أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد كامل ناصر - قراءة في قصة -الخطيب المُسْتَبْرِد- للكاتب القاصّ سمير كتاني














المزيد.....

قراءة في قصة -الخطيب المُسْتَبْرِد- للكاتب القاصّ سمير كتاني


أحمد كامل ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 8205 - 2024 / 12 / 28 - 18:14
المحور: الادب والفن
    


"نقد اجتماعي لفوضى الخطابة وغياب المسؤولية الدينية"

تطرح قصة "الخطيب المستبرد" للكاتب القاص سمير كتاني نقدًا اجتماعيًا لواقع بعض الشيوخ والوعاظ الذين يجمعون بين الجهل وحب الظهور. نُسجت حول خطيب غير مؤهل وموقفه الفكاهي الساخر في خطبته التي انشغلت بالغوص في حكايات قديمة ليست ذات صلة ولا تتناسب مع السياق، بدلاً من التحدث عن المناسبة الدينية العظيمة التي يحتفل بها المسلمون في عيد الأضحى.
ولعلّ الكاتب أراد أن يقدّم في هذه القصة القصيرة نموذجًا للخطيب الجاهل الذي يظن أنه يمتلك المعرفة أو الهيبة لمجرد أنه يُعطى المنبر ليتحدث أمام الناس. الصوت الأجش الذي يمتلكه، والذي ربما يكون مؤشرًا على حالة صحية أو مجرد موهبة لا علاقة لها بمحتوى الخطبة، يعكس بصورة ساخرة غياب النضج اللغوي والبلاغي لدى هذا الشخص. وربما كان هذا الصوت ناتجًا عن الإفراط في الحماسة أو الاستعجال، لكنه في الحقيقة يُسهم في إفقاد جديّة الخطبة، مما يجعلها أقرب إلى مهرجان مضحك منها إلى خطاب ديني.
وفي نفس هذا السياق، نعتقد أنّ الخطيب الجاهل الذي يفتقر إلى المعرفة الحقيقية بالعلوم الدينية، قد يصبح مصدرًا للأخطاء الدينية في المجتمع. وعادة ما تكون الخطب التي يلقيها هؤلاء الخطباء سطحية ولا تراعي التوازن بين الدين والحياة اليومية. وهذا يؤدي إلى تضليل المصلين وتوجيههم نحو فهم مشوه للدين. في أيام الجمعة بخاصة، التي تعتبر فرصة مهمة للمسلمين للتعلم والتقرب إلى الله، يصبح الجهل خطراً مضاعفًا لأنه يمرر رسائل خاطئة تؤثر على طريقة التفكير والسلوك.
والمفارقة الساخرة في هذه القصة، كما وصفها الكاتب، هي حماسة الخطيب الزائدة التي تجلّت في ضربه المتكرر، بجمع يده، لحافة المنبر الخشبية التي يستند إليها بين الحين والآخر، مما أفقده توازنه وأسقطه على أرضية المنبر. ولعلّ هذه الحركة العفوية وغير المدروسة تُظهر عدم التوازن بين الهدف الأساسي من الخطبة وما قد يراه الجمهور مزحة غير لائقة. وبالطبع، كانت النتيجة أن المصلين لم يتمالكوا أنفسهم، فأجهشوا بالضحك "المسيل للدموع"، ليس بسبب حكمة الخطبة أو تأثيرها الديني، بل بسبب سخرية الموقف... مما يثير تساؤلًا هامًا: هل كان هذا الخطيب يقصد أن يلعب دورًا فكاهيًا على حساب المناسبة الدينية، أم أنه فقد زمام الأمور وأصبح ضحية لحماسه المفرط؟
إنّ قراءة متأنية للقصة تؤكد أنّ كتاني أراد أن يُبرز قضية مهمة وهي غياب المسؤولية في اختيار الشخص المناسب للحديث أمام الجمهور. وإن هذا الخطيب الذي يجمع بين الجهل وقلة الوعي، هو نموذج يعكس الفوضى في اختيارات القيادات الدينية في مجتمعاتنا العربية على وجه الخصوص، حيث يُتاح لمن ليسوا على قدر من المسؤولية أو العلم أن يتحدثوا نيابة عن المجتمع. وفي الوقت نفسه، يطرح الكاتب تساؤلات حول القيم الاجتماعية والروحية التي يجب أن يتحلى بها من يتولى الخطابة، لا سيما في مناسبات دينية مهمة مثل عيد الأضحى المبارك.
خلاصة القول: إن الرسالة النقدية التي تتكشف من خلال هذه القصة الاجتماعية القصيرة، هي دعوة للتأمل في دور الخطيب عامة وضرورة أن يكون هذا الدور موجهًا لخدمة المجتمع والإرشاد الديني، بعيدًا عن التسلية أو الاستعراض الفارغ في يوم حار من أيام الجمعة المباركة. يجب أن يكون الخطيب أكثر جدية في حديثه، وأن يتناول موضوعات تلامس واقع الناس، بدلًا من أن يضل طريقه في سرد حكايات قديمة غير ذات صلة.



#أحمد_كامل_ناصر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعر العربي كان وما زال فن وصناعة في آن واحد
- محمود أمين العالم وأدونيس ناقدان للأدب العربي الحديث
- النّقد الأدبيّ في خمسينات القرن العشرين؛ بداية لمرحلة نقديّة ...
- تعلّم اللّغة العربيّة في الجامعات والمعاهد العليا في إسرائيل
- قراءة في قصّة -الرّحلة القصيّة في طلب الكُنافة النابُلسيّة- ...
- كتابة القصيدة الشعريّة -الأنشودة- في أدب الأطفال المحليّ
- إشكاليّة الترجمة في الكتابة المحليّة الموجّهة للأطفال
- تعليق على ترجمة قصيدة -عابرون في كلام عابر -لمحمود درويش إلى ...
- قراءة في ديوان - وأقرأ صمت التراب الجميل- للشاعرة الفلسطينية ...
- الكتابة الطفليّة المحليّة أمام تحدّيات التكنولوجيا
- قراءة في ديوان -القصائد الدافئة- للشاعر الفلسطيني حسين جبارة
- منابع ثقافة الشاعر العربي -أدونيس-
- قراءة في قصة (للأطفال) بعنوان -المطر الأول - للكاتب نعمان عب ...
- انحسار اللغة العربية مقارنة بلغات وليدة -الطفرة- التكنولوجية
- دعوة لتعريب مناهج النقد الأدبي
- أيديولوجية النقد الأدبي
- المثقف الفلسطيني وأزمة الهوية القومية من خلال قصة -الغريب- ل ...
- النقد الأدبي الفلسطيني في إسرائيل ما زال عالقًا بين الدراسة ...


المزيد.....




- 6 أفلام تتنافس على الإيرادات بين الكوميديا والمغامرة في عيد ...
- -في عز الضهر-.. مينا مسعود يكشف عن الإعلان الرسمي لأول أفلام ...
- واتساب يتيح للمستخدمين إضافة الموسيقى إلى الحالة
- “الكــوميديــا تعــود بقــوة مع عــامــر“ فيلم شباب البومب 2 ...
- طه دسوقي.. من خجول المسرح إلى نجم الشاشة
- -الغرفة الزهراء-.. زنزانة إسرائيلية ظاهرها العذاب وباطنها ال ...
- نوال الزغبي تتعثر على المسرح خلال حفلها في بيروت وتعلق: -كنت ...
- موكب الخيول والموسيقى يزيّن شوارع دكا في عيد الفطر
- بعد وفاة الفنانة إيناس النجار.. ماذا نعرف عن تسمم الدم؟
- الفنان السوري جمال سليمان يحكي عن نفسه وعن -شركاء الأيام الص ...


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد كامل ناصر - قراءة في قصة -الخطيب المُسْتَبْرِد- للكاتب القاصّ سمير كتاني