أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - الهيموت عبدالسلام - سوريا التي ...















المزيد.....


سوريا التي ...


الهيموت عبدالسلام

الحوار المتمدن-العدد: 8196 - 2024 / 12 / 19 - 18:14
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


1/في الشرق الأوسط تتدافع ثلاثة مشاريع إقليمية كبرى : المشروع الإقليمي للإخوان المسلمين بقيادة تركيا وقد أصبح هذا المشروع يحكم سوريا بعد سقوط نظام الأسد ، المشروع الإسرائيلي الاستيطاني التوسعي المدعوم أمريكيا وغربيا ، المشروع الثالث هو المشروع الإيراني الذي يٌعرف بمحور الممانعة أو المقاومة ، بسقوط نظام الأسد يظهر جليا أن الرابحين الأساسيين هما تركيا وإسرائيل ، تركيا هي الراعية للسلطة الجديدة في سوريا والتي تطمح أن تصبح راعية للقضية الفلسطينية ولترؤس لجنة القدس ،وهي العراب والمؤتمن الوحيد للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، وقد حظيت تركيا بثقة وتعهد ترامب الرئيس الأمريكي المقبل حتى قبل أن يتسلم مقاليد السلطة 20 يناير المقبل ،وربحت تركيا اقتصاديا مع استئناف مشروع نقل الغاز من قطر إلى تركيا ثم أوربا عبر روسيا والذي كان يعارضه نظام الأسد، وستربح تركيا بعودة لحوالي 3 مليون ونصف مليون لاجيء سوري الذين شكلوا عبئا اقتصاديا وانتخابيا للرئيسأردوغان ، الرابح الثاني هو الكيان الصهيوني الذي دمر البنية التحتية العسكرية: أسراب الطائرات المقاتلة والمطارات العسكرية، وبطاريات الدفاع الجوي، ومراكز البحث العلمي والألوية الصاروخية في مختلف المناطق السورية، والأسطول البحري التابع للقوات البحرية للجيش السوري لدرجة أصبحت سوريا كلما تملكه أسلحة خفيفة لا تقوى للدفاع عن دذوذها وأراضيها.
في إطار التقسيم التي عرفته سوريا خلال 13 سنة من حرب دولية فإن الكيان الصهيوني يستحوذ على 11 منطقة في سوريا وأهمها: القنيطرة، جبل الشيخ، الجولان: القلمون، أما تركيا فإنها تسيطر على 10 مناطق في شمال شرق سوريا وأهمها: أدلب ،حلب ،القامشلي،جرابلس ، أما أمريكا فتسيطر على المثلث الحدودي السوري الأردني العراقي وتشمل ديرالزور والبوكمال ومدينة موحسن وعين العرب والحسكة وهي المنطقة الأغنى في سوريا بالنفط والزراعة والأقل تضررا من الحرب وتوجد بها قواعد أمريكية ومطارات وصناعة للنفط وإدارة ذاتية وتدعم أمريكا قوات سوريا الديمقراطية التي تتشكل من غالبية الأكراد.

2/في القراءة للوضع السوري ما بعد سقوط نظام الأسد لا نحتاج ربما للأجوبة الجاهزة وللمعطيات التي يعاد تدويرها على إيقاع المتمنيات والتعاطي العاطفي بل نحتاج إلى طرح أسئلة حارقة لأن الذي حدث ليس ثورة شعبية وليس انقلابا عسكريا ، ولكن ما يتوفرمن معطيات أن الذي حصل هو أقرب إلى انهيار نظام سياسي مرتب له إقليميا ،انهيار نظام رفعت روسيا وإيران وحزب الله دعمَهم عنه لاعتبارات داخلية بكل بلد يطول شرحها ، وأن الذي سرع سقوط نظام الأسد فصائل مسلحة سليلة تنظيم القاعدة مصنفة إرهابيا من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة وقد عملت تركيا في تقديم المساعدات الاقتصادية والعسكرية لهذه الفصائل وحمايتها من هجمات الجيش السوري بحكم تواجدها بإدلب ،جبهة فتح الشام تتشكل من فصائل متطرفة جاءت وباعتراف أحمد الشرع من حوالي47 جنسية لمقاتلين أجانب من أمريكا وآسيا وروسيا والشيشان ومن طاجيكيستان وأفغانستان وأوزباكستان وألبانيا وباكستان والإيجور ومن دول الخليج وتونس والمغرب ومنطقة شمال القوقاز والعراق وأذربيجان وجورجيا و عرب إسرائيل ،وذكرت وزارة الخارجية الأمريكية يوم 2 يونيو 2016 أن مجمع الاستخبارات التابع لها يقدر "أن ما يزيد على 40000 مقاتل أجنبي قد ذهبوا إلى النزاع في سوريا ومن أكثر من 100 بلد" في حين أنه قبل 6 أشهر من هذا التاريخ قدرت وزارة الدفاع الروسية أن هناك حوالي 25000 إلى 30000 من المرتزقة الإرهابيين الأجانب يقاتلون من أجل داعش لوحدها.

3/ من الأسئلة التي تطرح بقوة والتي نتجاهلها أو نهرب من الإجابة عنها : هل الأنظمة التي تدعم الشعب الفلسطيني بالمال والسلاح والسياسة يٌشفع لها أن تقمع شعوبها ؟ هل يشرف القضية الفلسطينية أن تدافع عنها أنظمة استبدادية والأنظمة الاستبدادية عمرها قصير ساقطة لامحالة يوم ينهض الشعب لتقرير مصيره، هل يمكن الرهان على الأنظمة السياسية الاستبدادية لدعم تحرر فلسطين؟
لا يخفى على أحد أن النظام السوري كان يدعم القضية الفلسطينية ويحتضن العديد من الفصائل الفلسطينية للتدريب والإقامة، كما يضمن للجغرافية السياسية السورية أن تضمن تمرير السلاح من إيران لحزب الله، هذا الاصطفاف لجانب القضية الفلسطينية سيجعله أوتوماتيكيا عدوا لأمريكا وإسرائيل والأنظمة التبعية لهما والحركات الإرهابية التي تدور في فلكها، سؤال آخر لو كانت سوريا في ظل نظام الأسد الاستبدادي تابعة لأمريكا ومطبعة مع الكيان الصهيوني ولا تدعم الشعب الفلسطيني هل كانت ستتعرض للحصار والعقوبات ولحرب دولية؟
الشعوب والقوى التقدمية واليسارية والأحرار في العالم تتصدر قائمة مطالبها الديمقراطية وحقوق الإنسان واختصارا حق الشعوب في تقير مصيرها ، فهم حين يساندون المقاومة يساندونها لأنها تساند وتدعم القضية الفلسطينية، هي مساندة لهذه الأنظمة لمواقفها المشرفة اتجاه القضية الفلسطينية وليس مساندة هذه الأنظمة لقمعها وقهرها وقتل شعوبها ، ومن منطلق حق الشعوب في تقرير مصيرها فإن هذه الشعوب والقوى التقدمية والأحرار يجب ألا يصمتوا عن استبدادية النظام اتجاه شعبه فقط لأنه يدعم القضية الفلسطينية ، القضية الفلسطينية أصبحت امتحانا للضمير الإنساني ، القضية الفلسطينية أصبحت ترمومترا لقياس الإنسانية ،وهي القضية التي خلقت فرزا كبيرا بين من يقف لجانب الظلم والعنصرية والاستغلال وبين من يقف لجانب الحق والعدالة والحرية ، الكثير من الأنظمة التي دافعت عن القضية الفلسطينية أنظمة منخورة وفاشلة وأقل ما يقال عنها أنها غير ديمقراطية من حروب 1948 وحرب حزيران 1967 التي احتلت فيها الضفة بمافيها القدس الشرقية والقطاع وهضبة الجولان وشبه جزية سيناء التي تم استرجاعها حرب 1973 ، في المقابل استطاعت أن تنتصر الجبهة الوطنية اللبنانية على إسرائيل وأن يخرج حزب الله قوات الجيش الإسرائيلي سنة 2000 من لبنان ، وربما ليس صدفة حين قال حكيم الثورة الفلسطينية جورح حبش أن خير ما تقدمونه للقضية الفلسطينية والنضال ضد أنظمتكم الرجعية يقصد بأن الدعم للقضية الفلسطينية من أنظمة ديمقراطية أفيد وأضمن من أنظمة تبعية .

4/المشهد الحالي في سوريا الذي سقط فيه نظام استبدادي رغم أفراح الشعب وعودة اللاجئين وفتح السجون لا يؤشر على بناء نظام ديمقراطي مدني تسوده العدالة الاجتماعية والحرية والكرامة، إذ كيف لشخص حارب في تنظيم القاعدة في العراق إلى جانب مصعب الزرقاوي وحارب في سوريا في ظل جبهة النصرة وارتبط بمنظمة داعش الإرهابية قبل الانفصال عنها وله فكر عقائدي متطرف كيف يصبح مدنيا وديمقراطيا بين ليلة وضحاها؟ تركيا التي ترعى هذه الفصائل ستسعى بكل الوسائل إلى دفع هذه الجماعات لخوض حرب مع "قسد" والقضاء على القوات الكردية، ولا تقبل بأن يكون للكرد أي دور في سوريا المستقبل، تركيا الداعمة والراعية لن توافق على أي شكل من أشكال الاعتراف بالإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، لأن ذلك سيؤثر بشكل مباشر على وضع الأكراد في تركيا الذين يتجاوز عددهم 25 مليون نسمة ، فإذا تم الاعتراف بحقوق 4 مليون كوردي في سوريا، فكيف سيكون الحال مع مطلب الأكراد في تركيا نفسها؟ حركات الإسلام السياسي التي حكمت مصر وتونس في أعقاب الربيع العربي بمباركة الرئيس الأمريكي باراك أوباما أين هي الآن ؟ وهل السعودية والإمارات التي استثمرت ملايير الدولارات ستسمح بإقامة نظام للإخوان المسلمين بسوريا دون أن يحصل ما حصل مع محمد مرسي؟ ماذا يعني أن يقول أحمد الشرع أنه "ملتزم باتفاقية 1974 لإعادة المراقبين الدوليين ولا نريد أي صراع سواء مع إسرايل أو أي طرف آخر ولن نسمح باستخدام سوريا نقطة انطلاق لشن الهجمات " في الوقت الذي تتوسع في هضبة الجولان وتحتل الجنوب السوري ؟
الخوف ألا يقتصر السقوط على نظام سياسي استبدادي فقط بل أن يسقط الوطن والتاريخ والحضارة ،أن تسقط أقدم حضارة على وجه الأرض وأول مدينة وأول من دجن الحيوانات وأول من اكتشف الزراعة والمنجل والمحراث والأبجدية وهي أندلس أخرى لفسيفساء ديني وعرقي ومذهبي متعايش لقرون رغم ارتدادات السياسة .



#الهيموت_عبدالسلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول مذكرة الاعتقال في حق نتن ياهو ويوآف غالانت
- انهيارإسرائيل
- يكفيك فخرا
- المغاربة
- الكتابة والارتزاق
- حرب الأنفاق في غزة
- الحركة الطلابية الغربية و دعمها لغزة وفلسطين
- جحيم الفكر
- آفة العبودية الطوعية
- أسئلة المعنى واللايقين
- النحل أم الدبابير
- الشعب الفلسطيني وجدارة الحياة
- صفحات سوداء من تاريخ منطقة زرهون : الباشاوات القواد والشيوخ
- البنيات الاقتصادية والاجتماعية لمنطقة زرهون (1911-1939)
- صفحات من تاريخ منطقة زرهون
- حين كنت ذبابة إلكترونية
- افرضوا علينا المزيد من الضرائب قبل أن يفوت الأوان
- المدرسة وهوس التميز
- مزاد الأعضاء البشرية
- الكيف أو القنب المغربي


المزيد.....




- سيدة تجد نفسها بمواجهة مباشرة مع قاتل يفر من الشرطة.. لن تصد ...
- مصر تكشف حقيقة -تأجير الأهرامات- ليوتيوبر شهير .. وزاهي حواس ...
- أحمد الشرع في مقابلة مع بي بي سي يتحدث عن خططه من أجل مستقبل ...
- هوندا ونيسان تجريان محادثات اندماج، فماذا نعرف حتى الآن؟
- بنعبد الله يستقبل الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني ...
- تأهب عسكري تركي على حدود سوريا و-قسد- تستعد للتصدي لأي هجوم ...
- سوريا: انخفاض استهلاك الطحين للخبز بمقدار 765 طنا -بعد الضبط ...
- بوتين: بعد استقالة يلتسن وفيت بوعدي وحافظت على دولتي وأنقذته ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي في منطقة البحر المتوسط ...
- قديروف يقترح أن يحدد عوضا عن الغرب هدفا لـ-أوريشنيك- في أوكر ...


المزيد.....

- علاقة السيد - التابع مع الغرب / مازن كم الماز
- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - الهيموت عبدالسلام - سوريا التي ...