أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد احمد - احداث سوريا ومنطقة الشرق الأوسط ما بعد سقوط نظام الأسد















المزيد.....



احداث سوريا ومنطقة الشرق الأوسط ما بعد سقوط نظام الأسد


مؤيد احمد
(Muayad Ahmed)


الحوار المتمدن-العدد: 8205 - 2024 / 12 / 28 - 18:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


احداث سوريا ومنطقة الشرق الأوسط ما بعد سقوط نظام الأسد
الحوار ادناه أجراه بشكل مشترك كل من جلال الصباغ وجمال كوشش مع مؤيد احمد المنسق العام للجنة المركزية لمنظمة البديل الشيوعي في العراق.

سؤال: شكرا مؤيد لتخصيص الوقت لهذا الحوار. ان سقوط نظام الاسد كان سريعا ومفاجئا، كيف ترى، وقبل الخوض في تفاصيل اوضاع سوريا والمنطقة، موقع هذا التحول ضمن خارطة الصراع الجيو سياسي العالمي؟
مؤيد احمد: شكرا جزيلا على اتاحة هذه الفرصة. بداية من الضروري التأكيد على ان كل تحول سياسي وعسكري كبير وذو تأثير شامل إقليمي نوعا ما، يحمل بطبيعة الحال طابع الحقبة التاريخية العالمية والعهد الذي يحدث فيه هذا التحول.
ان سقوط نظام الأسد ليس حدثا معزولا عن التاريخ العالمي، وهذا العهد الذي نعيشه، والذي يتميز بشكل أساسي باشتداد الأزمة الرأسمالية المعاصرة، وتفاقم التناقضات الطبقية لهذا النظام، واشتداد صراع الدول الرأسمالية الامبريالية والاقطاب الرأسمالية الإقليمية، على إعادة تقسيم العالم اقتصاديا وسياسيا وإعادة تقسيم مناطق النفوذ السياسي والعسكري المختلفة فيما بينهم.
ان التحولات في سوريا تحدث في عهد وتاريخ عالمي يتميز باشتداد بربرية وجرائم ومجازر الرأسمالية الامبريالية العالمية والقوى الرأسمالية الإقليمية، بشكل قل مثيله في التاريخ. وهي تحدث في عهد يتسم بتفاقم الصراعات الجيو سياسية والعسكرية والجيو اقتصادية على الصعيد العالمي، وفرض مآسي بهول وبشاعة جرائم حرب الإبادة الجماعية في غزة، وبحجم وضخامة مجازر مئات الآلاف من البشر في الحرب الأوكرانية، ومئات الآلاف الأخرى في سوريا نفسها وتشريد نصف سكانها، ومجازر الحرب الطائفية والتفجيرات الإرهابية في العراق، اثر حرب أمريكا على هذا البلد عام 2003، ومآسي ودمار متواصل في بقاع العالم المختلفة، وفي بلدان مثل اليمن والسودان والصومال وغيرها.
ان ما حدث في سوريا، وبالأخص منذ 2011 والى اليوم، وما سيشهده هذا البلد من تطورات لاحقة، ليس مجرد احداث تأثرت بهذه الصراعات العالمية، انما هي احداث وتطورات جرت ولا تزال تجري في قلبها، حيث ان سماتها باتت تتحدد في خضمها كذلك. وبالتالي، وفي جانب أساسي منه، فان ما حدث هو إعادة تقسيم لسوق ومنطقة نفوذ اسمها سوريا بين القوى الرأسمالية الامبريالية والدول الرأسمالية الإقليمية المتخاصمة، وهو حدث في قلب الصراع الامبريالي العالمي الاشمل بين أمريكا والقوى الامبريالية الغربية وإسرائيل وحليفتهم تركيا من جهة، وروسيا والصين وحليفتهما ايران، من الجهة الاخرى.

سؤال: ولكن بلد اسمه سوريا ونظام حكم دكتاتوري فارض نفسه منذ 54 عاما، هو الذي يسقط امام اعيننا وخلال أيام قلائل، اثر هجوم قوى الإسلام السياسي المنضوية في هيئة تحرير الشام، والتي كانت تحكم محافظة ادلب منذ سنوات. كيف تُفسِر وقوع هذا التحول المفاجئ ؟ وهل ترى ان خطة دولية كانت جاهزة مسبقا لإسقاط النظام؟
مؤيد احمد: ان سقوط نظام الأسد، وان لم يكن متوقعا بهذه السهولة والسرعة، ولكن عناصر سقوطه كانت متوفرة، وبدأت تنمو منذ الـ 13 السنة الماضية، حين تم الاجهاز على الاحتجاجات الجماهيرية الأولى في سوريا عن طريق القمع الوحشي وعسكرة الأوضاع، ليس فقط من قبل النظام وداعميه الدوليين روسيا وايران، بل أيضا عن طريق اشعال حروب بالوكالة اتسمت بالدموية والوحشية، قل نظيرها، داخل هذا البلد من قبل أمريكا وإسرائيل وتركيا وبعض دول الخليج وبالأخص قطر.
ان سقوط هذا النظام الاجرامي، بعد التراجع الذي فُرض على الاحتجاجات الجماهيرية الأولى، كان بالدرجة الأساس ثمرة تنفيذ السياسة والاستراتيجية الامبريالية والتوسعية التي تبنتها تلك الدول، وبالأساس إسرائيل وأمريكا وتركيا تجاه سوريا ونظام الأسد، وبدعم من دول خليجية، وذلك بالرغم من اختلاف مصالح وطموحات كل من تركيا من جهة، وإسرائيل وأمريكا، من جهة أخرى، تجاه سوريا. وبهذا المعنى يمكن القول ان السقوط كان نتاج مخطط مسبق.
مع هذا، فان لهذا السقوط السريع، وسرعة تقدم هجمات القوات المنضوية في "هيئة تحرير الشام" بالسيطرة على المدن بدون مقاومة تذكر، أسباب آنية ومباشرة متعلقة بنواحي عدة؛ الجيو سياسية والازمة السياسية والعسكرية والاقتصادية التي يعيشها النظام.

سؤال: لو سمحتم هل يمكن الخوض في تفاصيل هذه الأسباب المباشرة ؟
مؤيد احمد: أولا، من الناحية الجيو سياسية، ان مواقع وقدرة كل طرف من طرفي القوى الدولية والإقليمية المنخرطة في الصراع الجيو سياسي على ترسيم المسار السياسي داخل سوريا، باتت تتغير خلال السنوات القليلة الماضية.
فانشغال روسيا وقواتها العسكرية والجوية بحرب أوكرانيا منذ شباط عام 2022، جعلها غير قادرة في وقت واحد على ادامة جبهتين حربيتين، فاختارت الادامة بتحقيق أهدافها السياسية والاستراتيجية في أوكرانيا والتخلي عن الدفاع عن نظام الأسد، رغما عنها، وبالأخص مع ضعف قوى النظام في ابداء اية مقاومة. غير انها وكدولة امبريالية على مسرح النظام السياسي العالمي، لن تتخلى عن متابعة مصالحها الجيو سياسية والجيو اقتصادية على صعيد منطقة الشرق الأوسط، ولا حتى على صعيد سوريا، بالرغم من انها فقدت موقعا مهما وموطئ قدم استراتيجي في هذه المنطقة مع سقوط النظام، وانسحاب قواتها من داخل سوريا.
كما وان اضعاف قوى الجمهورية الاسلامية وقوى اذرعها في المنطقة، نتيجة تلقي هذه الاذرع بما فيها ميليشياتها في سوريا ضربات إسرائيلية مهلكة، وبالأخص ما تلقاه حزب الله من تلك الضربات والى حد استسلام هذا الحزب، على خلفية احداث 7 أكتوبر 2023 وما بعدها، وادامة جرائم الإبادة الجماعية لغزة من قبل إسرائيل، جعلت هذه القوى غير قادر على مواصلة القتال دعما للأسد. ليس هذا فحسب، بل تراجع موقع النظام الإسلامي في ايران على صعيد المنطقة، حيث فشل في تحقيق أهدافه السياسية تجاه إسرائيل وامريكا. ان تلك الأهداف تضمنت الضغط على إسرائيل وأمريكا من اجل تغيير استراتيجيتهما تجاه هذا النظام وسعي الاخير للحيلولة دون تقدم عملية تطبيع الدول العربية مع إسرائيل، وهذا ما لم ينتج ثمارا.
وعليه، لم تعد كل من روسيا وايران وحزب الله اللبناني يملكون تلك القوة للدفاع عن نظام الأسد.
اما بخصوص القوى الامبريالية والإقليمية المناهضة للنظام في سوريا والمنتصرة في الصراع من اجل بسط الهيمنة على هذا البلد ودورها فيما حدث أخيرا هو كالتالي:
ان مكانة تركيا كقوة إقليمية بدأت تتقوى منذ سنوات، اذ باتت قوتها تتنامى على المسرح السياسي والعسكري والاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط باستمرار، خلال العشرين سنة الماضية، والتي تزامنت مع تولي أردوغان الحكم في تركيا، وبشار الأسد الحكم في سوريا بداية هذا القرن.
ان تركيا كقطب رأسمالي إقليمي وكقوة سياسية وعسكرية واقتصادية كبيرة لها مطامح إقليمية وسياسات امبريالية توسعية في المنطقة وبالأخص داخل سوريا، وهي لم تضيع الفرص على نفسها خلال الـ 13 سنة الماضية، من اجل التدخل في مسارات السياسة في سوريا بكثافة وبشكل سافر، ولم تستغنِ عن شن هجماتها العسكرية وهجمات الميليشيات الإرهابية التابعة لها داخل سوريا، بالضد من قوات سوريا الديمقراطية ( قسد) في شمال وشمال شرق سوريا، واحتلال قسم من أراضي سوريا، ولم تتوانى قط عن دعم والسماح للقوى الإرهابية الاسلامية من مختلف الجنسيات في العالم بدخول سوريا ودعمهم خلال كل تلك الفترة. واليوم هي القوة الإقليمية الرئيسية التي استطاعت ان توسع دائرة تدخلها وتأثيرها في تحديد المسار السياسي في سوريا، وترسخ موقعها تجاه جميع خصومها من القوى الامبريالية او حتى بوجه منافسيها من ضمن حلفائها مثل أمريكا وإسرائيل، بخصوص المسار السياسي في سوريا وتطوراته اللاحقة.
اما دور إسرائيل في كل ما جرى في سوريا فهو حاسم، ان هذه الدولة الفاشية والعسكرتارية منشغلة بسياساتها التوسعية واحتلال أراضي الفلسطينيين والبلدان المجاورة لها بالقوة العسكرية والاعمال الإرهابية والحاقات قسرية لهذه المناطق، وهي منخرطة في متابعة تحقيق أهدافها الاستراتيجية بشكل وحشي في تغيير معادلات القوى للشرق الأوسط لصالحها ولصالح قطب الامبريالية الامريكية والقوى الامبريالية الغربية، وفرض التراجع على خصوم هذا القطب من القوى الامبريالية والإقليمية، وفرض المزيد من المآسي على جماهير فلسطين وسكان المنطقة.
ان إدامة جرائم إسرائيل في قطاع غزة وتدميرها المستمر لهذا القطاع، وارتكاب الإبادة الجماعية بحق سكانها، والتي باتت تمارسها بشكل يومي منذ أربعة عشر شهرا الماضية، جزء من تنفيذ تلك الاستراتيجية والتي ، وبطبيعة الحال، امتدت الى منطقة أوسع من غزة، وبدأت بشن ضرباتها المتواصلة على حزب الله وميليشيات ايران في سوريا وعلى ايران نفسها والجيش السوري قبل سقوط النظام، وادامتها بشكل اكثر شمولا ودمارا في ما بعد السقوط.
ثانيا: الازمة السياسية والعسكرية التي كان يعيشها نظام الأسد، شكلت احدى الأسباب الأساسية لسقوط النظام المفاجئ، اذ لم يعد يتمتع هذا النظام ومنذ سنوات طويلة باي دعم جماهيري، لا بل كان يواجه استياءً وغضبا جماهيريا عارما ضد حكمه الاستبدادي الفاشي الذي كان مبنيا على القمع السافر للجماهير وارتكاب المجازر والاعتقالات وحملات الاعدام بالجملة، كما وان خطاباته السياسية المناهضة لإسرائيل والايديولوجية القومية العربية لم يعد لها ذلك النفوذ داخل أوساط الجماهير.
ثالثا: من الناحية الاقتصادية، فان الجماهير كانت تعيش حالة البؤس الاقتصادي التام، وان فرض حصار اقتصادي اجرامي لأمريكا والدول الامبريالية الغربية على سوريا منذ 2012، والتي باتت تزداد شدة باستمرار منذ ذلك الوقت، فرضت المزيد من البؤس الاقتصادي والفقر المدقع على معظم السكان. فان الهم الأساسي بالنسبة للجماهير بات ادامة معيشتها اليومية.
لقد تحولت هذه الازمة السياسية والاقتصادية الى ازمة اجتماعية واسعة النطاق داخل سوريا وخلقت استياءً جماهيرياً عارماً بوجه النظام، بحيث أعطت الفرصة للجنود والقوات العسكرية للنظام كي يعبرون عن استيائهم وينقذون حياتهم بالتخلي عن أي دفاع يذكر عن الأسد ونظامه.


سؤال: في جوابك على السؤال السابق اشرت الى دور إسرائيل الحاسم في ما جرى من احداث سوريا، ولكن هل يمكن الاستنتاج من ذلك بانها مستفيدة من صعود قوة إسلامية الى الحكم في هذا البلد المجاور لها؟
مؤيد احمد : ان دور إسرائيل في هذا التحول والسقوط كان حاسما، ليس هذا فحسب، بل يمكن القول أيضا، بان ما جرى في سوريا كان في المطاف الاخير شكلا معينا وطورا متقدما في مسار تحقيق استراتيجية وسياسة إسرائيل الامبريالية التوسعية، المغلفة بالأيديولوجيا الدينية الفاشية والعنصرية، في انشاء "إسرائيل الكبرى" وترسيم خارطة جديدة للشرق الأوسط وفقها.
ان هذا الهدف الاستراتيجي لإسرائيل طالما تبناه الرأسماليون الفاشيون في إسرائيل وممثلهم نتنياهو في الحكومة منذ زمن طويل، ليس فقط بدعم كامل من الهيئة الحاكمة في أمريكا واداراتها المتتالية، بل كتطبيق لاستراتيجية أمريكا الامبريالية في ترسيم خارطة الشرق الأوسط الجديدة. لقد تلقت تنفيذ هذه الاستراتيجية دفعة كبيرة مع حرب الإبادة الجماعية في غزة، وضربات إسرائيل العسكرية المهلكة على حزب الله والقوات السورية وميليشيات ايران فيها، وأخيرا مع سقوط نظام الأسد واستمرار إسرائيل في تدمير كل آلته العسكرية بذريعة ضمان عدم وقوعها في ايدي قوى ارهابية.
كما وان هذا التحول في سوريا، قد قرَّب إسرائيل وأمريكا خطوة مهمة في المضي صوب تحقيق استراتيجيتهما وأهدافهما تجاه ايران والنظام الإيراني، وبالأخص مع تزامن احداث سوريا مع قرب تولي ترامب الإدارة في أمريكا، وذلك اما بفرض شروطهما على النظام الإيراني وتقليص اشد لدوره في المنطقة، لا بل حتى بضرب ايران او السعي لتغيير النظام فيها اذا استطاعتا ذلك وبشرط ان لا تفلت الأمور من ايديهما.
لا اعتقد ان إسرائيل تريد داعشا يحكم بجوارها في سوريان انما تريد الحكام الاسلامين الجدد في هذا البلد مندمجين بالنظام السياسي البرجوازي الإقليمي تحت هيمنة القوى الامبريالية الغربية، وهي تعمل بهذا الاتجاه. غير ان سقوط نظام الأسد كان حلقة في تحقيق استراتيجيتها الاشمل التي اشرت اليها تجاه المنطقة، وان هيئة تحرير الشام هي البديل الذي اختارته إسرائيل وأمريكا ليحل محل الأسد، وذلك في سياق العمل على تحقيق اهدافهما الاستراتيجية في المنطقة.

سؤال: لماذا هذه الجماعات الإسلامية المسماة بهيئة تحرير الشام بالذات هي التي استطاعت ان تأخذ زمام الأمور بأيديها وتسقط النظام؟ وان توجه الدفعة النهائية والتي هي ضرورية لإسقاط أي نظام حتى وان كان ضعيفا جدا ؟
مؤيد احمد: صحيح ان الأنظمة لا تسقط من تلقاء ذاتها حتى وان كانت تحتضر، فانه من الضروري ان تدفعها قوة ما في النهاية كي يتم اسقاطها. وفيما يخص هيئة تحرير الشام، انها، وكما تؤكد السياسات الحالية لكل من أمريكا وتركيا وإسرائيل وبريطانيا وقطر تجاهها، تمتعت بدعم كامل من هذه الدول، وقد انخرطت هذه الدول بشكل مباشر في ترسيخ اقدام هيئة تحرير الشام في محافظة ادلب وتقويتها خلال السنوات الست الماضية. وعملت هذه الدول على ان تخلق من هذه القوات بديلا لهم بوجه نظام الأسد، وذلك بالعمل على إيجاد بعض التغييرات الشكلية في خطاب وسياسات هذه الجماعات الإسلامية الإرهابية، بحيث تجعلها موضع قبول داخل النظام السياسي البرجوازي العالمي، ولكي تكسب مكانة ضمن هذا النظام بوصفها تيارا حكوميا لما يسمى بالإسلام السياسي المعتدل.
بعد يوم واحد من توقيع اتفاقية إسرائيل مع حزب الله اللبناني، ورضوخ الأخير لشروط الأول، بدأت قوات هيئة تحرير الشام بالتحرك نحو المناطق القريبة من ادلب وباتجاه مدينة حلب واستولت على هذه المدينة بسرعة، وهذا ما فضح بشكل بين التنسيق الكامل المسبق الذي كان موجودا بين امريكا وإسرائيل وتركيا وهذه القوة الإسلامية الإرهابية بصدد توقيت هذا الهجوم.
ان قوات هيئة تحرير الشام بوصفها قوة عسكرية منظمة ومدعومة بشكل مستمر من قبل تلك الدول، باتت اكثر اقتدارا مقارنة بالقوى المعارضة الأخرى الموجودة والناشطة ضد النظام، فاستطاعت هذه الجماعات الإرهابية ان تبدأ بهذه العملية وبتنسيق كامل مع الدول المتحالفة معها.
من الجدير بالذكر هنا، ان اشير الى مسالة عرضية ولكن ذو دلالة في هذه الاحداث، وهي ان هيئة تحرير الشام أعطت اسم "عمليات ردع العدوان" لهذا الهجوم، اذ لم تكن متأكدة تماما بان هذه العملية ستنتهي بإسقاط النظام، غير ان غياب مقاومة تذكر من قبل الجيش السوري وقواته الجوية نتيجة إيجاد الجنود المعارضين للنظام منفذا للهروب وانهيار معنويات المدافعين عن النظام، وبشكل سريع، وضعف تأثير الضربات الجوية الروسية والسورية الرمزية، على مواقع القوات الزاحفة، باتت المدينة تلو الأخرى تسقط على أيدي هذه القوات الإسلامية حتى انتهت العملية بسقوط مدينة دمشق وهروب بشار الأسد يوم 8 ديسمبر(كانون الأول) 2024، واستيلاء هيئة تحرير الشام على السلطة في سوريا، وذلك خلال 12 يوما من بدء هجومها على قوات النظام.

سؤال: قبل الخوض في تفاصيل ما بعد سقوط النظام في سوريا، نرى من الضروري ان توضح المحطة الثانية من مسار هذه التحولات، ونعني ما تفعله إسرائيل وأمريكا تجاه ايران؟
مؤيد احمد: بالإضافة الى العمل المتواصل لكل من إسرائيل وأمريكا لتنفيذ الاستراتيجيات والسياسات الامبريالية والتوسعية، الهادفة الى بسط هيمنتهما على بلدان منطقة الشرق الأوسط والنظام السياسي البرجوازي القائم فيها، وازالة النفوذ السياسي والعسكري للقوى الامبريالية الإقليمية المنافسة لهما من امامهما، بالأخص روسيا والصين والنظام الاسلامي في ايران. فان الانتصارات العسكرية الأخيرة لإسرائيل على ميليشيات ايران واذرعها في لبنان وسوريا والتحول الحاصل في أوضاع سوريا قد أعطت الفرصة والزخم لإسرائيل وامريكا للمزيد من التقدم باتجاه تحقيق اهدافهما في المنطقة وبالتالي تشديد هجماتهما وضغوطاتهما على النظام في إيران.
وعيله، فان تحولات سوريا الأخيرة، تشكل، بالنسبة لإسرائيل وامريكا، مجرد محطة اولية في مسيرة تنفيذ استراتيجيتهما الاجرامية تجاه المنطقة، وتعتبرانها انجازا لنصف المهمة حيث ان نصفها الآخر مرهونة بما يفرضونه على النظام الايراني واذرعه الباقية في العراق واليمن من التراجع او الاستسلام والتخلي عن حصوله على القنبلة النووية، او حتى تغيير النظام في ايران.
ما يقف خلف هذا الإصرار على فرض التراجع على ايران من قبل أمريكا او حتى دعوة نتنياهو الى اسقاط النظام الإسلامي وشن الحرب على ايران، ليس مجرد غطرسة عسكرية وسياسة متطرفة شخصية، انما تعبير عن مصالح جيو سياسة وعسكرية وجيو اقتصادية، وكذلك مصالح واقعية في اسكات الادعاءات الايديولوجية لإيران بصدد إزالة إسرائيل من الوجود ومنع ايران من امتلاك السلاح النووي. ان النظام الإسلامي في ايران هو القطب الإقليمي الذي ليس له اذرع في المنطقة فحسب، بل هو في تحالف استراتيجي سياسي وعسكري واقتصادي مع روسيا والصين، وبالإمكان ان يكمل مشروعه النووي، وبالتالي انه يشكل امتدادا إقليميا لهذا القطب الامبريالي العالمي بوجه أمريكا واسرائيل.
فان ادغام ايران في دائرة النظام السياسي الامبريالي الغربي، وفتح الطريق السياسي لاندماج اكثر فاكثر لراس المال الإيراني في حركة راس المال العالمي، سيكون انتصارا كبيرا لإسرائيل وامريكا، وضربة قاصمة لروسيا والصين. وهذا ما يزيد من شدة الصراع الجيو السياسي العالمي على ايران.
وعليه فان الأبواب ستكون مفتوحة على احتمالات شتى في تطور مسار الاحداث مع تفاقم أوضاع ايران، ولكن الشيء الأكيد هو ان الحرب سوف تؤثر سلبا على نمو الحركة الثورية لجماهير العمال والكادحين والتيار الماركسي والشيوعي الثوري في هذا البلد، والذي من المتوقع ان يتقوى خلال اشتداد ازمة النظام الحالية.
على أي حال، فان الجوهري هو التأكيد على ان سياسة واستراتيجية الامبريالية الامريكية -الإسرائيلية تجاه ايران غارقة في الاجرام، ورجعية الى ابعد الحدود، وما سينجم من اسقاط النظام على أيديهما سوف لن يكون شيئا سوى تكرار ما حدث في العراق منذ 2003، ولكن بشكل اكثر تعقيدا ودمارا. ان تأمين سيادة نظام رجعي آخر يحل محل الجمهورية الإسلامية هو من حيث الأساس رزمة واحدة مع الحرب على ايران ضمن استراتيجية أمريكا وإسرائيل، لذا ان ادنى وهم بذلك يجعل القوى التي تطبل لحرب إسرائيل على ايران مهما تكون تبريراتها جزءً من تقوية الثورة المضادة في خضم الأوضاع الحالية. وهذا ما يجب على الماركسيين الوقوف بوجهه بقوة.

سؤال: لنرجع مرة أخرى الى داخل سوريا؛ كيف تنظر الى تطور مسارات الأوضاع ما بعد السقوط في سوريا خلال الفترة المقبلة؟ وكيف ترى التوازن الحالي بين القوى الطبقية داخل هذا البلد؟
مؤيد احمد: من الواضح ان الوضع في سوريا مفتوح على احتمالات ومسارات مختلفة، اذ تتضارب شتى المصالح والسياسات للقوى البرجوازية المحلية والدولية والإقليمية المنخرطة في ترسيم أوضاع سوريا، وتصطدم بعضها ببعض، هذا بالإضافة الى دور تنامي النضال الطبقي للعمال والكادحين و نضالات النساء والشبيبة المحتمل في التأثير على سير الاوضاع، لذا لا يمكن إعطاء صيغة نهائية جاهزة لما ستؤول اليه الأوضاع.
ولكن هذا لا ينفي تحديد الأساسيات في مسارات الأوضاع وتحليلها، بوصفها عملية تغيير وحركة مستمرة، اثر التغيير في ميزان القوى بين مختلف تلك الأطراف البرجوازية فيما بينها من جهة، ومن جهة أخرى، اثر التغيير في ميزان القوى بين هذه الأطراف جميعا، وبين القوى الطبقية المستقلة لجماهير العمال والشغيلة والنساء والشبيبة والتيار الماركسي في سوريا.
انه من المعلوم ان ما حدث في سوريا هو حدث نوعي وتغيير فوقي، وهو ابدال نظام دكتاتوري بقوة رجعية أخرى وقمعية مضادة للثورة في مكانه، وهي قوة منظمة إسلامية وذات تاريخ وارتباط بفصائل الإسلام السياسي الإرهابية، وجرائمها بحق الجماهير والنساء وخنقها لحرياتهن وحقوقهن، ولها تاريخ ملئ بالمجازر ضد الفئات الاجتماعية على اساس الدين او الاثنية او المذهب.
انه من المعلوم ، اننا امام تحول سياسي تم ترسيمه على أساس خنق إرادة جماهير العمال والشغيلة والمفقرين السياسية المستقلة، وعلى أساس خنق المد الثوري الذي عم المنطقة عام 2011، وخنق مساعي هذه الجماهير وتظاهراتها الأولية في سوريا لإسقاط النظام البعثي الفاشي. فهذه الحقيقة يحجبها الاعلام الغربي والتركي والقطري الان، عن انظار العالم بألف طريقة وطريقة مخزية.
لذا، فان فرح الجماهير بسقوط النظام والاوهام بصدد العهد الجديد، سوف لن يعوض عما خسرته وسُلِب منها مسبقا من الإرادة الطبقية المستقلة على ايدي الإرهابيين الإسلاميين وداعميهم الدوليين ومختلف اصناف قوى الثورة المضادة، التي غدت تأخذ زمام الأمور بأيديها، ليس في سوريا، بل في كل بلدان المنطقة التي عم فيها المد الثوري.
واذا انطلقنا على أساس هذه الحقيقة نرى ان التغيير السياسي الحاصل في سوريا قد جرى في اطار سيادة سياسات واستراتيجيات دولية رجعية، وآفاق سياسية إسلامية إرهابية، وهو انتصار لقوى الثورة المضادة رغم كل نعومة السياسات التي يطلقها الان أبو محمد الجولاني في ثوب احمد الشرع الحالي، وأجواء الحرية النسبية المتوفرة في هذه الفترة الانتقالية.

سؤال: ما هي المهام السياسية المطروحة اليوم في سوريا، امام العمال والكادحين والنساء والفئات الاجتماعية التحررية ؟
مؤيد: ان الوضع الجديد يجعل مهاما شاقة وكبيرة امام جماهير البروليتاريا والكادحين والنساء والشبيبة والماركسيين والتحررين، ونضالهم من اجل التحرر من بأس قوى وتيارات البرجوازية المحلية والعالمية المضادة للثورة ليس في سوريا فحسب، بل أيضا في المنطقة، وخاصة في ظل الوضع الاقتصادي المزري الحالي لجماهير البروليتاريا في سوريا والمنطقة، والتشرد والدمار والتراجع السياسي المفروض عليها.
لا شك ان المجتمع لا يبقى ساكنا بدون حركة وتطور، وبدون تفاقم التناحر الطبقي الملازم للرأسمالية واشتداد تناقضاتها، وعلى اثره تطور النضال على أساس طبقي في المجتمع، والذي تعجله مجمل سياسات القوى الحاكمة واصطدامها المستمر بمصالح الجماهير. انه من الواضح بان السياسات الاقتصادية للسلطة الجديدة في دمشق بدت واضحة، وذلك بتبني سياسات نيو ليبرالية "بتحرير السوق"، كما صرح به احد وزراء السلطة الجديدة، خلال الأيام القليلة الماضية، أي ذات السياسات الاقتصادية النيو ليبرالية للرأسمالية الامبريالية العالمية وقطبها الغربي، مع ما يعني ذلك من فرض الافقار والبطالة على معظم جماهير الشغيلة، وخصخصة الخدمات العامة من الصحة والتعليم والكهرباء وغيرها. لا السلطة الجديدة ولا اي طرف برجوازي أخر فاعل في الحياة السياسية في سوريا يريد غير ذلك من السياسة الاقتصادية.
ان المسالة الجوهرية هي كيف تتنامى القوة الطبقية المستقلة للعمال وجماهير الشغيلة؟ وكيف ستنظم وتقوي نفسها ونضالها الاقتصادي والسياسي والفكري بوصفها قوة طبقية سياسية مستقلة في خضم الأوضاع الجديدة. ان هذا امر مرهون بمدى نمو الوعي الطبقي بالمصالح الطبقية المستقلة لهذه الجماهير بوجه القوى الرأسمالية في الحكم كانت او في المعارضة، وبالسعي المتواصل لتوحيد قواها الطبقية وتنظيمها رافعة راية استقلالها الطبقي السياسي.
وهذا ما يتطلب من الماركسيين والشيوعيين الثوريين وناشطي الحركة العمالية والنسوية والشبابية، ومنذ البدء، تحديد الرؤية والأهداف السياسية الطبقية المستقلة الاشتراكية لهذه الجماهير، ورسم الخط الفاصل بينها وبين جميع التيارات والأحزاب والآفاق البرجوازية من الإسلاميين والقوميين الى "الديمقراطيين" والنيو ليبراليين، والتضامن النضالي الاممي المشترك لعمال وكادحي عموم البلاد والبلدان الأخرى وبالأخص بروليتاريا تلك الدول المتدخلة في الصراع داخل سوريا.
وكما بينت تجربة العراق وغيرها من الدول، فان التدخل السياسي المستقل للعمال والشغيلة والشبيبة في التأثير على مسار الأوضاع، وتحقيق مصالحهم الطبقية في هذه العملية، لا يتجسد بتعليق الآمال على ما تروج له البرجوازية الاسلامية المستولية على السلطة وداعميها الدوليين والبرجوازية القومية والليبرالية، ولا بالوقوع في أوهام على نمط ما سيتم الترويج له من قبل اطراف ذات مصلحة في الوضع الحالي، بان الأمور ستكون لصالح الجماهير في سوريا اذا حكمها الدستور والقوانين، وسادت فيها الحريات المدنية والسياسية ودولة مدنية وعلمانية . لا شيء يكون مضمونا للشغيلة والمفقرين والنساء والشبيبة بدون توحيد وتنظيم قواهم الطبقية المستقلة وفرض مطالبهم، والنضال من اجل تحقيق أهدافهم التحررية والاشتراكية بأيدهم لنيل حياة لائقة بالإنسان ونيل الحرية والمساواة والرفاهية .
انه عهد سيادة الرجعية وازمة راس المال، ولكن المليء بالتناقضات والتحولات. ان تبني سياسة اشتراكية طبقية مستقلة تجاه ما يحدث في سوريا وما سيحدث في العراق وفي ايران وباختصار في المنطقة بأكملها، هو الضمان الوحيد لتحقيق أي مكسب جدي وثابت للطبقة العاملة والكادحين والنساء والشبيبة. ان نمو الحركة العمالية في هذه المنطقة ونمو التيار الماركسي داخل الحركة العمالية هو الكفيل بتغير الأوضاع لصالح الجماهير.

سؤال: ماذا ستكون آثار هذه التحولات في سوريا واستراتيجية إسرائيل وامريكا تجاه ايران على الوضع داخل العراق؟
مؤيد احمد : كما ذكرنا، فان التغييرات في سوريا هي تغييرات فوقية رجعية، لذا وبطبيعة الحال فان آثار هذه التحولات داخل العراق ليست مثل آثار انتفاضة جماهيرية او ثورة تنتقل من سوريا الى العراق، رغم توفر فضاء حرية نسبية مؤقتة الان في سوريا.
ان النظام الإسلامي في ايران بطبيعة الحال هو احد اكبر الخاسرين في هذا التحول الجاري في سوريا، وانه يمر بمرحلة انتكاسة عسكرية وأزمة سياسية واقتصادية خانقة، مع ما ينجم عن ذلك من آثار سلبية وبطرق مختلفة ليس فقط على الفصائل الميليشية التابعة له في العراق، انما على نفس الأحزاب وتيارات الاسلام السياسي الحاكمة الموالية له في هذا البلد.
في سياق هذا التراجع المفروض على النظام الإيراني، سيكون هناك المزيد من الضغوط على السلطات الحاكمة في العراق من قبل إسرائيل وأمريكا، لوضع حد لوجود الفصائل التابعة للنظام الإيراني في العراق، او ربما توجيه ضربات عسكرية ضدهم. في كل الأحوال، مع التراجع الحالي المفروض على ميليشيات النظام الإسلامي في ايران، وفي المنطقة، فان ازمة حكم القوى والأحزاب الإسلامية المضادة للثورة في العراق، ستتفاقم حيث من المحتمل ان تستمر الاحتجاجات الجماهيرية للعمال والشبيبة والملايين من المعطلين عن العمل في العراق بقوة وشمول اكبر.
ولكن مهما كانت احتمالات تطور الأوضاع، فان المهمة الأساسية بالنسبة للعمال الناشطين سياسيا والماركسيين الثوريين هي التمسك بخيط تنظيم وتوحيد النضال الاقتصادي والسياسي والنظري للبروليتاريا في العراق، في نضال طبقي واحد، بهدف كسب الاستقلال السياسي الطبقي للحركة العمالية، والفئات الاجتماعية المضطهدة المحيطة بهذه الطبقة، في التطورات والمنعطفات السياسية القادمة في العراق.

سؤال: هل يمكن القول انه ومع سقوط نظام الأسد، فان احد اركان التيار القومي العربي طويت صفحته في ترسيم الحياة السياسية والفكرية في البلدان العربية؟
مؤيد احمد: مع سقوط نظام البعث في سوريا، فان تيارا برجوازيا قوميا، ذو اجندة سياسية برجوازية قومية عربية ونظام حكم استبدادي قمعي، نصف علماني، وذو برنامج اقتصادي، متمثل بنمط رأسمالية الدولة، ولو كانت في طور الاضمحلال منذ فترة، قد ترك المكان لتيار برجوازي آخر، والذي هو إسلامي ذو اجندة سياسية دينية، وذو برنامج اقتصادي رأسمالي من نمط الاقتصاد النيو ليبرالي. وبعبارة أخرى تم استبدال حكم احد اجنحة التيار القومي العربي من النمط البعثي بحكم جناح من تيارات الاسلام السياسي اسمه هيئة تحرير الشام.
ان هذا لتغيير كبير ويأتي ضمن ما تسعى اليه بالدرجة الأساس أمريكا والدول الامبريالية الغربية الأخرى وإسرائيل ونظام تركيا الاردوغاني، لتثبيته في منطقة الشرق الأوسط، وذلك منذ حقبة طويلة، وكشكل النظام السياسي المراد ارسائه من قبلهم على أرضية الدمار والخراب الحاصل في مجتمعات هذه المنطقة، من وراء السياسات الامبريالية الامريكية واسرائيل. وهذا ما نفذته امريكا في العراق منذ عام 2003 في شكل النظام السياسي الإسلامي والقومي الذي يقوده الإسلام السياسي الشيعي.
منذ سنوات طويلة وعملية تراجع التيار القومي العربي من نمط البعث والقذافي وعرفات وجمال عبدالناصر وغيرهم، من على مركز السياسة في البلدان العربية، قد بدأت وفاتحة بذلك المجال لتحل محله تيارات البرجوازية القومية المسماة بالمعتدلة والمندمجة مع النظام السياسي الدولي للإمبريالية الغربية ورأس المال العالمي، وتيارات الإسلام السياسي واجنحتها وتلاوينها المختلفة المرتبطة بشكل او بآخر بالإمبريالية الغربية وإسرائيل واستراتيجيتهما. مع سقوط نظام الأسد ومجيء هيئة تحرير الشام الى السلطة، فان هذه العملية قد اكتملت، وهذا التحول قد وصل الى نهايته المنطقية، اذ لم يبق تقريبا نظام سياسي حاكم في البلدان العربية ينتمي الى هذا النمط من التيار القومي العربي.
ولكن في الوقت ذاته، فان عملية اندماج الإسلام السياسي السني بالرأسمالية العالمية ومعسكر البرجوازية الإمبريالية الغربية، ومع سقوط النظام البعثي في سوريا، وتحويل السلطة الى هيئة تحرير الشام قد اجتازت شوطا نوعيا كذلك، ان لم نقل بانها ايضا قد وصلت الى مرحلتها الأخيرة، وانهت الفترة الانتقالية الصاعدة لتيار الإسلام السياسي. ان تغيير مظهر الحاكم الجديد احمد الشرع في دمشق يحمل دلائل هذه الحقبة الجديدة، التي انبثقت على أرضية انتهاء الحقبة الانتقالية لصعود الإسلام السياسي. وهكذا، فان الإسلام السياسي بنوعه الإرهابي، بإمكانه ان يمر بعملية تحوير ما والتحول الى تيار سياسي حكومي يحتل مكانه في النظام السياسي البرجوازي العالمي الذي تهيمن عليه الامبريالية الغربية، وان يتولى ادارة شؤون راس المال في بلدان الشرق الأوسط، بوصفه جزءً من رأس العالمي وحركته وتراكمه.
لذا، ليس سقوط الأسد وطوي صفحة التيار القومي من النمط البعثي قد انتهى و وصل الى نهايته، بل ان عملية تولي الإسلام السياسي السني للحكم واندماجه بالرأسمالية الغربية والنظام البرجوازي العالمي، ومع استقرار السلطة في ايدي هيئة تحرير الشام، قد خطت خطوة نوعية كذلك، ووصلت الى مرحلة يمكن توصيفها بالنهائية. مع ما يعني ذلك من اشتداد وتفاقم تناقضات نفس هذا التحول الجديد وهذا الامتداد والشمولية لهيمنة الإسلام السياسي السني على الحياة السياسية في المنطقة. وهذا يعني ان المجال سيفتح امام تطور الصراع الطبقي على صعيد المنطقة، في اطار ديناميكية مرحلة جديدة، والتي تتميز باشتداد الصراع الطبقي بين البروليتاريا وراس المال وممثليه السياسيين، أي بين معظم الجماهير وسيادة راس المال على مقدرات حياتهم وافقارهم وفرض البطالة والجوع والقمع عليهم.
ومن ناحية أخرى، من المهم الإشارة الى ان الإسلام السياسي الشيعي الحاكم في ايران كان سندا أساسيا لنظام الأسد، في مقابل ان الاسد كان سندا للنظام الإيراني كذلك. ان غياب نظام الأسد من المشهد لم يطوي صفحة الهيمنة الأيديولوجية القومية العربية من النمط البعثي، من مركز السياسة في البلدان العربية، بل أيضا انهى احد اهم الارتباطات، على أساس الفكر القومي العربي، بقضية فلسطين، والذي كان يتطفل عليه النظام الإسلامي في إيران في صراعه مع اسرائيل وأمريكا والذي تجسد في محور المقاومة.


سؤال: قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على مساحة كبيرة من الأراضي ،أسست نظاماً سياسياً تشارك فيه المرأة في الحياة السياسية والثقافية والاقتصادية، وأنتجت نوعاً من الفيدرالية، ما هي رؤيتك تجاه هذا الموضوع؟
مؤيد احمد: ان قوات سوريا الديمقراطية ( قسد) تأسست عام 2015 وتضم قوات مسلحة لسكان المناطق المختلفة في شمال وشمال شرقي تركيا، اثناء أعوام 2012 و 2013 حيث كانت هذه القوات تقاتل داعش لطردها من تلك المنطقة التي استولت عليها. ان قسد تتألف من قوات مسلحة عديدة انبثقت ضمن سكان تلك المناطق، وتقودها تيارات وأحزاب حملت هويات سياسية قومية ودينية مختلفة، من الكردية والعربية والتركمانية والسريانية المسيحية.
ان قسد نفسها لا تحمل رسميا هوية أيديولوجية وعرقية معينة، حيث ان قواتها تتألف بشكل أساسي من "وحدات حماية الشعب" من بين الناطقين بالكردية من سكان إقليم كوردستان سوريا، التي تشكلت عام 2011، وكذلك من وحدات حماية المرأة المؤلفة تحديدا من النساء، والتي أنشئت منذ 2013، ووحدات مسلحة من بين الناطقين بالعربية والتركمانية، ومن وحدات مسلحة للسريانيين المسيحيين .
ان السلطة القائمة في هذه المنطقة هي بأيدي الأحزاب وقواها المسلحة والمتكتلة في قسد، ولكن شكل السلطة أي النظام السياسي والاداري في هذه المناطق، مبني على الإدارة المحلية الذاتية وحكم مجلس السكان بشكل عابر للطوائف والقوميات والمذاهب، مع قوانين مدنية متقدمة تضمن حقوق وحريات النساء.
ان قوات وحدات حماية الشعب، ووحدات حماية المرأة، اللتان تشكلان القوتين الأساسيتين ضمن تكتل قسد، لها ارتباط مباشر بمسالة سياسية وأيديولوجية، وهي القضية الكردية التي بات يسودها أساسا الافق السياسي للتيار البرجوازي القومي الكردي وأحزاب هذا التيار رغم تنوعهم. ان (حزب الاتحاد الديمقراطي) الذي يقود قوات وحدات حماية الشعب، هو حزب برجوازي قومي ضمن يسار التيار القومي، وذو اجندة حكم "كونفدرالية ديمقراطية" عابرة للهويات العرقية والدينية، كتطبيق لمنهج عبدالله اوجلان وحله للمسالة القومية الكردية في المنطقة، والذي يختلف، الى حد ما، عن استراتيجية القوميين الاخرين في المنطقة، الساعين الى تحقيق الاستقلال السياسي وتأسيس دولة قومية في كوردستان. هذا، وان هناك ارتباط سياسي وايديولوجي بحزب العمال الكردستاني في تركيا (ب ك ك).

سؤال: ماذا سيكون موقع قسد في التحولات الجارية في سوريا؟
مؤيد احمد: لم يكن لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) دورا مباشرا في الاحداث الأخيرة، التي على اثرها تم اسقاط نظام الأسد، ولا، وبطبيعة الحال، في صعود هيئة تحرير الشام الى السلطة، على العكس من ذلك باتت ومنذ البدء تواجه هجمات عسكرية شرسة من قبل القوات الميليشية التابعة للنظام التركي المسماة بـ"الجيش الوطني السوري"، وذلك في مدينة منبج وكوباني بشكل متزامن، مع تطور زحف قوات هيئة تحرير الشام نحو دمشق وتستمر تلك الهجمات ولغاية الان.
ان احد اهم مصادر الصراعات العسكرية على المسار السياسي في سوريا في هذه المرحلة، ولاحقا، هي ما ستؤول اليه العلاقة بين هذه القوات وبين السلطة في دمشق. ان مخطط تركيا في بسط هيمنتها على سوريا سوف لن يكتمل ولن يُنجز تماما بالنسبة لتركيا، اذا لم تحسم صراعها مع هذه القوات، وتحقق أهدافها وطموحاتها الامبريالية التوسعية في هذه المنطقة، وهذا يعني اذا لم تنهي تركيا وجود النظام السياسي الفيدرالي الموجود في هذه المنطقة، المستند على القوات المسلحة لقسد، والذي يريد التيار القومي الكردي في سوريا ان يتمتع بالفيدرالية ضمن اطار سوريا.
ان السياسة والايديولوجية القومية العنصرية والشوفينية للبرجوازية الحاكمة في تركيا وبالأخص للحزب القومي الحامل لأيديولوجيا الكمالية، وحزب اردوغان الإسلامي تجاه الجماهير في كوردستان تركيا وسوريا، باتت وسيلة سياسية فعالة وأداة تحريض ذات فائدة كبيرة لها في خدمة سياساتها التوسعية ومطامحها الامبريالية على صعيد المنطقة، وبالأخص على صعيد سوريا ومنطقة الموصل في شمال العراق. وحق هذه الجماهير في الخلاص من الظلم والتمييز القومي ونيل حقوقها السياسية.
بالإضافة الى ذلك، فان الادعاءات والخرفات الايديولوجية التي يروج لها اردوغان منذ فترة ليست بقليلة بصدد تأسيس امبراطورية عثمانية جديدة، تصب في خدمة مصالحها الرأسمالية المعاصرة في بسط سيطرتها العسكرية والسياسية، وتامين مناطق نفوذ خاصة بها ضمن الصراعات الجيو سياسية القائمة بين مختلف الدول والأقطاب الإقليمية.
غير ان هذه المصالح باتت تصطدم مع مصالح الامبريالية الامريكية وإسرائيل على صعيد سوريا، وتحديدا على ما تنوي تركيا القيام به بالضد من قسد وقوات حماية الشعب. هذا بالإضافة الى اشتداد الصراع مع النظام الإيراني وبعض دول الخليج مثل السعودية والامارات على مصير سوريا وتطوراتها اللاحقة. وجميع هذه الصراعات والاصطدام في المصالح ستنعكس بأشكال مختلفة على الموقف من قسد وكيفية تنظيم العلاقة السياسية، فيدرالية كانت او غير ذلك، بين المنطقة التي تحكمها قسد مع بقية سوريا والنظام في دمشق، هذا بالإضافة الى اشتداد الصراع بين أمريكا وإسرائيل تجاه تركيا بخصوص مصير قسد في شمال وشمال شرق تركيا. هذا، و ان بقاء القوات الامريكية المرابطة في هذه المنطقة والتي تسيطر عليها قسد، وحمايتها لقسد بوجه هجمات تركيا، تخدم مصالح الامبريالية الامريكية وأهدافها الاستراتيجية على صعيد سوريا والمنطقة .

سؤال: ان الصراعات الجيو سياسية والحروب، والحروب بالوكالة، التي تشدد باضطراد في المنطقة باتت مستمرة، وبالأخص السياسات التوسعية الاحتلالية لأمريكا وإسرائيل، في ترسيم خارطة جديدة للشرق الأوسط، وتغير موازين القوى فيها لصالحهما. وفي هذا السياق اصبح التصعيد والضغط السياسي والعسكري على ايران يأخذ زخما اكبر، هذا بالإضافة الى اشتداد مساعي تركيا لتحقيق مطامحها التوسعية. كيف تحلل الأسباب المادية الاقتصادية وراء كل هذا الاشتداد في الصراعات الجيو سياسية في هذه المنطقة؟ وما هي علاقة نضال الطبقات الاجتماعية داخل البلدان المتخاصمة والبلدان المضطهدة في كل ما يجري؟
مؤيد احمد: في كراس الاشتراكية والحرب الذي كتبه لينين صيف 1915 لشرح موقف حزب العمال الاشتراكي–الديمقراطي في روسيا من الحرب الامبريالية العالمية الأولى يقول" لقد ندد الاشتراكيون دائما بالحروب بين الشعوب باعتبارها عملا من اعمال البرابرة والوحوش. غير ان موقفنا نحن من الحرب يختلف مبدئيا عن موقف المسالمين البرجوازيين (انصار السلام ودعاته) والفوضيين. فنحن نمتاز عن الأوائل بكوننا ندرك الصلة الحتمية التي تربط بين الحروب والنضال الطبقي في داخل البلاد؛ وندرك انه يستحيل القضاء على الحروب دون القضاء على الطبقات ودون إقامة الاشتراكية.... ونحن الماركسيين، نمتاز عن المسالمين والفوضيين بكوننا نقر بضرورة دراسة كل حرب على حدة دراسة تاريخية (من وجهة نظر مادية ماركس الديالكتيكية)"*.
وفي مكان اخر من الكراس ذاته يقول لينين بصدد الحرب العالمية الاولى وعلاقتها بالرأسمالية الامبريالية " ان الإمبريالية هي اعلى درجة بلغتها الرأسمالية في تطورها، ولم تبلغها الا في القرن العشرين. والان تشعر الرأسمالية بالضيق في اطار الدول القومية....ومن محررة لأمم، كما كانت الرأسمالية في نضالها ضد الاقطاعية، انقلبت الرأسمالية الامبريالية الى اكبر مضطهدة للأمم. ومن تقدمية تحولت الرأسمالية الى رجعية؛ وطورت القوى المنتجة الى حد انه يتعين على الإنسانية اما ان تنتقل الى الاشتراكية، واما ان تعاني طوال سنوات وحتى طوال عشرات السنين من النضال المسلح بين الدول" الكبرى" في سبيل الحفاظ المصطنع على الرأسمالية بواسطة المستعمرات، والاحتكارات، والامتيازات، والاضطهاد القومي بشتى الاشكال "**.
هل يمكن ان يكون هناك كلاما اكثر واقعية من ذلك كي ينطبق على عهدنا؟. بعد حوالي مئة وعشرة اعوام مضت لازال يشهد العالم وبالأخص منطقة الشرق الأوسط حروبا بدون نهاية، "في سبيل الحفاظ المصطنع على الرأسمالية" وبسبب تأخر قيام الثورة الاشتراكية العالمية.
اعتقد ان هذه الكلمات للينين تعبر عن الخصائص الجوهرية الاقتصادية لما يجري الان كذلك، في منطقة الشرق الأوسط فيما يخص الصراعات الجيو سياسية والعسكرية والجيو اقتصادية. مع الأخذ بالاعتبار طبعا العهد الذي نعيشه وتطور الرأسمالية الامبريالية المعاصرة الهائل، ونمو راس المال المالي العالمي بمقياس التريليونات التي لا تجد معدل ربح مشجع على الاستثمار، وتطور الطابع الطفيلي للرأسمالية المعاصرة الى اقصى الحدود، وتفاقم تناقضات الطبقية الرأسمالية بدرجات اكبر بكثير من زمن لينين، ومع الاخذ بالحسبان الاختلاف في كون الرأسمالية اليوم سائدة في كل مكان في العالم، مع ما يعني ذلك من ان الرأسمالية الامبريالية وخيوط راس المال متشابكة وممتدة في طول وعرض الكرة الأرضية.
الجوهري هو كون الحرب الجارية في منطقة الشرق الأوسط، بالرغم من كل تلك الاختلافات هي وفي التحليل الأخير حرب قوى طبقية رأسمالية، وهي حروب راس المال التي تزج ببروليتاريا المنطقة الى ميادين الحرب ليقتلوا واحدا الاخر من بروليتاريا قوميات وطوائف أخرى او داخل اطار البلد نفسه. وهي حروب ومجازر ترتكبها الميليشيات والقوى الإرهابية باستمرار وبالوكالة، من اجل تقاسم مناطق نفوذ لرأس مال البلدان الرأسمالية الامبريالية والإقليمية المختلفة، وهي حروب الأحزاب والتيارات البرجوازية المتسلطة على رقاب الجماهير وممثلي راس المال الأشد شراسة واجراما.
ان النضال الطبقي البروليتاري بوجه سلطة راس المال وهيمنة وتسلط الرأسمالية الامبريالية والدول الرأسمالية الصاعدة في المنطقة على مقدراتها لم يتوقف في هذه البلدان، كما وان مساعي سد الطريق وخنق أي نمو وتطور نوعي في الحركة الاشتراكية، عبر تنظيم المجازر والإرهاب والاعدامات كان على الدوام يشكل عنصر أساسي في استراتيجية راس المال في المنطقة، واستراتيجية الرأسمالية الامبريالية العالمية.
وهذا ما شهده جيل بعد جيل من العمال والكادحين في المنطقة، من خنق ثورة ايران في عام 1979، وصعود قوى الثورة المضادة الإسلامية الى الحكم، بدعم كامل من القوى الامبريالية الغربية، وخنق الانتفاضات الثورية في المنطقة عام 2011، والاجهاز على الحركات والتحركات الثورية الاشتراكية للبروليتاريا في البلدان العربية، عبر سيطرة القوى الفاشية القومية من نمط البعثيين والناصريين وغيرهم.
ان برنامج العمل والسياسة الأممية والاشتراكية تجاه ما يجري من احداث في منطقة الشرق الأوسط، وتجاه ما حدث في سوريا، وما سنشهده بخصوص الأوضاع في ايران، هو رفع راية الاشتراكية الأممية بكل حزم تجاه كل هذه المجاز والافقار والتشرد. وهذا ما يجعله امرا ومهمة آنية لا تقبل التأجيل من قبل التيار الماركسي والشيوعيين الثوريين والناشطين الواعين في الحركة العمالية ومنظماتها الجماهيرية. وبكلمة فان التمسك بالخط الشيوعي الثوري والاشتراكية البروليتارية الأممية، هو الأفق والنظرية والسياسة والممارسة الثورية حقا، التي يمكنها فتح الطريق امام التحرر وتحقيق السلام والرفاهية والحرية والمساواة في هذه المنطقة.
24 ديسمبر( كانون الأول) 2024

*لينين- المختارات في 10 مجلدات- المجلد 5 -موسكو- دار التقدم 1976
**نفس المصدر أعلاه



#مؤيد_احمد (هاشتاغ)       Muayad_Ahmed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ‌الخطوة الأولى هي فضح الطابع البرجوازي للنظام وانتخاباته في ...
- الماركسيون والموقف من الحرب الحالية في الشرق الأوسط
- تعديل قانون الأحوال الشخصية! لماذا؟ الإسلام السياسي والرعب م ...
- في الذكرى السنوية الخامسة لانتفاضة أكتوبر 2019، شعار (كل الس ...
- التيار الماركسي ومسارات الأوضاع السياسية الراهنة في العراق
- التعديل الرجعي لقانون الاحوال الشخصية؛ هدية الامبريالية الام ...
- في الذكرى السنوية السادسة لتأسيس منظمة البديل الشيوعي في الع ...
- الرأسمالية النيوليبرالية وبيع “مكان الصلاة” في إقليم كردستان
- الاوهام حول قرار المحكمة الاتحادية بصرف الرواتب، والانجرار و ...
- رسالة تهنئة الى المؤتمر الرابع لاتحاد المجالس والنقابات العم ...
- الاحتكار الرأسمالي لثمار التكنولوجيا والبحث العلمي العائق ام ...
- ما يحسم صرف الرواتب في الاقليم هو إيجاد توازن قوى طبقي جديد
- حوار حول حرب الابادة في قطاع غزة
- دروس الأدب والفن في انتفاضة أكتوبر في العراق*
- تحديات ومهام، في الذكرى السنوية الخامسة لتأسيس منظمة البديل ...
- المسار السياسي في إقليم كوردستان في ارتباطه بالصراع الطبقي
- في ذكرى اغتيال الرفاق الأعزاء، السبب وذروة الدراما
- بعد عام من الحرب على أوكرانيا، زيارة وخطاب
- الفساد، والفئة البرجوازية الكبيرة وعلاقتها براس المال الاجتم ...
- اضطهاد المرأة أم إفناءها، منظوران مختلفان


المزيد.....




- السلطات تكشف سبب تحطم الطائرة الكورية الجنوبية وفقا لتوقعات ...
- فيديو لحظة تحطم الطائرة الكورية الجنوبية يكشف جوانبا.. محلل ...
- انزلقت على المدرج واشتعلت.. فيديو يظهر لحظة تحطم الطائرة الك ...
- كوريا الجنوبية: مقتل 120 شخصا على الأقل في تحطم طائرة ركاب أ ...
- لافروف يؤكد وجود كل السبل لدى واشنطن لإطلاق المفاوضات حول أو ...
- بكلمتين.. ماسك يعلق على مشروع نشر محطة روسية للطاقة النووية ...
- هيئة البث الإسرائيلية: إدارة بايدن تسعى للاعتراف بحكومة سوري ...
- شاهد اللحظات الأولى لتعطل الطائرة الكورية الجنوبية بالسماء
- رئيس الاستخبارات السورية: الأجهزة الأمنية سيعاد تشكيلها من ج ...
- مظاهرات بإسرائيل تطالب بصفقة فورية وتتهم نتنياهو بإفشال المف ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد احمد - احداث سوريا ومنطقة الشرق الأوسط ما بعد سقوط نظام الأسد