الحرب. أما المقطع "الحرب التي سرقت أولادها وبيضها وحياتها" جملة قوية تلخص المأساة بأكملها، حيث تصور الحرب كقوة شريرة تسرق كل شيء جميل من حياة الإنسان. أما المقطع "حياتها التي ظلت لوحدها تنتظر في المقلاة" فتشبيه بديع يربط بين حياة الأم وحياة البيض في المقلاة، فكلاهما ينتظر مصيراً مجهولاً. ولكن في جملته "المقلاة التي تنتظر في حارتنا امرأة تقلي البيض لأطفالها"، يعود الشاعر إلى بداية القصيدة، لكن هذه المرة بمنظور مختلف، فالمقلاة لم تعد مجرد أداة مطبخ، بل أصبحت رمزاً للحزن والانتظار الأبدي. يرمز البيض إلى الحياة، والأمل، والبداية الجديدة، ولكن في سياق القصيدة، يمثل البيض أيضاً الضياع والفقدان. وترمز المقلاة إلى المنزل، والأسرة، والحياة اليومية، ولكنها في نفس الوقت تحمل دلالات على الحزن والوحدة والانتظار. وإن الحرب هي القوة المدمرة التي تسرق كل شيء جميل من حياة الإنسان، وتدمر الأسر والمجتمعات.
تعتبر قصيدة "فصل الحرب" رسالة مؤثرة عن مأساة الحرب وأثرها على حياة الناس العاديين. يسعى الشاعر من خلال هذه القصيدة إلى إيصال رسالة عن أهمية السلام، وضرورة حماية الأبرياء من ويلات الحروب.
تعتبر قصيدة "فصل الحرب" من أبرز قصائد الشاعر عدنان الصائغ، فهي تعبر عن عمق معاناته ومعاناة شعبه. وقد تمكن الشاعر من خلال هذه القصيدة من الوصول إلى قلوب القراء، وإيصال رسالته بوضوح وقوة.
واللوحة المأساوية الأخرى من هذه المجموعة الشعرية هي قصيدة "فصل الدبابة" رابضتُ، قاتلت، على طول الجبهات، طوال الحرب. وحين توقفت الاطلاقات، وعدتًم إلى منازلكم، جمعا وفرادى، بالسيقان السالمة والمبتورة والأكفان. لم يتوقف أحدكم ليودّعني للذكرى أو من باب العرفان. أو لمجرد تلويحة نِسيان. نهر الكارون -الأحواز 2016
تعكس هذه القصيدة أبعادًا متعددة للحرب، خاصة من زاوية النظر إلى الآلة القاتلة التي تجسدها الدبابة. يعمد الشاعر إلى توظيف لغة شاعرية عميقة ويعتمد على صور بصرية قوية ومؤثرة ليضع القارئ أمام تجربة فريدة حيث تصبح الدبابة صوتًا شاعريًا وشاهدًا صامتًا على الفظائع والآلام التي شهدتها ميادين المعركة.
في مستهل القصيدة، يمنح الشاعر صوتًا للدبابة، إذ تتحدث عن دورها في الحرب وكأنها كائن حي يمتلك ذاكرة وشعورًا بالزمن، لتروي ما شهدته وكأنه مشهد درامي حقيقي. الكلمة "فصل" التي يختارها الشاعر بعناية تعكس فعل الانفصال عن الواقع الصاخب، حيث تتحول الدبابة إلى كيان مستقل، مراقب للأحداث بكل حياد مؤلم. يبرز الشاعر على لسان الدبابة عودة الجنود من ساحة القتال بعد انقضاء المعارك، إلا أنه يتوقف مليًا عند التناقضات التي تحملها هذه العودة: بين من عاد سليمًا بجسده وأحلامه المهشمة، ومن انتهى به الحال مبتور الأطراف، وبين من لم يعد إلا جسدًا مسجى داخل أكفان بيضاء. هذا المشهد المؤلم يتنقل بمهارة بين التراجيديا وعبثية الحروب ليكشف عمق المأساة ونتائجها التي تعيد تشكيل حياة كل من شارك فيها.
كما تُعبِّر الدبابة في حديثها عن شعور متجذر بالإهمال والنسيان بعد أن هدأت أصوات المدافع واستراح الجنود من القتال. على الرغم من أنها كانت شريكًا لا غنى عنه في المعركة، إلا أنها وجدت نفسها محلولة في النسيان، لا شخص ينظر إليها بعاطفة أو يلقي عليها حتى نظرة تقدير أخيرة. هذا الشعور بالاغتراب والوحدة يعكس النظرة المجتمعية للأدوات الحربية باعتبارها مجرد وسائل عابرة لتحقيق أهداف مؤقتة، دون أن تحظى بأي اعتراف بقيمتها الرمزية أو حتى بما شهدته.
تمثل الدبابة في القصيدة رمزًا مركبًا ينطوي على أكثر من دلالة، فهي في ظاهرها تجسد الحرب بكل أوجهها: الدمار، العنف، والقوة العسكرية الجبارة. ومع ذلك، فإنها في الوقت ذاته تتحول إلى شاهد صامت على نتائج هذه الحروب المدمرة. يصوغ الشاعر صورتها لتكون صوتًا غير مألوف بعيدًا عن الروايات التقليدية؛ صوت الآلة التي لا تُنسى، لكنها أيضًا لا تنال سوى الصمت. أما الجبهة، فهي المكان الذي شهدت فيه الدبابة الصراع الدموي بكل تفاصيله المؤلمة، بينما تظل السيقان السليمة والمبتورة والأكفان رموزًا تلخص النتائج المتباينة للحرب: النجاة أو الموت أو فقدان جزء من الذات.
الإشارة إلى "نهر الكارون – الأحواز 2016" تضفي لمسة من الواقعية على النص وتخلق رابطًا مكانيًا وزمانيًا يشد القارئ نحو العمق التاريخي لهذه الأحداث. لقد شهدت ضفاف نهر الكارون معارك عنيفة ودامية بين القوات العراقية والإيرانية، حيث تحول النهر إلى شاهد مأساوي على مصائر الجنود وأهالي المنطقة، ما يجعل هذا الموقع علامة فارقة في فهم أبعاد الحرب التي تتناولها القصيدة. الواقع الممتزج بالشعر هنا يجعل النص أكثر تأثيرًا في النفوس ويداعب الذاكرة الجمعية لمن يعرفون مرارة تلك الحقبة وما خلفته من آثار عميقة في التاريخ والإنسانية.
تقدم القصيدة منظورًا مختلفًا للحرب من خلال تصويرها بعين الدبابة. فهي لا تكتفي بتسليط الضوء على المعاناة البشرية، بل تهتم أيضًا بإبراز دور الآلات وكيف تتحول إلى شخصيات مأساوية تُنسى بمجرد انتهاء الصراع. الرسالة الجوهرية تكمن في أن الحرب تترك آثارًا عميقة لا تطال البشر وحدهم، بل تمتد لتشمل كل ما يشارك فيها. قصيدة "فصل الدبابة" تعد عملًا أدبيًا فريدًا، حيث تعتمد على لغة شاعرية عميقة وصور بصرية غنية لتقديم رؤية مبتكرة للحرب. تدعونا هذه القصيدة للتأمل في آثار الحروب بعمق، مسلطة الضوء على تأثيرها المشترك على الإنسان والآلة معًا.
فصل الحرب 2 استشهدتُ؛ في كل الحروب الماضية، والآتية، والمستعرة الآن، رغم أني ، يا أبتي الشهيد، ويا ولدي الشهيدَ-لم أولَد للآن،15-12-2016
تُعدُّ قصيدة "فصل الحرب 2" استكمالًا طبيعيًا لقصيدتها الأولى، حيث يواصل الشاعر التعمق في أبعاد الحرب وما تخلفه من نتائج مأساوية. في هذا الجزء، يأخذنا إلى مستوى أكثر عمقًا من الألم، متناولًا موضوع الشهادة والاستشهاد ضمن سياق الحروب، مقدّمًا رؤية فلسفية غنية لمعاني الموت والحياة. تُستهَلّ القصيدة بعبارة قوية ومؤثرة تصف طبيعة الحرب اللانهائية والمعاناة التي لا تنقطع. يضع الشاعر نفسه في موضع الشهداء، كأنه عاش كل حروب البشرية الممتدة عبر الزمن. تظهر هنا مفارقة مؤلمة عندما يتحدث عن استشهاده قبل أن يولد، ليعبر بهذه الصورة عن الوجع العميق الذي يكابده العراقيون نتيجة الصراعات المستمرة، حيث أضحى الموت واقعًا يمس الجميع حتى قبل قدومهم إلى الحياة. الشهادة هنا تتخذ أبعادًا تجمع بين النضال والتضحية في سبيل قضايا سامية، لكنها تحمل أيضًا في جوهرها معنى النهاية والزوال. الحرب، بدورها، تتجلى كقوة تدميرية عاتية، تمتد بلا توقف لتحصد الأرواح وتدمر الأجساد، متجاوزة حدود الزمان والمكان. أما الأب والابن الشهيدان فيمثلان رمزًا مأساويًا لتكرار المعاناة والألم عبر الأجيال المتعاقبة.
تنطوي القصيدة على رؤية فلسفية عميقة تبحر في معاني الحرب، الموت، والحياة، لتقدّم انتقادًا واضحًا لعبثية الحروب وما تجلبه من ويلات. إنها دعوة صادقة للسلام والمحبة، وصورة تنبض بالشعور العارم بالخسارة التي يعيشها الناس بسبب ويلات الحروب، حيث يصبح الموت جزءًا مُلتصقًا بتفاصيل حياتهم اليومية. قصيدة "فصل الحرب 2" للشاعر عدنان الصائغ، على الرغم من قصرها، تُعد واحدة من أعمق أعماله الشعرية. تتغلغل في أعماق النفس البشرية، وتثير تساؤلات جوهرية حول مفاهيم الحياة، الموت، والحرب. تدفعنا هذه القصيدة إلى التأمل بعمق في واقعنا المعاصر، والسعي نحو بناء عالم يسوده السلام والعدل.
فصل الوردة وردة تغريني بالقفز إلى حديقة تلك الصبية. الصبية التي تهتم بهتم طويلا بزهورها. زهورها التي تتضوع طويلا كلّما عبرتُ أمام سياجها. سياجها الذي سيتداعى لحظة القطف. قطفِها: تلك القبلةَ- الوردةَ المنامة
تُعد قصيدة "فصل الوردة" لوحة شعرية متقنة تمتزج فيها مشاعر الجمال والحنين مع الرغبة في اجتياز المحظور. يستخدم الشاعر في هذه القصيدة أسلوبًا لغويًا شاعريًا رقيقًا وصورًا بصرية مبهرة ليعبّر عن أحاسيس الشوق والحب بأسلوب عميق ومعبر.
يبدأ الشاعر بتصوير الوردة كرمز للجمال والجاذبية، فهي تمثل الإغراء الذي يدفعه لارتكاب فعل محرّم وهو اقتحام حديقة الغير. يصف الفتاة وهي تهتم بزهورها بعناية، ويوضح كيف أن هذا الاهتمام يعزز من جاذبيتها وسحرها. ثم يركز على أزهار الفتاة التي تصبح وسيلة لتعميق شوقه إليها، إذ تبدو وكأنها ترسل له دعوات عطرية خفية تدعوه للمضي نحوها. يستعرض الشاعر الحاجز المتمثل في السياج بينه وبين محبوبته، وكيف يُصور في ذهنه فكرة تحطيم هذا السياج ليتمكن من الوصول إليها. وفي النهاية، يقدم الشاعر صورة بديعة تربط بين الوردة والقبلة، حيث يصبح قطف الوردة معادلاً لاستقبال قبلة من الحبيبة.
الوردة في هذه القصيدة ترمز للجمال والحب والشغف، وهي القوة التي تدفع الشاعر للاقتراب من محبوبته. تمثل الحديقة عالم الحبيبة الخاص، عالمًا مليئًا بالسحر والغموض، بينما يرمز السياج إلى العقبات التي تحول دون تلاقي القلوب. أما فعل القطف فهو إشارة إلى الرغبة العميقة في نيل الحب والتملك.
تعكس القصيدة أعمق مشاعر الشوق التي تغمر قلب الشاعر تجاه محبوبته، وكيف يدفعه هذا الشوق لتجاوز الحدود وكسر القيود المفروضة عليه. كما أنها تسلط الضوء على البعد الرومانسي للجمال في الحب، وكيف يمكنه بث الروح في التفاصيل اليومية وجعلها حاملة لمعانٍ عاطفية وشاعرية غنية.
تُظهر القصيدة حساسية الشاعر المرهفة وعمق روحه الإبداعية. إنها تأخذ القارئ في رحلة تأملية حول طبيعة الحب والعلاقات الإنسانية، وكيف يمكن للشوق والحنين أن يكونا قوة دافعة تتجاوز كل الخطوط وتكسر القيود بحثًا عن التواصل العاطفي.
كتاب المدن والأسفار 1- مقام تأبط منفى أمام قبر ابن بطوطة
يا ابن بطوطة! طوقتَ العمر---، وطفتُ الشعرَ--، وماذا بعد--- ذا قبرك في طنجة، أين إذاً قبري؟ وما لي راية: حرف شريد والمدى سطري.... وماذا بعد... هذي الأرض، من معنى، ومن مبنى، ومن مُ-مَ--غنى، ومن سفر.... وهل بعد الطواف الثرّ- فيءٌ، أم سراب، أم كتابٌ، أم مآب، لمدى قفرٍ؟ عكازتي تنبش المعنى وتوريتي لبْسٌ وقالوا: استعارات وما محضوا وما لحظوا-------------- ورحلتي في مجازات وأودية- أمشي الهوينى ولم أعبأ بمن ركضوا ومن نقضوا------------ آه سبتة- أه كوفة------------ يا آخر الزفرات وأولها- من هنا عبر الفاتحون، ولم تعبر العبر من هنا، سقطت عبرة في اللغة وللآن تنحدر-- طنجة 2012
تعتبر قصيدة "مقام تأبط منفى أمام قبر ابن بطوطة" من أبرز قصائد الشاعر عدنان الصائغ، حيث يرتبط فيها الشاعر بحياة المسافر الشهير ابن بطوطة، مستعيذا تجربته الخاصة في المنفى والسفر. يطرح الصائغ أسئلة وجودية عميقة حول معنى الحياة والسفر والموت، مستخدمًا لغة شعرية رفيعة وصوراً بصرية قوية.
يبدأ الشاعر بمخاطبة ابن بطوطة مباشرة، مستحضرًا تجربة السفر الطويل التي عاشها كل منهما. يعبر عن تساؤله العميق حول معنى الحياة بعد كل هذا التجوال، وكأن الرحلة ليست سوى بحث مستمر عن معنى لا ينتهي. يتأمل حقيقة الموت، متسائلًا عن مكان قبره ومصيره بعد النهاية. يصف نفسه بأنه "حرف شريد" يعيش في خضم عالم شاسع، ساعيًا لفهم أبعاده ومعانيه. يفكر الشاعر بالأرض التي تحت قدميه، متسائلا عن جوهرها الحقيقي. هل هي مجرد مكان للسكن والعمل؟ أم أنها باب لمعرفة أعمق تمس جوهر الحياة؟ يستطرد الشاعر بالحديث عن عكازه، معتبرًا إياها وسيلة تساعده في رحلته نحو المعنى، بينما يراها الآخرون مجرد تعبير شعري لا يتجاوز البلاغة. رغم ذلك، يؤكد الشاعر على تصميمه في متابعة رحلته الذاتية، غير مكترث بما يقوله الآخرون أو يرونه. يتوجه الشاعر بعد ذلك إلى استحضار الرمزية التاريخية من خلال الإشارة إلى سبتة والكوفة، واصفًا إياهما بأنهما شهود على الزمن والتاريخ والمعاناة. يشير بقوله إلى ألم دفين يتجسد في تلك المدن، حيث عبر الغزاة ذات يوم ولم تعبر العبرات، وحيث لازالت الدموع واللغة تروي حكايات منحدرة من الماضي إلى الحاضر.
يمثل ابن بطوطة رمزًا للسفر والبحث عن المعنى. ويرمز القبر إلى الموت والنهاية، ولكنه أيضًا بداية لرحلة جديدة. وتمثل العكازة أداة البحث عن المعنى والحقيقة. وإن سبتة وكوفة رمزان للتاريخ والمعاناة والحضارات القديمة.
تطرح القصيدة أسئلة وجودية عميقة حول معنى الحياة والموت والسفر. تدعونا القصيدة إلى التفكير في طبيعة وجودنا، وفي علاقتنا بالأماكن التي نعيش فيها، وفي التاريخ الذي شكلنا. كما تعبر القصيدة عن الشعور بالوحدة والغربة الذي يشعر به الشاعر في عالم واسع ومتغير.
تعتبر قصيدة "مقام تأبط منفى أمام قبر ابن بطوطة" من القصائد العميقة المعنى لعدنان الصائغ، حيث تدمج بين الحنين إلى الماضي والتأمل في الحاضر، وتطرح أسئلة وجودية عميقة. القصيدة تدعونا إلى التفكير في طبيعة وجودنا، وفي علاقتنا بالعالم من حولنا.
الحرب والسلام تعتبر قصائد عدنان الصائغ مرآة عاكسة لواقع مرير، حيث تسرد حكايات الحرب والمعاناة بصدق وحميمية. الشاعر، الذي عايش تجربة الحرب بكل مراراتها، يقدم لنا لوحات شعرية مؤثرة تثير في النفس مشاعر الألم والحزن والأمل. فمن خلال قراءة شعر الصائغ، يتضح لنا بوضوح أنه يخوض حربًا خاصة به، وهي حرب ضد الحرب نفسها. فهو لا يكتفي بوصف مآسي الحرب، بل يسعى إلى فضح عبثيتها وتأثيرها المدمر على الإنسان والوطن. يشكل شعره صرخة احتجاج ضد العنف والدمار، ودعوة إلى السلام والمحبة. أبرز سمات شعر الصائغ عن الحرب أنه يقدم وصفًا دقيقًا ومؤثرًا لواقع الحرب، مستخدمًا لغة بسيطة وواضحة تعكس عمق المعاناة. و يستخدم الرموز بشكل مكثف، حيث يرمز الرماد إلى الدمار والخراب، والزهور إلى الأمل والجمال، والحرب إلى القوة المدمرة التي تفتك بكل شيء جميل ويمنح شخصيات قصائده عمقًا وإحساسًا بالواقعية، مما يجعل القارئ يشعر بتعاطف كبير معهم. و رغم كل الظلام الذي يصوره الصائغ، إلا أن شعره لا يخلو من لمحات أمل، حيث يرى في الطبيعة وفي الإنسان قدرة على التجدد والنهوض. على الرغم من أن شعره يحمل الكثير من الألم والمعاناة، إلا أنه في الوقت نفسه يمتلئ بالجمال. فهو يرى الجمال في أبسط الأشياء، مثل زهرة الياسمين أو قطرة المطر، ويستخدم هذا الجمال للتعبير عن شوقه إلى السلام والوئام.
يصور الصائغ الحرب كقوة مدمرة لا تقتصر آثارها على الجسد، بل تمتد لتشمل الروح والنفس. فهو يسلط الضوء على الجروح العميقة التي تتركها الحرب في نفوس الناس، وكيف أنها تدمر المجتمعات وتدمر البيئة. يرسل الصائغ رسالة واضحة من خلال شعره، وهي أن الحرب لا تجلب سوى الدمار والخراب، وأن السلام هو الخيار الوحيد لبناء مستقبل أفضل. يدعونا الشاعر إلى التمسك بالأمل والإيمان بقدرة الإنسان على التغيير والتطوير. الانتقال من الألم إلى الجمال:
يشكل شعر عدنان الصائغ شهادة حية على مآسي الحروب، وهو دعوة قوية إلى السلام والمحبة. يعتبر الصائغ أحد أهم الشعراء العرب المعاصرين الذين تناولوا موضوع الحرب بعمق وحساسية، وتركوا بصمة واضحة في الشعر العربي.
مقارنة شعر عدنان الصائغ بشعر شعراء آخرين تناولوا موضوع الحرب
تعد دراسة شعر عدنان الصائغ بالمقارنة مع شعراء آخرين تناولوا موضوع الحرب وسيلة فعالة لفهم خصوصية تجربته وتفرد رؤيته الشعرية. يجمع الصائغ في نصوصه بين الواقعية المؤلمة والرمزية العميقة، مما يمنحه القدرة على تصوير الحرب بكل أبعادها. فهو يصفها بوضوح واقعي قاسٍ، بينما يتبنى الرموز للتعبير عن المشاعر والرسائل المضمرة، مضفيًا على نصوصه عمقًا فلسفيًا خاصًا. في المقابل، يختلف تناول شعراء آخرين لموضوع الحرب، حيث قد يميل البعض إلى التركيز بشكل أساسي على المشاهد الواقعية للدمار والهلاك المادي، فيما يختار آخرون تسليط الضوء على العواقب النفسية والإنسانية التي تتركها الحروب. يتسم شعر الصائغ بميل واضح نحو الجانب الشخصي في معالجة الحرب، حيث تنعكس آلامه ومعاناته الفردية كمنافذ للتعبير عن الألم الجمعي. بينما قد يتجه آخرون إلى تصوير الصراع في إطار جماعي كونه مأساة وطنية أو قومية شاملة. ورغم سوداوية مشاهد الحرب التي يرسمها، إلا أن شعر الصائغ لا يخلو تمامًا من بريق أمل بسيط يتسلل بين ثنايا نصوصه، على عكس من يركزون كليًا على اليأس أو يجعلون من الأمل والمقاومة محاور تأطيرية أساسية لقصائدهم. لغة الصائغ تتسم بالبساطة الواضحة لكنها عميقة المعاني، تُثريها الرمزية القوية والكلمات المشحونة بالدلالات. أما شعراء آخرون فقد يعتمدون على أساليب أكثر تعقيدًا أو ضعفًا في الوضوح الرمزي، مما يجعل تناولهم متباينًا عن أسلوب الصائغ. كما يظهر تأثر الصائغ ببيئته الثقافية والدينية بوضوح في اختياراته للرموز والصور الشعرية، فيما ينبع تأثير شعراء آخرين من تيارات ثقافية ودينية مغايرة، ما يعكس اختلافات ملحوظة في فهم وتناول موضوع الحرب.
#حميد_كشكولي (هاشتاغ)
Hamid_Kashkoli#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
معجزة رأسمالية الدولة والصراع الطبقي في الصين
-
يلدا انتصار النور على الظلام وبداية دورة جديدة
-
استغلال الدين لترسيخ العرش سلاح ذو حدين
-
قراءة في رؤية أدونيس حول التغيير في سوريا
-
رجلنا في دمشق: دور سوريا في توظيف غرف التعذيب لصالح وكالة ال
...
-
أبارك لأبناء سوريا الجميلة الخلاص من كابوس الطغيان
-
تعبيرات جسد المرأة في ايران سياسياً وثقافياً
-
حزب الحرب الديمقراطي وفقدانه للشرعية
-
المعادلة المعقدة بين الشيوعي والشيعي
-
إمكانية إيقاف انزلاق أمريكا نحو الفاشية
-
شخص واحد، صوت واحد، دعابة واحدة... عن الديمقراطية
-
في ذكرى بازوليني
-
الفكرة اللينينية عن الامبريالية اليوم
-
المهاجرون الذين لا يمكن الاستغناء عنهم في أمريكا
-
كيف ساهمت جائزة نوبل للسلام في التغطية على الإبادة الجماعية
...
-
الشعر والالتزام في ستينيات القرن الماضي والعصر الرقمي
-
ألبرت أينشتاين لم يحصل على جائزة نوبل عن نظرية النسبية
-
لعنة الحدود
-
دور شبكات التواصل الاجتماعي في الحركات الاجتماعية والتحولات
...
-
نزعة نتنياهو العسكرية الخطيرة
المزيد.....
-
الإحتلال يستهدف المدنيين بريف دمشق + فيلم
-
السجن السياسي كما صورته السينما.. 10 أفلام بين يدي السجان
-
الأعلى إيرادا في 2024.. عام الأفلام العائلية والرسوم المتحرك
...
-
أول تعليق من حماس على الرواية الإسرائيلية لعملية اغتيال هنية
...
-
عودة مثقفين وتضرر مؤسسات ودور النشر تزدهر بدمشق.. رحلة التعا
...
-
مفتاحٌ لِفَـكِّ رتاجِ الماء
-
بطرسبورغ تستضيف عروض -بحيرة البجع- الجليدية
-
فرانسيس بورنيت وصراع القيم والسلطة
-
توسّل مُستنزَف
-
رقم قياسي لمنزل فيلم Home Alone عند طرحه للبيع.. هذه آخر قيم
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|