أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - نحن في حالة ضياع وتيه















المزيد.....


نحن في حالة ضياع وتيه


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 8203 - 2024 / 12 / 26 - 21:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بقلم :- راسم عبيدات
لا رؤيا ولا استراتيجة موحدتين،ولا قيادات ترتقي الى مستوى المخاطر والتحديات،والجميع يريد ان يثبت أنه الصح المطلق،او مالك الحقيقة المطلقة،وهناك من يرى في نفسه ظل الله على أرضه،ومالك لمفاتيح الجنة والنار،له الحق في التكفير والتخوين ومنح صكوك الغفران،وان الباقي متأمرين على الوطن،وطن ضاع ويضيع بين خلافاتنا الداخلية،وبين مشاكل واحتراب عشائري وقبلي وأسري،ودم يسفك كل يوم وثمنه "فنجان القهوة" السحري،وخطب عصماء عن المحبة والتسامح والكرم العربي الأصيل،تغيب في وقت المعارك العشائرية والقبلية،وتكشف عن عقليات "موغلة" في العشائرية والقبلية والجهوية، لا مساءلة ولا محاسبة ولا اعادة تربية ولا اعادة تأهيل وتثقيف،وفساد مستشري يضرب الذيل قبل الرأس،ودين يُختطف ويوظف لخدمة اجندات ومصالح وأنظمة،وشعب "مطحون" تائه اعياه الفقر والجوع وبحثه عن لقمة العيش المغمسة بالدم في ظل إحتلال يذيقه الويل في حواجز وبوابات الذل.
لا اعرف متى نستطيع الخروج من مرحلة بعد القاع،التي وصلنا اليها،ووصلت اليها كل دولنا العربية، التي لم تعد لا فلسطين ولا مقدساتها ،لا بوصلتها ولا قضيتها المركزية،دعونا من الشعارات والخطابات ودغدغة العواطف والمشاعر،فهناك من كان في خطاباته النارية،تشعر بأن تحرير فلسطين على يديه قاب قوسين او أدنى،ولتجد أنه فقط راقص على كل الحبال ،واخر همه فلسطين وشعبها وقضيتها.
حتى اسس الصراع تم العبث بها وحرفها عن قواعدها،بل الكثير من هذه الدول تتحللت من التزاماتها القومية والوطنية،وأضحى التطبيع مع اسرائيل واحد من أهدافها، دول تحتل وتدمر وتقسم وتجزأ،ومشاريع استعمارية تتقدم،ونحن متمترسين حول ماضوية قبل 15 قرناً،مذهبية مقيتة "سنة وشيعة"،وكأننا نُصر على ان نغرق في التيه والضياع، والمأساة بأن هناك فضائيات ووسائل اعلام، بإمكانياتها المالية الضخمة، تخترق وعي هذه الشعوب المطحونة،و"تفلتر" وتضخ لها معلومات واخبار وتقارير ،بهدف تعميق الإنقسامات والخلافات في صفوفها،واستمرار حرف بوصلتها ،نحن أصبحنا كمن يرى الذئب ويقص على أثره،الفصائل في زمن الثورة والمد القومي والوطني،كانت لديها رؤيا واضحة،حول معسكري الأعداء والأصدقاء،وما هو استراتيجي وما هو تكتيكي،وكان لديها ثوابت ومواقف وبوصلة لا تحيد عنها، اليوم تغيب البوصلة والرؤيا ،ونقف امام قيادات تعتاش على تاريخ وارث احزابها،وسمعة وثورية قياداتها التاريخية،لم تعد الأحزاب جاذبة للناس ولا حتى منتجة،بل هي أقرب الى منظمات " الأنجزة" والتي باتت تخترقها وتسعى ان تكون البديل عنها،بل هناك حالة عزوف وتراجع عن الإقبال عليها،نحن نغرق في تيه الجهل والتخلف والغيبيات،والهروب من مواجهة مشاكلنا،نواجها بالأدعية،ونعود بالتاريخ الى ماضوية نتغنى بها،لا نعمل لحاضرنا ولا نرسم افاق لمستقبلنا، كلنا خبراء ومنظرين،ولكن في إطار الفعل والتطبيق، لا تجد من يريد ان يعمل أو يفعل أو يسهم في التغيير، كلنا خبراء تشخيص وطرح حلول،ولكن الكل يغيب عن تطبيق الحلول وترجمتها في أرض الواقع، لم تعد الأحزاب تستقطب النخب المجتمعية فكرية وثقافية واكاديمية واعلامية،اما النخب الفلسفية،فالفلسفة باتت حرام شرعاً ،لأنها تقود الى الكفر ،بل أصبحنا اسرى ورش العمل ولقاءات العصف الذهني ومخرجات لا يجري ترجمتها ولا تطبيقها،نتغنى بشعارات الوحدة الوطنية وننتظر ان تأتينا الحلول السحرية من الخارج، قضيتنا واحزابنا يلعب في ملاعبها الكثيرون ،من قلب تلك الأحزاب ومن خارجها، حتى بت على قناعة تامة بأن انهاء الإنقسام واستعادة الوحدة ليست في أيدينا،بل نحن دمى نتحرك خدمة لأطراف خارجية، تريد لنا ان نستمر في التيه الى يوم يبعثون ،واخشى ان نضيع كما ضاعت سوريا،وكما ضاع من قبلها العراق وليبيا والسودان ،المخططات والمشاريع الإستعمارية امريكية واوروبية غربية تتقدم في المنطقة ،ومشاريع تقسيم المقسم من أرضنا على خطوط المذهبية والطائفية والأثنية والعرقية مستمرة ومتواصلة،ونحن نصفق لها ونعتبرها انتصارات وإنجازات،ونريد دول ودساتير تتحدث عن الطوائف وحماية حقوق الأقليات، وفي مجتمعاتهم يتحدثون عن المواطنة،أي وطن للجميع بغض النظر عن العرق والدين واللون والجنس،نحن تربينا على نظام المحاصصة والعشائرية والقبلية،وحتى أن بعض الجهلة والمتخلفين والمحجور على عقولهم،يريدون الهاء الشعب عن قضاياه المركزية،نحو توافه الأمور،هل مسموح ان تعيد على اشقاء وأبناء الوطن في أعيادهم ام لا ..؟؟،نحن "نوغل" في التيه ونغرق ونحرق كل اشرعة سفننا،ومن يخرقون السفينة ويحطمون أشرعتها كثر ،ومن يعملون على الرتق أقلية، وانا أقول بكل الوضوح " اتسع الخرق على الراتق" ونحن دمر ذاتنا،فهل نجد ثلة من المخلصين الأوفياء الذين تتقدم مصالح الوطن على مصالحهم ومصالح قبائلهم وعشائرهم وطوائفهم واحزابهم،أم سنستمر في التيه والضياع،حتى نصل مرحلة التبعثر والتفرق والتفكك والإندثار.
ومن هنا أقول بأن ما يجري في مخيم جنين،تعبير عن عمق أزماتنا،وحالة الإنهيار التي وصلنا اليها،ومهما تكن الخلافات ،لا يجوز ان تصل بنا الأمور الى الحد فرض حصار على المخيم،تحت حجج وذرائع فرض القانون والنظام ومحاسبة الخارجين عن القانون، ونحن ندرك بأن المخيم بكل أطيافه،لم يكن في يوم من الأيام حاضنة للخارجين عن القانون ،بل دوماً كان المخيم العنوان الأبرز على الصعيدين الوطني والكفاحي،ولذلك هذه معركة الخاسر فيها الوطن ،والمستفيد منها من هو على بعد عدة كليو مترات ،يستبيح المخيمات والمدن والبلدات المجاورة،يقتل ويجرح ويعتقل ويدمر ويعد لمخططات الطرد والتهجير ، ولذلك أقول احفظوا للمخيم هيبته وكرامته،واحفظوا للوطن وحدته الوطنية، إن بقي هناك وحدة وطنية،وكما يقول المأثور الشعبي العناد كفر، فإستمرار الحملة على مخيم جنين، هي خسارة كبرى ،لا يمكن ان يمحوها الزمن، ومن يعتقد بأنه في هذه الحملة يحمي مصالحه،او ما يسمونه حماية المشروع الوطني،فهو واهم،فلا أمريكا ولا اسرائيل ،ستعطي شعبنا حقوقاً او دولة،وهي تمارس التطهير العرقي والتهويد والضم ونفي وجود شعب فلسطيني،بل ما يريدونه المزيد من الفوضى والإقتتال في الشارع الفلسطيني،حتى يحققوا اهدافهم ومشاريعهم.

فلسطين – القدس المحتلة
26/12/2024
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ارض الميلاد للسنة الثانية تغيب عنها احتفالات الميلاد
- سوريا يعاد صياغتها بالحديد والنار ودخلت مرحلة التقسيم
- بسقوط سوريا المنطقة ستدخل العصر الأمريكي- الإسرائيلي
- اما -كرت- احمر في وجه التركي،وإلا فالخسارة كبيرة وشاملة
- أنقرة تنوب عن تل ابيب في الحرب على سوريا
- ما الذي يعنيه قرار الجنائية الدولية بحق قادة دولة الإحتلال.. ...
- ما الذي سيتغير بعد الإنتخابات الأمريكية ...؟؟
- لا وقف إطلاق نار قريب على الجبهتين اللبنانية وجبهة قطاع غزة
- زيارات هوكشتين وبلينكن لزوم ما لا يلزم
- هل تمارس الإدارات الأمريكية الصدق لمرة واحدة..؟؟
- اللبنانيون يتوحدون تحت شعار الأولوية لوقف إطلاق النار
- لبنان أمام حرب تموز ثانية أمريكية – اسرائيلية
- نتنياهو لمحو ذكرى السابع من اكتوبر
- أمريكا واسرائيل بين الرد وعدم الرد
- -رياح الشمال- في مواجهة الحرب المفتوحة
- قراءة أولية في خطاب نصر الله
- تفجير أجهزة- البيجر-،ضربة تحت الحزام ولكن..؟؟؟
- اسرائيل تفضل الحسم العسكري إقليميا على الحسم العسكري فلسطيني ...
- ماذا بقي في جعبة السحرةنتنياهو وبن غفير وسموتريتش
- اسرائيل وامريكا خطة تفاوضية متقنة


المزيد.....




- مدير مستشفى كمال عدوان بغزة: قوات إسرائيلية تحاصرنا وتأمرنا ...
- صرح فريد لا تحلق فوقه الطائرات!
- الهند تعلن الحداد 7 أيام
- الرئيس الصربي: وساطة الصين جيدة في التسوية الأوكرانية
- جريمة في جامعة مصرية
- مصر.. شركة كبيرة تثير أزمة بإشارة على أحد منتجاتها
- وزير خارجية سلوفاكيا: تصريح بوتين عن المفاوضات حول أوكرانيا ...
- إصابة إسرائيلية بجروح حرجة في عملية طعن قرب تل أبيب
- المقاتلة إف-15.. لهذا استخدمتها إسرائيل لقصف اليمن
- إحياء ذكرى سامر أبو دقة في متحف قطر الوطني بصوت ابنه زين


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - نحن في حالة ضياع وتيه