أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الحسان عشاق - زقوم كرة القدم















المزيد.....


زقوم كرة القدم


الحسان عشاق
روائي وكاتب صحفي


الحوار المتمدن-العدد: 8205 - 2024 / 12 / 28 - 16:49
المحور: الادب والفن
    


داخل رقعة الملعب المعشوشب والمصفرة بعض جوانبه، لم يتوقف عن الثرثرة ورسم إشارات مبهمة في الهواء، يرتفع الصوت وينخفض، يتنفس بصعوبة، يتحرك باستمرار وتندلق المؤخرة والبطن، هضبات معلقة على جسم برميلي، الثخين بطيء الحركة والفهم، لاعب سابق في النادي الذي يديره الغرباء ،لعب مباراة وحيدة وطرد لأنه لا يحسن تمرير الكرات و المراوغات ، تائه بين ارجل متخاصمة، يضيع فرص ثمينة للتهديف، السخط العارم في المدرجات، سب ، شتم لا يبرح ما تحت الصرة، تستحضر فروج الأمهات واديان الآباء، الحمار حاضر بقوة ، الحمار اكبر ضحية للملاعب، قال له المدرب يومئذ ابحث عن هواية أخرى غير الكرة ، الحكاية على وشك الانغماس في ثنايا النسيان و زوايا الأضواء الباهتة ،تلتهم بعنف أحلام العابرين في صمت إلى مقصلة النفي الداخلي، رأى في المرآة وجها لا يشبهه، الفراغ يلفه بعجرفة ، لم يبق منه سوى ظل خسيف يمتد عبر الزمن، وقاموس مقدود من مناهل الرعاع والأجلاف، الجلسات الخمرية اليومية تعيد تشكيل الروح المشروخة، تفكك بعد بضعة كؤوس من عصير العنب ظهر الظلام، الخمر ملجأ المهزومين والهاربين من وخز الدنيا، عبثا حاول استعادة النبض المفقود والعودة من خيبة الوجع النامي في الضلوع، يتمدد على السرير فيلقى في هاوية سحيقة ، يلطمه الصمت والذهول، خيبة الأمس البعيد أشبه بلوحة فارغة معلقة في الجباه ، رأى نفسه في البداية ماردونا الوطن ، اللاعب الظاهرة القادم من ملاعب الأرجنتين إلى ملاعب أوربا، يحلم بالإبحار حول النجوم بحثا عن الخلود ، يطوق بإصرار سؤال العناد بحبل الوهم ، الموهبة منة الاهية يمنحها الله لمن يشاء، المدارس الكروية لا تصنع المواهب لكنها ترعى من لديهم الموهبة وتصقلها لتكون جاهزة، يسمع عن انتقالات اللاعبين والمبالغ المالية الضخمة، ثروات تسقط من السماء، تحول معدما إلى ذو مال، ما لا يأتي بالقلم يأتي بالقدم و الفم و النغم... شعار جيل كامل من الشباب الطموح الذي يبحث عن الثراء السريع، ينتابه الغضب مهيض يتسلق الأطراف ، يقضم الأظافر يبصق على اشباح، في الليل يعاقر الخمر ويبتلع بوله شديد غصة الخيال الجامح، يركض، يعرق ، يكح ، الأنفاس تتقطع، الحركات الرياضية ترفع نبضات القلب ،الإعياء يستبد به يشعر بالاختناق ،يتريض باستمرار ولم يستطع ترويض قطعة الجلد المنفوخة بالهواء ، في طيات الشرايين يتردد صفير الجماهير.

- برا ، برا ...الزقوم لحمار يطلع برا

صفير ، كلمات لاذعة تخدش الحياء ، تشنف الأسماع، يتم استبداله في الدقائق الأولى من الشوط الأول، يرمي القميص على الأرض، يبصق في اتجاه الجماهير، ردة فعل تحت وابل من القصف، يمضغ في غضب الفشل النامي في العروق، طلق الكرة و اختفى عن الأنظار لسنوات ،صور لا تزال مستلقية على شاطئ الذكريات، يجلس في المدرجات يفترش المسافات، وطموح جامح ينمو من رماد العجز ،أطفال يركضون خلف الكرة،مراوغات، تبادل كروي، تسديدات محكمة إلى الشباك المثقوبة، تعلو الصيحات ، عناقات، ضحكات، حركات بهلوانية، تقتحم بعنف شظايا الجسد المتصدع، رمق وجوها تشبه وجهه ،لكنها تهرع نحو المستقبل، زمنه ضاع في غبار الفشل، لم يبق أمامه سوى التمسح برئيس النادي حسن القلالي، عرض الخدمات مدعيا المقدرة على تفجير الموهبة من الفاشل ،تربص به مئات المرات ،طارده في المباريات داخل وخارج المدينة المنهوبة، تودد إليه متسلقا أدراج المسكنة والخنوع، شاهرا بطاقة لاعب سابق، أدمعت عيناه في اكثر من مرة ، قاذفا الحب الجارف للفريق الذي قدم له الكثير وحان الوقت ليجني الثمار، ما تبقى من قدماء اللاعبين يبحثون عن النصيب من الكعكة المستباحة، الأخيار منهم رحلوا إلى بلدان أخرى للتدريب ونجحوا.

-عشرات اللاعبين القدامى هاجروا إلى الدول العربية للتدريب واحتضنتهم الأندية ونجحوا
- كل من يتربص بالنادي فاشل لا إمكانيات له في التسيير ولا التدريب ولا التأطير ولا يمكن أن ينتج

تسلل من نافذة مشرعة على اللاشيء، حاملا أنينا مزكوما برائحة الانهزام ،مكدسا في الجيوب الغام الحرمان، في الكلمات ترتعش الخيبات على ناصية الإفراد الطويل، الزقوم يعشق الظهور ،العمل في المقهى ليس مثمرا ولا يخلق الإشعاع المطلوب، يحس بان لديه أمكانات عريضة طويلة تسع الكون وما ورائه،يستعجل في الغدو والرواح قطاف الشمس من تشققات سور النادي ،يلهث وراء حاكم الزمان ويتلو آيات من المكر والخداع على قارعة التدافع للطامعين، موجات البكاء الصامت تقذفه بين ايدي مالك النادي الجديد ، التباهي يوقظ في الحوباء دخان المسافات المتبقية ،الخوف النابت في العروق يرغي ويزبد في رهافة اللقاء ،لم يجد سوى القلاقل ليسند إليها حقائب القبول، المدرجات مزدحمة بغثيان المشاعر وحب الفريق النازل إلى الدرك الأسفل من البطولة الوطنية، ينفخ في الجماهير صلوات العصيان، تصطك الكلمات النازحة إلى هضاب الاسترضاء، ينفجر القبح المتقيح في الشرايين، انطلقت السكاكين تمزق أوصال المتنافسين المتحملين للإشراف على الفئات الصغرى، مبلغ زهيد لكنه يسيل اللعاب ،القلالي يخاف من الاحتجاج والشعارات الملتهبة في المدرجات ،طالبته مرار بالرحيل والمحاسبة، اغلب جدران المدينة زيت بشعارات ارحل التي تربك الحسابات.
قبض على دفة تسيير النادي في أوج القمة والعطاء ، دفعه إلى قعر مظلمة، الفاشلون في الوطن المخصي في المراكز المتقدمة من المسؤولية، يمسكون قطاعات منتجة وتتحول إلى خراب، مسلسل يستمر مند سنين، إذا أردت تعطيل التنمية في قطاع ما نصب فاشلا، اغلب الوجوه مسربلة بحمم من الرغبات والمصالح الضيقة، النادي يستهلك ولا ينتج، يغوص في برك القحط والجفاف، القلالي غريب على ملاعب الكرة، لم يسبق أن ركل كرة ولا عرف مقاسات المستطيل الأخضر وعدد اللاعبين في كلا الفريقين، نصب عنوة في ذروة الغضب الجماهيري عن الصنم القديم محمد جرتيلة، الذي انقلب عليه تلاميذه النجباء ، باع أجود اللاعبين للفرق الوطنية، ضرب موعدا مع الارتكاسات والنتائج المخيبة لتطلعات الجماهير ،ملايير نهبت في رمشة عين، عقود الإشهار والاستهشار،أموال الخمارة، أموال جامعة الكرة، مباريات من نوع آخر تجري في الخفاء بطلها بدون منازع ديكتاتور النادي، الجرتيلة يعلن الإفلاس في واضحة النهار، المسمار الذي أحدث ثقبا في الكرة ،الفرصة مواتية لقلب الموازين، الانقلاب الداخلي أسهل من الانقلاب الخارجي، الحركة التصحيحية ولدت من رحم الأزمة،اشتد القوس وانطلق السهم، اجتماعات عاصفة مهددة ،وقفات احتجاجية أمام مقر النادي، بيانات الشجب والاستنكار، فضائح النادي تنشر في الجرائد الوطنية ، المدينة تعاني من مخاض عسير ،هواة خطف مجهودات الآخرين يخرجون من الجحور ،بدأ اسم حسن القلالي يتردد في الشارع، الابن غير الشرعي لنضالات الجماهير يدخل السباق ،مسؤول الإقليم يستقبل الحركة التصحيحية ،الانقلاب يلفظ أنفاسة الأخيرة، الطبخة استوت على نار مستعرة ،المسؤول يكتب آيات الانعتاق من محراب الفساد ،يلقن جماهير التمرد أناشيد النصر على الطاغية، ترفع أنخاب الخلاص في النادي، زغاريد وتصفيقات ترحيبا بالرئيس غير الشرعي،لم يولد من نضالات الجماهير ولا شرنقة القانون، خلطة سياسية وإدارية وطعن وخنق للديمقراطية، الوصاية على الشعب لا مفر منها، نحن شعب لا زلنا في مرحلة الفطام،كلنا يطارد غيمة هاربة، نقضي العمر في محطات الانتظار .
وزعت المناصب بإرادة حسن القلالي، حملة الأبخرة وحراس المعبد يغيرون الصنم، يركعون للصنم الجديد القادم على ظهر توصية مفخخة من حاكم الإقليم ،يلعنون التوبة ويشتمون ولي نعمة الأمس، شرذمة الحربائيين توجد في اغلب القطاعات، صورة مصغرة عن جوقة الأنظمة الاستبدادية ، الأسماء تلتهم رقعة الشطرنج ، الإذعان يمضغ الحبل السري ويتوحد الجميع في أسطورة التملق، القلالي الطفل المذلل من عائلة هاربة من الدم والصديد يرسم بالتهديد تجاعيد وجهه المنقبض في المستطيل الأخضر، الأب جاء إلى المدينة بحثا عن الرزق الحلال، باع اللبن والبيض في المحطات الطرقية، تاجر في أكياس الفحم المهرب لمحلات الحدادة و المأكولات في الأسواق والمقاهي، تجارة الفحم مربحة، انتقل إلى شراء الأشجار ووحيش الغابة، ابتسمت الدنيا بعد سنوات من نهب ثروات الغابة بنى ثروة خيالية، دخل الانتخابات واصبح رئيسا لغرفة الفلاحة، تضخمت الأرصدة البنكية وتقلصت مساحات الغابات في الإقليم، الصرخات تجوب الثروة الوطنية والآذان صماء.

- النادي تم تهريبه وغدا سيتخلص من أعضاء الحركة التصحيحية
- جميعهم بدون تأثير

المزلاج ينتصب فوق الجباه الحالمة ،الكلمات القوية والقاسية تنكسر وتهدا في الاجتماع الأول، الجد ينزف من خاصرة النادي ،الأغلبية تجثو على الركب بحثا عن مكان للعليق ،ترقص على الجراح القديمة،تتوارى الشعارات تتفتت لحمة التماسك ، الأحلام تجهض في ثقوب الوحام من شدة الهزال ،ومفاتيح العبور إلى كنوز النادي صدأت في الجيوب، الإحباط يصيب عبدة الصنم القديم، يرتفع معدل السخط في الجماجم ،الصرخات تجوب مقابر الموتى/ الأحياء، المدينة مند زمان، بكماء، صماء، النادي استراح من نباح الكلاب، المبعدون يرسمون دروبا إلى السماء، يرسلون دعوات لتشتيت المجمع، تراجعت المناوشات في المدرجات .

- الرجل أعطى للفريق الكثير
- الفريق أيضا أعطاه الاسم والثروة،، صنع منه شخصية وطنية
- ارحموا عزيز قوم افسد اكثر مما اصلح

اندس بين الجموع الغاضبة، تقرب من متزعمي التمرد، اجزل لهم العطاء مبتلعا عقاقير من مخاط التآمر، الاتفاق على تخفيف الضغط واستهداف رؤوس معينة، يلوذ العصيان في الأشهر الأولى إلى وكر التدجين، أوراق زرقاء، قنينات خمر رخيص، علب سجائر شقراء ،العاصفة هدات ، تحت الرماد توجد نار ،يفتش عن الوجه المثخن بالخدوش في عيون الغاضبين، اصبح له اتباع من المرتزقة والأفاقين، شعارات تطارد المغضوب عليهم، مدربين ولاعبين في مقصلات الرجم، توالت الاستقالات وتقوى عود الزقوم اكثر،يمارس الوصاية على كل فرد في النادي، يغوص في بحر الاتهامات والتخوين والتواطؤ، استقال مدرب الفريق حين حاصره حراس المعبد،في سراديب النفس اللجوجة يتسلل الانتقام، بالأمس غاص في بركة الإهمال والإفراد متسكعا في دهاليز الحلم بان يصبح سيد النادي.

- القلالي بحاجة إلى عيون وأذان

الزقوم يرتقي درجات في سلالم النادي المهترئة، رغبات تبتعد عن الاكتمال، نار الانتظار والترقب تسري في الدماء ،الخوف من الغد القريب يشل التفكير، الانقلابات في الأندية الكروية أسهل من شربة ماء ،يكفي أن يشتري الفاسد حفنة المنخرطين ،ليقبض على الكرسي،ثمة رؤوس تزاحم في تقديم تقارير يومية افضل ،الحساد يحلمون بممر إلى الضوء ،دون في الرأس اهتزازات مهددة ،ينغمس في رحلة الزفير والشهيق ،استجار ببضعة بيادق يحسنون النهيق والتطبيل،رفعت لافتة تطالب برحيل أسماء مقربة من الرئيس القلالي ،ارتفعت الصرخات والضجيج، التقطت عشرات الصور للغاضبين في المدرجات ، يسمع صوت الرعد والهيجان ، أنين الوجع ينعي للرئيس قائمة المطالب المستعجلة ، السيارات الموشومة تطوق الملعب، تخرج من جوفها كائنات مدججة بالهراوات وقنابل مسيلة للدموع، شغب الملاعب يتمدد في الوطن، حين تنتفض الجماهير بسبب النتائج السلبية يعلق الجرس للمدمنين على الممنوعات، لا تحاكم المكاتب المسيرة المبذرة لأموال الشعب، لا بحث عمن اشعل فتيل الغضب، تسقط الصومعة يعلقون الحلاق، توقفت المباراة بقوة الرجم، كر وفر ، يهرب الحكام ولاعبو الفريقين ،تقاطرت الأحجار على العشب الأخضر بغزارة ، العصا تتكلم في الضلوع، دم يسيل على الوجوه، لوحات إشهارية تنبعج، السياج الحديدي يداس بالأرجل ،الملعب ساحة حرب حقيقية ،الهزيمة تثير شكوك الجماهير وتعلن العصيان ، لا تقبل الهزيمة ولا اعتراف بقوة الخصم.

- المباراة بيعت في سوق النخاسة والحكم متواطئ مع الفريق الخصم

الاجتماع الموسع لمسيري النادي يحمل المسؤولية لمثيري الشغب، نفس الموال يتكرر هناك وهناك في ملاعب الوطن المزدحمة بالغاضبين، حين تغيب النتائج يتم الإجهاز على مدرب الفريق الحلقة الأضعف، يتكرر نفس السيناريو كلما توالت الهزائم، سقط الفريق إلى القعر يتم البحث عن المشجب، يعزف النشيد الوطني تتفاعل الجماهير، تقف إجلالا حبا في الوطن، تتمزق الحناجر بالحماسة ، نفس الجماهير المتهمة بإثارة الشغب.

حاول مرة مداعبة الكرة وإظهار علو كعبه أمام خدام النهب الأوفياء، ركلة واحدة فقد التوازن ارتفعت رجلاه في الهواء، سقط على الظهر وتكور ، سمع شهيق الأرض الندية ، سقطت في الجمجمة صور لضربات المقص للاعبين الموهوبين،ظل لهنيهات يطمر الألم ويعض على الشفاه المزمومة،دوار خفيف هارب من طقوس الخفقان والألم المبرح يعصر الأشلاء ، ثمة غيمة تتسكع في السماء، الأشياء بدأت تصفو ، يرمق باحتقار عشرات العيون التي تراقب المشهد، تنام في المخيلة دزينة أسئلة ، امتدت له الأيدي وسحبته، كعب الحذاء لزق هكذا تملص وناور، يرفس الأرض بالحداء، يرفع الصوت كل لحظة حين يشعر بالكلمات تنطح الفراغ، ثمة وجوه أصابها السأم من الدروس المكررة التي لا تعيد إحياء الآمال الذابلة ولا تقفز فوق هضاب النسيان، يسرحون بالخيال في الملعب الكبير، منطقة ضربة الجزاء قاحلة ،كأنما مر عليها قطيع من البقر ، مدرجات فارغة بعضها متآكل، المنصة الشرفية مقشرة جدرانها، لوحات إشهارية لمنتجات بخسة، أعمدة الشباك الحديدية منتصبة في الفراغ، طلع عليها الصدأ، دخان السيجارة الشقراء يتطاير في الهواء، العشب الأخضر الذي طلع عليه الاصفرار يتحول إلى منفضة، نور النهار يزحف نحو الفناء، الوعود المغشوشة تنهض من ضباب الغيب، الرؤوس تلتقط الكلام الهارب من الشفاه، العيون ترنو على أطراف الخوف، قطع الأرزاق ولا قطع الأعناق.

-سيفوز الفريق في المباراة المقبلة
- إن شاء الله

الحاج الزقوم وعد بصرف المستحقات المالية قبل المباراة المصيرية للفريق، لعب مباراة وحيدة في تاريخه، وادمن الخمر والحشيش، احتراما أو تجنبا للاحتكاك به أضيف إليه اسم (الحاج) فكل حاج بالضرورة تسبغ عليه هالة الاحترام المبطن ، لأنه يحسن التملق والانبطاح تحول إلى الكل في الكل في النادي المختطف من قبل الهواة والمتربحين، قرب بضعة مشبوهين وقطاع الطرق والنائحين الذين يستعملون وقت الحاجة، قطع غيار بشري للضرورات التي لا تبيح المحظورات، الرئيس حسن القلالي وضعه في فوهة المدفع، الحارس كركوب يعلن التمرد، اشتكى من عدم صرف المستحقات الشهرية، في اليوم التالي تعرض للتقريع والتهديد بالطرد من صفوف الفريق ،الجدران لها أدان،النواطير في كل مكان يحصدون صدى الحوارات ،سقط السر من أغصان بلهاء ،الزقوم يقدم نصائح عراض مخصية لاستقطاب المزيد من الخانعين، عنوان ابتلاع الصفعة والولوج إلى لعبته، لعبة طرق بابه عند كل حاجة ،لكي يقال (عظيم الشان مقصود )، أسهل طريقة لترويض الخيول الجامحة ،يستلقي على قارعة الضحك من غباء الرئيس ،المسامح كريم يقبل راسه، بالسهولة تسقط عنه جعبة الغضب.
الجماهير الغفيرة تحج إلى الملعب، السيارات الموشومة والقوات المساعدة أول الواصلين، المدرجات تلبس لون الفريق ، مزامير وطبول، شباب في عمر الزنابق يلوحون بالأعلام ،صوت الفرح الجاثم فوق الرؤوس يلعلع، في الجانب المقابل ضيوف النادي القادمين من مدينة مجاورة، تنطلق المباراة وتشعل النيران في الصدور ،الهواء يغربل الهتافات ينشرها خارج الملعب ،ضربة جزاء للفريق الزائر، تقدم اللاعب بتوادة، زفير وشهيق، مسح براحته على الكرة ، وضعها في النقطة البيضاء، الحارس يخطو خطوات إلى اليمين واليسار، يقفز قفزات خفيفة يلامس القضيب الحديدي ، يحاول تشتيت انتباه الخصم، تقف جماهير كلا الفريقين، كلاهما يبحث عن مقاسات الفرح، تنطلق الصافرة، تنطلق الكرة كالسهم تدك الشباك، الحكم يعلن الهدف مشروعا ، الحارس ارتمى في جهة والكرة دخلت من الجهة الأخرى ، النتيجة تحصد عيون الفرح في مئات الرؤوس، الزقوم يلملم الكلمات المنفلتة من الخوف ،يهرع إلى اقرب محرك للغضب،يهمس في أذنيه بعضا من الوصايا ،يستعجل خياطة القنابل المنفجرة في الأحداق ،الشمس تنسحب وراء الأفق البعيد، الأضواء الكاشفة المعلقة في الهواء تسلط الضوء على رقعة الملعب، قارع الطبل ونافخ المزامير يهشان سرب هتافات تزمجر فوق الجماجم، تنشر الدفئ والتمرد،تشحن الفريق بإكسير الصحوة على ضفاف الهزيمة ، الشوط الثاني دخل الفريق المحلي اكثر عزما وإصرارا على تعديل النتيجة، تدق نواقيس العودة في المباراة، المحاولات الأولى للتهديف عاقرة ،استمر الضغط ممزوجا بالهتافات والتشجيع، هدف الخلاص على الأبواب ،الحماسة تنفخ في الرئات قوة للهرب من نعال الهزيمة، ثمة مصور يلتقط الصور يجلس القرفصاء على مقربة من شباك الفريق الضيف، هجمة تلو هجمة ولكن ولا هدف، التركيز معدوم ،الكل يرفع اكف الضراعة إلى السماء ،فجأة عم السكون، لا شيئ يتحرك في المدى، لاعب يستفرد بالحارس يودع الكرة في المرمى، تنطلق الأفراح، يعلو صوت الطبل والمزمار ، الزقوم يلتصق بالرئيس، يقدم التهاني لأعضاء المكتب واحدا واحدا ،المدرب يعدد الأخطاء ويشكر الجماهير ، يتقيا الملعب آخر عامل، يعم الهدوء ويغرق الملعب في الظلام،

- التعادل منصف لكلا الفريقين
-الجماهير تبحث عن الفوز



#الحسان_عشاق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات الكابران لمساسكي
- الرئيس ميغول واعوانه
- مدير الفضايح... وحمادي الدحش
- رواية ( ارقص... انت في المسلخ)
- كتيبة الاعدام
- الرقيع في بلاد الصقيع
- الرقيع في ليلة الزفاف
- الرقيع والمراة
- المشبوح والصحراوي والملتحي
- القرصان والجريدة
- الرقيع في مقهى الربيع
- المشبوح والكرسي
- المشبوح والسياسة
- المشبوح والشيخوخة
- جثث في المقبرة
- الحصار
- رواية ( الارهابي)
- صدور رواية ( الولي الطالح بوتشمعيث)
- زمن الاحتجاج
- صائد المتشردين


المزيد.....




- رقم قياسي لمنزل فيلم Home Alone عند طرحه للبيع.. هذه آخر قيم ...
- بيت المدى يؤبن المخرج والمفكر السينمائي قيس الزبيدي
- مزيج أحزان البلقان والعثمانيين وأوروبا.. غناء سيفدالينكا الب ...
- وفاة -جولييت- بطلة الفيلم الرومانسي الشهير -روميو وجولييت-
- وفاة -جولييت- بطلة الفيلم الرومانسي الشهير -روميو وجوليت-
- تشريح الانهيار العربي والشخصي في تجربة مسرحيّ التسييس سعد ال ...
- أفضل المسلسلات العالمية في 2024.. نجوم السينما يغزون التلفزي ...
- لأقوي أفلام الكرتون.. استقبل تردد قناة كرتون نتورك على الناي ...
- دريد لحام يكشف جوانب من حياته الشخصية وزواجه من الفنانة صباح ...
- الهند تتصدر قائمة الأكثر نفوذا في مجال الفن على مستوى العالم ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الحسان عشاق - زقوم كرة القدم