أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - مفارقات الزمن والمشاعر في لغة الذاكرة قراءة نقدية تحليلية في نصّ الشاعر : ستار حسن العراق . بقلم : كريم عبدالله – العراق .














المزيد.....


مفارقات الزمن والمشاعر في لغة الذاكرة قراءة نقدية تحليلية في نصّ الشاعر : ستار حسن العراق . بقلم : كريم عبدالله – العراق .


كريم عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 8194 - 2024 / 12 / 17 - 21:34
المحور: الادب والفن
    


مفارقات الزمن والمشاعر في لغة الذاكرة
قراءة نقدية تحليلية في نصّ الشاعر : ستار حسن العراق .
بقلم : كريم عبدالله – العراق .
1. مقدمة:
النص الذي بين أيدينا هو نص شعري يختلط فيه الحنين بالمفاجأة، والتوتر بالراحة، والزمن بالذاكرة، في جملةٍ من الصور والأفكار التي تتأرجح بين اللحظة الحاضرة والماضي الملتبس. يفتح الشاعر في هذا النص، الذي هو في مجمله أشبه بتداعيات شعرية تفتح جروح الزمن والحب والفقد، نافذة على /مفارقات الزمن والمشاعر/. من خلال أسلوبه الذي يمزج بين اليومي والتجريدي، وبين الغموض والتفسير الشخصي، يعرض ستار حسن صورة مغايرة للتجربة الإنسانية التي يتشابك فيها الماضي بالحاضر، دون فاصل واضح، ودون محاولة لفهم كامل.

2. الزمن والذاكرة:
من خلال قراءة النص، يُلاحظ أن الزمن يلعب دورًا محوريًا في بناء هذا النص، حيث يتداخل الماضي مع الحاضر بشكل مستمر. تبدأ القصيدة بـ /هرب الوقت مني/ في إشارة إلى انفلات الزمن من قبضة الشاعر، وعدم القدرة على مواكبته أو السيطرة عليه. وهذا ما يتجلى في الصورة الأخرى /سأرسل لك بطاقة بريد/، حيث تعود الذاكرة إلى زمن أبسط وأكثر اتساقًا، إلى زمن كانت الرسائل البريدية وسيلة للتواصل. الفكرة هنا ليست فقط في العودة إلى الزمن الماضي، بل في استحضار لحظات معينة كان لها تأثير عاطفي عميق على الشاعر.

ثم يعود الشاعر ليتأمل مفهوم /أمس/، وهو زمن يشير إلى غياب ثابت لا يمكن استرجاعه، ليتناقض مع الحاضر الذي يشوبه التغير والضياع، إذ يكتب /كنت انتظره/، وهي عملية تذكر مليئة بالمشاعر والألم، وهي تفتح سؤالًا عن كيفية استعادة هذا الزمن المفقود أو تواصله مع الحاضر.

3. الشخصيات والرمزية:
تتسم القصيدة باستخدام شخصيات رمزية تتداخل مع صورة /الزائر المألوف/، الذي يُشار إليه بعدة صور، منها /طائر الفطنان/ و /طائر آخر يصل بدقات قلبي/، ما يخلق توازنًا بين الحضور والغياب. الطيور في هذا السياق قد تمثل العودة أو الفقد، كما يمكن أن تمثل الحرية والقيود في نفس الوقت، فتضفي على النص شعورًا بالغموض، وتثير تساؤلات حول الرحيل والانتظار.

الأحداث التي يمر بها الشاعر تتسم كذلك بوجود تفاعل مع شخص آخر، ما يبرز بشكل خاص في /أنت تضيع وقتك/ و /كلماتها أشبها بالمباشر/، حيث يظهر أن العلاقة بين الشاعر والمحبوبة معقدة، وغير ثابتة، ما يثير تأملات حول الجدوى من العلاقات أو ضرورة الاستمرار فيها رغم قسوتها.

4. التأملات الفلسفية:
من خلال هذا النص، يتعامل الشاعر مع موضوعات ذات طابع فلسفي، تتعلق بتفسير الحياة، الحب، والوقت. /كل القبلة الأولى لا تنسى يوما/ يشير إلى أن التجارب الأولى تظل محفورة في الذاكرة، ولكن مع ذلك تظل هناك /أشياء لا تتكرر/، مما يعكس قناعة الشاعر بأن الحياة لا تقدم لنا الفرص نفسها مرتين، وأن الأوقات التي فقدناها لا يمكن استعادتها.

كذلك، يُبرز النص في مقاطع معينة قسوة الزمن على الإنسان، حيث يُذكر الشاعر بأن /أنا كبير بما يكفي على كثير من الأمور/، في إشارة إلى نضجه أو تحمله مسؤوليات أكبر من تلك التي تحيط به. هذه الجملة تعكس شعورًا بالعزلة، حيث يظل الشخص في النهاية وحيدًا في معاناته، وكل ما يملكه هو تكاليف الذكريات والعلاقات التي تمر وتختفي.

5. لغة النص:
اللغة في هذا النص تتسم بالتكثيف والإشارات الغامضة، وهي لغة مليئة بالصور الشعرية التي تخلق أجواء من التوتر الداخلي والخارجي. تتراوح بين التقريرية المباشرة والرمزية العميقة. فالقصيدة ليست سردًا للأحداث بقدر ما هي تدفق متسلسل للأفكار والمشاعر التي يختبرها الشاعر في تفاعله مع الزمن والمكان والآخر. /أبق معي أريد أن أمتلئ بك رؤيا/، هي دعوة لتأكيد التواجد، والاتصال بالآخر رغم المسافة والفقدان.

6. الخاتمة:
القصيدة التي كتبها الشاعر ستار حسن هي نص مليء بالأحاسيس المتناقضة، الذي يعبر عن مفارقات الزمن والمشاعر في لغة تسعى لأن تكون مباشرة في بعض الأحيان وغامضة في أخرى. إن مزج الشاعر بين الحنين للماضي، مع محاولات تأمل الحاضر واستشراف المستقبل، يظهر أن ما يظل ثابتًا في النهاية هو الذكريات والتجارب الإنسانية التي لا تتكرر.

من خلال هذا النص، يعكس ستار حسن كيفية تأثير الزمن على حياة الإنسان وكيفية تأثير الذكريات على تشكيل الهوية الشخصية. وبالرغم من كل التناقضات والمفارقات التي تطرأ في النص، فإن الرسالة الأساسية تكمن في قبول مرارة التغيير، وإدراك أن هناك أشياء في الحياة لا يمكن أن تتكرر، وأن اللحظات التي نعيشها هي في الحقيقة أكثر قيمة مما ندركه في حينها.

النصّ :
ان يكبر المرء أمر طبيعي
هرب الوقت مني ، سأرسل لك بطاقة بريد .
أمس ..
أتى زائرا مألوف ، يطرق الباب ، كنت انتظره
سأرسل بيده بطاقة بريد .
نسيت كيف كان لونها
يمكنك البقاء سألته ..
كأن وشك على الرحيل ، طائر الفطنان ( الفخاتي)
طائر آخر يصل بدقات قلبي أكثر من المعتاد
كانوا يمثلون كل ليلة .
...
...
ذات ليلة كنت أواجه مشكلةٍ في النوم .
لا أدري أثمة طريقة صحيحة على أعداد الشاي.
كان مقتنعاً ..
بأن لا يضيع وقته
في شراب العنب .
...
...
كل القبلة الأولى لا تنسى يوما
كيف كان المذاق.
...
...
نفترق قبل شروق الشمس .
كانت تبدو جميلة و مختلفة .
تركت ملاحظة !
أن كانت ثمة حرب فنحن لا نريد أن نراها .
...
...
كنت أرقبك ، كنت جدير بالثقة ...
...
أوصل هذا الى حبيبي
أنت تضيع وقتك ... يا حبيبي ، أنها صّماء
أنا كبير بما يكفي على كثير من الأمور .
...
...
كلماتها أشّبها بالمباشر
أبق معي أريد أن أمتلئ بك رؤيا ..
لذا ما كان يجب ان أتخلّى عنك .
لا أجد غير الله يوفّي بالوعود .
أخيراً لحقنا بعضنا البعض .
والتقينا .
ثمة أشياء لا تتكرر
وأنت سيدة العارفين .
بقلم : ستار حسن .



#كريم_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيدة القُبلة الأولى
- وكمْ داعبت رياح سبتمبر حزنَ وجهي
- أصابع ديسمبر: بين برودة اللمسات وحلم الجنوب الساحر قراءة نقد ...
- صهيل الذكريات: رحلة بين ظلال الوجود وندوب الزمن
- قراءة نقدية سيميائية في رواية : الياسمين السومريّ – للكاتبة ...
- الوطن في قلب الكروان: بين الحلم والألم قراءة نقدية تحليلية ف ...
- من حضن الكون إلى معبد النور: رحلة الإيمان والرحمة قراءة نقدي ...
- شعور التسكع في ليل الحزن: بين اليأس والخيال قراءة نقدية في ن ...
- من يأخذني إليكِ؟
- بين الجمر والوجع - صراع الهويات والموت الرمزي قراءة في قصيدة ...
- تفكيك الجرح: سيميائية العلاقة بين الذات والقصيدة في منطق الف ...
- التناص بين الجمال والقبح- قراءة سيميائية في بناء الروح البشر ...
- ما أحوجك: بين أفق الحلم ووجع الواقع قراءة سيميائية في نصّ : ...
- التحوُّل بين النار والماء قراءة سيميائية في نصّ - نارُ العشق ...
- الذاكرة السردية: بين محاكاة الأدب وكسر الرمزية في متن العشق ...
- قراءات فلسفيّة في قصائد سرديّة تعبيريّة مرايا الغياب: تأملات ...
- موسيقى الصمت: حين يتحوّل الحزن إلى صوت
- بين شظايا الزجاج وأحلام الكتابة: صراع الذات في مواجهة الأنان ...
- الملوحة والفراغ: رحلة بين الخوف والضياع في عالم بلا خرائط
- قراءة سيميائية في قصيدة : -تكثّفني أسرارك- للشاعرة رحمة عناب ...


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - مفارقات الزمن والمشاعر في لغة الذاكرة قراءة نقدية تحليلية في نصّ الشاعر : ستار حسن العراق . بقلم : كريم عبدالله – العراق .