|
..(.الله في القرآن ..( 2
مصطفى حقي
الحوار المتمدن-العدد: 1787 - 2007 / 1 / 6 - 11:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
( لمحة عن الكاتب وأعماله في مطلع مقالنا – معجزة القرآن) الحوار المتمدن تاريخ 10/12/2006 وفي القرآن ، من جهة أولى، آياتٌ عديدة تنصّ على أن الهدى والضلالة من عند الله بالمطلق ، وفيه ، من جهة ثانية ، آيات عديدة تفرض على الناس فروضاً محدّدة وعقوبات شديدة لأولئك الذين لا يلتزمون بتلك الفروض . وثمّة أيضاً أحيان يحتاج فيها الله كلّي القدرة وكلّي العلم معونة البشر . ففي الآية 14 من سورة الصف : ( يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحَواريينَ من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله) وفي الآية 25 من سورة الحديد : ( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من يَنْصرُه و رُسُـلَه بالغيب ). ومع أن هذه المشكلات هي مشكلات جوهرية ، إلا أننا لن نتقصّاها إلى أبعد من ذلك هنا . فعلى مدى قرون عديدة والأئمة والمفسرون المسلمون يكابدون لتبرير التناقضات الواضحة ، أو التنافرات الواضحة على الأقل ، ويكفي في سياق هذا الكتاب أن نواصل تفحصنا المقتضب لبعض مقاطع القرآن المعنية بحوادث من الثلاثة والعشرين عاماً التي هي موضوع الدراسة . لقد استاء الإله، ديّان الكون القدير ، من قول أبي لهبٍ للنبي :(تباً لك يا محمد ، ألهذا دعوتنا ؟ ) فنزلت سورة المسد مثل صاعقة على رأس أبي لهب ولم تنج زوجته من تفجّرها : ( تبّت يدا أبي لهب وتبّ* ما أغنى عنه ماله وما كسب * سيُصلى ناراً ذات لهب* وامرأته حمالة الحطب* في جيدها حبل من مسد ) . أما غرور أبي الأشدّ فقد جرّ عليه ذلك التقريع اللاسع الذي قرّعه الإله القدير في سورة البلد . وكذلك سورة الهمزة صفعة في وجه الوليد بن المغيرة وأمية بن خلف ، إذ تباهيا أمام محمد بمالهما وراحا يكثران الهمز واللمز فيه . أما سورة الكوثر فتؤنب العاص بن وائل تأديباً قاسياً ، إذ دعا النبي بعد وفاة ابنه بالأبتر كيما يهينه . ولقد كان لرحلة كعب بن الأشرف إلى مكة بعد معركة بدر أن تثير غضب سيّد الكون أشدّ الغضب لأن كعب ، اليهودي من أهل الكتاب، راح يأسى لهزيمة المشركين ويُعليهم على محمد ، الموحِّد القويم . وتشهدالآيات51-54من سورة النساء على شدّة سخط الله بسببٍ نمن هذا الأمر . بيد أن الله في سورة الحشر ، يعتزّ باجتثاث بني النضير ويصفه بأنه عقاب مُسْتَحَق لإصرارهم على التمسك باليهودية ويقال إنّ عبد الله بن عباس قد أطلق على هذه السورة اسم سورة بني النضير . ولا يقتصر الله في القرآن على تقريع الأشخاص والجماعات الذين يعيقون تقدّم قضية محمد وتفنيد آرائهم ؛ فهو يتدخل أيضاً في مشاكل نبيّه مع النساء. ومن هذه المشاكل كانت مشكلة حب النبي لزينب بنت جحش زوجة زيد، وما كان من جفاء زيد حيال زينب . فبعد طلاقها وإتمامها العدّة ، زوّجها الله لنبيه بنزول الآية 37من سورة الأحزاب. وفي الآيتين 28و29من السورة ذاتها ، انتهت مشكلة مطالبة نساء النبي بمزيدٍ من النفقة بعد المغانم الكبيرة من بني قريظة بما قرره الله من أنّ على نساء النبي أن يرضين بما ينلنه من نفقة وإلا واجهن الطلاق. أما المشكلة اللاحقة المتمثلة بشكوى حفصة زوجة النبي من علاقته بسريته مارية فهي موضوع آيات متعددة في سورة التحريم التي تناولناها في الفصل السابق . فغيرة حفصة وعائشة ساءت الله كثيراً ، فحذّر هاتين المرأتين من أنهما إن لم تكفّا عن مناكدة النبي وتتوبا ، فإن الله وجبريل والمؤمنين سوف يهبّون إلى نصرة النبي ، وأنّ النبي إذا ما طلّقهما ، فإن الله سيزوجه خيراً منهما ؛ مسلمات مؤمنات، قانتات، تائبات، عابدات، ساجدات، ثيّبات وأبكاراً . ولقد سبق أن ذكرنا أنّ أحد التفاسير يأخذ ( ثيبات) على أنها تعني زوجة فرعون ويأخذ ( أبكار) على أنها تعني مريم أم عيسى ، ويقول إن كليهما ستُزَوجان للنبي في جنّات النعيم، ولأن القرآن لا يقول أي شيء بهذا المعنى فإن الدلالة الوحيدة لما يقوله هذا التفسير في دلالته على ذهنية المفسر . وتُعني سورة النور بصورة أساسية بالإفك على عائشة وتقيم الحدّ ثمانين جلدة لمن ينال النساء الطاهرات بالقذف . وإقامة هذا الحد بمفعول رجعيّ على كل من حسّن بن ثابت وحمنة بنت جحش ، كان أن أعْلِنَ عن براءة عائشة . وخلال السنوات الممتدة من العام1/622إلى العام 11/632 كان أن نُسي أو أهمل لا الكون اللانهائي وحسب بل أيضاً مناطق أخرى من الأرض لأنّ بعض عرب الحجاز ونجد كانوا قد بدأوا بالتفكير بالله الواحد العظيم لكنهم كانوا يهملون في بعض الأحيان، بسبب من الخشية أو الرخاوة، ، أن يؤدوا ما يتوجّب عليهم كالمشاركة في الغزوات . ولمعاقبة هؤلاء ، فقد زِيْدَ حموّ جهنم، في حين أُعِدّت لأولئك الذين برهنوا على حماستهم وثباتهم ، من منطلق الإيمان أو الأمل بالغنائم ، جنّات تجري من تحتها الأنهار . وحين كان صدر الرسول الحبيب يضيق وتتأذى مشاعره من الهزء والسخرية . كان يُعزى بتطمينه ( إنّا كفيناكَ المستهزئين) الآية 95 من سورة الحجر . أما تدخل الخالق الأشدّ جلاءً وأثراً في شؤون العرب فقد جرى في السنة 2/624في معركة بدر وشكّل موضوع سورة الأنفال بأكملها. فبينما كان أبو سفيان مقبلاً من الشام في عيرٍ لقريش عظيمة، فيها أموال لقريش وتجارة من تجارتهم ، سمع النبي بأمر هذه القافلة ، فانطلق بنفرٍ من أصحابه من المدينة يبغون مهاجمتها والاستيلاء على ما فيها من بضاعة ثمينة. وكان أبو سفيان حين دنا من الحجاز يتحسس الأخبار، ويسأل من لقي من الرُّكبان حتى أصاب خبراً أنّ محمداً قد استنفر أصحابه ، فبعث يطلب العون من مكة ويستنفرهم إلى أموالهم ، فخرج أبو جهل على رأس قوّة من قريش لتخفر القافلة. وفي مزيد من الحذر، بدّل أبو سفيان مسار القافلة وأفلح في بلوغ مكّة . ولم يمسّ النبي وأصحابه القافلة لكنهم سارعوا إلى قوة أبي جهل في موضع يدعى بدراً . وليس من الغريب أن يكون بعض رجال النبي ، ممن توقّعوا نيل مغانم كثيرة دون كبير عناء ، فلقد أجفلوا عن مقاتلة القوة القرشية وأشاروا بالعودة إلى المدينة . ففي الآيات5-7 من سورة الأنفال ، يؤنب الله هؤلاء ويدعوهم إلى قتال الكافرين . أما الآية 9فتنصّ على أن الله قد وعد بان يمدّهم بألفٍ من الملائكة ، في تنص الآية 17 على أن الله ، وليسوا هم ، من قتل الأعداء الذين سقطوا في المعركة . وكان من بين هؤلاء أبو جهل ، وبذلك تمت فيه اللعنة . وتمضي الآية 17 لتخاطب النبي ، فتقول : ( وما رَمَيْت إذا رَمَيتَ ولكن الله رمى ) وفي ذلك إشارة إلى الحركة الرمزية التي أومأ بها النبي إذ أخذ حفنةً من الحصباء ورمى بها نحو المشركين بقصد أن تأتي في أعينهم ، أمّا المعنى فهو إنّ الله ، لا النبي، هو الذي جعل كفّاً من الحصى يملأ عيون الجيش الكثير الذي آل إلى الهزيمة . ولقد جاء هذا النصر على المشركين بمشكلة تقسيم الغنائم . فخصّ الله رسوله وبيت المسلمين بالخمس ، ووضع ترتيبات لتوزيعه( الآية 41 من سورة الأنفال ) . أما المشكلة الأخرى فكانت وَجْهَ معاملة الأسرى . ففي البداية أقرّ الله مشورة عمر بضرب أعناقهم جميعاً لبثّ الرعب في القلوب الخصوم: ( ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يُثْخن في الأرض) ( الآية 67 من سورة الأنفال) غير أن الله لم يلبث أن قبل المشورة الرصين التي قدّمها أبو بكرفي طلب الفدية : ( يا أيها النبي قُل لمن في أيديكم من الأسرى إنْ يعلم الله في قلوبكم خيراً يُؤْتِكُمْ خيراً مما اُخِذَ منكم ويغفر لكم والله غفور رحيم ) – الآية 70- وسورة الأنفال مكرّسة بأكملها لحلّ المشكلات الناشئة من علاقات المسلمين بالمشركين واليهود ، وتشير الآية 9 من سورة الأحزاب إلى تدخل الله في الأزمة التي نشبت حين دخلت غطفان في حلف مع قريش ،وضربت قواتهما المشتركة الحصار على المدينة : ( يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنودٌ فأرسلنا عليهم ريحاً وجنوداً لم تروها ) أما الآيات 10-13 فتقدم مزيداً من المعلومات عن هذه الأزمة التي أمدّ الله فيها المسلمين بعونٍ عظيم . أما تفسير كيمبرج فيقدم الرواية التالية عما جرى : أرسل الله العليّ ريحاً تطرح أبنيتهم ، وتطفيء نارهم ، وتهدّ حظائر جيادهم ، فكانوا جميعاً يقع الواحد منهم فوق الآخر . وصاحت الملائكة : الله أكبر . فالمفسّر التقي لا يخطر له قط أن يسأل لمَ لمْ يرسل الإله القدير الريح قبل ذلك بثلاثة أسابيع . فلو فعل الله ذلك ، لكان أزاح عن كاهل المسلمين ذلك العبء الثقيل المتمثّل بحفر الخندق الدفاعي حول المدينة ووفّر عليهم أياماً وليالي طويلة من القلق الشديد . كما لا يخطر ببال هذا المفسّر أو ببال أي مسلم معاصر أو لاحق أن يتساءل لِمَ لَمْ يرسل الله تعزيزاً من الملائكة في معركة اُحُد ، كما فعل في معركة بدر ، أو ريحاً عاتية، كما في معركة الخندق ، تفادياً للهزيمة المؤلمة واستشهاد سبعين من المقاتلين المسلمين، من بينهم أصغر أعمام النبي وأحبهم إليه ، حمزة بن عبد المطلب المغوار. ولو أنَّ بعض الملائكة أو عاصفة أعانت المسلمين في اُحُد ، لكان ذلك قد وفـّر على النبي ورطة نكسةٍ عسكرية وتلك التجربة حين شجّ حجرٌ وجهه وكاد أن يستشهد لو لم تنقذه شجاعة علي الذي وقاه بترسه . وتتيح لنا دراسة مقاطع عديدة في القرآن أن نلمّ شتات لوحة عريضة تصوّر ماكان سائداً من شروط اجتماعية في الحجاز . فعلاوةً على القواعد والأحكام الأخلاقية ، ثمة إشارات إلى حوادث وصراعات من تلك الفترة،. فمئات الآيات مكرسة للجدال، والردّ على القادحين ، والفصل في النزاعات الشخصية ، والحض على القتال ، وتقريع المراوغين الذين يتهربون من المعركة ، والوعد بالغنائم والاستيلاء على أموال الغير وسبي نسائهم ، وتهديد الخصوم والعصاة بنار جهنم . فصاعقةُ غضب الله معلّقة فوق رؤوس الأخيار والأشرار على حدّ سواء ، جاهزة لأن تُهلك بلدةً بأكملها إذا ما كانت قلّة من أهلها عاصية أو آثمة . ولله في القرآن ذات الصفات النمطية التي نجدها لدى كائن بشريّ. ففي بعض الأحيان يكون سعيداً مسروراً ، وفي أخرى يكون حانقاً مغتاظاً. وهو يحب ويكره ، ويمكن أن يُسْتَرضى . وباختصار , فإن جميع المنازع التي نعرفها في طبيعتنا البشرية الضعيفة المُقـَلْـقـَلَة ، كالحب ، والغضب ، والحقد ، بل المكر والخداع، هي منازع يعيشها الكائن الأسمى ويختبرها. بيد أننا حين نطرح وجودَ خالقٍ للكون اللامتناهي وديّانٍ له، لابد لنا أن نصدق من وجهة عقلانية أنه مستثنى من مثل هذه العوارض . وبذلك يكون علينا أن نؤوّل ما ينسبه القرآن إلى الخالق من صفات متضاربة على أنه تعبيرات عن مشاعر النبي محمد الإنسانية الخاصة ، وهذا ما يدفعنا إليه مزيداً من الدفع قول النبي نفسه أنه بشر . ونحن نعلم أنّ النبي، شأنه شأن أي بشر آخر ، قد استاء لفَقـْد ابنه وشعر بالحزن والفجيعة ، وأنّ رؤيته جثمان حمزة في اُحُد وقد مُثـِّل به قد أغاظته أشدّ الغيظ وولّدت في نفسه من الكراهية ما يكفي لأن يقسم أنه سيمثـّل بثلاثين من قريش . وهذه الملاحظات تدفع إلى السؤال ما إذا كان ثمة خلْطٌ يمكن أن نَتَبيّنه في القرآن بين الله ومحمد . فهذه هي الفرضية الوحيدة القادرة على تذليل المصاعب التي يطرحها عدد كبير من مقاطع القرآن.ولعل دراسة بعضها أن تنير المشكلة مزيداً من الإنارة . فالمسلمون جميعاً يؤمنون بأن القرآن كلام الله . وهم يستندون في منطلقهم هذا إلى معلومات متوفـّرة في النص القرآني ، كما في الآيتين 3و4 من سورة النجم : ( وما ينطقُ ( أي النبي) عن الهوى* إن هو إلاّ وحيٌ يوحى ) وفي الآية 1 من سورة القَدْر : ( إنا أنزلناه في ليلة القدر . وهذا ما جعل القرآن بالنسبة للمسلمين وثيقة الإيمان الفذّة ، المهيبة المقدسة ، التي لاجدال فيها . ولقد بلغ من إجلال القرآن أنّ جدالاً عنيفاً نشب بعد مائة من الأعوام بين الفقهاء فيما إذا كان القرآن مخلوقاً، أو غير مخلوق شأن الله ذاته ، أي أن وجوده لم تسبقه حالة من عدم الوجود . ولقد تواصل هذا الجدال قروناً . وكل ما نحتاج إلى قوله هنا هو أنّ المذهب القائل بأنّ القرآن غير مخلوق يتنافى مع الأدلة الواقعية ، ومع المعايير العقلية ، ومع المباديء الأساسية في الفقه الإسلامي . غير أن ذلك لم يمنع إمام السنّة البارز أحمد بن حنبل من أن يبالغ في إيمانه بهذا المذهب إلى الحدّ الذي دفع، في عهد الخليفة المعتصم (218/833-227/842)إلى جلده حتى الإغماء لعدم تركه هذا المذهب . ولعله كان يؤمن أيضاً بأنّ القول ( تبّت يدا أبي لهب ) هو قول أبدي شأن الله نفسه . حين تأخذ حمىً بتلابيب جماعة ، لاتكون للكلمات والبراهين القدرة على تسكينها . غير أن الحقائق واضحة جلية لكل من يقرأ القرآن ويمعن النظر فيما يحتويه . ومن الأمثلة التي تلفت الانتباه رأساً محتوى سورة الفاتحة . وهي تتألف من سبع آيات ، تُدعَى بالمثاني السبع، وتأتي أولاً في القرآن بسببٍ من أهميتها العظيمة في صلاة المسلمين : ( بسم الله الرحمن الرحيم * الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم* مالك يوم الدين * إياك نعبد وإياك نستعين * اهْدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين ) هذه الكلمات لايمكن أن تكون كلمات الله . فمن الواضح من محتواها أنها كلمات محمد ، ذلك أنّها تتألف من حَمْدٍ لله، وثناء عليه ، وتضرع لعونه . وما كان الله نفسه ليقول : الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم*8 مالك يوم الدين ) ومثل هذه المشكلة ما كانت لتكون لو أنّ سورة الفاتحة سُبِقَت بـ- قـُل –على نحو ما نجده في كثير من السور والآيات ،كالآية1 من سورة الإخلاص : قل هو الله أحد . والآية 1 من سورة الكافرون : قُلْ يا أيها الكافرون . والآية 109 من سورة الكهف : قُل إنما أنا بشر مثلكم . فمن غير المحتمل منطقياً أن يقول الله : أهدنا الصراط المستقيم * صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين . ولأن سورة الفاتحة لايمكن أن تكون كلام الله بما تحتويه من حمدٍ لله وطلب لمعونته ، فلا بد أن نعتبر أنها كلام محمد نطق بها كَضَرْبٍ من الصلاة والضراعة . وهذا هو السبب في أنّ عبد الله بن مسعود ، الذي كان واحداً من كتبة الوحي وحافظاً للقرآن غيباً وغدا لاحقاً من نَقَلة الحديث المُعتَبرين ، كان يرى أنّ سورة الفاتحة وكذلك سورة الفلق وسورة الناس ، وكلتاهما تشتملان على أعوذ بربّ . ليست من القرآن ومن المنطوقات التي لايمكن أن ننسبها إلى مُسَيّر الكون ، بالنظر إلى طبيعة الفاعل فيها ، سورة المسد ، التي تردّ على أبي لهب . فقد دعا النبي بعض أقربائه وبعض القرشيين النافذين ليبسط لهم مبادئ الإسلام . وما إن بدأ حتى قاطعه أبو لهب غاضباً , وقال : تباً لك يا محمد ، ألهذا دعوتنا ؟ وسورة المسد ، بما فيها من تكرار لكلمة أبي لهب – تباً - ، تُفصح عن سخط النبي على غلظة أبي لهب وخبث زوجته، أم جميل ، وتعمّدها الأذى إذ كانت تلقي الشوك في درب النبي . وبذلك كان الرد مناسباً مع الفعل . أما من جهة أخرى ، فإنه من غير اللائق بمُسَيّر الكون أن يسبّ أعرابياً جاهلاً ويدعو امرأته حمّالة الحطب .
من كتب: 23 عاماً دراسة في الممارسة النبوية المحمدية الكاتب : علي الدشتي ترجمة ثائر ديب صادر عن رابطة العقلايين العرب يتــــبع.....
#مصطفى_حقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
..- الله في القرآن ..-1
-
... النساء والنبي -2-؟
-
.. النساء والنبي ....-1-..؟
-
... النساء في الإسلام ...؟
-
النبوّة والحكم .....؟
-
سياسة التقدم نحو السلطة ....؟
-
الكاتب القاص المدمن عشقاً صبحي دسوقي يبتهل لنارا....؟
-
بداية اقتصادية على أموال اليهود...؟
-
ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية - التغيّر في شخصية مح
...
-
ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية - الهجرة
-
ثلاثة وعشرون عاماً في الممارسة النبوية-بشرية محمّد
-
الشاعر الإنسان عايد سراج غيفارا يبحث عن صديق ...؟
-
معجزة القرآن .. ومواهب الرسول الفكرية واللغوية وقوته على الإ
...
-
نصف عقد في حوار حضاري متمدن ...
-
مهرجان الرقة المسرحي الثاني وانحسار النص المحلي..؟
-
حتمية انتصار الثقافة مطلب حضاري ..سيادة الوزير
-
.. الضحايا يغتصبون الضحايا..؟
-
حدث غير واقعي ، ومع ذلك تعاملت معه المدينة بمنتهى الواقعية .
...
-
رسالة إلى نبيل عبدالكريم ...؟
-
..العلمانية مابين الأممية والقومية ...؟
المزيد.....
-
صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب
...
-
لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح
...
-
الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن
...
-
المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام
...
-
كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
-
إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك
...
-
العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور
...
-
الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا
...
-
-أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص
...
-
درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|