محفوظ بجاوي
الحوار المتمدن-العدد: 8204 - 2024 / 12 / 27 - 15:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أنا مع بلادي، لكن هل لنا أن نفرق بين الوطن والمواطنة؟
الوطن: هو الأرض التي ننتمي إليها، بحدودها، تاريخها، وذكرياتها التي تسكن قلوبنا. هو المكان الذي نشعر فيه بالانتماء العاطفي والوجداني، حيث نكبر، نتعلم، ونحلم. هو الشجرة التي تغذي جذورنا بالهوية والانتماء.
المواطنة: هي مفهوم أعمق؛ العلاقة التبادلية بين الفرد والدولة. هي الحقوق التي يضمنها الوطن لكل مواطن، مثل الحرية، الكرامة، والتعليم، وهي أيضًا الواجبات التي يؤديها المواطن تجاه وطنه، كالدفاع عنه، احترام قوانينه، والمساهمة في بنائه. المواطنة لا تتوقف عند حدود الالتزام، بل تمتد إلى المشاركة الإيجابية التي تجعل المجتمع أكثر عدلاً وازدهارًا.
لكن السؤال الذي يجب أن نطرحه: هل نعيش في وطن يضمن لنا مواطنة حقيقية؟ المواطنة ليست مجرد وثائق تُثبت الانتماء، بل هي الشعور بالأمان في الوطن، والإحساس بأننا جميعًا متساوون أمام القانون. هي أن يشعر كل مواطن بأن له صوتًا مسموعًا، وحقًا مصانًا، وفرصة لتحقيق أحلامه.
لا يكفي أن نحب الوطن بالكلام والشعارات؛ بل يجب أن تتحقق المواطنة في أفعالنا وفي نظام الدولة نفسها، حيث تُرسَّخ قيم العدل والمساواة، ويصبح المواطن فاعلًا ومشاركًا في صنع مستقبل وطنه. الوطن هو الوجود، لكن المواطنة هي الحياة التي تجعل هذا الوجود ذا معنى.
فالحب الحقيقي للوطن لا يكون إلا بتحقيق المواطنة؛ تلك العلاقة التي تجعل الوطن حضنًا يحتضن الجميع، دون تمييز أو تهميش. عندما نعيش في وطن يعطي كل مواطن حقوقه، ويدعوه ليشارك في بناء مستقبله، حينها فقط يمكننا القول إننا نعيش المعنى الحقيقي للوطن والمواطنة.
لنتذكر دائمًا: الوطن يعطينا جذور الانتماء، والمواطنة تعطينا أجنحة الحرية والكرامة.
#محفوظ_بجاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟