أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رشيد غويلب - مؤتمر واسع لمؤسسة روزا لوكسمبورغ الأزمة العالمية وصعود اليمين المتطرف















المزيد.....


مؤتمر واسع لمؤسسة روزا لوكسمبورغ الأزمة العالمية وصعود اليمين المتطرف


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 8203 - 2024 / 12 / 26 - 02:06
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


حول الازمة العالمية وصعود اليمين المتطرف، نظمت مؤسسة روزا لوكسمبورغ الالمانية التابعة لحزب اليسار الالماني في 15 – 17 تشرين الثاني 2024 ، مؤتمرا نظريا موسعا بعنوان: "فهم الوحوش. الفاشية والرأسمالية الخضراء والاشتراكية”، اتسم بمشاركة نخبة من المفكرين والباحثين من الولايات المتحدة الامريكية وأوربا وبلدان الجنوب .

من النتائج المهمة التي تم التوصل اليها في بداية المؤتمر، هي ان المناقشات حول الفاشية في المانيا تختلف عن نظيرتها في اليسار العالمي. يجري التأكيد في المانيا على خطورة القطيعة الاستبدادية مع المؤسسات ودولة القانون، في حين اعطت المساهمات العالمية الاولوية لاستمرارية بين الرأسمالية الليبرالية والرأسمالية الاستبدادية.

في المساهمة الرئيسية في جلسة الافتتاح، كانت الفيلسوفة الامريكية ناسي فريزر، حريصة جدا على تحليل فوز ترامب، بوصفه تطرفا لما هو قائم وليس تجاوزا له. ووفقا لفريزر، تعد الترامبية حتى الآن بمثابة "فترة خلو العرش"، أي فترة انتقالية ذات نتائج مفتوحة. لقد انتهت أخيراً "الليبرالية الجديدة التقدمية"، التي مثلها الرؤساء كلينتون وأوباما وبايدن، والتي تم التعبير عنها في مزيج من سياسة اقتصادية صديقة جدا لرأس المال مع سياسة اعتراف (غير المادي) تجاه النساء والسود. واضافت أن "إعادة توحيد الكتلة المهيمنة" أمر غير مرجح. وفي الوقت نفسه، من غير الواضح أيضا ما إذا كان ترامب سيكون قادرا على إنشاء كتلة جديدة قابلة للحياة.

وبالإشارة إلى كتابها الأخير، تحدثت فريزر بهذا المعنى عن "استمرار تفكيك" النظام واستمرار فقدان شرعية السلطة. تستخدم الاشتراكية النسوية فريزر مصطلح “أكلة لحوم البشر” لوصف ميل النظام، والذي يتجلى بشكل خاص في الليبرالية الجديدة، إلى تدمير أسسه البيئية والاجتماعية.

المشكلة بالنسبة لترامب، الذي تغلب على كامالا هاريس، حتى في الأوساط غير البيضاء من الطبقة العاملة، هي أنه لن يتمكن من الوفاء بوعوده المركزية. ومن غير المرجح إعادة تنشيط الصناعات التحويلية في الولايات المتحدة الأمريكية؛ مقابل امكانية تسارع التضخم نتيجة لارتفاع التعريفات الكمركية ومكافحة الهجرة. وبالتالي فإن نجاح الكتلة اليمينية المتطرفة على المدى الطويل يعتمد على قدرة اليسار طرح بديل. لقد شكلت الحركة الديمقراطية الاجتماعية الجديدة بقيادة السيناتور المستقل بيرني ساندرز ديناميكية مثيرة للاهتمام في عام 2016، ولكن،"لا يوجد، في الأفق، خليفة جدير بالثقة "، للسيناتور اليساري البالغ الآن ( 83 عام)

ورأت الخبيرة الاقتصادية كلارا ماتي، التي عملت سابقا في المدرسة الجديدة في نيويورك وستترأس، اعتبارا من عام 2025 ،"مركز الاقتصادات غير التقليدية" المنشأ حديثا في جامعة تولسا/أوكلاهوما ، في انتخاب ترامب، استمرارية أكبر للتمزق، على الرغم من تأكيدها على أن الجوانب الدولية أصبحت أكثر بروزا. ومثل العديد من اليساريين الأمريكيين، تعتبر الخبيرة الاقتصادية الإيطالية المولد تصرفات إسرائيل في غزة تعبيرا عن سيادة النزعات الفاشية في المعسكر الغربي وتحدثت في مؤتمر عن "همجية الإبادة الجماعية". عندما يتم اصطياد الأطفال وقتلهم عمدا بواسطة الطائرات المسيرة، كما وصفها الطبيب الجراح نظام مامودي في البرلمان البريطاني بعد مهمته في غزة، ان هذه الابادة تعبير عن تطرف الحكم البرجوازي، الذي تتحمل حكومة جو بايدن مسؤوليته.

وفي محاضرتها، التي كانت ذات طابع تعبوي سياسي أكثر مما هو أكاديمي، والتي روجت فيها لحركة جديدة مناهضة للحرب، حددت ماتي التقشف باعتباره سمة اقتصادية لهذا التطرف. ويجب أن يُفهم هذا في النهاية على أنه استراتيجية سياسية. إذا كان 79 في المائة من مواطني الولايات المتحدة ليس لديهم احتياطيات لحالات المرض ويتعين عليهم الجري من عمل مأجور إلى آخر، فإن هذا، وفقا لماتي، يساهم في الحفاظ على العلاقات الطبقية القائمة. وبنفس الطريقة، يجب أيضا مناقشة التضخم وسياسة أسعار الفائدة المرتفعة كأدوات سياسية، أي أدوات تأديبية. وبهذا المعنى، فإن الاستبداد المخيف في عهد ترامب هو مجرد خطوة أخرى لإبقاء الطبقات الدنيا تحت السيطرة وخفض تكاليف العمال. وفي الوقت الذي روجت فيه الخبيرة الاقتصادية الإيطالية الأمريكية كلارا ماتي لحركة دولية مناهضة للحرب. دعت البريطانية غريس بلاكيلي إلى وضع مسألة التوزيع في قلب الجدل السياسي.

بعد هذه البداية النضالية إلى حد ما، تم إجراء تحليلات فردية ملموسة في ما مجموعه 12 ورشة عمل وطاولة مستديرة، وبين آخرين، ناقش العالمان السياسيان بيرغيت ماهنكوبف وماريو كاندياس الفشل الوشيك للرأسمالية الخضراء، وناقش المؤلف البريطاني ريتشارد سيمور وبيرغيت سوير من جامعة فيينا نقاط التحول في التطور الاستبدادي. وناقش عالم الاجتماع الأوكراني فولوديمير إيشتشنكو مع جيني سيمون النظام العالمي والأزمات المتعددة. وناقشت مجموعات العمل الأخرى التي انعقدت بالتوازي أيضا آثار الذكاء الاصطناعي على الإنتاج والتكاثر، واستراتيجيات التحول في الصناعة والعلاقة بين مناهضة العنصرية والصراعات الطبقية. وفي ورشة العمل حول "إلغاء العولمة"، تحدثت الهندية راديكا ديساي عن سياسة الصين، وهو ما اثار امتعاض البعض، ارتباطا بـ"القمع" الممارس في الدولة الواقعة في شرق آسيا، لكنه أعطى انطباعا واقعيا عن الصين، وعن كيفية قراءة المواجهة الجيوسياسية في الجنوب العالمي اليوم.

كتشخيص للعصر، كانت المساهمات مفيدة للغاية. لكن من الملاحظ ان الاستراتيجيات المضادة نوقشت على الهامش. وهذا ما عكسته المناقشة الختامية، التي حملت عنوان "من الرعب إلى الأمل". وعلى الرغم من التأكيد على ان عدم وجود بديل يساري، يمثل شرط أساسي لنجاح اليمين المتطرف الانتخابي، إلا أن الرئيسة المشاركة لحزب اليسار الالماني المنتخبة حديثا إينيس شفيردتنر، اكدت في الجلسة الختامية على أن على الحزب التركيز بالكامل على الدفاع عن دولة الرفاه في الحملة الانتخابية للانتخابات المبكرة التي ستجري في نهاية شباط المقبل، ولم تطرح اجابات على كيف أن تجاهل الدوافع الرئيسية للأزمة، وعدم المساواة العالمية، والأزمة البيئية، والحرب، والتخلي عن سردية خاصة باليسار سيخلق الأمل؟ وما يثير المخاوف، ان حزب اليسار، وبسبب الخوف من خوض الصراع، سيظل حبيس التردد الذي ميزه في السنوات الأخيرة.

وكانت المساهمة الأكثر اثارة للخبيرة الاقتصادية البريطانية جريس بلاكيلي، التي ساعدت في بناء حركة الزخم التي قادها زعيم حزب العمال السابق جيريمي كوربين قبل عقد من الزمن،. عرضت بلاكيلي، لأول مرة بالتفصيل، العلاقة بين الأزمات البيئية والاجتماعية: في ضوء التحولات المناخية المتطرفة وندرة الموارد، ستتفاقم الصعوبات المادية على مستوى العالم. وفي أوقات تراجع الرخاء، تصبح قضايا التوزيع أكثر أهمية. لقد فهم اليمين المتطرف ذلك، ولذلك يضع قضايا مثل الهجرة أو الدعم المفرط المفترض للعاطلين عن العمل في قلب سياساته، لذا، يجب على اليسار أن يعالج مسألة إعادة التوزيع، كما ترى بلاكيلي.

وفي الختام سيكون النجاح ممكنا، اذا تحرك اليسار نحو الأمام. إن المشروع المضاد الوحيد الجدير بالثقة ضد سيادة النزعات الفاشية هو سياسة تعزز إعادة التوزيع والتضامن العالمي. لا يمكن للسياسة اليسارية أن تنتهي، في أوقات تدويل العلاقات الطبقية، عند حدود الدولة الوطنية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عن تقرير نشر في جريدة "نويز دويجلاند" الألمانية في 22 تشرين الثاني 2024



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرلمان الكولومبي يقر قانونا يحظر زواج القاصرات
- الموقف العنصري تجاه الكرد أحد مفرداته / تركيا تريد تحديد ملا ...
- هل يقود كوربين حزباً يسارياً جديداً في بريطانيا؟
- جمعية اليسار الماركسي في ألمانيا.. حملة للتضامن مع نضال حزب ...
- المحكمة الدستورية تلغي نتائج الانتخابات الرئاسية في رومانيا
- سوريا بين الحلم الديمقراطي والسيناريو العراقي
- رسالة من كلارا زيتكن تعكس قلقها على الحركة الشيوعية
- الحرب في سوريا وخطط إعادة تشكيل الشرق الأوسط
- في كوريا الجنوبية الصراع يتواصل بين الرئيس والمعارضة
- الاتحاد الأوربي يضاعف إنفاقه العسكري خلال 10 سنوات
- قراءة نظرية تاريخية لحركات إلغاء العبودية وعقوبة الإعدام
- أسئلة برؤية يسارية مستقبلية
- مرشح تحالف اليسار رئيسا لجمهورية الأورغواي
- بعد رفض اعتراضات دولة الاحتلال على اختصاصها / المحكمة الجنائ ...
- على الرغم من هزيمة الديمقراطيين في الانتخابات الأمريكية.. إع ...
- فوز ترامب يكمن في فشل هاريس وهزيمتها*
- بعد الفوز برئاسة البلاد / تحالف اليسار السريلانكي يفوز في ال ...
- لتجميع القوى في المواجهة مع اليمين المتطرف / بودابست تضيّف م ...
- نهاية التحالف الحاكم في ألمانيا
- مرشح اليسار في أورغواي يتصدر جولة الانتخابات الرئاسية الاولى


المزيد.....




- يقدمون القرابين لـ-باتشاماما-.. شاهد كيف يعيش بوليفيون بمناز ...
- انفجار هائل ثم حريق خارج عن السيطرة.. شاهد ما حدث لمنزل صباح ...
- قتلى وجرحى فلسطينيين في خان يونس
- ترامب ويطالب بضم كندا والسيطرة على قناة بنما
- لافروف لـ RT: أحمد الشرع يتعرض لضغوط كبيرة من الغرب الساعي ل ...
- فنلندا تحقق في دور سفينة أجنبية بعد انقطاع كابل كهرباء تحت ا ...
- جثثهم تفحّمت.. غارة إسرائيلية تقتل 5 صحفيين في النصيرات بقطا ...
- تركيا توجه تحذيرا لوحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا
- صورة لـ-شجرة عيد الميلاد الفضائية-
- -اتفاقية مينسك لم تكن محاولة-.. لافروف يقدم نصيحة لمبعوث ترا ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رشيد غويلب - مؤتمر واسع لمؤسسة روزا لوكسمبورغ الأزمة العالمية وصعود اليمين المتطرف