أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غالب احمد العمر - التوغل الإسرائيلي في الجنوب السوري: أبعاد أمنية وسياسية وصراع على الموارد















المزيد.....


التوغل الإسرائيلي في الجنوب السوري: أبعاد أمنية وسياسية وصراع على الموارد


غالب احمد العمر

الحوار المتمدن-العدد: 8205 - 2024 / 12 / 28 - 10:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التوغل الإسرائيلي في الجنوب السوري يعكس أبعادًا متعددة ترتبط بطبيعة الاستراتيجية الإسرائيلية، الديناميات الإقليمية، والتغيرات التي طرأت على المشهد السياسي في سوريا عقب الحرب. إذ يبدو أن التحركات الإسرائيلية تأتي في إطار استباقي ووقائي لضمان أمنها القومي وحماية حدودها الشمالية من أي تهديدات محتملة، سواء كانت من الميليشيات المدعومة من إيران أو الفصائل المسلحة غير المنضبطة.

يمكن تحليل التوغل الإسرائيلي في الجنوب السوري من عدة زوايا تتعلق بطبيعة الاستراتيجية الإسرائيلية، مع استكشاف نوايا ودوافع هذه التحركات من أبعاد مختلفة تشمل الجوانب الأمنية، السياسية، والاقتصادية

هل التقدم الإسرائيلي وقائي استباقي دافعه القلق والخوف؟

 إسرائيل لطالما اعتبرت الحدود الشمالية مع سوريا ولبنان نقطة ضعف استراتيجية بسبب وجود جماعات مثل حزب الله ونفوذ إيران. التقدم الإسرائيلي قد يكون استباقياً لمنع أي فراغ أمني أو تموضع لقوى معادية بعد سقوط النظام. هذا يعكس قلق إسرائيل من احتمالية ظهور جماعات غير منضبطة أو ميليشيات مدعومة إيرانياً في الجنوب السوري.

 

أو الخوف من نشوء نظام حكم يُقيم دولة قوية تخلف نظام الحكم الساقط، وتتمكن من بناء تحالفات استراتيجية تؤهلها للحصول على مكانة إقليمية ودولية في المستقبل، ويستمر في عداء إسرائيل ويرفض التطبيع معها.

وخير دليل على ذلك قيام إسرائيل، في لحظة إعلان سقوط النظام وفرار بشار الأسد إلى روسيا، بتدمير ترسانة الأسلحة للنظام الساقط عبر مئات الغارات الجوية، بالإضافة إلى استهداف البنية التحتية لقواعده العسكرية التي أصبحت رماداً.

الإنسان البسيط يتساءل: إذا كانت إسرائيل قادرة على استهداف النظام دون الرجوع إلى أحد، فلماذا وقفت مكتوفة الأيدي وهي تشاهد جيش النظام يقتل الشعب السوري، محولاً مدن سوريا إلى كتل من الخراب؟

الخشية من الانفلات الأمني: قد يكون دافع التقدم مرتبطاً بخوف من تهريب الأسلحة المتطورة أو تعزيز قواعد حزب الله قرب الجولان، ما يهدد الأمن الإسرائيلي.

هل التقدم جاء بعد تفاهمات واتفاقات سبقت سقوط النظام؟ التفاهمات المحتملة:  لا يمكن استبعاد وجود تفاهمات سرية بين إسرائيل وقوى دولية أو حتى بعض الأطراف الإقليمية، لضمان أن الجنوب السوري لن يتحول إلى منطقة نفوذ إيراني أو قاعدة انطلاق ضد إسرائيل.

تفاهمات مع فصائل محلية: هناك تقارير تشير إلى اتصالات إسرائيلية مع بعض الفصائل المحلية في الجنوب لتنسيق التحركات ومنع التصعيد.

.هل التقدم ضمن استراتيجية سابقة والآن حان وقت تطبيقها؟

استراتيجية طويلة الأمد: إسرائيل لديها تاريخ طويل في تبني استراتيجيات بعيدة المدى لتعزيز أمنها القومي. قد يكون التقدم الحالي جزءاً من استراتيجية قديمة وضعت في الاعتبار احتمال سقوط النظام السوري أو انحسار نفوذه. هذا يشمل تعزيز سيطرتها غير المباشرة على الجنوب السوري عبر دعم قوى محلية أو حتى خلق "منطقة عازلة".

الوقت المناسب: مع انهيار النظام السوري جزئياً أو انشغاله بحروب داخلية، رأت إسرائيل أن الفرصة سانحة لتنفيذ خططها دون مواجهة مقاومة فعلية من الدولة السورية.

هل التحركات الأخيرة تستهدف السيطرة على الثروة المائية في الجنوب السوري؟

العمليات العسكرية في الجنوب السوري أسفرت حتى الآن عن سيطرة إسرائيل على معظم مناطق الثروة المائية. لفهم أهمية هذه القضية، يجب التذكير بالحقائق التالية:

الجولان السوري، الذي يشكل 1% فقط من مساحة سوريا، يساهم بـ14% من مصادر المياه في البلاد.

الجولان يغطي أكثر من 30% من نسبة استهلاك إسرائيل للمياه.

بالسيطرة على حوض اليرموك، الذي يحتوي على نهر اليرموك، إلى جانب هضبة الجولان وجبل الشيخ، التي تحتوي مجتمعة على ما يزيد عن 3 مليارات متر مكعب من المياه، انعكس ذلك سلبًا على القطاع الزراعي في المنطقة، وأدى إلى انخفاض الحصة الفردية الاستهلاكية لمياه الشرب. ببساطة، أصبح الأمن المائي لجنوب سوريا تحت السيطرة الإسرائيلية.

هذا يعني أن القرار المتعلق بالمنطقة الجنوبية لم يعد سوريًا، بل أصبح ورقة ضغط بيد إسرائيل قد تُستخدم في المساومات السياسية مع الحكومة الانتقالية في دمشق.

البُعد التاريخي:

تاريخيًا، كانت المنطقة الجنوبية محور أحداث غيّرت مصير سوريا،

الفتح الإسلامي بدأ من الجنوب بعد انتصار المسلمين في معركة اليرموك في 15 آب 636 .

انهيار الدولة العثمانية في سوريا كان أيضًا من الجنوب، بعد دخول الأمير فيصل بن الحسين إلى دمشق في 29 أيلول 1918.

معارك الجنوب في 4 تموز 1187 كانت بداية نهاية الصليبيين في سوريا.

وبناءً على ذلك، تكتسب المنطقة الجنوبية أهمية استراتيجية تاريخية ومائية، مما يجعل السيطرة عليها نقطة تحول في تحديد مصير سوريا سياسيًا واقتصاديًا.

التحركات العسكرية الإسرائيلية في جنوب سوريا، والسيطرة على مناطق في القنيطرة وجبل الشيخ، تشير إلى سعي إسرائيل لتحقيق هدفها في إنشاء "منطقة دفاع خالصة" لتعزيز أمنها على حدود الجولان المحتل. وقد بررت إسرائيل هذه الإجراءات بوصفها خطوات مؤقتة تهدف إلى حماية حدودها في ظل التغيرات السياسية التي شهدتها سوريا عقب سقوط نظام الأسد.

عند النظر إلى ممارسات إسرائيل السابقة، مثل ضم الجولان، وما يظهر على أرض الواقع من تصريحات ومعطيات، يمكن القول إن هذه التحركات تندرج ضمن استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى ترسيخ سيطرتها على مناطق ذات أهمية أمنية واستراتيجية تحت ذريعة حماية أمنها القومي. هذا النهج يعكس السيناريو الذي شهدناه سابقاً عند ضم الجولان.

من خلال متابعة التحليلات والمقالات من مصادر غربية، يبدو أن هناك مؤشرات على أن إسرائيل تسعى إلى تحويل هذه التحركات إلى واقع دائم. وربما نرى في المستقبل منطقة آمنة وعازلة في الجنوب السوري تحت إدارة وتوجيه إسرائيلي، مشابهة للمنطقة الشمالية التي أقامتها تركيا.

مثل هذه المنطقة قد تُستخدم كحاجز جغرافي بين سوريا والمناطق المنزوعة السلاح، مع احتمالية دعم إسرائيل لإنشاء جيش محلي في تلك المنطقة، مما يضمن لها وجوداً طويلاً الأمد. كما يمكن أن تكون هذه المنطقة ورقة ضغط استراتيجية تستخدمها إسرائيل لتعطيل أو تقويض أي مشروع سياسي لا يتماشى مع رؤيتها المستقبلية لسوريا.

تحركات إسرائيل في الجنوب السوري تعكس استراتيجية شاملة تمتد أبعادها إلى الأمن والاقتصاد والسياسة. بينما تبرر إسرائيل خطواتها بأنها لحماية أمنها القومي، فإن المؤشرات على الأرض تشير إلى رغبتها في تحقيق مكاسب دائمة، سواء عبر السيطرة على الموارد المائية أو تعزيز نفوذها العسكري والسياسي في المنطقة. تبقى هذه التحركات جزءاً من مشهد معقد يتداخل فيه المحلي بالإقليمي والدولي، ما يجعل الجنوب السوري ساحة لتجاذبات قد تُحدد مصير سوريا في المرحلة المقبلة.

 

 



#غالب_احمد_العمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا بين الهيئنة والادلبة
- الديون البغيضة: أداة لقمع الشعوب ودعم الأنظمة الديكتاتورية
- خطط أزلام الأنظمة الاستبدادية بعد سقوطها: من التخريب الداخلي ...
- المحاسبة دون عقاب: آلية لتحقيق العدالة التصالحية والمصالحة ا ...
- قراءة في المشهد السوري الحالي
- أنت كوردي إذاً فإنت pkk!!!!
- قصة جحا
- المجرم بريء حتى وان ثبت اجرامه
- هوية مجتمع مقيد
- ثورتنا السورية
- ذبح جنيف2
- ثورة ام سياسة
- الاكراد بيت عزاء لاينتهي
- قراءة في سياسة الهيئة الكوردية العليا
- القصير قصة صمود لم تكتمل
- الوجه الحقبقي لpyd
- الاكراد من تهميش الى اقصاء


المزيد.....




- ماذا قال النقاد عن الجزء الثاني من مسلسل -لعبة الحبار-؟
- وسط تصعيد أمريكي مرتقب.. إيران تعلن 2025 عاماً مفصلياً في مل ...
- ماذا قال وزير خارجية سوريا الجديد عن العلاقة مع مصر؟
- على تلة سان كريستوبال في بيرو.. الشامان يباركون زعماء العالم ...
- القيادة الجديدة بسوريا: نتطلع لبناء علاقات استراتيجية مع مصر ...
- -بعد جدل عاصف-.. مقابلة مع ماسك تطيح برئيسة قسم في صحيفة -في ...
- الرقابة العسكرية سمحت بالنشر.. -قناة 12- العبرية تنشر تفاصيل ...
- ضابط سابق من كييف: الأوكرانيون يعتبرون الدولة عدوا لهم بسبب ...
- -حماس- تطالب بإرسال مراقبين أمميين إلى مستشفيات غزة -لتفنيد ...
- المعارضة في مولدوفا تنتقد الحكومة بسبب الزيادة المتوقعة لأسع ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غالب احمد العمر - التوغل الإسرائيلي في الجنوب السوري: أبعاد أمنية وسياسية وصراع على الموارد