إسلام حافظ
الحوار المتمدن-العدد: 8205 - 2024 / 12 / 28 - 14:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تمر علينا الذكرى الرابعة عشرة لثورة 25 يناير 2011، ذلك اليوم الذي استعدنا فيه وطننا من براثن القهر والظلم. خرجنا يومها نحمل قلوبنا في أيدينا، نهتف ضد الطغيان ونطالب بحقوقنا المسلوبة، نحلم بوطن حر، عادل، يحترم إنسانية شعبه. واليوم، ونحن في ظل حكم العسكر الذي صادر الثورة وأجهض أحلامنا، لا يزال الجرح مفتوحًا، والغضب متقدًا، والحلم حيًا.
كنا هناك في ميدان التحرير، وفي ميادين مصر الأخرى، نكسر حاجز الخوف الذي حاصرنا لعقود. كان الهتاف "الشعب يريد إسقاط النظام" ليس مجرد كلمات، بل صرخة حرية، إعلاناً بأننا لم نعد نقبل أن نُعامل كعبيد في وطننا. نجحنا في إسقاط رأس النظام، لكننا كنا نعلم أن الطريق طويل، وأن الدولة العميقة لن تتخلى عن سلطتها بسهولة.
جاء العسكر ليكملوا ما بدأه نظام مبارك من قمع وتهميش للشعب. ركبت المؤسسة العسكرية الموجة، وزعمت أنها حامية للثورة، بينما كانت تخطط لانتزاع السلطة بأي ثمن. ومع انقلاب 2013، ظهرت النوايا الحقيقية. عاد الاستبداد بأقسى صوره، وقُمعت الأصوات الحرة، وزُج بالثوار في السجون، وبيعت الأرض، وخُن الوطن.
اليوم، وبعد مرور 14 عامًا على تلك اللحظة المجيدة، يعيش المصريون واقعًا أشد قسوة مما كنا نحاربه. الغلاء ينهش الناس، الفقر يزداد، آلاف المعتقلين السياسيين يقبعون في الزنازين بلا تهم، والإخفاء القسري أصبح سياسة ممنهجة لتكميم الأفواه وترهيب كل من يحلم بالحرية. الكرامة تُسحق تحت أحذية النظام، والعدالة غائبة عن المشهد تمامًا. لكن هذا القهر لن يقتل الحلم. نحن نعلم أن الثورة ليست لحظة عابرة، بل هي مسار طويل من النضال والصمود.
لا تظنوا أن قبضتكم الحديدية ستدوم. التاريخ علمنا أن الشعوب لا تُهزم، وأن الظلم له نهاية. نحن نرى فشلكم كل يوم: في اقتصاد ينهار، وشعب يئن، وشرعية تآكلت. نحن لم ننسَ ولن ننسى.
ثورة يناير ليست ذكرى، إنها نبض في قلوبنا، شعلة لن تخبو. لا تخافوا، فالطغاة يخافون من أصواتكم. أعيدوا إحياء الحلم، تذكروا أنكم كسرتم حاجز الخوف ذات يوم، وأنكم قادرون على ذلك مجددًا.
لن نموت قبل أن نرى هذا الوطن حراً، ولن نتوقف حتى نستعيد كرامتنا. الثورة مستمرة، والحق أقوى من أي نظام.
#إسلام_حافظ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟