أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضياء المياح - عضو المجلس البلدي البزونة بيتا














المزيد.....

عضو المجلس البلدي البزونة بيتا


ضياء المياح
كاتب وباحث، أكاديمي

(Dhiaa Al Mayah)


الحوار المتمدن-العدد: 8202 - 2024 / 12 / 25 - 01:05
المحور: الادب والفن
    


بينما البزونة (القطة) بوشي تتابع نتائج الانتخابات في مدينة بيزونا، حيث تم الإعلان عن أسماء اعضاء مجلس البلدية الجديد، أصابتها الصدمة حينما ورد أسم صديقتها البزونة بيتا التي فارقتها منذ سنتين كعضو في المجلس البلدي. تداولت وسائل الإعلام المحلية والعالمية أخبار نتائج انتخابات هذه المدينة وتم سرد التاريخ النضالي لأعضاء المجلس الجديد. وكانت النائبة بيتا صاحبة تاريخ نضالي وسيرة ناصعة البياض فضلا عن شهاداتها العليا التي تحملها من جامعات عالمية مرموقة.
بوشي وبيتا بزونتان صديقتان حميمتان منذ فترة طويلة، يتنقلان للسكن والمعيشة بين عدة بيوت في أحدى المناطق الشعبية في مدينة بيزونا التي تعد أكبر مدن البلاد وعاصمتها. هاتان البزونتان لم تكملا دراستهما الابتدائية وانشغلا بحياة روتينية. اعتادتا اللقاء كل يوم أكثر من مرة لتحكيا لبعضهما عما جرى لكل منهما. تعودت بوشي أن تحكي لبيتا ما كانت تأكل وكيف حصلت على أكلها، وكيف تعامل أهل البيوت التي تمر عليها معها، وتفكر كيف تحصل على الطعام غدا. أما بيتا وكانت أصغر من بوشي بسنة واحدة وأجمل منها فحكاياتها تنصب على ما تتعرض لها من تحرش ومضايقة بسبب جمالها ورشاقة جسمها ولون عينيها الأخاذ.
كثيرا ما تعرضت بيتا لتحرشات الهررة والعتاوي (ذكور القطط) بالنظرات والاقتراب منها أو الجري خلفها بين البيوت وتحت السيارات، حتى كلاب تلك المناطق حاولت مضايقتها لمرات ومرات. كانت بيتا تشعر بالفخر بداخلها وهي تحكي قصص تحرشات القطط والكلاب بها لكنها تحاول أن تبدو متضايقة من الموضوع وتتأفف بين الحين والآخر وتظهر علامات السخط والغضب رغم ما بعينيها من لمعة وما تشعر باستمتاع وهي تحكي قصة الهر الفلاني والعتوي الفلاني الذي سعى للتقرب منها وصدته أو هربت منه ولم تمنحه الفرصة وإن جرى خلفها.
في نهاية شهر شباط قبل سنتين، التقت البزونتان الصديقتان أمام باب أحد بيوت المنطقة التي اعتادتا اللقاء فيه. عاتبت بوشي صديقتها بيتا على فراقهما في الأيام الثلاث الماضية وكم بحثت عنها ولم تجدها. لم تكن بيتا كعادتها، كانت قليلة الكلام، شاردة الذهن، تنظر يمينا ويسارا كأنها تنتظر أحدا ما أو حدثا ما. سألتها بوشي لأكثر من مرة عن سر غيابها للأيام الثلاث وألحت عليها لمعرفة سبب الغياب. وتحادثتا:
بيتا: يا خيتي قبل ثلاث أيام كنت أسير لوحدي بالقرب من النهر وفجأة ظهر لي هر وسيم وضخم، تقرب مني كثيرا حتى أخافني وشعرت بالرعب وسرت القشعريرة في جسدي. حاولت أن أساله؛ ما الذي يريده مني، فلم أستطع! حاولت أن أمنعه من الاقتراب مني، فلم أستطع!!
بوشي (باستغراب) ماذا كان يريد منك يا بيتا؟ّ! ماذا حصل بعد ذلك؟
بيتا: أقترب مني كثيرا حد الالتصاق وسمعت أنفاسه وشممت عطره. (وسكتت بيتا خجلا).
بوشي: ماذا حصل؟ ماذا كان يريد منك؟!
بيتا: .................................!!!
بوشي(أعادت السؤال): ماذا حصل؟ ماذا كان يريد منك؟!
بيتا: ................................. أغتصبني!!!
بوشي: ماذا؟أ لماذا؟!
بيتا: ما أعرف والله خيتي!!
بوشي: وأين كنتي قبل يومين يا بيتا؟
بيتا: ذهبت قرب النهر وأنا متضايقة مما حصل لي، وأيضا رأيت نفس الهر الوسيم!
بوشي: أها.. وماذا حصل هذه المرة؟!!!
بيتا: سار باتجاهي وكانت نظراته لي مرعبة، أقترب مني كثيرا حد الالتصاق مرة ثانية، وسمعت أنفاسه وشممت عطره.
بوشي: ماذا حصل ؟ ماذا كان يريد منك هذه المرة؟!
بيتا: .................................نفس ما عمله معي ....... أغتصبني!!!
بوشي: ماذا؟ مرة ثانية!!! لماذا؟! طبعا لم تعرفي لماذا!!
بوشي: وأين كنتي البارحة يا بيتا؟
بيتا: ذهبت البارحة قرب النهر. أريد أن أعرف لماذا اغتصبني هذا الهر الوسيم،!!
بوشي: وهل عرفتي لماذا اغتصبك يا بيتا؟
بيتا: حاولت أن اعرف. لكنه أقترب مني مثل اليوم السابق ولم أستطع أن أنبس ببنت كلمة.............. اغتصبني للمرة الثالثة!!!
بوشي: مرة ثالثة يا بيتا!! وأين ذاهبة الان؟
بيتا: سأذهب قرب النهر يا بوشي.
بوشي: لماذا يا بيتا؟
بيتا: أريد أن اعرف لماذا يغتصبني هذا الهر الوسيم.
اختفت بيتا بعد ذلك اليوم ولم ترها بوشي ثانية ولم تعلم عنها شيئا إلا انتخابها كعضو في مجلس بلدية مدينة بيزونا.



#ضياء_المياح (هاشتاغ)       Dhiaa_Al_Mayah#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط الحكومات الجمهورية وبقاء الحكومات الملكية في العالم الع ...
- هل يتغير حالنا .. ام نبقى هكذا؟
- تغيير حالنا .. من أين يبدا؟
- كيف نغير حالنا
- لنواجه الحقائق أو ندفن رؤوسنا بالرمال
- وإن تأخرت الدراسة في الجامعات عن موعدها، ما المشكلة؟!
- مَشّي .. ومَشّي
- أكل ونوم وموبايل دووم
- أكمل نومك أيها العراقي .....
- من يبيع أخلاقه الحميدة؟ من يشتري أخلاقا حميدة؟
- شجاعة العراقيين خارج بيوتهم
- الرشوة في المؤسسات الحكومية الأفغانية
- غش الطلاب في جامعات بنغلاديش
- تفسير القانون المختلف هو التطبيق المختلف للقانون
- الاختلاف في وجهات النظر
- مشكلتي أكبر من مشكلتك
- من زوايا القطاع الصحي في العراق
- ماذا لو تحررت عقولنا؟
- قوة إقتصاد الدولة بقوة قطاعها الخاص
- كنا وأصبحنا


المزيد.....




- موكب الخيول والموسيقى يزيّن شوارع دكا في عيد الفطر
- بعد وفاة الفنانة إيناس النجار.. ماذا نعرف عن تسمم الدم؟
- الفنان السوري جمال سليمان يحكي عن نفسه وعن -شركاء الأيام الص ...
- بالفيديو.. لحظة وفاة مغني تركي شهير على المسرح
- كيف تحولت السينما في طرابلس من صالونات سياسية إلى عروض إباحي ...
- بالفيديو.. سقوط مطرب تركي شهير على المسرح ووفاته
- -التوصيف وسلطة اللغة- ـ نقاش في منتدى DW حول تغطية حرب غزة
- قدمت آخر أدوارها في رمضان.. وفاة الممثلة التونسية إيناس النج ...
- وفاة الممثلة التونسية إيناس النجار إثر مضاعفات انفجار المرار ...
- فيلم -وولف مان-.. الذئاب تبكي أحيانا


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضياء المياح - عضو المجلس البلدي البزونة بيتا