|
هل يمكن ان يؤطر الاعلام المشهد في غياب اراد سياسية في نزاع الصحراء..!؟
السالك مفتاح
الحوار المتمدن-العدد: 8202 - 2024 / 12 / 25 - 19:41
المحور:
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
كيف يؤطر الإتصال استتباب السلام والتعايش في المنطقة المغاربية .!؟ ماهو دور رجل الاعلام في مواجهة التحديات والمخاطر الراهنة في ظل عالم اختلط حابله بنابله ؟! توطية: ونحن نتفيء ظلال ذكرى تاسيس الاذاعة الوطنية للجمهورية الصحراوية قبل49 سنة ، في ظل ظروف دولية وجهوية غير مسبوقة ليس فقط ان هناك تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية جراء الحروب والازمات المستعرة هنا وهناك ،و حرب الاجندات الجيو استراتيجية ،بل ان العالم اختلط حابله بنايله جراء الموجة الجديدة بفعل عالم التواصل والحرب السيبرانية المهددة ليس لسيادة الدول بل كذلك لهويات شعوبها..!؟ هذه مناسبة نستذكر فيها دور الرسالة والاتصال في استتباب السلام وردم الهوة،وخلق المناعة ومواجهة تلك الحرب التي تستهدف الاستيلاء ليس فقط على الارض بل على عقول واذهان البشر وتغيير القناعات وتبدل التوجهات وخلق طابور خامس وسادس ..!؟ ذلكم ان الكلمة حملت عبر الازمان، بذور التغيير و لقاح الحضارة ، بل إنها ظلت جسر العبور بين الماضي والحاضر والمستقبل ..وكانت لسان حال التفاهم من عدمه .. !!
ذلكم ان الحرب وكذلك السلام يزرع في العقول والإذهان ..!! هنا يكمن دور الاتصال ورجالاته ودورهم الذي يتجاوز الحدود الجغرافية، ويتضاعف في الأزمات والحروب ..حيث تقع على كاهل الصفوة، مسؤولية التنوير و التبصير بعواقب الامور وتسهيل الحلول المعقدة من الامور ووضع لها المخارج والبدائل،واستشراف المستقبل ...!؟
هنا يطرح السؤال ونحن على مشارف اليوم الوطني للاعلام ، كيف يساهم الاتصال في التعايش والوئام بين الفرقاء في المنطقة المغاربية، في ظل عودة لغة التوتر والعدوان على الشعب الصحراوي..!؟ كيف يمكن مواجهة دعاية تزرع القنوط واليأس بدلا من الامل ..!؟ كيف نسلح الراي العام بالحقايق لا بالدعاية والمغالطة والانماط الجاهزة وانصاف الحقيقة،خاصة الراي العام الوطني و المغاربي ؟ اذاكانت قوة خفية، تمكنت ،خلال العقود الماضية ، بان تمارس دور التعتيم تارة ، والمغالطة تارة اخرى او المزايدة بملف الصحراء الغربية، او تسويقه باثواب غير حقيقية ، او بالاحرى تلعب على الحبلين بين محاور الصراع واطرافه المختلفة، فانه مع انقشاع ضبابية الحرب الباردة وذوبان ثلوجها الماطرة وتحول صخورها الى شلالات مائية ،جرفت الغموض و عرت شبح الخوف من قناعه المخيف، خاصة بالنسبة للقوة وللمصالح المتنفذة دوليا، وبالنسبة كذلك للراي العام العربي وللشعب المغربي على وجه الخصوص..!! بات فقط انه يتعين ان نبني جسور المستقبل على ارضية قوامها الوضوح في الطرح، مع التفكير في ردم الهوة ، العودة للغة التفاهم واحترام حقوق الانسان وحق الاخر في حرية الاختيار ، ورفع المظالم ودرء المخاطر،وزرع الثقة في المشروع الوطني لا النبش في المتاهات واشعال الفتنة الداخلية او تسويق بضاعة الاخر دون تمحيص دقيق ومعالجة متبصرة ..!؟ لابد من التاطير لمرحلة جديدة خاصة في مخاطبة الراي العام المغربي،خاصة وأن المملكة المغربية بجلوسها مع الجمهورية الصحراوية في الاتحاد الأفريقي بعد المصادقة على ميثاق الاتحاد ونشره في ظهير شريف صدر الجريدة الرسمية المغربية قد اعترفت بالدولة الصحراوية، رغم عدوانها المتجدد على الشعب الصحراوي وعلى الشرعية الدولية..!؟ هذه مهمة يتقاسمها "صناع القرار" مع "صناع الراي العام"، ويلعب فيها المسجد والكنيسة والاذاعة والصحيفة ، الدور المتميز في ظل عالم القرية الذي توفره وسائل التواصل الاجتماعي وخدماتها السحابية..!! اذا كان ذلك يتطلب قرارا من جانب من بيده القرار السياسي، فان القائم بالاتصال يلعب الدور الفاعل، ليس الناقل المتفرج، بل المبشر القادر على التبصير والتجسيد.. فتح الحوار بين الاطراف ..كشف الحقيقة و جعلها في متناول الراي العام خاصة مركزها القانوني وابعادها السياسية والثقافية والاجتماعية ، عبر مختلف المنابر.. التنوير بمختلف زواياها المعتمة، فضح المزايدين والمرابين والناهبين للثروات والعابثين بالحقوق الادمية، خاصة تجار الحرب وحراس المصالح الأجنبية وعراب التطبيع مع الصهيونية العالمية واذناب الاستعمار..!؟ هنا تبرز مسؤولية رجال الاعلام في ترجمة الفعل الى حقائق تنبض حيوية .. تفيض مشاعرا انسانية . هنا يصبح رجل الاعلام ليس بحامل رسالة بل صاحب قضية يمتلك القدرة على التسويق ، في مواجهة جبال الحرب النفسية التي خلفتها سنوات طويلة من السجال السياسي والحرب العسكرية ، و تداعياتها البسيكولوجية والتي تمتد حتى اليوم في ظل صراع لايزال متواصلا.. ليس فقط في جوانبه الماثلة للعيان على الأرض ( من حرب طاحنة و جدران،الغام ، حصار.. ) بل وايضا في جوانبه النفسية وهواجسه المخيفة . هنا نتوقف امام جملة من التحديات والمصاعب : كيف يمكن خلق بئية للسلام والتعايش عبر ميثاق المصالحة مع الشعوب والبلدان المجاورة و ليس الاستقواء باللوبيات والمصالح الغريبة على المنطقة وأهلها ..!؟ كيف يمكن تجاوز عقد الحرب وتخطي حواجزها .!؟ كيف يمكن،ان نكسر اجواء الخوف ونشع بدلها ثقافة الايمان برسالة السلام والمحبة والتعايش بين الشعوب، وان نفضح جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان وفظاعات ترتكب في حق الابرياء بما فيهم الحيوان ..!؟ كيف نشيع ثقافة القطيعة مع تلك الممارسات ، وزرع قيم جديدة وبديلة اساسها التسامح،و حتمية التعايش بين شعوب المنطقة التي تجمعها عوامل الجغرافيا والتاريخ والقيم الروحية الاسلامية، تتعايش فيما بينها لا أن تتصارع ولنا في مواقف بعض القوى الحقوقية في المغرب،خير مثل ..!؟ ذلكم ان قيم السلام والمحبة والوئام تغرس اولا في الانفس وتحقن،وكذلك فان قيم البغض والكراهية والشر تزرع في البشر قبل ان نشاهدها معارك وصراعات تملآ الساحات والميادين، لاتبقي ولاتذر، وتلك حقيقة ازلية ..!؟ تلكم هي تحديات لرجال الاعلام .. ورهانات رجال الاتصال من ذوي الضمائر الحية الذين نذروا انفسهم لخدمة قضايا السلام زمن الحرب والتوتر.. انها ملحمة بناء المستقبل .. معركة مواجهة التخلف وثقافة الفتنة ومخاطرها الممتدة عبر دعايات وسموم لاتزال تعشعش في رؤوس الفتنة وخدام اجندة التوسع والاستعمار في ثوبه الجديد ..!؟ كيف نقدم حقيقة بموضوعية وأمانة ومسؤولية في زمن اختلط حابله بنابله جراء التحيز " من جهة والمغالطة من جهة أخرى ..!؟ فهل نستطيع ان نساهم في اشاعة هذه القيم والمرافعة عنها في خضم حرب المصالح ، خاصة تلك النفوس التي تجد نفسها متورطة في اطالة امد النزاع والغنيمة من دوامته او التي اعتادت المتاجرة بمآسي الآخرين او سماسرة الحرب وتجارها الماكرين .!؟ كيف يمكن للاعلام ان يوطد دعائم المحبة ويؤسس للسلام في الضمائر والاذهان ..!؟ اسئلة بعضها يتطلب جوابا واخر يدعونا للتمعن والتدبر ..!؟ ذلكم إن المصالح الجيو إستراتيجية المتضاربة تخلق التاثير عبر الاعلام ووسائط الاتصال ، لكن بقوة القرار السياسي وبثقل الموازين تجعل العالم يعود من جديد ليتنفس الصعداء مع انبعاث عالم متعدد الأقطاب ولو بعد حين ..!!
وفي زخم استحضار هذه التحولات والتغيرات التي افرزتها الموجة الجديدة ،يصبح رجل الاتصال ورسالته ليس اداة ، بل فاعل في معركة خاصة بالنسبة لقضية ذات اهمية سياسية ومصيرية على منطقة المغرب العربي ، لكن يلفها عدم الوضوح في أذهان الرأي العام، خاصة الاشقاء في المغرب الأقصى.. الحقيقة ان الرسالة لم تكن باليسيرة ،ولن تكن بالسهلة في غياب ارادة سياسية تروم طي الملف من جذوره الشائكة عبر الاحتكام للمشروعية الدولية،وفي ظل كذلك تقاعس النخبة المثقفة والصفوة الفاعلة، إن لم نقل غيابها عن اداء مهمة سياسة واخلاقية ومهنية بمعدات واساليب اعلامية من خلال عمل ملموس ومنطقي ،يقوم على الايمان والادراك والتشبع بان الاتصال ، دوره مسهل..!!
ذلكم هو تحدي طليعة المجتعات، بل جبهة الصدام المباشرة لمواجهة المصاعب وتذليلها وانارة الراي العام حيال القضايا المصيرية، واقناع الذين لم يعرفوا شئيا عن تلك القضية او يسئون الظن او غير مبالين بمالاتها...!؟ اظن إن ما تطرحه جبهة البوليساريو من التفتح على اكثر من خيار : الاستقلال ، الانضمام للمغرب او غير ذلك من الصيغ أمام الناخبين الصحراويين عبر استفتاء تقرير المصير، يشكل مساهمة في ترقية البحث عن حل يحفظ الوجه ويخرج المنطقة من دوامة الحرب، يمكن كذلك من حل قضية من صلب القضايا المصيرية في المغرب العربي ، والتي تعثر التكامل والانسجام بين أطرافه وتسمم العلاقات بين دوله وتعيق التنميه في المنطقة المغاربية، وتطل برأسها في العلاقات الدولية، وتعرقل التكامل و مواجهة الإرهاب والمخدرات والهجرة في منطقة الساحل وافريقيا والبحر المتوسط ..!!
#السالك_مفتاح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حوار صريح مع اخ من المغرب
-
محكمة العدل الأوروبية: تنتصر للشعب الصحراوي
-
الجزائر في مواجهة مخاطر الانظمة الوظيفية..!؟
-
فرنسا تكرر درس التلميذ الغبي ..!؟
-
فرنسا عراب الحكم الذاتي في افريقيا..!؟
-
ازدواجية معايير مدريد : الاعتراف بالدولة الفلسطينية في ظل ال
...
-
هل تنضج بئة حل نزاع الصحراء الغربية في ظل المتغيرات الجديدة
...
-
رؤية جبهة البوليساريو لمغرب الشعوب
-
بذرو سانشيز : بين مطرقة الفساد وخشية تكشف ابتزاز الرباط..!؟
-
نظام المخزن يخشى مغرب الشعوب ..!؟
-
نظام الرباط يلجأ للحريم لترميم علاقاته مع ماما فرنسا،هل من م
...
-
نظام المخزن وتل ابيب وجهان لعملة واحدة ..!؟
-
نظام المخزن وصمة عار في جبين حقوق الانسان..!؟
-
على هامش محاكمة جرائم اسرائيل: ازدواجية معايير مفضوحة ..!؟
-
الحركات السياسية بين مد المبادئ وجزر الاشخاص..!؟
-
ملحمة الاقصى : دروس وعبر ..
-
هامش طوفان الأقصى: الانظمة الوظيفية ترتعش..!؟
-
ماذا تضمن اتفاق جبهة البوليساريو والحكومة الموريتانية الموقع
...
-
نص اتفاقية السلام بين الجمهورية الإسلامية الموريتانية وجبهة
...
-
ماذا كسبت المنطقة من اتفاق السلام بين موريتانيا وجبهة البولي
...
المزيد.....
-
مصدر لـCNN: نتنياهو يعتزم حضور حفل تنصيب ترامب
-
وفاة 3 أطفال فلسطينيين في غزة تجمدا مع حلول الشتاء
-
محمد صلاح: مشهد جدلي متكرر حول صورة شجرة عيد الميلاد السنوية
...
-
قتلى خلال اشتباكات مع -قوات النظام السابق- في طرطوس بسوريا
-
4 دول عربية تؤكد استعدادها لدعم الحكومة السورية الجديدة
-
بايدن يندّد بالهجوم الصاروخي -الشائن- على أوكرانيا
-
مصر.. -الوطنية للإعلام- تحظر استضافة العرّافين والمنجمين
-
إندونيسيا تحيي الذكرى الـ 20 لكارثة تسونامي
-
عشرات القتلى والجرحى في قصف إسرائيلي على غزة
-
موزمبيق.. فرار أكثر من 1500 سجين ومقتل العشرات في اشتباكات م
...
المزيد.....
-
علاقة السيد - التابع مع الغرب
/ مازن كم الماز
-
روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي
...
/ أشرف إبراهيم زيدان
-
روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس
...
/ أشرف إبراهيم زيدان
-
انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي
/ فاروق الصيّاحي
-
بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح
/ محمد علي مقلد
-
حرب التحرير في البانيا
/ محمد شيخو
-
التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء
/ خالد الكزولي
-
عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر
/ أحمد القصير
-
الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي
/ معز الراجحي
-
البلشفية وقضايا الثورة الصينية
/ ستالين
المزيد.....
|