خسرو حميد عثمان
كاتب
(Khasrow Hamid Othman)
الحوار المتمدن-العدد: 8194 - 2024 / 12 / 17 - 14:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نشر Chris Hedges على قناته في اليوتيوب مقابلة مع الدبلوماسي البريطاني السابق (ِAlastair Crooke) تحت عنوان:(The Fall of Assad & What it Means for The Mid East -w / Alastair Crooke- I The Chris Hedges Report) سقوط الأسد ومايعنيه بالنسبة للشرق الأوسط:
Chris Hedges: أدى سقوط الرئيس السوري بشار الأسد إلى إنهاء سلالةِِ استمرت 53 عاما بدأها والده، والى تحريك القطع على رقعة الشطرنج في الشرق الأوسط بشكل كبير. إن جماعة هيئة تحرير الشام المتمردة، أو HTS، بقيادة أبو محمد الجولاني، مسلحة ومدعومة من تركيا وكانت متحالفة ذات يوم مع تنظيم القاعدة. وهي مصنفة كجماعة إرهابية. والهدف الأساسي لتركيا هو منع قيام دولة كردية مستقلة في شمال سوريا حيث شكل الأكراد جيبًا مستقلاً. ولكن قد لا تكون تركيا وحدها هي التي تقف وراء الإطاحة بالأسد. فقد تكون إسرائيل أيضًا. لطالما سعت إسرائيل إلى الإطاحة بالنظام السوري، الذي يعد نقطة عبور للأسلحة والمساعدات المرسلة من إيران إلى جماعة الميليشيا اللبنانية، حزب الله، وكان النظام السوري مدعومًا من روسيا وإيران. والواقع أن الطائرات الحربية الروسية قصفت بشكل روتيني أهداف المتمردين السوريين، وكانت القوات الروسية متمركزة في سوريا.
ويستمر Chris Hedges: بالسرد: يتفاخر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإطاحة الأسد، ويصفها باليوم التاريخي، وقال إنها كانت نتيجة مباشرة لإجراءات إسرائيل ضد حزب الله وإيران، ولكن في الوقت نفسه، من المرجح أن يكون لإسرائيل قريبًا دولة إسلامية على حدودها. سوريا، دولة يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، مهمة جيوسياسيًا. فهي تربط نفط العراق بالبحر الأبيض المتوسط، والشيعة في العراق وإيران ولبنان وتركيا، وحلف الناتو بصحاري الأردن. أدى قرار الأسد بسحق حركة مؤيدة للديمقراطية بوحشية إلى اندلاع حرب أهلية استمرت 14 عامًا في عام 2011 أدت إلى مقتل 500,000 شخص وتشريد أكثر من 14 مليون شخص. الآن ما الذي تسعى إليه هيئة تحرير الشام لتجديد العلاقات مع إيران. هل ستفرض دولة إسلامية؟ هل ستتعرض الأقليات العديدة في سوريا، اليهود العلويون والأرمن والشيشان والمسيحيون الآشوريون والتركمان، للاضطهاد، وخاصة العلويين، الفرع غير التقليدي للإسلام الشيعي، والذي يشكل حوالي 10٪ من السكان، والذي كان الأسد والنُخب الحاكمة أعضاء فيه، وكيف سيؤثر ذلك على قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة والتي يقودها الأكراد، والتي تسيطر على الأراضي السورية الغنية بالنفط في شمال وشرق سوريا. لماذا تقصف الولايات المتحدة وإسرائيل أهدافًا في سوريا بعد الإطاحة بالأسد؟ هل سيتمكن النظام الجديد من إقناع الولايات المتحدة وأوروبا برفع العقوبات وإعادة النفط المحتل. ماذا يُنبئنا هذا بالنسبة للشرق الأوسط الأوسع، وخاصة في لبنان والأراضي المحتلة من قبل إسرائيل، ينضم إليّ لمناقشة الإطاحة بنظام الأسد وتداعياتها أليستير كروك( Alastair Crooke)، الدبلوماسي البريطاني السابق الذي أمضى أكثر من 30 عامًا في خدمة الشرق الأوسط، عمل مستشارًا أمنيًا للمبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي إلى الشرق الأوسط، فضلاً عن المساعدة في قيادة العديد من الجهود لإقامة مفاوضات وهدنة بين حماس والجهاد الإسلامي وجماعات المقاومة الفلسطينية الأخرى مع إسرائيل. كان له دور فعال بشكل خاص في إرساء وقف إطلاق النار عام 2002 بين حماس وإسرائيل. وهو أيضًا مؤلف كتاب "المقاومة، جوهر الثورة الإسلامية"، الذي يُحلل صعود الحركات الإسلامية في الشرق الأوسط. دعونا نضع كل شيء في سياقه. لذا دعونا نعود إلى الربيع العربي أليستير Alastair. كانت هناك مظاهرات واسعة النطاق في سوريا، كما كانت في جميع أنحاء العالم العربي. تم سحقها بوحشية شديدة من قبل نظام الأسد، مما أدى إلى اندلاع الحرب الأهلية. لكن دعونا نبدأ من هناك.
Alastair Crooke): حسنًا، أين الربيع العربي؟ أين جذوره؟ إذا أردت العودة إلى جذور هذه العملية برمتها، كان هناك اجتماع عُقِد مع نائب الرئيس آنذاك ديك تشيني Dick Cheney بعد الحرب في لبنان، حرب 2006 في لبنان، وكان ذلك الاجتماع مع الأمير بندر، الذي كان آنذاك رئيسًا لأجهزة الاستخبارات السعودية. وما حدث في ذلك الاجتماع هو أنه بدأ يتذمر ويقول، انظر، ماذا يحدث. كما تعلمون، كان من المفترض أن يؤدي غزو العراق إلى إضعاف إيران، ولا يبدو أنه فعل ذلك. والآن لدينا حزب الله الذي خرج منتصراً من هذه الحرب في لبنان. وقاطع الأمير بندر في تلك اللحظة، وقال، يعتقد الملك أن الحل لهذه المشكلة هو أن نُخْرِجَ سوريا. سورية هي الحلقة الضعيفة في هذه العملية برمتها. وتراجع تشيني Dick Cheney نوعًا ما. وقال، حسنًا، ما الذي يدور في ذهنك؟ ما الذي تتحدث عنه؟ وقال، ما هو الحل؟ إن الأمر كذلك، فإذا كنت تحب الثوار الإسلاميين، فإنهم هم الذين يمكنهم العمل لصالحك. ومرة أخرى، تراجع تشيني Dick Cheney قليلاً. وقال: "حسنًا، إذا كنت تَعْلَمْ، فإن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تفعل الكثير في هذا الشأن، فأنت تعلم أننا لا نريد أن نذهب بعيدًا في هذا الأمر".
فقال له بندر: لا مشكلة. سنفعل كل شيء من أجلك. وسوف يتم ذلك. لستَ مضطرًا للتدخل. وسوف يتم ذلك. بعد ذلك. وهكذا كانت بداية هذه الجولة الثانية، الجولة الأولى التي حدثت في أفغانستان قبل فترة طويلة، وقتها كنتُ هناك، عندما أرسلت المملكة العربية السعودية، بناءً على أمر الولايات المتحدة، الحركات الإسلامية إلى المجتمع العلماني في أفغانستان بهدف إسقاطه، وإلحاق الضرر بروسيا وإضعافه في هذه المرحلة. وهنا ظهرت هذه النقطة. ولكن عليك أن تدرك الصورة الجيوسياسية الكبرى لما كان يحدث. كانت المملكة العربية السعودية تقترح قلب نموذجٍٍ سائد منذ القرن التاسع عشر في لشرق الأوسط وما بعده بأكمله. كان الأمر يتعلق بإيران، الشاه. كانت هذه دولة كبيرة وقوية، وكانت الزعيمة في الشرق الأوسط. وما كان يقوله( يقصد الأمير بندر، للتوضيح) هو: دَعُونا نعكس الأمر. دَعُونا نَعْزل إيران ونَجْعَل السُنة هم الأبرز في الشرق الأوسط، ونمنحهم الأولوية. لذا كانت محاولة لتغيير التوازن بالكامل بطريقة مختلفة، وإعطاء العالم السني، وهذا كان جزءًا من سياسة أمريكا منذ عام 1996 فصاعدًا. في عام 1996، كانت فكرة العمل مع دول الخليج ومع الملوك والأمراء في الخليج ضد النظام البعثي، وآخرين، ولكن بعد ذلك كانت ضد إيران. أتذكر كنت أكتب عن الصحوة العربية وما حدث في تلك اللحظة، حسناً كان الأمر كذلك أعتقد في حوالي 2015 أو قبل ذلك.
لست متأكدًا ما إذا كان أوباما قد وقع على القرار الرئاسي رقم 12 أو 13، أعني وهو أمر صُدِر لوكالة المخابرات المركزية للإطاحة بالأسد والحكومة.
ومنذ ذلك الحين، كانت هناك سلسلة كاملة من مجموعات مكونة من ثلاثة أحرف تلقت تدريبًا أمريكيًا، إسرائيليًا وتركيًا في سوريا. وكان الغرض الرئيسي من ذلك هو الطلب من الأسد بتنفيذ القرار الرئاسي لأوباما. ولكن حتى هذا بدأ ينهار في نظري. أتذكر أنه في عام 2012 تقريبًا كتَبْت، حيث قلت، إن الأمور تتغير، لأن ما أراه هو هذا، اعتدنا أن ننظر إلى فلسطين، و الشرق الأوسط من خلال عيون علمانية، حتى وإن كانت عيون استشراقية. ولكن من خلال العيون العلمانية، اعتدنا أن نفقدها وننظر إليها بطريقة آلية. في فلسطين، كما تعلمون، كان الأمر يتعلق ببناء المؤسسات "لحل الدولتين" :وحتى في ذلك الوقت، كتبت أنني اعتقدت أن هذا كان يتحول نحو، إذا شئت، رموز الدين، أليكسا ضد جبل الهيكل Alexa versus Temple Mount. كانت ستكون الحرب الجديدة القادمة. و بالتدريج، إذا شئت، فقد انتهى السعوديون بمصالحهم في الوهابية، الشكل المتطرف للوهابية من الدين الإسلامي الضيق للغاية القائم على النصوص والوثائق، والذي كان معروفًا بوضوح أنها إدارة الوحشية. وكانت هذه نقطة التحول حقًا. أعتقد أنه بدأ يتحول في الاتجاه الآخر. والآن تخلصت المملكة العربية السعودية تقريبًا تمامًا، إذا شئت، من النفوذ الوهابي. لقد أصبحت أجزاء أخرى من الخليج أكثر اهتمامًا بما أسميه بلومبرج وتصنيفاتها لسوق الأوراق المالية من اهتمامها بالجغرافيا السياسية للمنطقة. لذا فإن هذا هو التحول. الآن، ما حدث، في الأساس، مع هذا هو امتداد لنتائج أوباما، لأنه تدريجيًا، كانت العقوبات الأكثر شدة، عقوبات قيصر، خاصة منذ البداية، كما تعلمون، ثم تم تمكين الأكراد في شمال شرق سوريا. وسيطروا على حقول النفط السورية، و كان النفط يُنقل من قبلهم الى تركيا، وكانت عملية غير قانونية تمامًا، لذلك فَقَدَتْ سوريا ثروتها النفطية. نزل الأتراك إلى الجزء الغربي من سوريا واحتلوا إدلب وحلب، كان هذا هو الجزء الصناعي، كذلك الزراعة، صناعة النفط، وأُفرغ سوريا من الإقتصاد. أعطيك مثالاً عملياً وهو أن الجيش السوري رفض، نوعا ما، القتال. المجند في الجيش يتقاضى حاليا 7 دولارات والجنرال 40 دولار في الشهر أما أعضاء في هيئة تحرير الشام و مليشيات أخرى يستلمون 2000 دولار في الشهر، هذا هو الحال، أقصد، الحقيقة، أن سوريا لم يكن لديها الموارد لتبدو أنها قادرة على تشكيل جيش أو القتال.
حاولت روسيا القيام بذلك في 2018 حيث قِيل للأسد: سنعيد تشكيل جيشك و نعيد تجهيزه بمعدات جديدة وسنقوم بتدريبهم على أحدث المعدات بالائتمان، ولا يتعين عليك وضع الأموال.
قال الأسد: لا.
ثم مؤخرا قال له الايرانيون: أنتم تعلمون أننا نستطيع أن ندعمكم، يمكننا دعم جيشكم، يمكننا المساعدة أن يكونوا محترفين، ولكن عليك أن تدعونا، يعني أن لا نستطيع أن نأتي كقوة احتلال، بل ويجب أن نتلقى دعوة.
قال الأسد: لا.
وطوال هذه الفترة تم تحذيره من أن شيئاً ما قادم. قال الإيرانيون و لواء Cs التابع للتحالف الدولي منذ حوالي شهرين، بشكلِِ مفاجئً. قالوا له، هناك شيء يحدث في إدلب. احذر، انتبه. وأتخيل أن الروس كانوا على دراية بهذا الأمر أيضًا. وقد صرح الأتراك الآن(بعد إزاحة الأسدـ للتوضيح) علنًا أن هذا كان على المحك. لقد كانوا يعملون على هذا قبل ستة أشهر.
انطلاقًا من وجهة نظر الأتراك قبل ستة أشهر، كنت لأضع تاريخًا للتحضير لهذا الأمر قبل عامين، على الأرجح. ولكن على أي حال، يقولون علنًا قبل ستة أشهر، كما تعلمون، كان الأمر جاريًا، يجري التحضير له ويجري التحضير له، من الواضح، مع أمريكا و إسرائيل أيضاً. الآن، لماذا قال لا، لا، ليس لدي إجابة قاطعة على هذا.
لكنني أتذكر قبل بضع سنوات. أتذكر جيدًا أنني أجريت مناقشة، وأعرف تفاصيلها عندما كان محمد بن سلمان جديدًا على المسرح، وقال لي عضو مجلس الشيوخ الشاب، من ولي عهد الإمارات العربية المتحدة، إننا نتحدث وقال، استمع إلى محمد بن سلمان إذا كنت تريد أن تكون وليًا للعهد، فالطريق إلى أن تصبح وليًا للعهد يمر عبر إسرائيل، ومن خلال اللوبي الإسرائيلي في واشنطن. هذا ما عليك القيام به. وهذا بالطبع ما فعلته الإمارات العربية المتحدة بالفعل مع قاعدتها في واشنطن التي تقدم نفسها بطرق لأمريكا.
(يتبع)
#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)
Khasrow_Hamid_Othman#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟