أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - الحاضنة الاجتماعية والثقافية والدينية والاعلامية للإرهاب















المزيد.....


الحاضنة الاجتماعية والثقافية والدينية والاعلامية للإرهاب


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 8203 - 2024 / 12 / 26 - 10:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نعم للاستعمار والاستكبار دور بل ودور كبير ورئيسي في كل ما يحدث في بلادنا ؛ الا ان خطط الاستعمار والاستكبار والاعداء الخارجيين لا تنجح لولا وجود العملاء والخونة المحليين , وما من مجتمع الا وتوجد فيه هذه النماذج السيئة الا ان النسب تختلف بين مجتمع واخر ؛ تبعا لعدة عوامل مؤثرة , ولعل المجتمعات المتناشزة والتي تضم الكثير من الاجانب والغرباء والدخلاء أكثر عرضة للخيانة والتآمر الداخلي من غيرها ؛ وذلك بسبب ضعفها وتفككها وعدم انسجام مكوناتها وشخصياتها ؛ ولعل هذه الاسباب هي التي دعت البعض لتطهير المجتمعات من الجاليات الاجنبية والغرباء والدخلاء ؛ حفظا منهم على النسيج الاجتماعي والهوية الوطنية والامن القومي .
قد خرجت جيوش الاستعمار العسكرية من البلدان الا ان نفوذ الاستعمار لا زال قائما ؛ فقد أوجد المستعمر والمحتل جيوش من العملاء والوكلاء فضلا عن المراكز والتجمعات والقيادات السياسية والدينية والثقافية والاجتماعية لتحل محل الجيوش العسكرية الاجنبية ؛ تتحدث باسم الوطن ولكن إخلاصها للمستعمر والمستكبر والعدو الخارجي ؛ فالاستعمار خرج بالياته العسكرية فقط، وبقي بفكره ووكلائه في كل مؤسسة من مؤسسات البلدان المحتلة سابقا إلا القليل او ما رحم ربي ؛ وادعياء الوطنية والقومية والقضية والاسلامية والعلمانية يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم ؛ نعم : لا يَخدعَنكَ هُتاف القومِ بالوَطَنِ *** فالقومُ في السرِّ غير القومِ في العَلَن ؟!
تعاون الاستعمار الخارجي والاستحمار الداخلي على الحاق افدح الاضرار بالعراق والامة والاغلبية العراقية ؛ وقد أولى الاستعمار والاستكبار والاعداء ملف تفتيت الجبهة الداخلية وتدمير اللحمة والاواصر الاجتماعية وتغييب الهوية الجمعية الوطنية وضرب الوحدة الاسلامية والاخوة العربية أهمية خاصة ؛ لانهم اصحاب المبدأ الهدام ( فرق تسد ) فهم يعرفوا أكثر من غيرهم خطر الوحدة الداخلية عليهم ودورها في افشال مخططاتهم ؛ لذلك عملوا على السيطرة التامة او غير المباشرة على مراكز القرار السياسية والدينية والثقافية والاعلامية والاقتصادية وغيرها ؛ لذا تراهم مرة : يروجون للمثلية والتحلل والاباحية بحجة الحريات الشخصية , ومرة اخرى : يحثون الناس على اعتناق الافكار الدينية والعقائد الاسلامية والرؤى الطائفية المتشددة , وثالثة : يقومون بتشجيع المواطنين والمسلمين على خوض النقاشات السياسية العقيمة والدينية الهدامة ونشر فضائح هذا الطرف او ذاك , واللعب على الاوتار الطائفية والعنصرية والعرقية والمناطقية والفئوية , وضرب الشيعة بالسنة وضرب المسلمين باليهود ؛ واختلاق المسرحيات السياسية والقصص المفبركة الدينية والاعلامية ؛ لإثارة الفتن والقلاقل والاضطرابات ؛ وافتعال الاكاذيب والافتراءات والصراعات , والترويج للشخصيات التافهة والعميلة والمسيئة للذوق العام , ومحاربة الاصوات الحرة واستبعاد الشخصيات الوطنية والنزيهة والشريفة , وتسفيه الافكار البناءة والرؤى الوطنية والاطروحات المفيدة ... الخ ؛ وهكذا دواليك ؛ فهم بالمرصاد للوطن والمواطن ولكل ما هو وطني .
وللأسف الشديد تمكن الاعداء والمحتلون والساسة ورجال الدين العملاء ؛ من هدم روابط الأمة الإسلامية والعربية ووحدة الصف الوطني , وتغييب الوعي السياسي وتهميش الهوية الوطنية والعربية والاسلامية وقتل الروح الحضارية والتاريخية في نفوس ابناء الامة العراقية ؛ ومما مر بك تعرف السر في وضع الرجل غير المناسب في المكان المناسب واستبعاد المواطنين الاصلاء وتهميش الشرفاء وخنق الاصوات الوطنية والوحدوية والمدنية والمسالمة والواعية ؛ وهذه السياسة الشيطانية تذكرنا بسياسة اسلافهم الاستعمارية الخبيثة ؛ ففي أمريكا الجنوبية عندما ثار الأهلون على المستعمرين الإسبان كتب القائد العام إلى ملكه يبشره بانتصار جيشه في إحدى المعارك، وكان مما قال في تلك الرسالة التاريخية: (إنه عامل المتعلمين من أبناء البلاد معاملة العصاة وقضى عليهم قضاء ومحاهم محواً، وإنه استأصل بهذه الصورة فكرة التمرد والعصيان من جذورها استئصالاً تاماً)...!!
ونتيجة للسياسات الاستعمارية والطائفية تغير سلوك البعض من ابناء الامة العراقية ؛ ولعل النسبة كبيرة , فقد تأثر ابناء الفئة الهجينة والطائفة السنية الكريمة والقومية الكردية بتلك الدعوات الاستعمارية والتربية العنصرية والمناطقية الضيقة والعقائد والفتاوى الطائفية المتعصبة والتكفيرية الاجرامية ؛ مما حول محافظات الشمال والغربية الى اوكار لزمر الاجرام وشراذم الارهاب والعصابات والمافيات الانفصالية والمرتبطة بالقوى الدولية والمخابرات الخارجية ؛ وهذه العوامل سرعت من سقوط المحافظات والمناطق السنية وغيرها بيد الارهاب والاجانب والغرباء , واضحى الذبح والسلخ والقتل والتعذيب لأبناء الاغلبية والطائفة الشيعية وتهجيرهم وتدمير دورهم وسرقة ممتلكاتهم واستئصالهم سلوكا اعتياديا وشعارا دينيا ومخططا سياسيا متبعا ؛ فصاروا لا يستنكرون الجرائم المقززة والمجازر البشعة؛ بل ويدعوا كذبا و زورا ان المقتول هو القاتل والضحية هو السبب ؛ او يقيدوا الجريمة ضد فاعل مجهول كعادتهم ؛ وبسبب ماكنة الاعلام المسموم والتوجيه الطائفي والعنصري المستمر , لا يراجعوا حساباتهم ولا يقيموا تصرفاتهم ولا يصححوا اخطائهم ولا يقلعوا عن جرائمهم ... ؛ فالأبواق الطائفية والمواقع التكفيرية والفضائيات الخبيثة و منصات الاعلام و وسائل التواصل الاجتماعي المشبوهة والمنكوسة تبث السموم العنصرية والاحقاد الطائفية والنعرات المناطقية والفئوية وتشجع على العصيان والتمرد والعنف والتخريب ... .
وقد تركت هذه الخلطة السياسية الطائفية العنصرية الهجينة المنكوسة ؛ أسوء الاثار الاجتماعية والثقافية والسلوكية ؛ فبإعدام صدام لم تعدم الصدامية ؛ فالعقلية الصدامية الاجرامية باقية والبيئة الحاضنة هي هي ؛ و الاجيال فيها تتوالد وتتكاثر على نفس المنهج الاعوج والسيرة الاجرامية ؛ وعليه لا تستغرب من مجزرة سبايكر الرهيبة لانها تحصيل حاصل ونتيجة طبيعية لكل تلك المقدمات ؛ وعلى الرغم من اختفاء حزب البعث الا ان الحالة والشعارات والسلوكيات البعثية لا زالت تتحرك كالأفعى الرقطاء وتتلون حسب المقتضيات كالحرباء , واندحار الحركات الارهابية وهزيمة الفصائل التكفيرية والتنظيمات الطائفية في المعارك ؛ لا يعني تخلص القوم من هذه الامراض والعقد ؛ فالطائفية راسخة في نفوسهم بل ويعتبروها منقبة وعقيدة يتقربون بها الى الله ؛ ولو كانوا صادقين فيما يدعون لسمحوا للحكومة والاجهزة الامنية والحشد الشعبي باستئصال تلك المجاميع الطائفية والشراذم والزمر الارهابية ... ؛ فما ان يقترب الجيش العراقي من اوكارهم الشيطانية وتجمعاتهم الاجرامية حتى تقوم وسائل الاعلام بافتعال المسرحيات المفبركة والاكاذيب والافتراءات السمجة , وتبدأ شعارات : (( حاربوا الجيش الصفوي والمليشيات الايرانية والغرباء وجيش المالكي والحرس الوثني ... الخ ؛ فضلا عن الصراخ ب : واسلامها وسنة رسول الله , وصدامها , انقذوا السنة من الابادة ومن كلاب ايران ... الخ )) وهكذا دواليك وفي كل مرة تسلم الجرة , وترجع حليمة الى عادتها القديمة , ويستمر الطائفيون ويتمدد الصداميون ويتكاثر الارهابيون , ويبقى الوطن مهددا منهم الى ان يشاء الله والولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا والغرب والصهاينة والانظمة الاقليمية والعربية الحاقدة ...!!



#رياض_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مطاردة اصحاب (الحلال) ؟!
- عمليات مسخ الشخصية العراقية
- الاعلام المتحيز الهجين
- الفرق بين الاصلاء وبين اشباه الحرباء
- حروب هزلية بأدوار كوميدية ونتائج كارثية ؟!
- بشار الاسد والرقص مع الأفاعي
- تغدوا بتركيا قبل لا تتعشى بالعراق
- حياة الناس رهينة بيد الارهاب ؟!
- المستنقع السوري والسيناريوهات المتعددة والاحتمالات المفتوحة
- تقارير دولية مكذوبة وتصنيفات خارجية مغلوطة تستهدف العراق
- تعداد سكاني ... ولكن ؟
- امة عراقية بلا طائفية ولا عنصرية ولا قومية
- اما ان نحكمكم او نقتلكم ؟!
- الجاليات الاجنبية والعمالة الخارجية والمجنسون يمثلون خطرا عل ...
- الارهاب الورقة الرابحة بيد الامريكان والصهاينة
- الكذبة الدجالون والمرتزقة المدلسون
- السياسي بين تحديات الواقع الراهن والرؤية المستقبلية الواعدة
- لم ولن اخضع لمقص الرقيب او سطوة المؤدلج
- التعاون الارهابي والتنسيق الاجرامي بين الامريكان والصهاينة
- رحل الصديق (ابو مسلم الساعدي ) دون وداع


المزيد.....




- فيديو جديد من داخل الطائرة الأذربيجانية يظهر ما حدث لجناحها ...
- -حزب الله- يدين بشدة الهجمات الإسرائيلية على اليمن بمشاركة أ ...
- الكويت: ضبط 1.8 حبة كبتاغون داخل مقاعد وطاولات قهوة
- عدد خطوات المشي المطلوب يوميا لمكافحة الاكتئاب
- -النسر الأصلع- يصبح رسمياً الطائر الوطني للولايات المتحدة بع ...
- الجيش الإسرائيلي يؤكد شنّ غارات على مواقع متفرقة في اليمن
- قفزة في بلاغات الجرائم الإلكترونية بالمغرب.. وخبراء يكشفون ا ...
- دعوات أمريكية لمنع عودة ترامب إلى السلطة والرئيس المنتخب يحذ ...
- بوتين: الأوكرانيون -يعاقبون أوروبا- و-يعضون يدها-
- سحب الجنسية الكويتية من 3700 حالة جديدة


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - الحاضنة الاجتماعية والثقافية والدينية والاعلامية للإرهاب