أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - بعد ليفربول 1974:الفيلم التلفزيوني الأول لمايكل هاينكه















المزيد.....


بعد ليفربول 1974:الفيلم التلفزيوني الأول لمايكل هاينكه


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 8203 - 2024 / 12 / 26 - 00:50
المحور: الادب والفن
    


يفتتح مايكل هاينكه فيلمه هذا على مقولة لجان لوك غودار:
الفلاسفة والمخرجين لديهم طريقة محددة مشتركة...نظرة محددة للنظر الى العالم
مايكل هاينكة في أول عمل تلفزيوني له يقتبس من جان لوك غودار،المخرج ألكثر صعوبة من بين كل مخرجين الموجة الجديدة،لكن،وقبل ان نعرج على احداث الفيلم اكثر،نقول ان هاينكه لم يقتبس فقط الكلام من جان لوك غودار،بل اقتبس كل مظاهر الشكل،بحيث بدا الفيلم صناعة غودارية خالصة،لكن من حيث الموضوع فهو ثوري الى ابعد حدود...
تصورو بان نصف الفيلم ونقول عنه بأنه فيلم لغوي...؟!
ومن ناحية اكثر تفصيلا ان نقول:ان فيلم مايكل هاينكه الأول هو فيلم عن عقم اللغة...
لنعرج على اللقطة الأولى للفيلم علما ان اي وصف للفيلم بكلمة لقطة فهو خاطئ من اساسه،لأن اساس الفيلم المطلق هو الحوار...او بالاحرى هي الكلمات
زوجين،لا نعرف من هما ولا اي شيء عن خلفياتهما ولا حتى ان كانا متزوجين اصلا،وهما في السرير في وضع انتهاء الجنس:
هو:هل كنت جيدا
هي :ماذا تقصد بكلمة جيد
هو:هل استمتعت بذلك...؟!
هي:انا دائما استمتع بذلك...؟!
هو:نعم...لكن؟!
هي:نعم...لكن لماذا؟!
هو:أنت دائما تستمتعين به...؟!
هي:نعم...اعتقد ذلك
هو:مع اي شخص...؟!
هي:أنا لا افعلها مع اي شخص
هو:اقصد اي شخص انت نفعلينه معه
هي:بطريقة،أو بطريقة اخرى...نعم
هو:انت تستمتعين دائما بنفس الطريقة...؟!
هي:بالطبع...ليس بنفس الطريقة
هو:اقصد بشكل متساوي
هي:أممم...في بعض الاحيان تكون افضل من الأخرى
هو:بعض الاشخاص افضل...؟!
هي:بعض الاشخاص في بعض الاحيان افضل من بعض الاشخاص في احيان اخرى
هو:حسنا
هي:ما الذي تريد ان تعرفه...؟!
هو:أنت لا تتحدثين كثيرا عن ذلك...
هي:ما الذي تريد ان تعرفه...؟!
هو:هل استمتعت بذلك...؟!
هي:قلت لك...نعم
هو:دعيني انهي كلامي
هي:اعذرني...انا آسفة
من الواضح ان الذكر،الرجل يحاول ان يجد صيغة تفضيلية عن اي رجل آخر على انها غير مهتمة بهذه الصيغة،ولكن ايضا،فالفيلم ليس فيه حبكة من اساسه...هو فيلم عن منطق اللغة،أو دعونا نقول اللغة المحشورة في زاوية معينة...متقولبة ضمن وجهة نظر معينة.
وتحقيقا،فهو افضل فيلم على الاطلاق ناقش موضوع امكانيات اللغة في تحقيق تواصل من نوع معين...نحن في خضم اقتراب من تلك المناظرة الشهيرة التي حدثت ذات مرة بين نعوم تشومسكي وميشيل فوكو...
قلنا ان الفيلم من حيث الأسلوب المتبع غوداري خالص،أو قل غوداري حتى النخاع،ويحتفي هاينكه بكل غودار،فهناك فيلم(ذكر/انثى) يظهر لأكثر من مرة في الفيلم...بما ان هاينكه يعتمد على اللوحة المكتوبة-وهوالاسلوب المنسوب اصلا لغودار والذي استخدمه ناغيسا اوشيما ذات مرة ايضا....
الاكثر اقتباسا في الفيلم هي كلمات اغاني البيتلز،وكل هذه الاقتباسات اصلا تظهر على خلفية اغاني البيتلز،واحيانا يقتبس من رامبو واحيانا يقتبس من كاتب سيناريو الفيلم نفسه...لكن هناك ذلك الاقتباس الذي لن يزيد من عنوان الفيلم اشكالية وتعقيدا-اقتباس من هنتر دافيس-:
في هذه الايام،ليفربول لازالت تبدو بشدة مثل القرن التاسع عشر....
هل يعتقد هاينكه ان اللغة لازالت تعيش في عصر القرن التاسع عشر...؟!
وان كان ذلك صحيحا،فهل اللغة كانت في القرن التاسع عشر عقيمة...؟!
أو ليست ذات بعد تواصلي ممكن...؟!
هذا العنوان،هذا التساؤل يبقى مفتوحا،لأن العنوان مشكل،وعلى ان الفيلم ظاهريا يبدو صعبا جدا،ولكن وفي نفس الوقت يركز على شيء واحد لاغير:
عقم اللغة في تحقيق أي نوع من تواصل حقيقي...اي نوع من توصيل لنقطة تفاهم مفهومة ومشتركة...لننظر الى هذا الحوار بين الذكر والانثى مرة أخرى:
هو:هل تحبيني...؟!
هي:لماذا تسأل...؟!
هو:لماذا لاتجيبين...؟!
هي:لماذا تريد ان تعرف...؟!
هو:لماذا لاتجيبين ابدا عن اسئلتي...؟!
هي:لماذا انت تسأل دائما نفس الأسئلة...؟!
وتتابع:لماذا عليك دائما أن تضفي طابع لفظي على كل شيء...؟!
لنلاحظ اعلاه ان الأسئلة مقتضبة جدا،والأسئلة كلها تبدو ليست من دون اجابة،بل مرفوض تقديم أي اجابة واضحة عليها،وكل حوارات الفيلم على هذه الشاكلة،بين زوجين محبوسين في شقة متواضعة لا يعلمان عن العالم الخارجي اي شيء،وحتى اذا انطلقو الى حيز آخر غير هذه الشقة،يبدو اي وجود لعالم خارجي منطفأ على الاطلاق.
إذا الفيلم لغوي،عن اللغة فقط،ونحن لانستطيع ان نحلل الفيلم بهذه الطريقة،اي ان ننقل كل حوارات الفيلم،يل سننقل بعض الاقتباسات الملفتة للنظر اكثر من غيرها،على الرغم من ان كل حوارات الفيلم ملفتة للنظر.
هو:الشعو بوجودك بدون الاتصال بالحواس الخمس....الصمت
هي:من الصعب صياغتها بكلمات،لأن الكلمات تنتمي الى الحواس الخمس...؟!
في الحقيقة،والتعقيب للناقد،فهذا يدعى بالاستغناء عن الكلام...
نحن فقط نضيف اسئلة جديدة ولانرد على اسئلة بعضنا البعض...
هناك سؤال يطرح نفسه:
هل هذا المقياس الزوجي الملتبس بشكل عام....هل من الممكن اخضاعه لكل الأشياء؟
ويدخل ضمن مفهوم الاشياء الحالة البشرية ايضا؟!
فهو من حيث النظر الى الزاوية اللغوية سلبي جدا...انها سلبية لدرجة اكبر واعظم من ضاع في الترجمة.
فمثلا الكلمات التي تنم عن المشاعر مهما كانت بحاجة دائما الى اثبات مما يجعل مايكل هاينكه يقتبس هذه الجملة من كاتب سيناريو الفيلم،وهي جملة تداولها الزوجان خلال حواراتهما اللفظية:
هذا ليس تواصلا،انه مجرد لعبة بينج بونج
والمقصود انهما لايتحاوران،بل هما يتراشقان الكلمات فقط...
ليس من الضرورة إذا ان نشاهد فلسفة وجودية ذات معالجة سوداوية للفيلم،لأنه ان كانت هذه هي النتيجة التي يهدف اليها هاينكه فهذا الفيلم قمة في السواد...
اللغة ليس من الممكن ان تكون ذات مصداقية عالية فيما يتعلق بالمشاعر والعواطف السلبية والايجابية،ومن الممكن ان اللغة كطرية للتعبير تضمن نفاقا كبيرا ضخما.
هو:لايمكن ان اصدقك ان قلت فقط:أنا احبك
هناك عقود قانونية وصكوك وشيكات...وضعت فقط،لتأكيد الموقف اللغوي،وهذا ضياع ايضا،فالأجدى ان نقول (تأكيد مصداقية الموقف اللغوي).
موضوع اللغة شائك جدا ومتشعب،وما وضعت اللغة إلا لتقريب وجهات النظر-هذا على الاقل-ومن هنا من مقدمة مايكل هاينكه الأولى-غير المحتفى بها على الاطلاق-ينشأ العنف المتبادل،فالنتيجة بين الزوجين-المحسوبة بدقة من قبل المخرج-ستقود الى مقدمات عنف ومن ثم هجران في النهاية.
ولكن،دعني أسألك سؤالا:
هل شاهدت في حياتك فيلما لغويا...؟!
17/08/2024



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن مايكل هاينكه وثلاثة مسارب للبحيرة 1976
- الحياة ولا شيء آخر1992:كيارومستاني الذي يبحث عن مصير ابطاله
- استعراض ترومان1998(من اخراج بيتر وايلدر وتمثيل جيم كاري): تل ...
- 1900(برناردو برتولوتشي)-1976: فيلم عن الصعود والسقوط الطبقي
- الريح ستحملنا 1999(عباس كيارومستاني):ارتجال الحياة
- تذاكر 2005(عباس كيارومستاني): فيلم عن التذكرة التي نحجزها في ...
- القمر 1979(برناردو برتولوتشي): انه حب اوديبي ولكن ليس بالمعن ...
- البجعة السوداء(دارين آرنوفسكي) 2010 : اوبرا تشايكوفسكي تحولت ...
- حياتي في ذلك الزمن الذي قضيته مع انتونين ارتو 1993:مسرح القس ...
- تجربة 1973(عباس كيارستمي):اللقطة هي الحياة
- أليس 1990(وودي ألن):صراع
- سبتمبر 1987(وودي ألن): .اليد الالهية واضحة جدا
- وردة القاهرة الارجوانية 1985(وودي ألن):السينما مثل المخدر... ...
- الدخان المقدس 1999(جين كامبيون):على نمط شذرات أميل سيوران ول ...
- رومانسية الكهولة-تأصيل حلم
- مأساة رجل سخيف 1981(برناردو برتولوتشي): في عالم الخواء لايمك ...
- السماء اللواقية1990(برناردو برتولوتشي):محظية الشرق
- داني روز مسارح برودواي 1984:هناك شيء مطمئن داخل وودي ألن هذه ...
- أشياء مسكينة: البزوغ الأنثوي الأول لجيل قادم سيغلب منطق العا ...
- ليالي منتصف الصيف 1982(كوميديا جنسية): بلزاك مبالغ جدا في تق ...


المزيد.....




- ليلة رأس السنة.. التلفزيون الروسي يعرض نسخة مرممة للفيلم الك ...
- حكاية امرأة عصفت بها الحياة
- زكريا تامر.. حداد سوري صهر الكلمات بنار الثورة
- أكتبُ إليكِ -قصيدة نثر-
- تجنيد قهري
- المنتدى الثقافي العربي ضيف الفنانة بان الحلي
- من أساطير اليونان القديمة.. كريستوفر نولان يحضّر لفيلم ملحمي ...
- “تسمم أفراد قبيلة الكاي“ تـــابـــع المؤسس عثمان الحلقة 176 ...
- وفاة الشاعر المغربي محمد عنيبة الحمري
- تردد قناة روتانا سينما 2025 على النايل سات “اضبطها الآن“


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - بعد ليفربول 1974:الفيلم التلفزيوني الأول لمايكل هاينكه