مقداد مسعود
الحوار المتمدن-العدد: 8195 - 2024 / 12 / 18 - 00:13
المحور:
الادب والفن
أحلام يوسف.. ورولان بارت
سورة يوسف في القرآن الكريم، يمكن القول أنها تشتغل على علامتين وتقوم بصياغاتٍ متنوعة ٍ للعلامتين لتستقر كل منهما في ذاكرة فعل القراءة للسورة الكريمة، و يتحول الفعل بدوره إلى متعقب للعلامتين وهما: الحلم والقميص
(1) قميص الذئب
(2) قميص الباب
(3) ريح القميص
القميص الأول صيرّه أخوة يوسف شاهد زور
القميص الثاني : شاهد عدل
القميص الثالث: ريح وضوء
(1) إذ قال يوسف لأبيه يا أبتي إني رأيتُ أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين / 4
(2) ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أرني أعصر خمراً وقال الآخر إني أرني أحمل فوق رأسي خبزاً تأكلُ الطير منه 36
(3) وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع ٌ عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات/ 43
(*)
الحلم الأول : بمرتبة فعل استباقي لمستقبل يوسف، الراوي هو يوسف والمروي له يعقوب والد يوسف، الذي ينصح ولده بكتمان حلمه عن أخوته، خوفا من تفكيك شفيرة الحلم
الحلم الثاني : يكون يوسف المروى له والراوي هو السجينان لكل منهما حلمه، والحلمان في فضاء مغلق هو السجن
الحلم الثالث : الراوي هو الملك والمروي له كثر، ثم يتفرد يوسف كمروى له . ولولا الحلم الثاني لما وصل يوسف بمرتبة مروي له مطلق، عند أعلى رأس في السلطة ومن خلال سلامة التأويل التي يبثها : يتسنم يوسف سلطة عليا . تلمس قراءتي أن الحلم هو الذي يتحكم بسيرورة اليقظة وجهويتها، وهذا يعني أن الحلم : مستقبل الواقع، المتواري الذي نفذ َ مِن هناك وتموضع هنا من خلال
مَن اختيرَ ليتجسد الحلم ُفيه حقيقة ً بينة ً للكل .وبهذا فالحلم لا يمثل قصة متهدمة، ولا يتم تصنيع الحلم من خرائب الذاكرة، كما يرى رولان بارت في كتابه (هسهسة اللغة)
#مقداد_مسعود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟