إهداء: إلى الصديقة الحميمة الشاعرة سوزان عليوان
توغَّلَتْ (شمسُكِ المؤقَّتة)
في ظِلالِ الرُّوح ..
صباحُكِ قُبلةٌ مِنْ سنابل!
أيَّتها الرُّوح المبعثرة حزناً مُكَثَّفاً
في وجهِ الدُّنيا ..
يا قصيدةً منبعثةً
من سُكُونِ الليل ..
ما هذا الصَّوتُ المرتجّ
في وجهِ ضجيجِ العالم؟
صوتُكِ ملوَّنٌ بندى الحياة ..
أشتاقُ إلى صوتِكِ
إلى شهيقِكِ ..
متلألئةٌ كبرعمٍ في كُلّ صباحٍ
من صباحاتي ..
يا جراحاً مكوَّمة
فوقَ جبهةِ المساء .
طُقوسي .. آهٍ يا طُقُوسي!
شمعتُكِ مشتعلةٌ
منذُ بزوغِ الفجرِ
حتّى ينامُ الليل!
.. وهل ينامُ الليل؟!
يا قصيدةً موجوعة ..
ممتدَّة من دمُوعِ الأطفال
حتّى زرقة السَّماء! ..
يا طفلةً مقمَّطَة بقصائدٍ
لا تخطرُ على بال! ..
يا وردةً مُحاصرة
بدموعٍ غير مرئيّة ..
لا تكترثي كثيراً
بفظاظاتِ هذا العالم
آهٍ .. هل ثمّةَ خلاصٌ
من حصارِ الفظاظات؟!
يا صديقتي
يا أجملَ زهرة برّية
لم أرَها في حياتي ..
يا وجعاً ممتدّاً
من سماء بيروت
حتّى توهُّجَاتِ النجوم! ..
يا نسيماً متطايراً
من سماءِ القاهرة
حتّى قطبِ الشِّمال!
يا صديقة الليل ..
منذهلٌ أنا
كيفَ لا يتلمَّسونَ هؤلاء
هكذا ليلٍ لذيذ؟!
ألفَ قبلةٍ وقبلة ..
"شَمسُكِ المؤقَّتة" غير مؤقَّتة ..
إنَّها مُستَديمة
رغمَ شعورنا المؤقّتْ أَنَّها مُؤقَّتة
إلى أينَ يُغادرُنَا هذا الزَّمان؟
إلى أينَ يقودُنَا
هذا الفراغُ المميت؟
متى سأكتبُ قصائدي
التي تهدرُ كعاصفةٍ هائجة ..
يا صديقةً مكحّلة بخيوطِ الشَّمس
متى سأراكِ؟!
عفواً .. انّي أراكِ كُلَّ يوم!
أيَّةُ توابيت
هذهِ التي اخضرَّ خشبها؟
حلمُكِ مكتنـزٌ بالاخضرار
كنرجسةٍ برّية!
تعانقينَ ليلكِ المرتعش
كقصبةٍ في وجهِ الرِّيح!
يا نسيماً غائراً بالجراح ..
أيَّتها (المنـزلقة) في بحارِ الشِّعرِ
جبينُكِ يهطلُ شعراً
مغموساً بدموعِ الأطفال
مكتنـزاً بالأوجاع!
آهٍ .. يا أوجاع
يا غربةَ هذا الزَّمان!!
ستوكهولم: 9 . 9 . 1998
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]