محمد هادي لطيف
الحوار المتمدن-العدد: 8193 - 2024 / 12 / 16 - 19:31
المحور:
الادب والفن
أين أنتِ؟
أين كنتِ حينما كان جسدي
يصرخُ في العراء؟
ماذا عن الكلماتِ التي علّقتها على جدرانِ الذاكرة
وأنا ألعقُ جراحَ العالم؟
أنا نبيٌّ،
لكنني ضعتُ بين جموعٍ من الأكاذيب
وأنتِ…
أنتِ التي جئتِ من جسدِ الهاوية،
لم تَفهمي أنّني كنتُ أبحثُ عن طريقٍ
لا يمرُّ من هنا!
أنا الذي ضاعَ بين نهودِ السلاطين،
بين زنزانةٍ ودمٍ
أهديتُها شعلةَ السّراب
لكي يظلّ الليلُ يلعقُ جرحَ الشمس.
هل تظنينَ أنّكِ
ستغسلينَ وجهي من صمتِ الجثث؟
هل تظنينَ أنّكِ ستحرقينَ البحرَ الذي يبلعُنا؟
لكِ أن تفرحي،
لكنّ الفجرَ لا يأتي بدماءِ الرغباتِ المنسية!
إنّني في الحربِ،
في عيونِ الغربةِ،
في سوادِ الليلِ الذي لا يعترفُ بوجودِ أيّ نجمةٍ…
لكنني أصرخُ
في هذا الفم الملطّخِ بالخذلان،
أقولها بلا خوفٍ،
أنا لستُ نبيًّا!
أنا ضحيةُ الحروبِ
وأنتِ في كفّي
خيطٌ من العذابِ المزخرف.
لا تنسَ،
كلما صلّيتُ على جثتكِ،
تراقصَ قلبي في عيونِ أعدائي.
#محمد_هادي_لطيف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟