مقداد مسعود
الحوار المتمدن-العدد: 8197 - 2024 / 12 / 20 - 22:17
المحور:
الادب والفن
ما كانوا ملائكةً ولا جلادين. لكنهم ناموا طوال ذاك الوقت:
في يومِ كريهةٍ وسنوات مسغبةٍ وانتهاك البلاد..
واستيقظوا الآن ما حكمنا فيهم؟ صادفتهم في طريقي كعادتهم نظيفون وملابسهم نظيفة وقد نسلت من تكرار الغسيل، ألقيتُ التحية، كأنّها لم تصلهم !! فركتُ أسماءهم لعلهم يستيقظون.. يبدو تعطلت أسماؤهم، قال قائلٌ منهم: أنت مشتبهٌ، قال آخر: كل سبعه ْ من طينه ْ، أردف أكبرهم : تتشابه الأسماء والأوجه.
ومررت أنا متعثراً كأنّ ملابسي ذابت، هربتُ حياءً.. أخذتني أقدامي بعيدا، كأنني صرتُ أهجر.... لكنهم لم يخبروا عني.. وربما خافوا الله فيّ أو خافوا على زجاج بيوتهم ..
مرّت السنواتُ مفخخة ً.. والمتظاهرون قمصانٌ نازفة ٌ بين عروج وتدحرج.. المصابيح سود..
صادفتهم ألقيتُ التحية َ ردوا التحية َ مسرعين. وحين سألتهم أن يتريثوا
أجاب صغيرهم : نومنا فيه السلامة
#مقداد_مسعود (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟