مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 8198 - 2024 / 12 / 21 - 00:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مظاهرة اليوم التي طالبت بالديمقراطية لقيت هجومًا غير مسبوق و معها كل شعاراتها من كل من يكره كلمة ديموقراطية و لكن أيضًا من الديمقراطيين السوريين أنفسهم … في سوريا "الجديدة" التي ولدت كما يؤكدون من رحم ثورة الشعب السوري و التي ستجسد رغبته بالعيش بحرية تصبح المطالبة بالحرية تهمة لا تبدأ بالاتهام بالعمالة للنظام السابق ، غريب أن يكون الحديث عن الحرية له علاقة بالنظام الأسدي ، و لا تنتهي بالحديث عن 18 مليون سني مسلم سوري يريدون تطبيق شرع الله كما يزعمون …و تصبح الثورة السورية مصدرًا جديدًا لتشبيح ينظر لديكتاتورية لا تبقي و لا تذر و يحرض هؤلاء بإسلامييهم و أنصافهم و ديمقراطييهم للدوس على كل مختلف و كل مخالف و لتشديد قمع ليس فقط هؤلاء بل كل ما يجب قمعه و فرض مظاهر الأسلمة كإيديولوجيا قمعية لنظام قمعي أبدي و إبادي … ليس صدفة أن كثير من هؤلاء يعتبر أهم إنجازات الجولاني عدم سحل الناس في الشوارع و ذبحهم و بعد ذلك السماح لبعض الناشطين بالتظاهر وسط دمشق للمطالبة بالحرية و الديمقراطية … لا يريد هؤلاء إزعاج محررنا بمثل هذه الاستفزازات و التي تعبر برأيهم عن النظام السابق لا عن جزء من "الشعب السوري" أو أولئك الذين يدعون إليها و لا أنها حق من حقوق الشعب السوري أيًا يكن سادته … و تبلغ الملهاة الدائرة اليوم قمتها عندما اكتشف البعض فجأة أن الديمقراطية غربية و معادية للإسلام و للشعوب عند البعض ، بعد أعوام طويلة من الغزل بالديمقراطية اكتشف هؤلاء مساوىء الديمقراطية بمجرد وصول الجولاني إلى السلطة … لست منشغلًا لا بالهجوم لا بالدفاع عن بعض مثقفي النظام السابق الذين كوعوا لأن هؤلاء يتمتعون بحماية ذات القوى التي أوصلت الجولاني إلى قصر الشعب و التي لن يجرؤ الرجل و لا غيره على مسهم دون ضوء أخضر من سادة الشرق الأوسط الجديد ، ليس تقليلًا و لا هروبًا من الدفاع عن حقهم كسوريين يعيشون على أرضهم لكن في الواقع يستحق السوريون العاديون كل ذلك الاهتمام ، لهؤلاء كل الحرية و العدالة ، هؤلاء الذين لا يفرقون مع أحدٍ و لا يهتم بهم أحد و لو على سبيل المزاح أو الكذب
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟