الاستعمار الثقافي أخطر من الاستعمار العسكري

ديار الهرمزي

الحوار المتمدن-العدد: 8203 - 2024 / 12 / 26 - 13:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الاستعمار الثقافي ينهش في جسد الأمة الإسلامية وحذاري ثم حذاري منه، لأنه أخطر أنواع الاستعمار حيث لا يعتمد على السيطرة العسكرية أو الاقتصادية فقط بل يستهدف العقول والقيم والهوية الثقافية للأمة.

مفهوم الاستعمار الثقافي

تعريفه:
الاستعمار الثقافي هو عملية ممنهجة تهدف إلى فرض ثقافة المستعمر على المجتمع المستهدف مما يؤدي إلى إضعاف هويته الثقافية واستبدال قيمه ومعتقداته بقيم ومعتقدات غريبة عنه.

أهدافه:
1. طمس الهوية الثقافية للأمة.
2. تعزيز الهيمنة الفكرية والسياسية للمستعمر.
3. خلق أجيال تابعة فكريًا وثقافيًا.

كيف ينهش الاستعمار الثقافي في جسد الأمة الإسلامية؟

استهداف اللغة:
السعي لطمس اللغة العربية، لغة القرآن واستبدالها بلغات المستعمر أو لهجات محلية تُفقد الأمة تماسكها الثقافي.
الترويج لضعف اللغة العربية في العلم والتكنولوجيا مما يضعف ثقة الأمة بلغتها.

تشويه القيم الإسلامية:
محاربة القيم الإسلامية التي تدعو إلى الأخلاق، العدالة والتعاون واستبدالها بثقافة مادية تدعو إلى الفردية والاستهلاك.
نشر الأفكار الإلحادية أو التشكيك في ثوابت الدين الإسلامي.

فرض أنماط حياة دخيلة:
الترويج لثقافة الترفيه الغربي المبتذلة على حساب القيم الثقافية الأصيلة.
فرض نماذج اقتصادية وسياسية تُلائم مصالح المستعمر على حساب التنمية المحلية.

السيطرة على التعليم والإعلام:
استهداف مناهج التعليم لتفريغها من المكونات الدينية والتاريخية والثقافية.
التحكم بالإعلام لترويج نمط حياة مادي بعيد عن الهوية الإسلامية.

نشر الانقسام والفرقة:
تعزيز النزعات القومية والطائفية على حساب الوحدة الإسلامية مما يؤدي إلى تفتيت المجتمعات الإسلامية.

خلق صراع بين الثقافات المحلية والوافدة لتشتيت الانتباه عن الأهداف الحقيقية للاستعمار الثقافي.

خطورة الاستعمار الثقافي

فقدان الهوية:
يفقد الفرد ارتباطه بثقافته الأصلية مما يؤدي إلى ضياع الانتماء والقيم.

تبعية فكرية:
تتحول الأمة إلى تابعة فكريًا للمستعمر مما يعزز الهيمنة الثقافية والسياسية عليه.

إضعاف الإرادة السياسية والاجتماعية:
تُصبح الأمة غير قادرة على مواجهة التحديات بسبب تفكيك قيمها ووحدتها.

التلاشي التدريجي للثقافة الإسلامية:
مع الوقت تضعف الثقافة الإسلامية لصالح ثقافات دخيلة، مما يؤدي إلى انهيار الروابط المجتمعية.

الحذر والمواجهة

تعزيز الهوية الإسلامية:
إعادة الاعتبار للغة العربية في التعليم والإعلام.
الاهتمام بتعليم القيم والمبادئ الإسلامية.

تقوية التعليم:
تطوير مناهج تعليمية تستند إلى القيم الإسلامية مع الانفتاح الواعي على العلوم الحديثة.

الوعي الإعلامي:
إنشاء محتوى إعلامي يعزز القيم الإسلامية وينافس المحتوى المستورد.

الوحدة الإسلامية:
العمل على تعزيز الوحدة بين الشعوب الإسلامية لمواجهة التحديات الثقافية.

الاستقلال الثقافي:
دعم الإنتاج الثقافي المحلي في الأدب والفن والعلوم.

الاستعمار الثقافي أخطر من الاستعمار العسكري لأنه يُهاجم الأمة من الداخل في أفكارها وقيمها.

الحذر من هذا النوع من الاستعمار ليس مجرد خيار بل واجب على كل فرد ومجتمع للحفاظ على الهوية الإسلامية والثقافة الأصيلة.

حذاري ثم حذاري لأن استسلام الأمة لهذا الاستعمار يعني خسارتها لأعظم كنوزها: الدين، اللغة، والقيم.

#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات