عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 8200 - 2024 / 12 / 23 - 16:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا علاقة للتدين المظاهري الطقوسي المسطح بالأخلاق المرتبطة بالسلوك والتربية وثقافة المجتمع في مكان وزمان معين فالأخلاق متغيرة ونسبية وليست مقدسة وثابتة في الزمن كما أن اللباس ليس علامة على حسن السيرة والأخلاق فالحجاب مثلا ليس من فروض الدين فهو مجرد عادة وتسلط الشيوخ والفقهاء والمجتمع الذكوري على المرأة. فالمجتمع الديني الذكوري يرى في المرأة عورة وجسدها نجاسة يبطل الصلاة والصوم والوضوء ولهذا أمروا بدفنها في المنزل ووضعها في خيمة حتى لا يعرفها أي أحد فتعاقب بالتغييب القسري دون ذنب اقترفته وكأنها ميتة بالحياة وذلك لإرضاء الرجال الشهوانيين وعقولهم الضعيفة أمام جمال المرأة فالإله قد خلقها هكذا ذات حسن وجمال فلماذا يحتجون ويرفضون إرادة الإله فليطلبوا منه ويدعونه إلى خلق جميع النساء قبيحات ودميمات حتى لا تثرن شهوة الرجال المتدفقة ومادام الرجال لا يمكن أن يتحكموا في شهوتهم وتطلعهم على أجساد وتضاريس النساء فعليهم وضع نظارات من خشب أو حديد على أعينهم وينتهي المشكل. فلا علاقة لجسد المرأة وما حباها الله من جمال وبهاء وأنوثة بفساد الأخلاق في المجتمع الذي فيه السلطة والقوامة شبه كلية بيد الرجال ولذلك فهم مسؤولون في المقام الأول عما يسري ويجري في المجتمع ويعود لهم بالتالي فساد أخلاقه جملة وتفصيلا وما عليهم إلا وضع برامج تربوية وثقافية وفكرية تهذب السلوك وتنمي استعمال العقل واحترام حقوق الإنسان وخاصة حقوق المرأة وعدم إسقاط أخلاق وعادات وسلوكيات مجتمعات سادت وبادت منذ زمن بعيد على المجتمعات الحديثة والمعاصرة لأن كل مجتمع ينتج طرق عيشه تتماشى مع ظروفه ورهاناته الراهنة وليس ملزما باتباع الموروث مثل القطيع فلا يفكر إلا ما صنعه الأجداد القدامى فيعيش بعقل غيره ممسوخا ومغيبا وبهذا لا يمكنه المساهمة في الحضارة وتطورها ويبقى حبيس الماضي يجتر تراثا باليا ومتشبثا بتقاليد عفا عنها الزمن وشرب.
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟