محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب
(Mohammad Abdelmaguid)
الحوار المتمدن-العدد: 8200 - 2024 / 12 / 23 - 22:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هذه الجملة القبيحة سدّ المصريون آذانهم عندما صرخ بها الرئيس، وزعموا أنهم لم يسمعوها، ثم توجهوا للصلاة ظنا منهم أن الأرض لم تهتز لها!
مليارات من الديون التي يقترب بها الصفع على أقفية أكثر من مئة مليون أرنب، وسط ضحكات الشياطين ودموع الملائكة، وما تزال السماء فوق أرض الكنانة ثابتة لا تتحرك كانها مُثبــّـتة في ضمائر المصريين أو معلقة في كوكب الزهرة!
كان القصر الجمهوري الجديد نموذجا للتهريج والتبذير، والديكتاتور في حالة دهشة فالشعب المدين بأموال قارون، والذي وصفه الطاغية بأنه فقير جدا، يضحك ويسخر ويلقي النُكتْ وقد تجمدت مشاعره من الخوف والجُبن معا!
حالة من البلادة أصابت أعرق شعوب المنطقة، ولكن المصريين كانوا خائفين من أنفسهم، وليس فقط من أجهزة أمن الديكتاتور، ولا أبالغ إنْ قلت بأن المصريين يتلذذون بالمهانة التي يوجهها إليهم أشرس وأجبن وأجهل طاغية عرفته مصر في تاريخها!
ديكتاتور مصر مؤمن بأنه أقوى من الله، وأيّ مراقب للغة الجسد واللسان لن يخالجه أدنى شك في أن الرجل يحتاج لمصحة كاملة من الأطباء النفسيين، لكن مَنْ يراقب المحيطين به من إعلاميين وضباط وسياسيين لن يخطيء ملاحظة سراويل المصريين وقد قد تبللتْ من الرعب، فالاحتجاج ممنوع، والانتقاد أقرب إلى الانتحار.
جاهل لا يعرف من تاريخ مصر غير 2011، فهو التاريخ الذي ارتفع فيه صوت المصريين ضد الحرامي المخلوع حسني مبارك الذي داس بحذائه القذر فوق رؤوس المصريين ثلاثين عاما صامتة، فردّ عليهم السيسي باقامة جنازة عسكرية فهو العبور الثاني للهزيمة، فالأول قاده أبطال شباب قبل صعودهم إلى الجنة، والثاني انكمش أمامه مئة مليون جبان!
قصر المهرجين لم يكن أكثر من فشل إنفاق ميزانية الدولة، لكن السيسي ما يزال مصرّا ًعلى جعل المصريين الأفقر بين شعوب الأرض بعد أن يُهدر آخر قرش في جيوبهم المثقوبة!
أكرر بأن المصريين ليسوا خائفين بقدر ما هم مستمتعون بالمذلة والهوان، فهم الذين سيمهدون بإنهاء العصر المصري.
من يتابع المشهدين السوري والفلسطيني سيرى بوضوح أن السيسي هو وجه الهزيمة العربية.
يجيء صوت السيسي من قاع حنجرة شاب مصري يتألم بعد سنوات في زنزانة ضيقة بسجن صيدناي المصري قائلا: يا ولاد الكلب، ألم أقل لكم بأنكم أجبن من خلق اللهُ من كائنات حيّة تحتضر وقد رفض اللهُ روحَها!
طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
أوسلو في 23 ديسمبر 2024
#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)
Mohammad_Abdelmaguid#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟