كريم عبدالله
الحوار المتمدن-العدد: 8195 - 2024 / 12 / 18 - 20:35
المحور:
الادب والفن
ليست المسافات بعيدة بيننا، إنما هي أنفاسٌ هاجعةٌ بينَ المدى، كأنما الليلُ قد مدَّ أذرعَهُ، وراح يفتش في دروبِ الهوى عن سرٍّ جديد، والقلبُ أجنحةٌ خفَّت، والروحُ تنثرُ الحنينَ على شفاهِ الذكريات. ليس البُعدُ إلا خيطَ أملٍ رقيق، بينما العشقُ يزهرُ في عيونِ الغياب، أنتِ أضواءُ بُعدٍ يعانقُني، وأنا عبيرٌ يهاجمُ الأفقَ الطيِّب، حين تصحو الذكرياتُ على صوتِكِ، ينبضُ في قلبي إيقاعٌ أثيريٌّ من تردداتِ الحلم. وأنتِ في الفضاءِ تُضيئينَ نجمةً، والزمنُ متسابقٌ، وعن عينيكِ تغفو ساعاتُ الانتظار، كلُّ لحظةٍ تركضُ في الطريقِ من حلمٍ إلى آخر، والشوقُ يُعلِّقُ فصولَ العمرِ على خيوطِ الندى، فما أتمكنُ من الهروبِ منه، ولا الزمنُ يشبعُ فضولَ اللقاء. يا بعدَ الروح، تسكنينَ في زوايا الكون، حين أتذكركِ، أجد البحرَ يغني لنا، وأمواجُهُ تشدُّ إليكِ بأجنحةٍ متمردةٍ على آلامِ المسافات، كلُّ خطوةٍ تدنيني إليكِ، وكلُّ نبضةٍ تشهدُ على العشقِ الذي لا يعرفُ حدودًا ولا زوايا. ليست المسافات بعيدة، إنما نحنُ المسافاتُ، نحنُ القلوبُ التي لا تنطفئُ حتى وإن اشتعلَ الليلُ في عيونِنا، أنتِ في فمي أغنيةٌ، وفي قلبي حجرٌ من زهر، وفي صمتِ الانتظار، أنتِ السِّرُّ الذي يزهرُ في فمي، ويكملُ حلمًا لا يتوقف.
#كريم_عبدالله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟