|
في اصل العمل الفني و المصور المعاصر المتوحد
اية الانصاري
الحوار المتمدن-العدد: 8203 - 2024 / 12 / 26 - 22:08
المحور:
الادب والفن
اطلق في الفنان المعاصر تسمية المصور المتوحد التسمية التي اعتمدها ماركوزة و ادورنو و التوحد شكل من اشكال تراجيديا الفنان المعاصر كما يفسرها ادورنو و من التوحد ان يكون مستقل بمرجعياته التعبيرية من رؤياه الخاصة يضعها في (سياقات رمزية contexts ). بإملاءات اللاإرادية من اللاشعور اي نزعة (الابداع العفوي ) و اللآلية Automatism ، كما جرى مع فناني السريالية ، فكل نص تعبيري له سياق ينطوي على فهم ووعي الذات المؤلفة بذاتها ومحيطها تقيم حوارا داخليا ( مونولوج ذاتي ) لتتمم عملية الترجمة الصورية ، يقول بريتون " افتحوا الابواب واسعة امام الحلم و اخلوا المكان امام اللاإرادية سنرى الانسان على حقيقته .. غير مقيدين معتقين و محررين فنجرؤ اخيرا على التعرف الى رغباتنا .. وسنرى انفسنا كما نحن و كما يرانا من يريد " يكشف الفرد المستقل عن ذاته بحرية في انساق و اساليب تصويرية و من ثم يجد موقفه الجمالي الجديد المحدد ان المرء يتمثل في نصه و (عالمه الرمزي ) برأي غادامير ، و يرى هيدجر ان يعرف ذاته من خلال الانكفاء على الذات ويطرحها بنسق ترميزي ، ليكون لوغوس أيديولوجي (مابين المسبقة و المشروعة ) و منطلق للتقرير و الحكم على الظاهرة ، ومنطلقا لتفرده الانطولوجي وتوحدة الابداعي " ككيان يكشف نفسه كما هو، اي ينكشف و يسفر لنا عن وجهة على حقيقته الخاصة و وجوده الخاص. بل اصبح الشيء المعروف يرى على انه موضوع ..تقدمه الذات الواعية لنفسها. هكذا صار وضع العالم مربوطا بالذاتية الانسانية ربطا محكما صار متمركزا على الذات الانسانية. و صارت الفلسفة متمركزة على الوعي الانساني، و اطلق هيدجر على هذه الحالة اسم مذهب الذات الحديثmodern subjectism " الا ان هذا الانكفاء النسبي على الذات في دائرة مغلقة او الاستبعاد الذاتي عن حقل الثقافة ،هو ما اطلق عليه الانثروبولوجي فيكتور تيرنر (بالانفصال الهرمسي) يقول ان (الموقف الهرمسي) هو الموقف الذي يتخذه الفنان من خلال الابتعاد والانعزال عن حدود العالم الواقعي، الى رؤية تتجاوز المعالم الفينومينولوجية ، الى الرؤى التخيلية الرومنتيكية و السريالية و رؤى الاحلام و الهذيانات و الصنع التراكبي للشكل ناجم عن رؤية تخيلية خاصة، و مضامين تعبر عن نمط وجود اتيقي. اذن ( الانفصال الهرمسي) هو الحالة البينية لتداخل عوالم الحلم و الرؤى الذاتية التخيلية و الاحداث و الرؤى المادية الثابتة اوكما وصفها بريجسون بانفصال و تجرد Detachment يتجلى عنها اسلوب خاص و اصاله ابداعية و مع وصف ادونيس كمرادف لفضاء المجاز و الاستنطاق (بالبعد الايزوتيري) الباطني والخفي يتيح لخيال المؤلف ان يتحرر ان تنجلي اللامرئيات اللاشعورية ، العزلة الهرمسية او حالة الشطح الصوفي و ( الانخطاف ) الهذيانية التي تتكثف فيها الرؤى التخلية الايزوتيريه ، تجذر التفرد التأليفي والابداعي للفنان السريالي لأنه ككيان ينتقد المشهد التقليدي السائد في اسقاط الحكم الذاتي عليه "القدرة على الانفصال عن الوسط الاجتماعي للحكم عليه او الانسلاخ عن الثقافة المحيطة لرؤيتها وجعلها موضوعا للنقد و التقويم هي قدرة لا يتحلا بها الا القلة من المبدعين.. فالخروج من اقطار العالم الثقافي الذي نشأ المرء في كنفه .. مهمة هرمسية صميمة.. ان يتخذ موقفا تأويليا من وجوده الخاص ..في هذه الفجوة الفاصلة منطقة الافضاء يقف الانسان فيكتشف له شيء ما و يأتي نحوه حاملا الحضور و الشيء الحاضر معا في ان . على الانسان هنا الا يفعل بل ينفعل.. يصبح الانسان هرما اي حامل الرسالة .. فتح كيانه كله لعملية التجلي " اذن (العزلة الهرمسية) هي موقف بالاستبعاد الذاتي من الوسط الاجتماعي للحكم عليه تشكل( تحيزات الفرد prejudices) و (التحيز) هو حكم الذات المشروع على (الموضوع و المفهوم و المعنى المسبق ) كما فسره بول ريكور ، لتأسيس مرجعيه رمزية مبنية من ارتباطات مفاهيمية متداخلة، كما هو(جذمور) دولوز في سيرورة تأويلية و احالات المؤلف اللامتناهية(open-end ). كما تعد مسألة ( الانفتاح التأويلي) بتعبير هيدجر عملية لتفكيك التحيزات و المواقف العقلانية ، فيلغي كل ما هو تقليدي باللوحة المعاصرة. تعمد(حضور الذات الفاعلة) وملكة حكمها لتأسيس نص بصري متفرد ومتجددا شار اليه ادونيس بحضور في زمن نفسي تتجلى بها المعرفة الصوفية المتجسدة الى العالم كتجربة فريدة " ان تستجيب لهذا الحضور .. و ما يقتضيه هذا الحضور يتمثل في فرادة التجربة و في زمنيها المتميزة و هذه الزمنية.. هي ما انت فيه ما انت بوصفك فردا متميزا " ان المعرفة الصوفية ليست عقلية بل ذوقية و عليه تكون الموقف و (الاختلاف جمالي Aesthetic Differentiation )، فالعزلة الجمالية تتحقق بدورها من خلال بصيرة متفردة و تحديدا بتعبير هيدجر من خلال مبدأ (اللاتحجب *) بحيث تعبر الذات عن الوحدة الانطولوجية في اسلوب التموضع الصوري للموجود الذهني " ان الرد المتعالي يعطي هذا الانا المطلق و يؤكد امكانية ان تتأصل في الذاتية و عبرها موضوعية كل موضوع في بنيته الصالحة و مكونة الصالح اي في تركيبيته هكذا يتجلى الانا المتعالي من حيث هو الموجود المطلق الوحيد انطلاقا من طريقة وجود هذا الموجود المطلق . بمعنى من نوع الموضوع الخاص.. يكون الرد المتعالي في الوقت نفسه من حيث هو.. منهج تأصل هذا الموجود.. تقيم.. في الموضوع لأنها الموضوع بذاته " يشير امبرتو ايكو الى ما لا يدخل بصيغة واضحة منتج نصوص (غريبة) ، تعد ضاغطا في التحول المستمر في قيم الذوق الاستطيقي . و هي كما وصف ايكو حالة تفكيك والغاء مبدأ الهوية و المركزية الذاتية تفصل الذات عن الاخر باعتبار ان الذات تتحدث عن حقيقتها من خلال لغتها التأليفية الخاصة التجريبية و( متاهتها الهرمسية ) و عليه فالتمرد هو الرغبة بتدمير السريالية للخطاب العقلاني ، ان لاعقلانية السريالية ليست كخطاب لامعنى بل كونه نص غرضية- اللاغرضية ان تظهر بشاعة و تناقضات الواقع و تنتقده ليس في سبيل تحسينه بل لغرضية ذاتية خالصة كرسم صادق عن قضية المؤلف و قضايا المجتمع من وجهة نظر المؤلف و ها ما انطوت عليه الالية التلقائية ان تكون وسيلة لمعرفة الذات و طرح قضاياها من خيالات و رغبات و تساؤلات و تظهير لنمط الوجود الاتيقي المعزول ، و كاذب في ذات الوقت لأنه لا يشكل حقيقة ابستيمولوجية " في ضوء اخر غيابا- حضورا ، غياب انسان و حضور الآلة ، غياب القلب و حضور العقل ، غياب الطبيعة و حضور الصناعة " لتنحل في الكثرة الهويات المتعددة المتمايزة وتأويلاتها وفرضياتها وانتقاداتها و تتعدد الاتجاهات و التجارب الفردية المعزولة يقول امبرتو ايكو في تفرد التجربة الابداعية " فهذا الواحد يتحرك باعتباره مبدا للتناقض الكوني وباعتباره بؤرة تنتهي عندها كل المتناقضات يستعصي على اي تحديد .فهو كلا وعدما و منبعا اصيلا لكل شيء في اتجاه ربط كل شيء بأي شيء استنادا الى وجود نسيج لا ضابط له من المرجعيات المتبادلة.. فأن هذا العالم الذي تغزوه الذاتيات و يحكمه مبدأ التدليل الكوني ينتج انزلاقات دلالية لا تتوقف و من ثم فهو يحيل على اي مدلول.. احالة مبهمة على اي شيء اخر ." وعليه و انطلاقا من عزلة المصور بالنسبة الى انطولوجية هيدجر اوضحها في كتاب (اصل العمل الفني )، العزلة التي تجعل من الهوية في ( الاختلاف ) في ما انتجه العقل النوسي غرارا من الانخطاف و الانفصال الهرمسي , ليكون المصور المتوحد (مستشكلا كيانويا ) ومشكلا لصورة المتاهة الهرمسية بتكثيف معنى الوجود الجوهري من الذات الابوخية و تعليقها الظاهراتي في صورة بصرية و بنية فنية تستوعب الحقيقة الفردية * يقول هيدجر " العمل الفني هو الذي يجعل الفنان يبرز بوصفه فنانا . الفنان هو اصل العمل الفني و العمل الفني هو اصل الفنان . لا وجود لأحدهما دون الاخر . على انه في الوقت نفسه لا يجمل احدهما الاخر وحده الفنان و العمل الفني هما دائما في ذاتهما " و هو نمط (عناية بالذات) تمفصل الدازين الى بنية كيانوية مستشكلة بصريا ، تلزم ( عزما مستبقا) للانخراط مع الموجود القائم و تجاوز الانكفاء على الذات. اطلق على عملية خلق الدلالات (بالاشتراع) فالمعنى المنجز في العمل الفني هو عناية بالذات و نمط اشتراع معنى للوجود و الحقيقة الذاتية و عرضها الى الاخر و الاستفزاز الجمالي الذي يثيره النص السريالي معتمدا على ما يسمى( بالتقمص الانفعالي) او( التسرب الانفعالي) هي حالة ينتقل ما كثفته الذات المؤلفة من حقيقة وانفعال و قوة عاطفية لقارئ النص النشط ، ليصل التمييز الجمالي الفردي الى الاخر في ( فضاء المابين*) و من خلاله ينبني نمط حضور و هويه او استشكاله الكيانيوي ان يظهر من خلوته و حجبه لذاته. يقول هيدجر ان الخلوة تؤسس معنى الحدث، و المعنى البصري ينفذ من انفتاح الاحتجاب عن الخلوة و انغلاق الوجود " ان الدازين هو المعاناة الملحة للخلوة بمعنى للعنصر الحر غير الممنوع التابع للهنا حيث يحجب الوجود نفسه.. حقل الانسان المؤسس ضمن الدازين .. مؤسسا لحقيقة الوجود.. في العلافة مع الوجود في الانسان .. الدازين بوصفه خلوة مل اجل الاحتجاب .. ليس مجرد العلاقة بين الانسان و الوجود بل هو البين . الذي يبسطه الوجود بوصفه الحقل المفتوح للإنسان ..ان احتمال انفتاح الاحتجاب هو اكمال كينونة الوجود .. بهذا المعنى تحديدا هو خلوة الاحتجاب . التي يعمل داخلها التفكير في معنى " مثل تجربة دالي وتصاويره الهذيانية و( نشاطه البارانويparanoiac activity ) و جيريكو مع احيائه الفارغة وسلسلة اعمال بتصنيف موضوعي عن الميلانخوليا و الم الرحيل city escape صور الم الانفصال و الاستبعاد الطوعي بدلالة رمزية في احياء فارغة و في مراحل اخيره بصبغة تجريد هندسي من خلال مدلولات رمزية تضيفه الظلال والتماثيل المركزية " احيانا يتحد الافق بحائط يظهر خلفه صوت قطار يختفي ، فكل احساساتنا باللانهائية تكشف لنا من خلال الدقة الهندسية للمربع ثم نجد الحركات التي لا تنسى عندما تواجهنا بعض جوانب العالم و التي لا نستطيع رؤيتها. " ليستعير مجازيا مفهوم العزلة في اللاامكنة كما وصفها ليجيه، من خلال انساق مكانية ميتافيزيقية و فضاء هيتروتروبي فضاء العزلة الباطنية و يصور حال الفرد المعاصر المتوحد يقول ادونيس ان السريالية تقوم على المجاز و المتناقضات الدلالية من وحدات اللاشعور، فقد استعار دالي مجازيا مفهوم الزمن المفقود في لوحة اصرار الذاكرة ويقظة الذات وادراكها للتسارع في عصر الامبريالية و وضح من الشكل القبيح و المبتذل والمثير للاستغراب vulgarization ما يكتنفه من تصوراته ، و يختلج شعوراته ، وما يعتريه من تساؤلات ، و رينيه مارجريت والاستعارة المجازية عن الزمن الكورنولوجي المستعاد في لوحة( الزمن توقف 1932 ) ،و اعمال ماسون الذي عد الفن طريقة لتفسير العالم و خوان ميرو الذي عد النص معبر عن ما هو ابعد عن الاحلام ، فهي تعبر عن حركة الوجود مثل عمل الاعتدال و اشارات تغير الفصول و اعمال بدلالة رمزية عن العزلة الاجتماعية و الانخطاف او الانفصال الهرمسي مثل التشرد و سلسلة اعمال( التحولات ) و (الازالة او الاستبعاد ) و عمل ( الرسام و الزمن )، و ايف تانجي التي تعد صيغة التصويرية حالة نكوص عن مواقف من طفولته ( ولم يكن مصدره الا العالم الذاتي ) و قدم دالي التكوينات المرتبط بتفاسير فرويد عن النفس البشرية و اسماها (بالطبيعية السريالية) اللاواعية و مزارع خوان ميرو عن تهيؤات يمليها الخيال و تجسد صور الانخطاف الهرمسي عن الواقع، و الفورمات المعمارية في اعمال ام سي ايشر شكلت موضوعات مركزية من الاجسام المعمارية و بناءات هندسية معقدة ومتداخلة و مجموعة من اعمال كاي سيج كتمثيل استعاري صريح عن العزلة الاجتماعية و القلق و الاغتراب . فان جوهر الفن يقود الى اليقين و الحقيقة و الحقيقة هي عين الحرية كما وضح هيدجر و الحرية هي القيمة و القيمة تتجلى اتيقيا و استطيقيا في فضاء اختلاف تعبر فيه عن ارادة حرية برأي سارتر ،و شطح هرمسي كما يصطلح تيرنر، لتخلق حضورا لبنيات غياب تفكك المركزية مثل تأليفات فن اللافن و الهدم و التخريب مع تفكيكية دريرا ، لتكون مدلولات عن ذوات تقاسي الاغتراب و الم الانفصال والميلانخوليا "يستل نفسه من عالم القيم و القوانين و الاخلاقيا الوهمية و يعيش في عالمه البوهيمي الحر المغترب.. والاحساس بالاغتراب هو احساس انطولوجي وجودي مفعم بارادة الاختيار المتجسد برفض لكل قوى الوجود المهيمنة على حياة الانسانية . استطاع هذا الخطاب ان يجفز قوى تعبيرية هائلة تجسد ..في فنون التشكيل استطاعت ان تستثمر الاغتراب و العزلة و الاحساس بالعدم و الفناء بفعاليات مهمة في فن الرسم .. و فنون التشكيل للحداثة و ما بعدها " في علاقة المؤلف المنفرد في الخانة السوسيوثقافية نكشف عن اشكال الانغلاق و التمركز حول الذات التي كثفته براديغمات المعاصرة و قيمها الاستطيقية المؤسلبة، من الوعي بالانفصال عن الاخر وعن الذات ، الاغتراب السلبي بتعبير هيغل المصاحب للقلق المقضي للصراع في بؤرة الذات النفسية "يشعر الانسان مع عملية التحرر من الواقع المباشر.. بالألم اللامتناهي و الموت و الاحساس المؤلم بالعدم ..لأنه يمثل نفيا لكل شيء في الواقع.. نفي للوجود السلبي" و مع العدمية السلبية المتعينة بفنون التصوير الما بعد حداثية خاصة بين الحرب العالمية الاولى و الثانية. ناقلة مظهر الانحطاط الثقافي و تعميم قيم استاطيقية تماثل ديستوبيا و فوضى الواقع ، بتعبير ادرونو (استطيقا السلب واستطيقا القبيح) و مرجعها التمركز حول الذات السلبي، المتمثلة بالوحدة النفسية و الانهاء او التدمير الذاتي المصاحب القلق و اليأس ان الاغتراب هو ما يفسد القيم المجتمعية كما يرى ماركس ، لا متفق مع الموجود ينطبع عن واقع مؤلم للفرد، يقول غوته " الانسان لا يعرف نفسه الا بقدر ما يعرف العالم الذي لا يدركه الا في ذاته و لا بدرك ذاته الا فيه" اطلق بيرس على علامات التمايز الاغترابية هذه كنظام سيموطيقي وجمالي مغلق تؤثر بتغلغل الشكل الغريب في حقول التواجد ، واشار اليها بول ريكور و اطلق عليها (المباعدة الاستلابية*) تغرب و تعزل الذوات الى ( افاق مغلقة )،وهي مباعدة ولامبالاة بالتقويم و الحكم فان فكرة التغريب الشكلي والصدمة الجمالية المحققة مقابل عرض تشخيص ذاتي ، ليمثل (حدث مؤسلب) بتعبير ريكور ، يقول ان هذا الحدث هو الاسلبة بذاتها ، كحدث منفلت و الاسلبة تجربة مصاغة و اثر يأخذ شكلا فريد للأسلوب و حالة المؤلف و سلوكه العقلي والاجتماعي، فالمباعدة الاستلابية ترمز الى اغتراب الفردانية المعاصرة، يقول " ان اثر الاسلبة يأخذ الشكل الفريد .. وتجمع نظرية الاسلوب خاصيتي الحدث و المعنى يعرض الاسلوب زمنيا بغتة مثل فرد فريد.. الاسلوب تنمية رأي.. في اثر ما . يرسم و يحمس بفرادته ، خاصية الاسلوب الحديثة لكن الحدث لا يبحث عن مكان ما خارج شكل الاثر نفسه و اذا كان الفرد متعذر الامساك به نظريا فان التعرف عليه كفرادة تقدم و بناء ممكن جوابا على حالة محددة.. ولأن الاسلوب عمل يفّرد اي ينتج الفردي فأنه .. يحدد مؤلفه هكذا تنتمي كلمة مؤلف الى الاسلوبية ..و الانسان ينفرد بإنتاج اثار.. فريدة" بالتالي المباعدة الجمالية للفردانية المحجوز عليها من قبل الموضوع وارتباطه بالحقل الكرونولوجي* تحقق هوية متناقضة وجدانيا ambissive كم يطلق عليها سيجموند فرويد ، تتداخل الوحدات الماضية مع الوحدات المهجنة للتلاحم الثقافي والمدخلات المفاهيمية للسيرورة التاريخية و المعرفية فينشأ عنها اعادة تقييم القيم ، و تتولد على غرارها القطيعات التصويرية كمظهر معرفي للذوات المغتربة المتشظية يقول بيير بورديو " ان الجزء او الشظية هو شكل خاص و منعزل يصبح صورة العلاقة الشاملة بين التخصص و الواقع الغريب.. فهو يقلب فضاءه الداخلي عبر الممارسات التي يربط بينها و يقلب استراتيجيات المكان العمومي " . يكون به الفن ممثلا نسبيا عن آفاق تعبير حرة و تبقى الذات محصورة و محجوره في ما هو مقبول للبراديغم الاتيقي السوسيولوجي. اشار غادامير بعبارة ( تراجيديا الفنان المعاصر ) ليفسر العزلة السلبية و الوعي الجمالي المغترب ، هو ان يضع انتاج الثقافة كحل مرضي للقلق الانطولوجي ، فالاستطيقيات المعاصرة بانها فهما ذاتيا و تجاوبا لتجربة ( الذات في العالم) فغادامير ينطلق من رؤى فينومينولوجية لمسألة ان تأصيل مكونات المجتمع و الماضي في الذات المنكئفة . فهو يرى ان الذات حبيسة نفسها و المكونات المفروضة من ( روح العصر ) اما ان تهمل الاغتراب بالتضامن الاجتماعي و التخلي عن العزلة او تتعايش معه كذات انانية فوضوية "تقوم استاطيقيا القبح.. على نقد كل اشكال.. الطوباويات الحالمة.. انما يكون فنا حزينا حاملا للآلام المتراكمة في ذاكرة الانسانية الحديثة ووعيها.. حسب ادرونو ليس الفن موضوعا للتواصل ولا للتأويل انما هو الشكل الوحيد المتبقي للإنسان الحديث من اجل فضح قبح العالم و الام البشر بداخله ، ان الفن يدخل الفوضى على نظام المجتمع الحالي.. لذا فهو في جوهره ينشط ضربا من المكبوت . لمصالحة الانسان مع الطبيعة و مع نفسه" .
قائمة المصادر والدبرج ، باتريك ، السريالية دراسة تاريخية ، تر: الحياة التشكيلية ، مجلة الحياة التشكيلية ، المصدر السابق نفسه ، ص100 ، 101 . البسيوني ، محمد ، الفن في القرن العشرين ، المصدر السابق نفسه، ص 153 . صالح ، امين ، السوريالية في عيون المرايا ، دار الفارابي ، بيروت ، ط2 ، 2010 ، ص114 . نادو ، موريس ، تاريخ السريالية ،تر: نتيجة الحلاق ، المصدر السابق نفسه ، ص 17 . ادونيس ، الصوفية و السوريالية ، بيروت ، دار الساقي ، 1997 ، ص 125 . مصطفى ، عادل ، فهم الفهم، القاهرة ، دار رؤية ، ط1 ، 2007 ، ص 244 .* هرمس : اسطورة رسول اله اغريقية ارتبط بالمنهج الهرمينوطيقي ، كيان معرفي يقوم بواسطة بين دنياوين ويقف جسرا بين عالمين عالم غامض مستغلق و هو عالم النص و عالم واضح المعالم محدد القسمات مبذول المعنى العالم القائم الذي نألفه ، و هرمس الوسيط المراسل بين زيوس و البشر . الهة الاحلام , ووسيط بين اليقظة و الحلم. ابراهيم ، زكريا ، فلسفة الفن في الفكر المعاصر ، مصر ، مكتبة مصر ، 1988 ، ص 19 . ادونيس ، الصوفية و السوريالية ، المصدر السابق نفسه ، ص 54 . مصطفى ، عادل ، فهم الفهم، المصدر السابق نفسه ، ص 27 ، 28 . * الانفتاح التأويلي :- بالنسبة لهيدجر ان الحقيقة في ماهيتها حرية . ما ينفتح حرا من كل قيود متعاليا على ما هو شيئي ، الحرية ضامن لتعيين فضاء الانفتاح و موضع المنفتح . يحتاج الدازين الى الحرية لما تتعالق مع الحقيقة دفعا لانكشافه , الحرية في تعدي الجسدي و المادي الى الفكر و الذات المفكرة الى التأمل فالانسان سيد على حريته . فيرادف مفهوم الحقيقة مع مفهوم اليقين و العزلة في رؤيات الحفيقة كما قام نيتشه بتفكيك مفهوم الحقيقة على أساس إرادة القوة التي جادل فيها بأنه " لا توجد حقيقة في الأصل بل مجرد علاقات قوة بين أطراف تتباين في قدرتها على فرض رؤاها" و يقول ريتشارد رورتي "أن الحقيقة تصنع لا تكتشف ". فان يمتلك الانسان القدرة على تصور الفكرة و الحقيقة هي جوهر الحرية الفكرية و العزلة الباطنية ، بفضلها يمكن الانسان الانفتاح على المنفتح . والحرية تمتلك من الوجود امكانيات انكشاف الموجود في كليته . ليتجه الانسان الى المنفتح بوصفه حائزا على حريته امتلكته في جانب اخر لتأكيد وجوده لاخاص و قدرته على العلو و ممارسة تجربة الانفتاح . تصبح الحرية و القيقة انفتاح يحقق ظهور الوجود. كحرية تجاه ما هو متجل في اخضاع المنفتح ، و لهذا يتوصل الى ان الفن جوهر الحرية و اخضاع المنفتح في محاولات توصلها الى الحقيقة، و الفن وسيلة لسيطرة الذات المبدعة على الوجود . الفريوي ، علي الحبيب ، مارتن هيدجر الفن و الحقيقة او الانهاء الفينومينولوجي لليمتافيزيقيا ، لبنان ، دار الفارابي ، ط1 ، 2008 ، ص 94 ، 95 ، 96 . ادونيس ، الصوفية و السوريالية ، المصدر السابق نفسه ، ص 116 .* اللاتحجب :- هو ان تأويل الحقيقة بوصفها اليقين المعرفي عن الوجود ، و انجلاء الحقيقة و انكشاف عن جوانب من الحضور الاصيل ، و اللاتحجب هو صدقية التصور و التعبير و المثول الحاضر في التفكير و القول . و هو انكشاف ماهو يدور حول الحضور الذاتي التي تحتم نوع من الانكفاء من خلاله يكفل اللاتحجب و يظهر من حضوره. هيدجر ، مارتن ، نهاية الفلسفة و مهمة التفكير ، تر: وعد علي الرحية ، سوريا ، دار التكوين ، ط1 ، 2016 ، ص 77. هيدجر ، مارتن ، نهاية الفلسفة و مهمة التفكير ، تر: وعد علي الرحية ، سوريا ، دار التكوين ، ط1 ، 2016 ، ص 64 ، 65 . ايكو ، امبرتو ، التأويل والتأويل المفرط ، تر: ناصر الحلواني ، سوريا ، مركز الانماء الحضاري ، ط1 ،2009 ، ص 38. رزبرج ، نيكولاس ، توجهات ما بعد الحداثة ، تر: ناجي رشوان ، القاهرة ، المجلس الاعلى للثقافة ، ط1 ، 2002 ، ص 106 ، 107 . انظر ايضا : آل وادي ، علي شناوة ، رحاب خضير عبادي ، استطيقا المهمش في فن ما بعد الحداثة ، المصدر السابق نفسه ، ص 119 . صالح ، امين ، السوريالية في عيون المرايا ، المصدر السابق نفسه ، ص93 . ادونيس ، الصوفية و السوريالية، المصدر السابق نفسه ، ص 32 . ايكو ، امبرتو ، الـتأـويل بين السيميائية والتفكيكية ، تر::سعيد بنكراد ، المغرب ، المصدر السابق نفسه ، ص 118 ، 119 .* لأن الفن موجه الى الوجود من الوجود النوعي المؤلف . فالفن يحمل صفات الموجود و شكل من اشكال ادراكه للموجودات والتنوع الشعوري ، مؤسسا للبنية الفنية . و كمثال يتناول هيدجر لوحة الاحذية لفان كوخ و هو يعد الاحذية جوهر الاداة الحقيقي الذي تجسم من خلاله عالم الحياة الريفية و الفلاحين ، و هذه وظيفة الفن ان تجسد حقيقة الموجود ، فلا يجسد حالة الفنان بل يفتتح عالما خاصه به منغلقا على نفسه معبرا عن نوعية موجودات . و يمثل لااحتجاب او ( نزع الخفاء ) Ent-bergan لعالم الفلاحين و فهمه من قبل الذات العارفة لفان كوخ الامر ان لا يتعلق في العمل الفني بأعادة التعبير عن الموجود المفرد الحاضر في كل مرة . و انما يتعلق الامر بالتعبير عن الجوهر العام للاشياء ." ان العمل الفني يفتتح وجود الموجود على طريقته و يتم هذا الافتتاح في العمل الفني بمعنى الكشف . بمعنى حقيقة الموجود . تضع نفسها في العمل الفني . الفن و هو وضع الحقيقة نفسها في العمل الفني.. الحقيقة نفسها التي تحدث.. بصفتها فننا.. معنى عبارة وضع النفس في العمل الفني " اهيدجر ، مارتن ، اصل العمل الفني ، تر: ابو العيد ، كولونيا ، منشورات الجمل ، ط1 ، 2003 ، ص 89. هيدجر ، مارتن ، اصل العمل الفني ، تر: ابو العيد دودو ، كولونيا ، منشورات الجمل ، ط1 ، 2003 ، ص 58 .* فضاء المابين يقوم التمييز الجمالي لانه لا يكون تمييزا الا اذا ظهر من فضاء تأليفي معزول .الى فضاء يصل الفرديات ليؤسس الدازين ويحقق عبوره في فضاءات الاختلاف الفردية الى الاخر المؤول.هو ما يحقق العزلة التكوينية للفنان المبدع و العزلة التأويلية للقارئ . فالاخر متضمن كموضوع وعي كونه قارئا مستقلا بسقف توقعاته و مسافته الجمالية وعليه له تمييزه الاستطيقي المستقل . المسكيني ، فتحي ، نقد العقل التأويلي او فلسفة الاله الاخير ، المصدر السابق نفسه ، ص 283 ، 284 . المسكيني ، فتحي ، نقد العقل التأويلي او فلسفة الاله الاخير ، المصدر السابق نفسه ، ص 438 . البسيوني ، محمد ، الفن في القرن العشرين ، المصدر السابق نفسه، ص 165 . انظر في ذلك : علام ، نعمت اسماعيل ، فنون الغرب في العصور الحديثة ، المصدر السابق نفسه ، ص 185 . والدبرج ، باتريك ، السريالية دراسة تاريخية ، تر: الحياة التشكيلية ، مجلة الحياة التشكيلية ، المصدر السابق نفسه ، ص 118 سبيفاك ، جاتريا ، كريستوفر نوريس ، صور دريدا ثلاثة مقالات عن التفكيك ، تر: حسام نايل ، المصدر السابق نفسه ، ص 89. صالح ، امين ، السوريالية في عيون المرايا المصدر السابق نفسه ، ص 246 . ابراهيم ، زكريا ، مشكلات فلسفية : مشكلة البنية ، المصدر السابق نفسه ، ص 160. ابراهيم ، زكريا ، مشكلات فلسفية : مشكلة البنية ، المصدر السابق نفسه ، ص 170 . والدبرج ، باتريك ، السريالية دراسة تاريخية ، تر: الحياة التشكيلية ، مجلة الحياة التشكيلية ، المصدر السابق نفسه ، ص102 . ستروك ، جون ، البنيوية وما بعدها ، تر: محمد عصفور، المصدر السابق نفسه ، ص 142 . اوزياس ، جان ماري ، البنيوية ، تر: ميخائيل ابراهيم مخول ، المصدر السابق نفسه ، ص 212 . *في الاختلاف و التكرار : ليست الصلة بين الاختلاف والتكرار مثلما هي بين المتجانس و لا المتجانس المشابه او لا المشابه انما هي في تجاوز للتعارض لصالح ما يتمثل من خلال الفكر ، الاختلاف كاختلاف بين شيئين و التكرار كتكرار لحالات و مرات و لكن في الحالتين ينقص الاختلاف و التكرار معا لانه يتم استيعابهما عن طريق موقف اصلي من الهوية ، الاختلاف يعني الابتعاد عن الهوية المفترضة و التكرار يعني اعادة انتاج نسخة او نموذج و يهدف نقد الفكر التمثل الى ازاحته من اجل بلوغ اختلاف ايجابي و تأكيدي و تكرار مبدع بعيد عن المظاهر السطحية المجردة ، الاختلاف هو ما به المعطى يعطى بما هو متنوع ليس الاختلاف لاظاهرة انما نومين الظاهرة ، يسمح العالم الموضوعي بانتاج ذاتي للجدة و الابداع .و التكرار الوجود هة نفسه تكرار و اعادة بدء الكائن و التكرار هو قدرة الاختلاف و التخالف اما انه يكثف الفرادات و اما انه ينوع الفضاءات .. بواسطة انماط تذويت Subjectivition فالتكرار هو كلية الفريد ضد عمومية الخاص . دولوز ، جيل ، الاختلاف و التكرار ، تر: وفاء شعبان ، بيروت ، المنظمة العربية للترجمة ، ط1 ، 2009 ، ص ، 31 ، 32 . حدجامي، عادل ، فلسفة جيل دولوز عن الوجود و الاختلاف، المغرب دار توبقال للنشر ، ط1 ، 2012 ، ص 36 ، 37 . هاوزر ، ارنولد ، فلسفة تاريخ الفن ، تر: رمزي عبدة جرجس ، المصدر السابق نفسه ، ص 55 . هاوزر ، ارنولد ، فلسفة تاريخ الفن ، تر: رمزي عبدة جرجس ، المصدر السابق نفسه ، ص64 . مولر ، جي اي ، فرانك ايلغر ، مئة عام من الرسم الحديث ، تر: فخري خليل ، المصدر السابق نفسه ، ص 123 . محمد ، بلاسم ، و نجم حيدر ، شغب الفن القبول و الرفض ، دار الكتب العلمية للطباعة و النشرو التوزيع ، العراق ، 2019، ص155 . بسطاويي ، رمضان ، جماليات الفنون و فلسفة تاريخ الفن عند هيغل، بيروت ، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع ، ط1، 1992 ، ص 75 ، 76 . هوركهايمر ، ماكس ، جدل التنوير ، تر: جورج كتورة ، طرابلس ، دار اويا للطباعة والنر ، ط1 ، 2006 ، ص 56 . فروم ، اريك ، ما وراء الاوهام ،تر: صلاح حاتم ، المصدر السابق نفسه ، ص 74 .* المباعدة الاستلابية : يعين بول ريكور ثلاثة انواع من الانفصالات الجمالية ،
#اية_الانصاري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جون بول سارتر في فكرة الظاهرة ووجود الظاهرة
المزيد.....
-
-بندقية أبي-.. نضال وهوية عبر أجيال
-
سربند حبيب حين ينهل من الطفولة وحكايات الجدة والمخيلة الكردي
...
-
لِمَن تحت قدَميها جنان الرؤوف الرحيم
-
مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي.. رحيل المفكر البحريني م
...
-
رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري
-
وفاة الممثل الأميركي هدسون جوزيف ميك عن عمر 16 عاما إثر حادث
...
-
وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه
...
-
تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بل
...
-
تنبؤات بابا فانغا: صراع مدمر وكوارث تهدد البشرية.. فهل يكون
...
-
محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|