كوسلا ابشن
الحوار المتمدن-العدد: 8200 - 2024 / 12 / 23 - 20:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الهجوم الإرهابي على سوق لعيد الميلاد بمدينة ماغدبورغ, أعاد الى أذهان الألمان الجريمة الإرهابية التي إرتكبها الإرهابي العربي أنيس العمري, يوم 19 ديسمبر 2016, بالهجوم على سوق لعيد الميلاد ببرلين و الدهس العشوائي لعشرات المواطنين, خلف الهجوم أنذاك 12 قتيل و عشرات الجرحي.
إختيار تاريخ 20 ديسمبر لم يكن صدفة, فالإرهابي العربي السعودي, أراد التذكير بالعملية الإرهابية التي حدثت قبل ثمانية سنوات في برلين و إعلانه التبني للأسلوب الإرهابي الإسلامي الوحشي. طالب أ. أعاد نفس السيناريو, بقيامه بدهس حشد من زوار سوق لعيد الميلاد في ماغدبورغ, و قتل 5 أشخاص و جرح أكثر من 200 جريح, بعضهم في حالة حرجة. رسالة الإرهابي الحقيقية للحكومة الإتحادية, تكمن في أن ألمانيا غير مستبعدة من الهجمات الإرهابية للجماعات العروبية, بمختلف تياراتها الإيديولوجية و السياسية, خاصة و أن ألمانيا أصبحت خزان يفرخ الإرهاب العربي الإسلامي.
الحكومة الألمانيا حتى الآن لم تأخذ التهديدات الإرهابية بجدية, فقد إتخذتها أحداث عابرة, لا تشكل خطورة على الأوضاع الداخلية للمجتمع الألماني, خلافا لوضعية ألمانيا على المستوى الدولي, التي أرادت لها الحكومات الإتحادية المختلفة بعد توحيد ألمانيا, أن يكون لها موقع قدم في السياسة الجيوإستراتيجية بين الدول الإمبريالية العالمية.
بعد المرشروت البلقاني و ترحيب المستشارة السابقة بموجة اللاجئين العرب المسلمين, و قعت في ألمانيا العديد من الهجمات الإرهابية للضباع المنفردة, و رغم تهديدها للمجتمع الألماني, تسامحت السلطة السياسية مع الإيديولوجية الإسلامية الإقصائية, الإنعزالية و الإرهابية التي تستقطب مريدها الجدد.
يلاحظ بعد كل جريمة إرهابية يحتدم النقاش و الصراع السياسي بين الفرقاء السياسيين حول سياسة الهجرة و اللجوء, التي تتحمل الحكومة الإتحادية مسؤولية فشل إدارة هذا الملف, و كما يتضح من تكرار هذه العمليات, عدم قدرة المؤسسات الآمنية على حماية المجتمع الألماني من الإرهاب و وقف مزيف دماء المواطنين.
الإنتخابات البرلمانية (بوندستاك) على الأبواب, و من المؤكد سيكون الإرهاب و ملف الهجرة و اللجوء محور البرامج الإنتخابية للأحزاب السياسية, خاصة اليمين المتطرف و أكبر أحزابه ( البديل من أجل ألمانيا), و أكيد سيكون ملف سياسة الهجرة و اللجوء هو الموضوع الرئيسي في حملته الإنتخابية, و قد تجلب له المزيد من الأصوات, لا سيما في تزايد العمليات الأرهابية العربية الإسلامية في السنوات الأخيرة, و في ظل فشل سياسة اليمين و اليسار الوسط في إدارة ملف الهجرة و اللجوء و القضاء على الإرهاب العربي الإسلامي المهدد الرئيسي لآمن المجتمع الألماني.
#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟