أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد اللطيف سالم - يحدثُ هذا دائماً في العراق














المزيد.....

يحدثُ هذا دائماً في العراق


عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)


الحوار المتمدن-العدد: 8200 - 2024 / 12 / 23 - 13:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(1)
العراقيّونَ يؤمنونَ بالدولة، ولكنّ هذه "الدولة" لا تؤمِنُ بنفسها.
العراقيّونَ لا يتعمّدونَ الإساءةَ لهذه الدولة، ولكنّ هذهِ "الدولة" تُسيءُ لنفسها، وتَصِرُّ على هذهِ الإساءةَ من خلالِ سلسلةٍ مُتعاقبةٍ من الرئاسات والحكومات و "التنظيمات" الفاشلة.
لدينا "دولةٌ" توكِلُ أمرَها وأمرَنا وأمرَ العراق إلى بضعةِ "رجالٍ".. غيرَ أنّ هؤلاء "الرجال" ليسوا "رجالَ دولةٍ"، ولن يكونوا أبداً كذلك.
منذُ زمانٍ بعيد، والحالُ هكذا في العراق.
ليسَ بعد عام 2003 فقط.
ليس الآن.
ليسَ الآن.
(2)
إنّ تأثير مباراة لكرة القدم على الناس والاقتصاد في العراق، هو أكبر بكثير من تأثير سعر "خام برنت" على الموازنة العامة للدولة، وأكبرُ بكثيرٍ أيضاً، من تأثير سعر "خام البصرة المتوسّط".. على البصرة !!!!
(3)
في "سوقِ" الانحطاطِ التامّ، تكونُ "منتجاتُ" الانحطاطِ باهظة التكلُفة، ورخيصة الثمن.
من "فضاءلِ" هذهِ "السوق" أنَّ "طائفيّتنا" المحبوسةُ عميقاً في مكنوناتِ أنفسنا، تكونُ عاريةً فيها، لا يسترها شيء.. ربّي كما خلقتني، دونَ تزويقٍ إعلانيّ.. ونحنُ كـ "باعةٍ جوّالينَ" لـ "تُجّارِ الجُملةِ"، نقومُ بعرضها وتسويقها هكذا.. مكشوفةً في الهواءِ غيرِ الطَلِق، لمن يرغبُ بامتلاكها دونَ مقابل.
(4)
"الطائفيّةُ" هي "منتوجُ" الانحطاط.
الانسانُ "الجاهِلُ" ليس "طائفيّاً".
إنّهُ "المُستهلِك".
الانسان "الطائفيُّ" بعُمق.. هو "المُثقّف".
أنّهُ "المُنتِج".
أكثرُ "مُنتَجاتِ" نظامِ التفاهةِ ضرراً..
"ترميزُ" التافهين.
(5)
دائماً في العراق..
عِلمُ" السياسةِ يعتمدُ كثيراً على "فنِّ" التمثيل.
لذلك نجد أن الأكثر قدرةً على "المُطاوَلة" في ممارسة " العمل السياسي"، هم أولئكَ "المُمثِّلين" البارعين، القادرينَ على القيام بدورِ البطولةِ في أيِّ "فيلم".. وليسَ أولئكَ "الكومبارس" العابرين، الذينَ يتمُّ استئجارَهُم بأدنى أجرٍ مُمكِن، لأنّهم لا يُجيدونَ سوى "الشَقْلبة"، ولا يمتلِكونَ سوى القدرة على تحمُّلِ مختلف أنواع "الكَدَمات".
(6)
دائماً في العراق..
الأنذالُ يأخذونَ كلّ شيء..
ولا يتركوا لنا شيئاً
سوى الله.
(7)
هناك العديد من "الضيوف" المُكرَّسون دائماً، والحاضِرونَ أبداً، للحديثِ عن كُلّ شيء، وفي أيّ شيء، في برامج القنوات الفضائيّة العراقيّة.
هؤلاء بالذات(وليس جميع الضيوف بالطبع)، يعتقدون أنّ استضافتهم الدائمة هي دليلٌ على كثافةِ خبراتهم، وسعةِ ادراكهم، ورسوخِ عِلمِهم، وقوّة عقلهم، وقدراتهم الخارقة على الاستشراف و "التحليل".
لا يُدركُ هؤلاء أنّ الإصرارَ على استضافتهم (دون سواهم) إنّما يتمُّ لهدفٍ رئيس، هو الإمعان في إهانتهم، وإهانة كلّ "المنظومة" الفكرية والسلوكية لـ "الطبقة السياسية" التي ينتمونَ اليها ويُدافعونَ عنها بصلافةٍ قلّ نظيرها، وتعريتها (وتعريتهم) من كُلّ مظاهرِ "الأُبّهة السُلطويّة" التي ترتديها (ويرتدونها)، ويتبجّحونَ بها الآن.
(8)
عندما تمتَلِك السُلطةَ، سوفَ تمتِلكُ معها الثروة والنفوذ.
ولكنّ الأكثرَ خطراً هو اعتقادُ من يمتلِكونَ السُلطةَ (أيّاً ماكان مالكها، وأيّاً ماكانت مظاهرها، حتّى ولو كانت سُلطَةَ ديكٍ على مَزبلة) بأنّهم يمتَلِكونَ الحقَّ، كُلّ الحقّ، في كُلّ شيءٍ، وعلى أيّ شيء، بما في ذلك حقُّ القتل.
و "القتلُ" هنا ليس ماديّاً فقط.
أهمُّ انواعِ القتلِ لدينا وأكثرها فتكاً وإيذاءً، هي اذلالُ الخصوم (حقيقيّين أكانوا أم افتراضيّين).. إذلالُ الآخر المُختَلِف عنّا حتّى في اسلوبِ الكتابة وطريقةِ التعبير عن الرأي.. بل ومُصادرةِ حقّهِ في العيشِ والحياة الكريمةِ والدخلِ الدائمِ لهُ ولأسرتهِ وعياله، ومحاولة إلحاق الأذى النفسي بهم جميعاً.
يحقُّ لـ "مُلاّكِ" السلطةِ لدينا الرِكض وراء "الطريدة"، وفرضِ الحصارَ عليها، عقاباً لها على جرأتها في طرحِ أفكارِ أو تصوراتٍ أو رؤى (مقروءةً أو مسموعة) لا تقبلها، أو تتقبّلها عقولُ "المُلاّكِ- الجُددِ" البائسةِ الرديئة.
عن هذا النوع من انواع القتل القائمِ على حقِّ "الملكيّةِ السُلطويّة"، والحقِّ في استخدام ادواتها المُشينة ضدَّ "الخصوم" بمُختلف "أنواعهم"، قال بلند الحيدري:
"المُلكُ أساسُ العدل.
أن تملُكَ سكيناً
تملكُ حقّكَ في قتلي".
(9)
دائماً في بلادِ العرب..
دائماً في العراق..
القافلةُ تعوي، والكلابُ تسير.
القافلةُ لن تَصِلَ إلى أيَ شيءٍ، وأيَ مكان..
بينما يموتُ "حُداةُ العِيس"..
وتعتلي الذئابُ الهوادج.
(10)
أوّلُ خطوةٍ على طريقِ السعادةِ والعافيةِ و النجاح، هي أن تتركَ العراقَ، و تمشي، وتمشي، وتبقى تمشي، إلى أن تصِل إلى أحد القطبين.. فتعيشَ وتتعايشَ وتتآلفَ هناك.. أمّا مع الدببة، أو مع البطاريق.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العارُ وصُنّاعُ العار في المدنِ الفاضلة
- في بستانِ اللبنِ الرحب
- هُناكَ مذاقُ السلام
- النظام السياسي في العراق وسيناريو الدولة الكانتونيّة في بلدٍ ...
- أكثفُ أنواعِ الأحزان
- طريق التنمية في العراق وطرق حرير التنمية الأخرى: التقاطع وال ...
- طريق التنمية في العراق وطرق حرير التنمية الأخرى: التقاطع وال ...
- إشكالية الكلفة-العائد في التحوّل من القطاع غير المنظّم إلى ا ...
- إشكاليات التعاون والتعارض والتنسيق بين الأطر المؤسسية المُنظ ...
- سجون سوريا وسجون الأنظمة التي لم تسقُط بعد
- الاقتصاد العراقي والاقتصاد التركي: فجوات الأداء المؤسّسي وفج ...
- الإذلالُ الباردُ للخصوم في الأنظمةِ السياسيّةِ العربيّة
- الويلُ لنا ممّا نحنُ فيه
- التنظيمات الثورية – العقائديّة: أوهام وحقائق عن القوة والضَع ...
- سلوكُ الدولة العام وطبيعة الادراك المجتمعي الخاص لدورها في ا ...
- دونالد ترامب والوقود الاحفوري و OPEC+.. ونحن
- اعداد وتنفيذ التعداد العام للسكان في العراق ( 2024): إشكاليا ...
- عندما يَسكَرُ ع.ع.. كانَ يبكي
- ما زلتُ أُحبّكِ قليلاً
- تماماً كما هي الحَبَشَة


المزيد.....




- تحذير أمريكي للصين بعد مناورات عسكرية حول تايوان
- مرشح ترامب لرئاسة أركان الجيش الأمريكي: على واشنطن الاستمرار ...
- مقتل بلوغر عراقية شهيرة في العاصمة بغداد
- ترامب يزور السعودية في مايو المقبل
- مصر: السيسي بحث مع ترامب استعادة الهدوء في الشرق الأوسط
- الداخلية الكويتية تكشف ملابسات جريمة بشعة وقعت صباح يوم العي ...
- البيت الأبيض: نفذنا حتى الآن أكثر من 200 ضربة ناجحة على أهدا ...
- -حزب الله- ينعى القيادي في صفوفه حسن بدير ويدعو جمهوره لتشيي ...
- نصائح حول كيفية استعادة الدافع
- العلماء الروس يرصدون توهجات قوية على الشمس


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد عبد اللطيف سالم - يحدثُ هذا دائماً في العراق